تحرير الاعلان
والاعلان المعتمد على الكتابة وحدها ، أو على شيء منها مع رسم أو تصوير ، سواء كان في مجلة أو جريدة لا بد أن يستوفي أموراً منها : أن يسلك طريقة للعرض فيها تشويق للقارىء وجذب الانتباهه الى الشيء المعلن عنه . ثم مخاطبة وجدانه بشكل يشعره بحاجته الى ملكية ن مستخدماً عبارة أو أكثر لهذه الغاية . وعليه أن يسأل نفسه الشيء . حين تحرير هذا الاعلان : ما هي الفكرة الاساسية الموجبة لنشره ? وماهي الصلة بينه وبين نفس القارىء ؟ وأي أسلوب يجب اتباعه للوصول الى الغاية منه ؟ فان الجواب على هذه الاسئلة يحدد الاسلوب الذي ينبغي أن يتبع في تحريره .
وعلى كل حال فان الاسلوب المتبع في تحرير الاعلان اما أن يكون منطقي الصورة ، أو عاطفيها ، أو يجمع بين المنطق والعاطفة . ففي الحالة الاولى يذكر المحرر الاعلاني ميزات السلعة معتمداً في ذلك على الحقائق التي لا تقبل الجدل ، مبتعداً بقدر الامكان المصطلحات عن العلمية التي تخفى على القارئين . وفي الحالة الثانية يجب أن يخاطب القراء ، ويثير أخيلتهم ، ويدعوهم الى الافادة . هذه السلعة من الحديثة مهما بلغ ثمنها . وباعتبار ان الانسان تسيطر عليه قوتان: العاطفة والعقل فعلى المحرر الاعلاني أن . في تحريره على هاتين القوتين ، فيجمع بين اثارة عاطفة القارىء وبين سوق المبررات العقلية التي تجعله يعتقد انه في شرائه لهذه السلعة يستجيب لعاطفته المستندة الى الحق والصواب .
وفي سبيل هذا الهدف يجب أن يسلك في تحريره طرقاً تساعد على نجاح الاعلان ، کاختراع قصة صغيرة حول الشيء المعلن عنه ، وقد يجد لها مناسبة بأن يأتي بها في ذيل قصة من القصص الادبية أو الصحفية التي . عادة لامتاع القراء. وكالاعتماد على الوصف الذي يتمم ويوضح ما ترمز اليه الصورة الاعلانية ، ويعبر عن ا تعجز عن التعبير عنها غالباً ، وان كانت القاعدة المتبعة حديثاً تدعو الى تجنب المحرر أن يقول بالالفاظ ما يمكن أن يقال بالصور . وبهذه الطريقة يتم التعاون بين التحرير والصورة ليقوما بمهمة التأثير على القراء . وكالاعتماد على العمود الصحفي وذلك بأن تخصص بعض الصحف أعمدة أو صفحة كاملة تكتب فيها عن بعض الموضوعات أو المخترعات الحديثة التي تهم الناس ، وفي هذه الامكنة يجد المعلنون مناسبة جميلة لنشر اعلاناتهم سلعهم بينها . وقد تنفق الصحيفة والمعلنين على هذه الخطة .
ولا يخفى ان التحرير الاعلاني يعتمد على ناحيتين هما : الالفاظ المستعملة وينبغي اختيارها على اساس دقة دلالتها ، وشدة ايحائها ، وكثرة شيوعها . والقوالب الفنية ويلاحظ فيها كل أو بعض الخطوات المصلحة الاعلانية وأهمها : كتابة العنوان الاول الكبير الذي يجذب انتباه القارىء أكثر من غيره . ثم كتابة العنوان الثاني ، وهو الاصغر والقصد منه اثارة اهتمامه . ثم شرح يدعيها المنافسون للسلعة المعلن عنها ، والرد عليها لاقناعه بأفضلية ما يدعى اليه . ثم الخاتمة وغالباً ماتكون جملة قوية مؤثرة تحمل القارىء على الاقدام لشراء السلعة وهو مطمئن الى حسن اختياره . وينبغي على المحرر الاعلاني أن يعني جيداً بعباراته تلك ، وباستطاعته أن يجد في باب المحسنات المعنوية من علوم البلاغة العربية ما يساعده على اختيار الاسلوب التحريري المتناسب مع الاعلان الذي لا يقوم بالفائدة المرجوة منه الا اذا تضافرت فيه العناصر الفنية التي تعتمد على قوة التحرير والرسم والتصوير ، وما يتبع ذلك من ألوان وظلال واستغلال لعلم النفس .
تعليق