كان «ألفرد فيجنر – Alfred Wegner» أول من اقترح نظرية زحزحة القارات في العام 1912، مستبقًا نظرية الصفائح التكتونية، مبيّنًا أن شكلي القارة الإفريقية وأمريكا الجنوبية متكاملين وأنهما كانتا ملتصقتين في زمن جيولوجي ماض.
وعلى الرغم من سير فيجنر على الطريق الصحيح، إلّا أن النظرية جوبهت باعتراضات شديدة من الجيولوجيين وعلماء الأرض آنذاك لأنها لم تقدّم تفسيرًا فيزيائيًا للقوى المسببة لهذه الزحزحة.
واستمرت الأمور على هذا المنوال حتى الستينيات حين بدأت تظهر تفسيرات تؤيد النظرية، وهي ما صار يُطلق عليها نظرية الصفائح التكتونية.
إذ استخدم الجيوفيزيائي «جاك أوليفر» معطيات مسجلة بأجهزة قياس الزلازل لإضافة دليل يؤيد به النظرية.
وجمع غيره من العلماء جملة من الدلائل كالتموضع الجغرافي للحفريات الحيوانية والنباتية، وأماكن التجلّد القديمة، تشابه الخصائص الجيولوجية على الرغم من البعد الجغرافي… الخ.
يستخدم علماء الأرض الصفائح التكتونية كنظرية مُوحّدَة لشرح الظواهر الطبيعية والتحركات الجيوديناميكية التي تحدث على مستوى الطبقة العلوية للكرة الأرضية وهي قشرة صلبة تدعى «الليتوسفير – Lithosphere،» ويوجد تحت هذه القشرة طبقة سائلة لزجة تدعى بالوشاح العلوي، مكونة أساسًا من الصهارة الساخنة، وتسمح للقشرة العلوية بأن تتحرك وكأنّها تطفو فوقها.
علمًا أن القشرة العلوية مقسمّة الى عدّة صفائح ذات أبعاد مختلفة، بعضها قاري وبعضها محيطي وتتحرك هذه الصفائح حسب سرعات متغايرة مُحدِثةً تصادمًا وتقاربًا في أماكن معينة، وتباعدًا في أمكان أخرى.
وأكّدت الدراسات والملاحظات أنّ البراكين والزلازل توجد بكثرة في مكان وجود ضغوطات تكتونية كبيرة وترافقها في الأماكن التي تمثل حدودًا للصفائح، والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع مثلما يظهر الشكل.
1 – الحدود المتحولة: وتحدث عندما تنزلق صفيحتين أفقيًا أو تتآكل حدودهما مع بعضهما، كفالق سان آندرياس في كاليفورنيا الأمريكية.
2 – الحدود المتباعدة: ذات طبيعة بناءة تتباعد فيها الصفيحتين عن بعضهما.
ومنها حيد منتصف الأطلسي، وهو حد تباعدي بين الصفيحة الإفريقية وصفيحة أمريكا الجنوبية.
3 – الحدود المتقاربة: ذات طبيعة هدامة إذ تنزلق الصفيحين باتجاه بعضمها البعض، فتنزلق الصفيحة الأثقل بفعل الاندساس (Subduction) تحت الصفيحة الأخف إلى أن تصل إلى الصهارة.
تشكل الجبال:
يمثل تشكل جبال هيمالايا الشهيرة في القارة الآسيوية أعظم دليل عن دور الصفائح التكتونية في تشكل الجبال، وأنتج تصادم الصفيحة الهندية بالصفيحة الأوروآسيوية قبل 25 مليون سنة هذه السلسلة الجبلية، التي تضم أعلى قمة جبلية على الأرض؛ أي قمة إيفرست الشهيرة.
وتحدث هذه الظاهرة عند موضع التصادم حين يحدث طي للقشرة الأرضية فيزيد سمكها مشكلةً سلاسل جبلية.
وتعد الجبال البركانية نوع آخر من الجبال التي تنشأ نتيجة النشاط التكتوني. ويتجلى ذلك عند مواضع التصادم حين تدخل صفيحة تحت أخرى، أو عند موضع التباعد عند حيد منتصف الأطلسي مثلاً، فتنبثق الصهارة نحو السطح مشكلة جبال بركانية.
الزلازل:
تحدث الزلازل عادة عند تحرر الطاقة الهائلة داخل الأرض نتيجة انكسار أو عودة المادة إلى حالتها الأصلية إذا حدث لها تشوه، وذلك بسبب القوى الهائلة المُولّدة بحركة الصفائح.
وتحدث الزلازل القريبة من السطح بسبب التوتر التباعدي بين الصفائح، أما الزلازل العميقة، فيتسبب بها التقارب أو التصادم أو ما سميناه بالاندساس، فكلما انغمست الصفيحة الثقيلة تحت الخفيفة، تتشوه الصفيحة العلوية وتلتوي، ثم ترتخي وتعود إلى الحالة الأصلية كالمطاط محررة طاقة زلزالية.
البراكين:
تحدث البراكين عند حد التباعد، عند الحدود المحيطية حيث تنبثق الصهارة مشكلة صخوراً ماغماتية جديدة، وتحدث عند الاندساس أو حد التقارب، وذلك لأن الصفيحة التي اندست تحو الأسفل تصل إلى الصهارة، فتنصهر وتصعد نحو الأعلى مشكلة براكين.
التسونامي :
تحدث معظم حوادث التسونامي بسبب الزلازل أو البراكين التي تتسبب بها حركة الصفائح التكتونية.
فالحركة الزلزالية تحت الماء بفعل الاندساس أو ثورة بركان قرب الساحل، تؤدي إلى تحرك كمية كبيرة من الماء منتجة أمواجًا ضخمة تسمى التسونامي.