الحب والمغامرات العاطفية :
في كل يوم وفي كل مكان حيث يلعب الانسان دوره على مسرح الحياة تخرج قصة الحب التي لا تنتهي ولا يملها الناس . قصة الحب بكل ما يدور حولها من معان وأحاسيس وسعادة وشقاء ووفاق وخصام وتضحية وثأر ومغامرة . واهمال هذه القصص معناه تجريد الحياة من اغراء الانوثة وسطوة الرجولة وحوادث العشق وهي سر استمرار الحياة . وأي شيء يمنع من الكتابة في هذا الجانب الحساس مـــن الحياة اذا كانت من دون اساءة للذوق السليم والاخلاق العامة ؟ ولا تستطيع صحيفة مهما كان لونها أن تسقط عنصر الجنس نهائياً من أخبارها . فالعلائق بين الرجل والمرأة هي الاساس الذي تقوم عليه صفحة المجتمع وصفحة المرأة ودوائر القضاء الشرعي والمسرح والسينما والكليات والجامعات وجميع المنشآت التي يختلط فيها الجنسان والمحامون المختصون بقضايا الزواج والطلاق والمحاكم ومراكز البوليس ونوادي الفن والادب والموسيقا مصادر لا تنضب لذلك . وأي قصة عن هذه العلائق تجد اقبالاً من القراء والقارئات على السواء . فالرجال يقرؤونها لان الجمال والشباب يعجبهم . والنساء يقرأنها لانهن يردن استكمال ما عندهن من نقص .
والصحفي اللبق يدرك هذا ويذكر دائما ان قانون القذف والقوانين العامة التي تحمي الصالح العام تقف عقبة في طريق تعرضه لاعراض الناس بشكل يجرح كرامتهم ويثير نقمتهم . ولذا فهو يحتاط كثيراً حين عرضه لهذه المواضيع . وطريقه في ذلك أن يتناولها ببساطة لا تشعر القارىء بأن هناك محاولة لابراز الحافز الجنسي أو للحد منه، أو أن هناك محاولة لاخفاء التفاصيل التي بدونها تفقد القصة قوتها ولا سيما حينما تكون المواقف دقيقة والاسماء معروفة . ويقتضي ذلك أن تكون ثروته اللغة كبيرة لكي يستطيع أن يصوغ التفاصيل بعبارات مهذبة لا تؤذي أذن القارىء ولا تهين ذوقه . واذا وجد أن التفاصيل صارخة بحيث لا يمكن ذكرها اكتفى بالاشارة اليها في عبارات سريعة خاطفة ، وترك للقارىء تخيل الباقي ، مبتعدا عن العبارات التي يمكن أن تحمل أكثر من معنى واحد ، حتى لا يتعرض لقانون القذف ويضطر لدفع تعويض للعاشقين . ويستطيع أن يخترق الحدود الفاصلة بين الحياة الخاصة للرجل والمرأة وبين ما يحق له أن ينشره عن علاقاتهما ببعضهما بالاطلاع لدى محاكم الاحوال الشخصية على دوسيهات القضايا الخاصة بالطلاق والانفصال وخيانة العهد وما شابهها ، غير انه ينبغي الا ينسى انه لا حق له مطلقا في نشر الحوادث اللا أخلاقية التي تثار أثناء المناقشة. ويمكن أن يعتبر نفسه رقيباً على ما يكتبه في هذه القضايا ، وأن يقدر المسؤولية التوجيهية الملقاة على عاتقه كصحفي .
تعليق