الريبورتاج والموضوعات الانسانية
بين الريبورتاج والموضوعات الانسانية علاقة وثيقة ، فكلاهما يتناول أشخاصاً وحوادث وقعت في زمان ومكان معينين . والفرق الوحيد بينهما هو أن الريبورتاجات قد تظهر في مواسم أو فترات من التاريخ ، ، كمقال عن رأي شيخ معمر في نظم التعليم الحديث مثلا ، أو يكون عبارة عن معلومات جديدة تتناول أشخاصاً أو أشياء أو حوادث لها مغزى معين . والغرض منه نقل المعلومات الى القارىء بينما الموضوعات الانسانية تهدف الى تسلية القارىء بتقديم رواية له مكتوبة ، ممثلوها حقيقيون ومواقفها حقيقية وهدفها الوحيد اثارة احساساته .
وقد لا تختلف حدودهما كثيراً ، فتجد الريبورتاج يحتوي على عناصر قوية من عناصر الموضوعات الانسانية. مما جعل الكثير من المحررين يرون ان الموضوعات الانسانية ليست الا امتدادا للريبورتاج . ولذلك ينبغي الا تفقد عنصر الجدة ، وأن تستمد قوتها وأهميتها من عناصر الريبورتاج . وكل انسان ينفعل بالضحك والغضب والفخر والرحمة والحقد والعطف سواء في تجربة مباشرة ، أو في خيال يشارك بــه تجاوب الغير ، وهذه الانفعالات غير محدودة بموضوع . والقياس الذي يتبعه الصحفي هو أن يحكم بانفعالاته هو التي أو تثير دهشته تضحك القراء وتثير دهشتهم . والصحفي الناجح هو الذي يتبع ـ بدون شعور - قواعد علم النفس في هذه الموضوعات فهو كل يوم يتعمق في السلوك الانساني وبالنسبة لظروف معينة ، ، ثم يختار لقرائه المواقف والحوادث التي تثير أحاسيسهم رجالا ونساء في كل مكان . وفي ذلك الكاتب الاميريكي آرثر بريز باين من كبار كتاب الاعمدة الانسانية صحفياً سأله : كيف تكتب العمود دائماً ؟ أقضي نهاري في مراقبة الناس وأحوالهم ، ومطالعة أفضل المؤلفات ، فمتى اختمر المعنى الذي اخترته موضوعاً للعمود في عقلي أتيت غرفتي هذه وكتبت موضوعي على الآلة الكاتبة بيدي » •
وهناك فرق كبير بين هاتين المادتين من مواد الصحافة ، وبين المقالات التي تظهر في صحف عطلة الاسبوع ، والملاحق الاضافية ، والقصص القصيرة ، وأعمدة التسلية ، والصفحات النسائية ، والكاريكاتير ، وكثير من المواد التي لا تحمل معنى الخبر . فالريبورتاجات والموضوعات الانسانية يمكن ادخالها تحت باب الانباء ، لانه يتوفر فيها عنصر الوقتية الذي تتميز به الانباء . وهي بالنسبة لغيرها من محتويات الجريدة غريبة وطريفة ، لانها تتجاوز كثيراً عن القواعد المتعارفة التي يقوم عليها الخبر فموضوعها طريف وطريقة كتابتها مختلفة ، وهي بمثابة مشهيات في قائمة الاخبار اليومية ، لانها تقود القارىء الى آفاق غير مطروقة . ولا بد أن يكون كاتب الموضوعات الانسانية أديباً تمرس بجمع الاخبار ، حتى يستطيع أن يخرج منها قصة كاملة تدعمها الحقائق والاسماء والاقوال والمعلومات الصحيحة ، بأسلوب بسيط سلس بعيد عن الاطناب ومبالغات الخيال والالفاظ الجوفاء .
تعليق