قطعان النواة
قطعان النواة nucleus flocks or herds هي مجموعة منتخبة من الحيوانات من سلالة أو عرق breed حيواني معين، وتمتلك أفرادها تراكيب وراثية متميزة وصفات إنتاجية وتناسلية عالية. وتعد هذه القطعان بنكاً وراثياً حياً تستخدم أفرادها لأغراض التحسين الوراثي للحيوانات الموجودة في منطقة أو مناطق معينة خارج منطقة قطعان النواة.
لمحة تاريخية
تعرضت عروق الحيوانات الزراعية منذ استئناسها، إلى عمليات اصطفاء طبيعية واصطناعية، وإلى طرائق تربية مختلفة هدفت جميعها إلى الحفاظ على نخبة من الحيوانات تتصف أفرادها بامتلاكها عوامل وراثية مرغوبة وقدرة إنتاجية عالية. وفي الحقيقة، ابتدأ الشعور بضرورة تحسين إنتاجية الحيوانات الزراعية وزيادة مردودها الاقتصادي في غربي أوربا وبريطانيا منذ نحو قرنين وربع من الزمن. وقد سمحت عمليات الاصطفاء وطرائق التربية الداخلية والخارجية بانتقاء الأفراد الممتازة والسماح لها بالتزاوج ومنع هذه الفرصة عن غيرها من الحيوانات الرديئة، باستبعادها نهائياًً من القطعان، فظهرت عروق حيوانية تميزت أفرادها بصفات وخصائص جعلتها مميزة من غيرها. فمثلاً في الضأن، نشأ عرق المرينو Merino في إسبانيا وتميزت أفراده بالإنتاج الجيد من الصوف الناعم، وعرق الشروبشير Shropshire في إنكلترا لإنتاج اللحم، تتصف أفراده بامتلاكها أوزان ثقيلة وسرعة نمو عالية، والعرقان East Friesian الألماني والعواس Awassi في الشرق الأوسط المتميزان بإنتاجهما العالي من الحليب، والعرقان الدمان المغربي والذماري اليمني المتميزان بتعدد المواليد في البطن الواحد. وفي الأبقار، يعد عرق الفريزيان أو Holstein-Friesian الذي نشأ في هولندا وانتشر في أنحاء مختلفة من المعمورة أفضل عرق لإنتاج الحليب، ويعد عرق الجيرسي Jersey من العروق التي تنتج حليباً غنياً بالدسم، وهناك عروق من الأبقار تميزت بإنتاجها العالي من اللحم مثل: الشورتهورن Shorthorn والهرفورد Herford التي نشأت في إنكلترا، إضافة إلى ذلك هناك عروق أخرى تتميز أفرادها بإنتاجها العالي من الحليب واللحم معاً لهذا تسمى عروق ثنائية الغرض. وأسهمت علوم الوراثة والتربية والتغذية والرعاية إضافة إلى معرفة التقانات التناسلية الحديثة مثل: التلقيح الاصطناعي ونقل الأجنة في تطوير عمليات التربية وتحديد السبل اللازمة للاستفادة القصوى من قطعان النواة التي يرجوها المربون.
تسجيل الصفات الإنتاجية والتناسلية في القطعان: تعد عمليات مسك السجلات وتدوين المعلومات فيها بصورة صحيحة من الأمور المهمة والأساسية في نجاح أي مشروع لتربية الحيوان، لأن أي قرارات خاصة بالتربية أو بإدارة القطيع أو رعايته لاتكون دقيقة أو صحيحة مالم تكن مبنية على حقائق أو وثائق مدونة في السجلات. ولهذا تعد السجلات الأدوات التي تبين حالة القطيع من جميع جوانبه الإنتاجية والتربوية والتناسلية والصحية والغذائية والمالية والإدارية، وهي أيضاً الأدوات اللازمة لإجراء عمليات الانتخاب والتحسين الوراثي.
وعادة ُيعطى لكل حيوان، منذ ولادته رقماً خاصاً به يحدد هويته، ويُدوَّن في جميع سجلاته. وتظهر سجلات الإنتاج كمية الحليب والدهن وبيانات صفات أخرى مرتبطة بها تدل على ما ينتجه كل حيوان على حدة، أو مجموع إنتاج القطيع، في مدة زمنية معينة. ويعتمد عليها في اصطفاء الحيوانات العالية الإنتاج واستبعاد الحيوانات الرديئة. كما تعد مؤشراً لفعالية التغذية ودليلاً على كفاءة العمل ومهارة الحلابين وكشف الحالات المرضية في القطيع.
وتساعد السجلات التناسلية في تنظيم الرعاية التناسلية الخاصة بكل حيوان من جهة والقطيع كله من جهة أخرى. إذ تساعد في تحديد تاريخ الشبق المتوقع، وتفيد في تلقيح الإناث في وقتها المحدد، كما أنها تبين أوقات الولادة المتوقعة مما يسمح للمربي باتخاذ الإجراءات المناسبة لاستقبال نتائج حصاده. وهي أيضاً تبين المشكلات التناسلية الخاصة بكل حيوان، ومن ثم تساعد على استبعاد الحيوانات التي تبدي اضطرابات تناسلية متكررة. كما أنها تعطي فكرة عن القدرة الإخصابية لذكور التلقيح، وانتخاب الذكور الجيدة التي يمكن أن تستخدم طلائق تلقيح في برامج التربية، واصطفاء الإناث التي يمكن أن تكون أمهات مانحة في برامج نقل الأجنة. كما يمكن بفضل استخدامها تقدير الكفاءة التناسلية للقطيع، ومن ثم إعطاء صورة كاملة عن الوضع التناسلي للقطيع. ومع معرفة الحاسوب واستخدامه في مجالات تربية الحيوان، فقد صار بالإمكان تنظيم برامج معينة لتسجيل المعلومات وفتح ملف خاص بالناحية التناسلية وملفات أخرى بجانب واحد أو أكثر من الجوانب التربوية لكل حيوان أو للقطيع بكامله. الأمر الذي يسهل كثيراً مراقبة قطعان الحيوانات وإجراء عمليات الانتخاب والتحسين الوراثي بصورة أكثر دقة.
قطعان النواة المفتوحة والمغلقة
يقصد بقطعان النواة المفتوحة أنها القطعان التي تُستخدم أفرادها في تحسين قطعان المربين وراثياً وتبقى في الوقت نفسه مفتوحة على قطعان المربين لرفدها بدم جديد لأفراد أثبتت تفوقها على معاصراتها في كفاءتها الإنتاجية للصفة أو الصفات التي اصطفيت من أجلها أفراد قطعان النواة، وذلك تمييزاً من قطعان النواة المغلقة التي تستخدم أفرادها في التحسين الوراثي خارج قطعان النواة ولا تكون مفتوحة على غيرها من القطعان لرفدها بدم جديد. ويتم عادة تكوين قطعان النواة مروراً بثلاث مراحل اصطفائية متتالية. تتم المرحلة الأولى على مستوى المزرعة، إذ تنتقى الأفراد التي تفوقت على معاصراتها بمقدار معين يفوق المتوسط العام للصفة المدروسة أو بمقدار المتوسط العام لتلك الصفة المدروسة مضافاً إليها قيمة الانحراف المعياري الأول أو الثاني أو الثالث، وذلك حسب الصفة المقاسة وشدة الاصطفاء. وتجرى المرحلتان الثانية والثالثة في المحطة المركزية وذلك بما يتناسب وقدرة الأفراد المنتخبة للوصول الى القيمة المحددة للصفة المدروسة مع تقدم عمرها (مثلاً، وزن الحيوان عند عمر 180و365يوماً).
نماذج من قطعان النواة
في كل بلد يهتم بتربية الحيوان، تنفذ مشروعات اصطفائية من أجل تحسين صفات إنتاجية معينة. وتُجرى أعمال الاصطفاء بقصد تكوين حيوانات تتصف بالصفات المرغوبة، والأفضل جيلاً بعد جيل. وتقام محطات تشرف عليها هيئات مختصة لتربية قطعان النواة. وهناك كثير من هذه القطعان في مختلف أنحاء العالم، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:
ـ قطعان نواة الضأن في إيرلندا: اصطفيت أفرادها بحسب عدد المواليد الذي تنتجه النعجة في البطن الواحد litter size، إذ عُدَّت النعاج التي تنتج نحو 3.2مولوداً من ضمن قطعان النواة مقارنة بمتوسط القطعان الوطني الذي قدر بنحو 1.3مولوداً.
ـ قطعان نواة ضأن العواس في تركيا: التي اصطفيت أفرادها بحسب قدرتها الإنتاجية المتميزة من الحليب في الموسم الواحد. إذ تؤسس قطعان النواة المفتوحة من نعاج أثبتت كفاءتها في إنتاجها من الحليب في الموسم الواحد بزيادة قدرها 40% على متوسط إنتاج النعاج المعاصرة لها. وكان إنتاجها اليومي من الحليب يساوي نحو 2.9كغ مقارنة مع المتوسط العام والمقدر بنحو 2.1كغ/اليوم.
ـ قطعان نواة ضأن Djallonke في غربي إفريقيا: اصطفيت كباشها بحسب قدرتها على الوصول إلى وزن جسم حي قدره 35كغ في عمر سنة.
سليمان سلهب
قطعان النواة nucleus flocks or herds هي مجموعة منتخبة من الحيوانات من سلالة أو عرق breed حيواني معين، وتمتلك أفرادها تراكيب وراثية متميزة وصفات إنتاجية وتناسلية عالية. وتعد هذه القطعان بنكاً وراثياً حياً تستخدم أفرادها لأغراض التحسين الوراثي للحيوانات الموجودة في منطقة أو مناطق معينة خارج منطقة قطعان النواة.
لمحة تاريخية
تعرضت عروق الحيوانات الزراعية منذ استئناسها، إلى عمليات اصطفاء طبيعية واصطناعية، وإلى طرائق تربية مختلفة هدفت جميعها إلى الحفاظ على نخبة من الحيوانات تتصف أفرادها بامتلاكها عوامل وراثية مرغوبة وقدرة إنتاجية عالية. وفي الحقيقة، ابتدأ الشعور بضرورة تحسين إنتاجية الحيوانات الزراعية وزيادة مردودها الاقتصادي في غربي أوربا وبريطانيا منذ نحو قرنين وربع من الزمن. وقد سمحت عمليات الاصطفاء وطرائق التربية الداخلية والخارجية بانتقاء الأفراد الممتازة والسماح لها بالتزاوج ومنع هذه الفرصة عن غيرها من الحيوانات الرديئة، باستبعادها نهائياًً من القطعان، فظهرت عروق حيوانية تميزت أفرادها بصفات وخصائص جعلتها مميزة من غيرها. فمثلاً في الضأن، نشأ عرق المرينو Merino في إسبانيا وتميزت أفراده بالإنتاج الجيد من الصوف الناعم، وعرق الشروبشير Shropshire في إنكلترا لإنتاج اللحم، تتصف أفراده بامتلاكها أوزان ثقيلة وسرعة نمو عالية، والعرقان East Friesian الألماني والعواس Awassi في الشرق الأوسط المتميزان بإنتاجهما العالي من الحليب، والعرقان الدمان المغربي والذماري اليمني المتميزان بتعدد المواليد في البطن الواحد. وفي الأبقار، يعد عرق الفريزيان أو Holstein-Friesian الذي نشأ في هولندا وانتشر في أنحاء مختلفة من المعمورة أفضل عرق لإنتاج الحليب، ويعد عرق الجيرسي Jersey من العروق التي تنتج حليباً غنياً بالدسم، وهناك عروق من الأبقار تميزت بإنتاجها العالي من اللحم مثل: الشورتهورن Shorthorn والهرفورد Herford التي نشأت في إنكلترا، إضافة إلى ذلك هناك عروق أخرى تتميز أفرادها بإنتاجها العالي من الحليب واللحم معاً لهذا تسمى عروق ثنائية الغرض. وأسهمت علوم الوراثة والتربية والتغذية والرعاية إضافة إلى معرفة التقانات التناسلية الحديثة مثل: التلقيح الاصطناعي ونقل الأجنة في تطوير عمليات التربية وتحديد السبل اللازمة للاستفادة القصوى من قطعان النواة التي يرجوها المربون.
عرق الشروبشير من الضأن |
بقرة من عرق الجيرسي |
وعادة ُيعطى لكل حيوان، منذ ولادته رقماً خاصاً به يحدد هويته، ويُدوَّن في جميع سجلاته. وتظهر سجلات الإنتاج كمية الحليب والدهن وبيانات صفات أخرى مرتبطة بها تدل على ما ينتجه كل حيوان على حدة، أو مجموع إنتاج القطيع، في مدة زمنية معينة. ويعتمد عليها في اصطفاء الحيوانات العالية الإنتاج واستبعاد الحيوانات الرديئة. كما تعد مؤشراً لفعالية التغذية ودليلاً على كفاءة العمل ومهارة الحلابين وكشف الحالات المرضية في القطيع.
وتساعد السجلات التناسلية في تنظيم الرعاية التناسلية الخاصة بكل حيوان من جهة والقطيع كله من جهة أخرى. إذ تساعد في تحديد تاريخ الشبق المتوقع، وتفيد في تلقيح الإناث في وقتها المحدد، كما أنها تبين أوقات الولادة المتوقعة مما يسمح للمربي باتخاذ الإجراءات المناسبة لاستقبال نتائج حصاده. وهي أيضاً تبين المشكلات التناسلية الخاصة بكل حيوان، ومن ثم تساعد على استبعاد الحيوانات التي تبدي اضطرابات تناسلية متكررة. كما أنها تعطي فكرة عن القدرة الإخصابية لذكور التلقيح، وانتخاب الذكور الجيدة التي يمكن أن تستخدم طلائق تلقيح في برامج التربية، واصطفاء الإناث التي يمكن أن تكون أمهات مانحة في برامج نقل الأجنة. كما يمكن بفضل استخدامها تقدير الكفاءة التناسلية للقطيع، ومن ثم إعطاء صورة كاملة عن الوضع التناسلي للقطيع. ومع معرفة الحاسوب واستخدامه في مجالات تربية الحيوان، فقد صار بالإمكان تنظيم برامج معينة لتسجيل المعلومات وفتح ملف خاص بالناحية التناسلية وملفات أخرى بجانب واحد أو أكثر من الجوانب التربوية لكل حيوان أو للقطيع بكامله. الأمر الذي يسهل كثيراً مراقبة قطعان الحيوانات وإجراء عمليات الانتخاب والتحسين الوراثي بصورة أكثر دقة.
قطعان النواة المفتوحة والمغلقة
يقصد بقطعان النواة المفتوحة أنها القطعان التي تُستخدم أفرادها في تحسين قطعان المربين وراثياً وتبقى في الوقت نفسه مفتوحة على قطعان المربين لرفدها بدم جديد لأفراد أثبتت تفوقها على معاصراتها في كفاءتها الإنتاجية للصفة أو الصفات التي اصطفيت من أجلها أفراد قطعان النواة، وذلك تمييزاً من قطعان النواة المغلقة التي تستخدم أفرادها في التحسين الوراثي خارج قطعان النواة ولا تكون مفتوحة على غيرها من القطعان لرفدها بدم جديد. ويتم عادة تكوين قطعان النواة مروراً بثلاث مراحل اصطفائية متتالية. تتم المرحلة الأولى على مستوى المزرعة، إذ تنتقى الأفراد التي تفوقت على معاصراتها بمقدار معين يفوق المتوسط العام للصفة المدروسة أو بمقدار المتوسط العام لتلك الصفة المدروسة مضافاً إليها قيمة الانحراف المعياري الأول أو الثاني أو الثالث، وذلك حسب الصفة المقاسة وشدة الاصطفاء. وتجرى المرحلتان الثانية والثالثة في المحطة المركزية وذلك بما يتناسب وقدرة الأفراد المنتخبة للوصول الى القيمة المحددة للصفة المدروسة مع تقدم عمرها (مثلاً، وزن الحيوان عند عمر 180و365يوماً).
نماذج من قطعان النواة
في كل بلد يهتم بتربية الحيوان، تنفذ مشروعات اصطفائية من أجل تحسين صفات إنتاجية معينة. وتُجرى أعمال الاصطفاء بقصد تكوين حيوانات تتصف بالصفات المرغوبة، والأفضل جيلاً بعد جيل. وتقام محطات تشرف عليها هيئات مختصة لتربية قطعان النواة. وهناك كثير من هذه القطعان في مختلف أنحاء العالم، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:
ـ قطعان نواة الضأن في إيرلندا: اصطفيت أفرادها بحسب عدد المواليد الذي تنتجه النعجة في البطن الواحد litter size، إذ عُدَّت النعاج التي تنتج نحو 3.2مولوداً من ضمن قطعان النواة مقارنة بمتوسط القطعان الوطني الذي قدر بنحو 1.3مولوداً.
ـ قطعان نواة ضأن العواس في تركيا: التي اصطفيت أفرادها بحسب قدرتها الإنتاجية المتميزة من الحليب في الموسم الواحد. إذ تؤسس قطعان النواة المفتوحة من نعاج أثبتت كفاءتها في إنتاجها من الحليب في الموسم الواحد بزيادة قدرها 40% على متوسط إنتاج النعاج المعاصرة لها. وكان إنتاجها اليومي من الحليب يساوي نحو 2.9كغ مقارنة مع المتوسط العام والمقدر بنحو 2.1كغ/اليوم.
ـ قطعان نواة ضأن Djallonke في غربي إفريقيا: اصطفيت كباشها بحسب قدرتها على الوصول إلى وزن جسم حي قدره 35كغ في عمر سنة.
سليمان سلهب