مزايا الاعلان في الصحف
أهم قواعد الاعلان - اعداده وطبعه ـ أن نسعى في تحقيق وصوله الى أكبر عدد من الناس ، وعلى الاخص الطبقات التي ينتظر منها الشراء ، وذلك بمصاريف قليلة وبأقصى سرعة ممكنة . ومن أول هذه الوسائل هو النشر في الصحف والمجلات للمزايا العالية التي تتمتع بها . فهي تصل الى أيدي عدد هائل من الناس ، فتكون نسبة تكاليف النشر أقل من سواها ، كما أنه أعظم سرعة من جميع الوسائل الأخرى .
أ ـ الاعلان في الجريدة : يمكنك أن تسلم الجريدة اعلانك في المساء فيراه الجمهور في الصباح التالي ، أو تسلمه في الظهر ليراه في مساء نفس اليوم . وليس ثمة طريقة توازيها بذلك . واكتساب الوقت عامل من عوامل نجاح الاعلان ، وتصريف البضائع . أضف الى ذلك أن النشر فيها يأتي بنتائج سريعة لانها تصدر كل يوم فيتكرر الاعلان معها ، وقد علمنا قيمة التكرار من الوجهة النفسية . ثم انه يمكن للمعلن فيها تغيير صيغة اعلانه أو أسلوبه ، وبذلك تعطى له فرصة قيمة في اظهاره مزايا كثيرة للسلعة وفي حث الجمهور على شرائها ، مما لا يتيسر له في الوسائل الاخرى . هذه المزايا كلها هي التي شجعت المعلنين على نشر اعلاناتهم في الجرائد ، حتى أصبحت هذه في زحمة منها ، واصبحت لا تعيش إلا بها .
وتتفاوت أسعار النشر تبعاً لرواج الجريدة . وكل جريدة لها تسعيرة خاصة بها . وتختلف هذه الاجور بالنسبة للفراغ الذي يشغله الاعلان ، وللصفحة التي نشر فيها ، ولعدد مرات نشره ، وأحياناً بالنسبة لليوم المعلن فيه . ومن المعروف ان الاعلان في الصفحة الاولى أغلى منه منه في الصفحة الثانية ، وهكذا على التوالي . واذن فقيمة الاعلان لا تتوقف على سعة المكان المخصص له ، ولا بكيفية تصميمه من حيث النص أو الرسم فحسب . بل تتوقف قيمته وبالتالي مفعوله وتأثيره في جذب الزبائن على درجة رؤيته ، وعلى مقدرة القراء الشرائية . ولهذا لا تقل طبيعة الموضع المخصصة للاعلان أهمية عن كمية مساحته . فللمكان القريب من انتباه القراء الافضلية دائماً وعلى هذا الاساس تختلف تسعيرة السطر باختلاف دنو الصفحات أو بعدها من نظرهم . وكأن الصحيفة والحالة هذه تبيع للمعلنين انتباه قرائها . وبهذا يتجلى لنا الفرق في الانتاج الاعلاني بين صحيفة ينظر اليها قراؤها سريعاً وبعين شاردة ثم يطرحونها جانباً بعد قراءة الخبر المثير الذي أغراهم بشرائها وبين صحيفة أخرى اعتاد قراؤها على مطالعتها من أولها لآخرها لانهم يجدون فيها دائماً ما يدعوهم لقراءتها بحذافيرها لما تتضمنه من أخبــار ومقالات وقصص وتعليقات تثير اهتمامهم واهتمام من حولهم . ومع ذلك فالامر يختلف بالنسبة للمعلنين ، اذ لا يكون لانتباه هؤلاء القراء ثمن عندهم الا اذا كان لديهم المقدرة على أن يشتروا سلعهم التي يعلنون عنها . ولهذا فهم يهتمون دائماً بنوع القراء الذين يقبلون على الجريدة ، قبل أن يستأجروا فيها مساحة لاعلاناتهم .
وقد أثبتت الاحصاءات والتجارب الكثيرة أن أشد الصحف افادة لهم هي التي تتصل بالجماهير على أوسع مدى . لان الاعتماد على صحيفة واحدة النوع أرخص لهم وأسهل عليهم للوصول الى النتيجة المرجوة من أن ينشروا اعلاناتهم في عشر صحف يبلغ مجموع نسخها المباعة مثلا مجموع ما تبيعه هذه الصحيفة الموفقة المحظوظة ، لما في اختصار عدد التجارب والكليشيهات ، لا سيما اذا كانت السلع المراد الاعلان عنها عامة تباع في كافة انحاء الوطن ، وهي موحدة الشكل ، ويمكن العثور عليها في كل مكان ، وبنفس السعر كالسيارة والثلاجة وما شابهها . غير أن المعلنين قد يشذون عن هذه القاعدة اذا كانت هذه السلع محلية تختص بالشيء الذي لا يمكن الحصول عليه في مكان معين ومحدد تحديداً جغرافياً كمطعم أو مسرح . فهم يختارون في مثل هذه الحالة الصحف المحلية ، ولو كانت قليلة عدد القراء لانهم يأملون بأن تصبح غالبية هذا العدد - على قلته - زبائن - لمنتجاتهم .
وقد تبرم الصحف اتفاقاً . مع احدى شركات النشر بحيث توكيل اليها هذه عملية النشر مقابل مبلغ معين تدفعه اليها ، ثم تقوم الشركة بتحصيل أجور الاعلانات لحسابها من المعلن مباشرة ، وتحتكر في الغالب عملية النشر في تلك الصحيفة ، فلا يجوز لأي ناشر غيرها أن يدرج اعلانه فيها الا بعد اتفاقه شركة الاعلانات . وتلجأ الصحيفة الى هذه الطريقة مع حينما تريد أن توفر عن نفسها عناء الاشراف على هذه العملية ومسؤولياتها. فالجرائد المركزية تنشر الاعلانات الخاصة بالمتاجر والمصانع الكبرى ، وكذلك بيوت الجملة التي تبيع بضائعها على جميع . من سكان الاقطار الاخرى . والاقليمية تنشر اعلانات بيوت البيع بالتجزئة حيت تقتصر في تصريف بضاعتها على سكان الاقليم الذي تصدر الجريدة فيه .
ب ـ الاعلان في المجلة : اما المجلات فتستخدم للاعلان بصفة تكميلية لا أصلية ، بمعنى انه يمكن للمعلن الاكتفاء بالاعلان في اليومية فقط . حيث ان المجلات ليست ضرورتها للشخص الحديث كضرورة الجرائد التي يقرأ فيها الاخبار المحلية والعالمية التي تتغير كل يوم ، والتي يسهل عليه شراؤها بثمن زهيد . ولهذا لا يقارن رواج المجلات برواج الجرائد بالنسبة لمواطن الاصدار • أضف الى ذلك ان رجال الاعمال من الصناع والتجار يهتمون بالصحف اليومية اكثر من المجلات ، لان فيها الاخبار التي تهمهم من اسعار الاوراق المالية ، وبورصات البضائع ووصف الاسواق التجارية ، فضلا عن لديهم من وقت لقراءة المجلات ، اللهم الا التي يختص منها بعملهم .
رغم هذا فلا يسعنا انكار ما للمجلات من ا المزايا القيمة في الاحيان . فحياة الاعلان في المجلة اطول منها في الجرائد اليومية ، لان المجلة تكون عادة اسبوعية او نصف شهرية او شهرية ، ومعنى هذا ان يقع نظر القارىء عليه عدة مرات هو واصدقاؤه وأفراد أسرته . ذلك ان المجلة يحتفظ بها ، فلا تلقى بعد قراءتها كالجرائد في سلة المهملات . كما ان كثيرا ما تعرض في الاماكن العامة ، كالاندية والمكاتب والمدارس والمستشفيات لتسلية الجمهور . وهكذا تنتقل من يد الى اخرى حتى يدركها الفناء . وكثيرا ما تطبع على ورق جيد ناعم يساعد على نجاح الرسم والكتابة والتصوير ، وبذلك يصبح ذا قيمة كبيرة من الوجهة الفنية ، وخاصة اذا كان ملونا فينال اعجاب القارىء ويستأثر بنظره وتأمله ، بل ربما اغراه باقتطاعه ليعلقه امامه شاء . كما لا يغرب عن بالنا ان الاعلان في المجلات لا يضله نظر القارىء حينما يتنقل في صفحاتها لانه يشغل فراغا المجلة الصغيرة ، بخلاف الجريدة اليومية التي تحوي موضوعات كثيرة متنوعة وعددا كبيرا من الاعلانات تنوزع فيها قوة العين حتى توشك ان لا تفطن الى اعلاننا بالذات. ويتراوح أجر النشر في المجلات حسب حجم الاعلان .
ليست لارقام الصفحات هنا اهمية كما : في الجرائد ، لان صفحات المجلة تعتبر كلها في مرتبة واحدة الاهمية . غير ان اجرة النشر على الغلاف الخارجي من الامام والخلف تكون غالية جدا وتبلغ ثلاثة او اربعة امثال اجرة النشر في الصفحات الداخلية . وكذلك النشر في بطن الغلاف فهو اغلى من الاجرة العادية بنحو النصف ، والسبب في ذلك ان الغلاف هو أول ما تقع عليه عين المشتري وغير المشتري ، فيكون عدد من يرونه اوفر من عدد الذين يرون الاعلان الداخلي ، ولا سيما اذا نشر الاعلان في المجلة الملائمة لنوعه ، كما لو اردنا الاعلان عن ادوات زراعية ، فالمجلات الزراعية هي اولى بذلك من سائر المجلات . هذا وان الجرائد والمجلات الكبيرة بلغ من عنايتها بالاعلان ان افردت له قسما خاصا من مؤسستها ، يقوم بتصميم الاعلانات واخراجها وعمل الكليشهات وكافة ما له علاقة بالاعلان والنشر بما يتفق واصول الفن الحديث .
تعليق