الاخبار الشخصية والمحلية :
من المعروف أن أصغر القصص الاخبارية التي تدور في النشاط الانساني هي الاخبار الشخصية ، والمحلية ، وأنباء المجتمع . فهي لا تتناول عادة أكثر من ثلاثة أو أربعة أسماء . وتتحدث عن رحلة أو زيارة أو مولد طفل أو خطبة أو زواج أو مرض أو وفاة أو جنازة ، أو مأدبة غداء أو عشاء أو غير ذلك من الاخبار الشخصية التي تهم القراء ، والتي يستطيع المخبر أن يتلقفها محطات السفر ومن الفنادق والمتاجر والاسواق والنوادي ، والاماكن الاخرى التي تردد فيها الانباء علناً وبعض الصحف تخصص خبراً صغيراً لانباء المواليد التي تتناول اسم الوالدين ، ومكان اقامتهما ، واسم ومكان وزمان ولادة المولود ، وكونه ذكراً أم أنثى ، وسبب اختيار والديه لاسمه . وعلى الصحفي في مثل هذه الاخبار أن يحذر اسم أحد الوالدين ، أو الخطأ في ذكر تاريخ الزواج اذ قد يعرضه ذلك لقانون القذف ، وخير له أن لا يتعرض البتة لقصة الزواج ، كما يفضل عدم ذكر اسم الطبيب المولد .
وهذه الاخبار تهتم بها صحف المدن الصغيرة أكثر من غيرها ، وتنشرها عادة في عمود الاجتماعيات . وأما صحف المدن الكبرى فلا تتناول من ذلك الا ما يتصل بأصحاب الاسماء اللامعة التي يعرفها ألوف من القراء لان ذلك يضفي أهمية على القصة . ولذا أوجبنا ـ كما سبق ـ على من يعالج خبراً من هذا النوع أن يتأكد من صحة الاسماء والتواريخ والعناوين ، وأن لا يصوغ الحادث بشكل سرد جاف . ولكي يستطيع أن يجذب اهتمام قرائه ينبغي أن يروي بعض التفاصيل التي تضفي على الموضوع جمالا فنياً .
وأما أبناء المرض والوفاة ووصف الجنائز فأكثر الصحف تخصص لها أمكنة مستقلة في صفحاتها الداخلية ، وحجم هذه الاخبار يتوقف على وضع الجريدة . وقد جرت العادة أن يقتصر في على أخبار ذوي ، لا سيما الذين يهتم بهم . الشعب . وهؤلاء يكتب خبرهم في عدة فقرات ، فاذا كان المرض نادراً وتنافس في مغالبته الاطباء قفزت أخباره لأول صفحة . وعلى الصحفي بالنسبة لاخبار المرض أن يعرف قصته وأسبابه ونوعه، ومرجعه في ذلك طبيب المريض وممرضاته وأقاربه وشركاؤه في العمل . ويجب عليه في مثل هذه الحالة أن يلتزم الحذر الشديد في الصياغة ، وخاصة اذا كان يستعمل تعبيرات طبية وكان المريض ذا مكانة في الهيئة الاجتماعية . وعليه أن يحذر أيضاً من أن . يتهم بأنه سبب المرض ، أو يشير الى اهمال في علاج المريض ، أو أن يذكر اسم مرض خبيث الا اذا وثق من التشخيص ، لان التسرع في رواية كهذه كثيراً ما يسبب للصحفي التعرض لقانون القذف. وفي حال ظهور أمراض وبائية سريعة الانتشار ، كالدفتريا والكوليرا وشلل الاطفال في منطقة . المناطق وجب عليه أن يتحرى ليعرف مدى انتشاره أو حصره حتى لا يثير في النفوس ذعراً قد يكون بغير مبرر . ومصدره في ذلك الادارة الصحية التي ينبغي أن يتقيد بتقاريرها على أتم وجه . وأما في أخبار الموت العادية فمهمته أن يجمع معلومات مـــــن المستشفيات وأقارب الميت ، ومن الارشيف الذي لدى الصحيفة والذي يتضمن موجزاً لتاريخ حياة الميت يتضمن اسمه، وعنوانه، وسنه، والمراكز الاجتماعية التي توصل اليها ، وسبب مرضه ، والفترة التي استغرقها في آخر مرة ، ومكان الوفاة ، وموجزاً عن تاريخ حياته يطول أو يقصر سب المكانة التي كانت له ، وأسماء أعضاء الاحياء من أسرته، وعناوينهم، و مكان الجنازة ، وأين تم دفنه . فاذا توفرت له هذه المعلومات ربطها ببعضها ثم صاغها بأسلوب غير جاف ولا قاتم اللون ، لان موضوع الموت مؤلم بطبيعته وهو انما يعالج في الواقع قصة حياة ، فعليه أن يضمنها كل معاني الانسانية . فيعرض للجانب الخير من حياة الميت ، ويعدد ما قام به من جهود في سبيل الامة التي كان ينتمي اليها متغاضياً عـــن مساوئه آخذا بالحديث القائل : ( اذكروا محاسن موتاكم ) .
تعليق