عالم المرأة :
المرأة في هذا العصر تريد أن تعرف ماذا يجري في العالم ، وما يدور في الاجتماعات النسائية ونوادي المرأة . كما يهمها أن تعرف أحوال جيرانها بمقالات قصيرة ذات مقدمات مثيرة وأسلوب سهل ولقد أدركت الصحف انه أصبح من الواجب عليها أن تتجاوب مع قارئاتها ، ولاحظت أن المرأة هي خير من يكتب عن بنات جنسها ويتفهمهن ، ففتحت أبوابها أمام كل كاتبة ، حتى . الجنس اللطيف - تستطيع أن تكتسب قوتها عن طريقها ، وأن تصيب شهرة أدبية كبيرة في ميادين تتناسب مع طبيعتها كأنثى . من اسداء النصائح الى المحبين ، الكلام عن شؤون المنزل ، الهوايات وأوقات الفراغ ، أخبار الجمال والازياء ، باب الكتب ، نقد الموسيقا والسينما والمسرح ، باب التسلية ، قصص الاطفال ، الفنون النسائية .
ونجاح المرأة في أي ميدان من هذه الميادين يقودها الى مجالات أخرى أوسع وأكبر ، مثل التأليف ومعالجة القصص الصغيرة . بل ان أكثر الناشرين يعترفون بتفوق المرأة في كتابة ريبورتاجات عن بعض حوادث البوليس وقضايا المحاكم ، وغير ذلك الموضوعات التي تعالج الزوايا الهامة في نظرها وتدور عادة حول الهيئات الدينية والاجتماعية والتعليمية والانسانية ، وكذا باب المجتمع وفن المقالات ووظيفة المخبر . وهذه المهمة الاخيرة هي أول ما ينبغي ان تتدرب عليه ، لان القدرة على استقاء الاخبار وكتابتها هي بداية طريق الانتاج الادبي. ويجب عليها حين قيامها بهذه المهمة ان تبحث عن الاخبار الغنية بالعاطفة والاحساسات الانسانية .
وكل ما ينبغي توفره في المخبرين والمحررين والمراجعين والمراسلين من حاسة صحفية ودقة في العمل وأمانة في عرض المواضيع ، وكل يتطلب منهم من تعليمات وتوصيات ينطبق كذلك على المرأة التي تريد احتراف الصحافة . والاشراف على أخبار المجتمع يتطلب من تجمع الاخبار ثم تصوغها في قصص اجتماعية قد تطول وقد تقصر حسب أهميتها . وكذلك أخبار الخطبة والزواج والولادة والمآدب وحفلات الشاي والمعارض الفنية والاندية والحفلات الموسيقية والاستقبالات والحفلات الخيرية والمغامرات النسائية وما شابه ذلك . ولا بد أن يحتوي أي موضوع اجتماعي من هذه المواضيع على ذكر الاسماء قبل كل شيء ، ثم وصف الملابس والزينة والمأكولات والمشروبات والمناسبات . وفي خبر الزواج بشكل خاص لا بد من ذكر أسماء العروسين ، والآباء ، والوقت ، والمكان ، وعدد الضيوف ، وأسماء البارزين من الحاضرين ، وطريقة الاستقبال ، ومن الذي أشرف عليها ، وأين سيكون شهر العسل ، وأين ستقدم التهاني ، وهل كان الزواج صدفة أم غراماً ، وغير ذلك . الامور ذات الاهمية في هذا الموضوع . وبعض الصحف تخصص عموداً تسرد فيه الشائعات والاخبار الخاصة هذا القبيل لتبعث الحيوية في هذه الصفحة . وهي قلما تعتمد في وصف هذه المناسبات على المشاهدة ، بل تلجأ في جمع أ أخبارها الى الهاتف والاتصال بالاصدقاء والصديقات والسكرتيرية والاقارب وادارات الفنادق والخدم وأصحاب محلات الزهور وكتاب العقود تحتفظ عندها بمجموعة مزدحمة بالاسماء ، وأرقام الهواتف ، ، وبدوسيه ( المستقبل ) الذي يبين المناسبات الاجتماعية غدا وبعد غد ، هذه المصادر المختلفة تجمع أخبارها .
أما المرأة التي تتولى عمل المخبرة في ميادين الهيئات النسوية الاجتماعية أو التعليمية أو الصحية أو الاصلاحية أو الخيرية أو التي تقتل الفراغ فمهمتها أن تجمع أخبار كل نواحي في تلك الهيئات ، وتسجل أحاديث مع الشخصيات المسؤولة فيها . وقد تقوم بكتابة النساء الناجحات في ناحية من نواحي الحياة واللاتي يجلسن أمامها قصة نجاحهن في عمل من الاعمال . وفي مقدمتهن الدبلوماسيات وكبار الموظفات والطبيبات والفنانات وزعيمات الحياة الاجتماعية ومديرات الاعمال التجارية الكبرى والمشتغلات بالسياسة والكاتبات . والقصص عن هؤلاء وأمثالهن من النساء الشهيرات لا تظهر في صفحة المجتمع فقط ، بل كثيراً ما تنتقل الى صفحات الاخبار ، والى الصفحة الأولى .
ويحتوي المقال عادة في كل قصة كل قصة من هذه القصص على المقدمة ، اما أن تكون سرداً للواقع أو وصفاً رصيناً أو ملاغاة أو مزيجاً من الواقع والملاغاة . ثم على شرح لنشاط المرأة ووصف لشخصيتها وبيئتها ومعلومات تاريخية عن حياتها وايضاح لاسرار نجاحها ونصائحها لبنات جنسها . وذلك بعبارات سلسة بسيطة لا تزدحم بالصفات والمبالغات
والتعظيم الزائد عن الحد .
تعليق