الجرائم .. كتاب معلم الصحافة والإنشاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجرائم .. كتاب معلم الصحافة والإنشاء


    الجرائم :

    خلو الصحيفة من أخبار الجرائم كخلو الطعام من الملح . فكثير من الناس الذين لا يجدون لذة في حياتهم الطبيعية يبحثون عما يثير مشاعرهم في قصص الصحف التي تنشرها عن شواذ المجتمع . وكلما كانت القصة أكثر واقعية وتصويرها حقيقياً قويت الهزة التي تجتاح أنفسهم وهم يعيشون في هذا الجو الخاص . وكل صحيفة تخصص عدداً. المخبرين يرابطون في مراكز البوليس ويطوفون بالنقط التابعة لها . ولا نعني باخبار البوليس قضايا مخالفات القانون فقط ، بل يدخل فيها أيضاً أخبار الحوادث والانفجارات والمصادمات والاطفال المفقودين والمغامرات والاضطرابات . ومخبر البوليس ومساعدوه هم أكبر مصدر يمد الصحيفة بكمية كبيرة من الاخبار المتنوعة . ولا ريب أن كشف الجرائم للناس سلاح ذو حدين ، فهي ان عولجت كمادة للترفيه والتسلية لا كمأساة وبطريقة ايجابية لبقة موجهة تساعد القراء على الاندماج في جو الجريمة وكأنهم يشاهدونها شجعتهم كباراً وصغاراً على احترام القانون وبغضتهم بالجريمة والمجرمين وساعدت رجال الامن في تحقيق العدل . وان عولجت بشكل عاطفي مثير يرفع ـ بدون قصد - من : الجريمة ومرتكبيها وتظهرهم بمظهر الدهاة الشجعان الجبابرة كانت اغراء لمن لديهم الاستعداد النفسي لارتكاب مثل هذه الحوادث . لذلك يقول الكاتب الامريكي ولتر ليبمان : « الجريمة قطعة . نحياها . وليس الخطر آتياً من نشر أخبار الجريمة في ذاتها بقدر ما هو آت من تحول الصحيفة الى مخبر سري وقاض ونائب عام ونحو ويقول ستانلي ولكر : ان الشكوى من الصحف وخاصة الكبيرة منها فيما يتعلق بنشر قصص الجرائم انها تنشرها بطريقة مثيرة كثيراً ما تكون شبه تحريض على اقتراف الجرائم فضلاً عن انها تعطي فكرة خاطئة عن حضارتنا » .

    واليك بعض النقاط التي أوصت بها جريدة ( لوس انجيلس اجزامینر) محرريها :

    * لا نريد في أخبارنا تمجيداً للجريمة أو المجرمين . ويجب أن
    يصور المجرمون على حقيقتهم ولا يصورون في شكل أبطال أو شهداء . والمجرمون كطبقة أغبياء جرذان حقيرة أعداء المجتمع .

    * لا تستخدم بأي حال عبارات ( ملك العصابات ) و ( أستـاذ المجرمين ) وغيرها من هذا الكلام الفارغ الذي يثير خيال الشباب ويدفعه الى السير في نفس الطريق ، كما لا نريد دمعة على مجرم ولا وردة أو قبلة له .

    * من الاهمية بمكان أن نؤكد لكم اننا لا نريد وصف الطريقة التي ارتكبت بها جريمة ما بأنها طريقة ( فذة ) أو ( رائعة ) أو ( ناجحة ) ، فهذا يشجع المجرمين والمقلدين ويعقد عمـــل البوليس .

    * يجب أن تقف دائماً الى جانب القانون والنظام . وحاول دائماً أن تبحث عن مبررات لقسوة حكم القاضي .

    * في كل قصة تأكد من انك شدت برجال البوليس ، وتحدثت تفصيل عن شجاعتهم ومهارتهم . واكتب أسماء الذين يلقون القبض على مجرم أو يكتشفون عصابة أو يقومون بأي عمل تنفيذاً للقانون . وملخص القول نريد تمجيد البوليس وتحقير المجرمين . وهذه السياسة تتبع بدقة في العناوين والصور والمقدمات وصلب القصة .

    ليس مخبر البوليس رجل معجزات ليكشف كل ما استعصى من أسرار الجرائم ، لا سيما وانه يعمل تحت ضغط الوقت من ناحية والخوف من دعوى القذف من ناحية أخرى . ولذا فهو مضطر الى الاعتماد دائماً على عرائض الشكاوى والسجلات الرسمية و ( دفتر الاحوال ) وتصريحات مدير البوليس ومساعديه ، لانه لا يستطيع أن يوجه أي اتهام بطريق مباشر أو غير مباشر الا اذا كانت لديه الادلة القاطعة على ذلك ، خاصة اذا كانت أسماء المتهمين معروفة للجمهور وعليه أن يفترض دائماً أن المتهم ليس مذنباً مهما كانت فعلته وانه بريء حتى تثبت ادانته ، لان الجريمة الواحدة قد يتغير اتجاهها بين يوم وآخر بل بين ساعة وأخرى والمفروض في المخبر البوليسي أن يتميز بكثير من الاحساس المرهف ، والقدرة المتواصلة على العمل ، والمعرفة بوسائل البوليس ، والخبرة بطابع كل طبقة من المجرمين ونواحي نشاطهم . وقليلون جداً المخبرون البوليسيون الذين يثيرون المدينة بسبق صحفي قضية لا يعرفها البوليس . غير أنه لا يمكن أن ننكر أن التوسع في النوع يتوقف كثيراً على مدى اخلاص المخبر في عمله ، وملازمته لرجال البوليس المعروف عنهم القدرة على ازاحة الستار عن غموض الجرائم المعقدة . وقد يلاحظ الصحفي بعض الاحيان اهمالا في التحقيق بجريمة ما ، ويرى أو أن المجرمين أحرار مطمئنون . وما عليه في مثل هذه الحالة الا أن يسيء الظن برجال الامن ، ويعتمد على نفسه في كشف تلك الحقيقة ، باحثاً عن الدلائل التي تثبت تصريحاته عندما يقوم بواجبه في احقاق الحق . ومن هنا نرى أن مهمة مخبر البوليس هي أشق مهمة يكلف بها صحفي في القسم الداخلي ، لانه لا يعالج الا الجانب السيىء من الحياة ، ولا يكتب الا عن حياة الظلام ، ولا يتصل الا بالشواذ من أعضاء المجتمع . وهذه الظروف التي يعمل فيها تصبغه بعد مدة من الزمن بطابع السخرية وعدم المبالاة وعدم التقيد بالمواعيد . نعم انه يجد لذة في تصيد الاخبار المثيرة ، ولكنه يجب أن يكون دائماً مستيقظاً وعلى اتصال مستمر بالصحيفة وأقسام البوليس وبمكان الجريمة ليقف - بسرعة ودقة وحذر ـ على التفاصيل أولاً بأول ، حتى لا يفلت منه شيء . ولا يخفى ما في ذلك من عنت وارهاق كبيرين . ولذا يقال : ( ان المخبر الذي يريد أن . ينجح في أي ميدان اخباري لا بد أن يقضي عاماً أو عامين على الاقل في قسم اخبار البوليس ) .

    وهناك عوامل هامة اذا توفرت في الجريمة جعلت منها خبراً مثيراً للغاية وهي :

    أ ـ شهرة الاشخاص : فالمعروف ان أسماء البارزين في المجتمع عامل رئيسي في أي خبر صحفي ، فما بالك اذا كان لهذا الاسم علاقة بمخالفة القانون . ب - شهرة الامكنة -- كثرة الخسائر د ــ الغموض والتشويق . الظروف الشاذة والدوافع الغريبة و ـ الاحساسات الانسانية كالحب والحقد والشهوة والغيرة والثأر وتأنيب الضمير ز - سلطان المرأة ح - المواقف الحرجة .

    ووراء كل هذه العوامل منفردة أو مزدوجة أو مجتمعة توجد المواقف والظروف التي تعتبر المصدر الرئيسي للقصص الكبرى في الجريمة . وحينذاك يبدو أبطال هذه الجرائم كرموز تصطرع معها الحوادث بين آراء ودوافع تصح أن تكون موضوعاً لدراسة باحثي علم النفس والاجتماع .

    وأول درس ينبغي أن يتقيد به مخبر الجريمة حين صياغة قصته هو أن يحذف منها التفاصيل البشعة ، بدون أي تحوير لشيء من أو اسقاطه . أما اذا كان هناك ضرورة لذكر هذه التفاصيل رغم بشاعتها واثارتها فليفعل ولكن بألفاظ وعبارات منتقاة ، وبدون أن يتكلف البلاغة والالتواء لان كليهما يفقد قصته الحيوية والبساطة المطلوبتين وعليه أن يستغل عاملي الغموض والتشويق ما أمكن لا سيما في القصص المستمرة .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-08-2023 20.29_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	110.1 كيلوبايت 
الهوية:	158480 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-08-2023 20.29 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	81.0 كيلوبايت 
الهوية:	158481 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-08-2023 20.30_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	100.9 كيلوبايت 
الهوية:	158482 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-08-2023 20.30 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	93.6 كيلوبايت 
الهوية:	158483 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-08-2023 20.30 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	33.5 كيلوبايت 
الهوية:	158484

  • #2

    Crimes:

    A newspaper devoid of crime news is like food devoid of salt. Many people who do not find pleasure in their normal lives search for what arouses their feelings in the stories newspapers publish about the abnormalities of society. The more realistic the story and the more realistic its portrayal, the stronger the tremor that sweeps through them while they live in this special atmosphere. Each newspaper allocates an issue. Informants are stationed in police stations and roam their points. By police news, we do not only mean cases of violations of the law, but it also includes news of accidents, explosions, clashes, missing children, adventures, and disturbances. The police informant and his assistants are the largest source that provides the newspaper with a large amount of diverse news. There is no doubt that exposing crimes to people is a double-edged sword. If it is treated as a material for entertainment and amusement, not as a tragedy, and in a positive and tactful way, it helps readers integrate into the atmosphere of the crime as if they are watching it. It encourages them, old and young, to respect the law, makes them hate crime and criminals, and helps the security men achieve justice. If it is treated in an emotional, exciting way, it unintentionally raises the profile of the crime and its perpetrators and makes them appear shrewd, brave, and mighty, it would be a temptation for those who are psychologically prepared to commit such incidents. Therefore, the American writer Walter Lippmann says: “Crime is a piece. We live it. The danger does not come from publishing news of the crime itself as much as it comes from turning the newspaper into a confidential informant, judge, prosecutor, etc. Stanley Walker says: The complaint from newspapers, especially the large ones, regarding the publication of crime stories is that they publish them in an exciting manner that often amounts to incitement to commit crimes. Crimes also give a wrong idea about our civilization.

    Here are some points recommended by the Los Angeles Examiner editors:

    * We do not want our news to glorify crime or criminals. And it must
    Criminals are portrayed as they are and are not depicted as heroes or martyrs. Criminals, as a class, are stupid, contemptible rats, enemies of society.

    * Do not, under any circumstances, use the phrases “king of the gangs,” “professor of criminals,” and other such empty talk that excites the imagination of young people and pushes them to follow the same path, just as we do not want a tear for a criminal, nor a rose, or a kiss for him.

    * It is important to stress to you that we do not want to describe the method by which a crime was committed as “unique,” ​​“wonderful,” or “successful,” as this encourages criminals and imitators and complicates the work of the police.

    *You must always stand by law and order. Always try to look for justifications for the harshness of the judge’s ruling.

    * In each story, make sure that you focus on the policemen, and talk in detail about their courage and skill. Write the names of those who arrest a criminal, discover a gang, or carry out any action to enforce the law. In summary, we want to glorify the police and degrade criminals. This policy is strictly followed in the titles, images, introductions, and the body of the story.

    The police detective is not a miracle man to uncover all the secrets of crimes, especially since he works under time pressure on the one hand and fear of slander suit on the other hand. Therefore, he is forced to always rely on complaints, official records, the case book, and the statements of the police director and his assistants, because he cannot bring any accusation directly or indirectly unless he has conclusive evidence of that, especially if the names of the accused are known to the public. It should always be assumed that the accused is not guilty, whatever his actions, and that he is innocent until proven guilty, because the direction of a single crime may change from one day to another, or even from one hour to another, and the police laboratory is supposed to be characterized by a lot of sensitive sensitivity, continuous ability to work, knowledge of police methods, and experience. The nature of each class of criminals and their aspects of activity. There are very few police informants who excite the city with a scoop on a case that the police do not know about. However, we cannot deny that the expansion of the genre depends a lot on the extent of the detective’s sincerity in his work, and his association with policemen who are known for their ability to unveil the mystery of complex crimes. A journalist may sometimes notice negligence in the investigation of a crime, and he or she sees that the criminals are free and safe. In such a situation, all he has to do is mistrust the security personnel, and rely on himself to uncover that truth, searching for evidence to prove his statements when he is carrying out his duty to achieve the truth. Hence, we see that the task of a police detective is the most difficult task assigned to a journalist in the internal department, because he deals only with the bad side of life, writes only about the life of darkness, and only contacts the abnormal members of society. These conditions in which he works give him, after a period of time, a character of cynicism, indifference, and non-compliance with deadlines. Yes, he finds pleasure in hunting for exciting news, but he must always be awake and in constant contact with the newspaper, the police stations, and the crime scene in order to catch up - quickly, accurately and carefully - on the details firsthand, so that nothing escapes him. It is no secret that this entails great hardship and exhaustion. Therefore, it is said: (An informant who wants to succeed in any news field must spend at least a year or two in the police news department).

    There are important factors that, if present in the crime, make it very exciting news, which are:

    A - The fame of people: It is known that the names of prominent people in society are a major factor in any press news, so what if this name has anything to do with violating the law. B - The fame of the places - many losses D - Mystery and suspense. Abnormal circumstances and strange motives, and - human feelings such as love, hatred, lust, jealousy, revenge, and remorse of conscience, g - the power of women, h - critical situations.

    Behind all of these factors, singly, dually, or together, there are situations and circumstances that are considered the main source of major crime stories. At that time, the heroes of these crimes appear as symbols with which incidents collide between opinions and motives that could be a subject for study by psychology and sociology researchers.

    The first lesson that a crime detective should adhere to when formulating his story is to delete the ugly details from it, without altering or omitting anything. However, if there is a need to mention these details, despite their ugliness and excitement, then he should do so, but with selected words and phrases, and without resorting to eloquence and contortion, because both of them lose his story’s required vitality and simplicity, and he must exploit the factors of ambiguity and suspense as much as possible, especially in continuous stories.

    تعليق

    يعمل...
    X