داء شاغاسChagas diseaseمرض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • داء شاغاسChagas diseaseمرض

    داء شاغاس[5][6] (بالإنجليزية: Chagas disease)‏ أو داء المثقبيّات الأمريكيّ[5] (بالإنجليزية: American trypanosomiasis)‏ هو مرض ينتشر في المناطق المدارية الاستوائية، وهو مرض طفيلي يسببه طلائعي التريبانوسوما الكروزية.[1] ينتشر المرض بشكل أساسي عن طريق حشرات معروفة باسم الفسافس -جنس من البق- أو البَقُّ المُقَبِّل.[1] تتغير الأعراض المرضية خلال مدة العدوى. في المراحل المبكرة، تكون الأعراض عادةً إمّا غير ظاهرة أو خفيفة، وقد تشمل الحمّى، وتورمَ العقد اللمفاوية، والصّداعَ أو ورماً في منطقة اللدغة.[1] بعد مرور ثماني إلى إثني عشر إسبوعاً على الإصابة، يدخل الشخص المُصابُ المرحلةَ المزمنةَ من المرض، وبنسبة من 60 %إلى 70 % من الحالات، لا تنتج المزيد من الأعراض المرضية بعد ذلك.[2][7] أما النسبة المتبقية من المصابين والتي تتراوح من 30 % إلى 40 %، فتتطور لديهم الأعراض بعد عشْر سنوات إلى ثلاثين سنة من الإصابة بالعدوى،[2] وتشمل تلك الأعراض تضخماً في بطيني القلب في 20 % إلى 30 % من المصابين، مما يؤدي إلى قصور القلب.[1] وفي 10 % من المصابين، قد يحدث أيضاً تضخم في المريء أو توسع في القولون.

    داء شاغاس
    صورة مجهرية للمثقبية الكروزية بـصبغة جيمزا
    صورة مجهرية للمثقبية الكروزية بـصبغة جيمزا
    تسميات أخرى
    داء المثقبيّات الأمريكيّ
    النطق
    ‎/‏ˈtʃɑːɡəs‎/‏, تلفظ برتغالي: ‎/ˈʃaɡɐs/‏
    معلومات عامة
    الاختصاص
    مرض معدي
    من أنواع
    داء المثقبيات، والأمراض المدارية المهملة، ومرض متوطن تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات
    الأسباب
    الأسباب
    المثقبية الكروزية تنتشر بواسطة البق المقبل[1]
    طريقة انتقال العامل المسبب للمرض
    انتقال عبر الحشرات [لغات أخرى] تعديل قيمة خاصية (P1060) في ويكي بيانات
    المظهر السريري
    الأعراض
    الحمّى، تورم العقد الليمفاوية، الصداع[1]
    المضاعفات
    قصور القلب، تضخم في المرئ، تضخم القولون[1]
    الإدارة
    الوقاية
    التخلص من البَقُّ المُقَبِّل وتجنب لدغاته [1]
    التشخيص
    وجود الطفيل أو الأجسام المضادة في الدم[2]
    أدوية
    بنزنيدازول، نيفورتيموكس[1]
    الوبائيات
    انتشار المرض
    6.6 مليون (2015)[3]
    الوفيات
    8000 (2015)[4]
    التاريخ
    سُمي باسم
    كارلوس شاغاس تعديل قيمة خاصية (P138) في ويكي بيانات
    تعديل مصدري - تعديل طالع توثيق القالب
    تنتقل التريبانوسوما الكروزيّة للإنسان والثّديّات الأخرى عن طريق «البَقِّ المُقَبِّل» مصّاص الدماء، الّذي ينتمي إلى تحت فصيلة الفسافس.[8] تُعرف هذه الحشرات بأسماء مختلفة حسب المنطقة الّتي توجد فيها، فعلى سبيل المثال، تُعرف باسم فينشوكا (بالإسبانية: vinchuca)‏ في الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي والباراجواي، وباسم باربيرو (بالإسبانية: barbeiro)‏ في البرازيل، وباسم بيتو (بالإسبانية: pito)‏ في كولومبيا، وتعرف باسم شينش (بالإسبانية: chinche)‏ في أمريكا الوسطى، وباسم شيبو (بالإسبانية: chipo)‏ في فنزويلّا.[9] وقد ينتشر هذا الدّاء أيضاً عن طريق عمليّات نقل الدم وعمليّات زراعة الأعضاء وعن طريق تناولِ طعامٍ ملوّثٍ بالطّفيليّات وبالانتقال العمودي، أي من الأمّ إلى الجنين.[1] يتم تشخيص المرض في حالاته المبكّرة عن طريق إيجاد الطّفيليّات في الدّم باستعمال المجهر.[2] أمّا الحالات المتقدّمة، فتشخّص عن طريق إيجاد الأجسام المضادة للتريبانوسوما الكروزيّة في الدّم.

    تتمثل الوقاية بشكل أساسيّ بالتّخلّص من البَقِّ المُقَبِّل وتفادي عضّته. وقد ينطوي ذلك على استخدام المبيدات الحشرية أو الناموسية.[10] ويعد فحص الدّم قبل عمليّات نقل الدم طريقةً أخرى لتفادي الإصابة.[1] لم يتمّ تطوير مطعومٍ للمرض حتى سنة 2017.[1] أما بالنّسبة لحالات الإصابة المكتشفة مبكّراً فيتم معالجتها باستخدام كل من الدوائين بنزنيدازول أو نيفورتيموكس.[1] في الغالب تنجح المعالجة بهذه الأدوية إذا تم إعطاؤها مبكّراً، لكن كلّما زادت مدّة الإصابة بالمرض قلّ مفعول الدّواء.[1] في الحالات المزمنة من المرض يمكن أن تنجح تلك الأدوية في تأخير أو منع تطوّر أعراض المرض للمرحلة النّهائيّة.[1] بنزنيدازول ونيفورتيموكس يسبّبان أعراضاً جانبيّة مؤقتة في 40 % من المصابين،[1] وتشمل هذه الأعراض أمراضاً جلدية، وتسمّماً في الدّماغ وتهيّجاً في الجهاز الهضميّ.[7][11][12]

    تشير التقديرات إلى أن 6.6 مليون شخص مصاب بداء شاغاس، أغلبهم من المكسيك، وأمريكا الوسطى، وأمريكا الجنوبية. في عام 2015،[1][3] قُدِّر بأنّ داء شاغاس تسبب بحوالي 8000 حالة وفاة تقريباً في عام 2015.[4] وقد كان أغلب المصابين بالدّاء من الفقراء،[7] وأغلبهم لم يدرك حتى إصابته بالعدوى.[13] وقد أدّت التحركات السكانية الواسعة النطاق إلى زيادة المناطق التي يوجد فيها داء شاغاس، وهذا ينطبق على عددٍ من البلدان الأوروبية إضافةً إلى الولايات المتحدة الأمريكية.[1] ولقد شهدت هذه المناطق زيادةً في عدد الإصابات خلال السنين الماضية وحتى عام 2014.[14] وقد تم وصف المرض لأول مرة في عام 1909 من قبل الطبيب البرازيلي كارلوس شاغاس، الذي سُمي المرض باسمه.[1] ويصنف داء شاغاس على أنه مرض مداري مهمل.[15] ويؤثر على أكثر من 150 نوعاً من الحيوانات الأخرى.[7]

    علامات المرض والأعراض عدل

    طفل مصاب بداء المثقبيات الأمريكي (داء شاغاس) الحاد، لديه تورّم في العين اليمنى (علامة رومانا).
    يمرّ المصابون بمرض شاغاس بمرحلتين مختلفتين من المرض: مرحلة حادة غير مزمنة تحدث بعد الإصابة بالعدوى بفترة قصيرة، ومرحلة مزمنة تتطور مع مرور الزمن.

    المرحلة الحادة من المرض تبقى لعدة أسابيع أو أشهر بعد الإصابة بالمرض. لا يتم ملاحظة هذه المرحلة في العادة، لأنها خالية من الأعراض المرضية أو تكون أعراضها خفيفة جداً وعامة جداً بحيث يصعب نسبها إلى مرض شاغاس. وتشمل هذه الأعراض الحمّى، والإرهاق، وآلام في الجسم والعضلات، وصداع في الرأس، وطفح جلدي، وفقدان للشهية، والإسهال، والشعور بالغثيان، والتقيؤ. أما علامات الفحص البدني، فتشمل على تضخم خفيف في الكبد أو الطحال، وتورّم في الغدد وتورّم موضعي (شاغوما) في منطقة دخول الطفيليات إلى الجسم.[16]

    أبرز علامات المرحلة الحادة من داء شاغاس هي علامة رومانا (بالإنجليزية: Romaña's sign)‏، التي تتضمّن تورّماً في الجفون على جانب الوجه بالقرب من مكان العضة أو مكان إفراز الحشرة لبرازها أو إذا تم فرك العينين بالبراز عن طريق الخطأ. نادراً ما قد يموت الأطفال الصغار أو الأشخاص البالغون في المرحلة الحادة من المرض بسبب التهاب شديد في عضلة القلب (التهاب عضلة القلب) أو في الدّماغ (التهاب السحايا).[16] وقد تكون المرحلة الحادة أكثر شدة وخطورة عند الأشخاص ضعافِ جهاز المناعة.[8]


    تشريح واسع النطاق للقلب الذي تضرر من مرض شاغاس المزمن – انظر أيضا: شاغاس القلب، الأشعة
    إذا تطوّرت الأعراض خلال المرحلة الحادة من المرض، فإنها عادةً ما تزول تلقائيًا خلال ثلاثة إلى ثمانية أسابيع عند (90)% تقريباً من المصابين.[7][11] على الرغم من أن الأعراض تتلاشى، فإن المرض يبقى ويدخل المرحلة المزمنة حتى مع استخدام العلاج. أما المصابون بالحالة المزمنة من مرض شاغاس، فإن (60-80)% منهم لن تظهر لديهم الأعراض (تسمى بالمرحلة غير المحددة من مرض شاغاس المزمن)، أمّا النّسبة المتبقية (20-40)% فتظهر لديهم أعراض خلال حياتهم تهددهم بالخطر، وتشمل على اضطرابات في القلب أو في الجهاز الهضمي (يُسمى بالمرحلة المحددة المزمنة من مرض شاغاس). في (10)% من المصابين، تتطوّر الإصابة من المرحلة الحادة للمرض إلى مرحلة سريرية أعراضيّة (مصحوبة بأعراض) من المرحلة المزمنة من مرض شاغاس.[7][11]

    إنّ المرحلة الأعراضيّة (المحددة) المزمنة للمرض تؤثر على الجهاز العصبي، الجهاز الهضمي والقلب. ويتأثر حوالي ثلثي المصابين بالأعراض المزمنة بأضرار في القلب، وتشمل اعتلال عضلة القلب التوسعي مما يؤدي إلى عدم انتظام نبضات القلب وقد يؤدي إلى الموت المفاجئ. حوالي الثلث من المرضى تتطوّر لديهم أضرار في الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى توسع في القناة الهضمية (تضخم القولون وتضخم في المريء)، إضافةً إلى فقدان الوزن الشديد. أما الصعوبات في بلع الطعام (تعذر ارتخاء مريئيّ ثانوي) فقد تكون أولَ أعراضِ وجودِ علةٍ في الجهاز الهضمي وقد تؤدي إلى سوء التغذية.[17]

    هناك ما نسبته (20)% إلى (50)% من الأشخاص الذين يعانون من تأثر الأمعاء بالمرض معرضون أيضا للإصابة بتأثر قلبيّ (شمول الإصابة بالمرض على القلب).[17] ما يصل إلى (10)% من الأشخاص المصابين بالمرحلة المزمنة من المرض يتطور لديهم التهاب الأعصاب الذي يؤدّي إلى تغيرات في استجابة الأوتار العضلية وضعف في القدرة الحسية. أما الحالات المنعزلة فيظهر لديها تأثر الجهاز العصبي المركزي، ويشمل هذا على الخرف، والارتباك، والحالات المزمنة من التلف الدماغي، ومشاكل في الحركة، والإحساس.[18]

    أما العلامات السريرية الظاهرة لداء شاغاس فتحدث بسبب موت الخلايا في النسيج الهدف (المصاب) الذي يحدث خلال الفترة المعدية، عن طريق الحث على حدوث استجابة التهابية وآفات خلوية وتليف، بالتسلسل. على سبيل المثال، اللَيشُمانَة (طفيليات) داخل الخلايا تؤدي إلى تدمير الخلايا العصبية الموجودة داخل جدار العضو في الجهاز العصبي الذاتي في الأمعاء والقلب، مما يؤدي إلى تضخّم في الأمعاء ويسبب تمدد الأوعية الدموية في القلب. وإذا تُرِك المرض غير معالج، فإن داء شاغاس قد يكون مميتاً، بسبّب أضرار في عضلة القلب في أغلب الحالات.[17]
    الوقاية عدل

    ملصق حملة التوعية والوقاية في كايين عاصمة غويانا الفرنسية، 2008
    لا يوجد حالياً أي لقاح ضد داء شاغاس.[31] تتركز الوقاية عموماً على خفض أعداد الحشرات التي تنشر المرض (الترياتوم) والتقليل من احتكاك البشر معهم. ويتم ذلك عن طريق استخدام البخاخات ومواد الطلاء المحتوية على المبيدات الحشرية (البيريثرويد المصنعة)، وتحسين ظروف السكن والظروف الصحية في المناطق الريفية.[32] بالنسبة لسكان المناطق الحضرية، فإن قضاء العطلات والتخييم في البرية أو النوم في الفنادق أو منازل الطين في المناطق الموبوءة قد يكون خطيراً، وينصح باستعمال ناموسية.

    تشمل بعض التدابير لمكافحة ناقلات الأمراض ما يلي:

    يمكن أن يستخدم فخ الخميرة لرصد تفشي أنواع معينة من حشرات الترياتوم (الفسفس الكريه، الفسفس البرازيلي، فسفس البقع الكاذبة، والمسترغلة المزينة).[33]
    وقد تم الحصول على نتائج واعدة من العلاج لمساكن ناقلات المرض عن طريق استخدام الفطر باسيانا البوفيرية.[34]
    يمكن استهداف الكائنات المتكافلة مع الفسافس من خلال عمل طفرات جينية عندها.[35]
    ويجري حالياً اختبار عدد من اللقاحات المحتمل نجاحها. وقد أعطى التطعيم بالتريبانوسوما الرانغيلية نتائج إيجابية في النماذج الحيوانية.[36] وتجري اختبارات لفحص إمكانات استخدام الحمض النووي كعلاج مناعي لمرض شاغاس الحاد والمزمن من قبل العديد من المجموعات البحثية.[37]

    كان نقل الدم في السابق ثاني أكثر طرق انتقال مرض شاغاس شيوعًا، لكن تطوير اختبارات فحص بنك الدم وتنفيذها قلل بشكل كبير من هذا الخطر في القرن الحادي والعشرين. يخضع التبرع بالدم في جميع بلدان أمريكا اللاتينية الموبوءة بالمرض للاختبار، وفحص الدم ينتشر في بلدان العالم، مثل فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، التي لديها أعداد كبيرة ومتزايدة من المهاجرين من المناطق الموبوءة.[38][39] في إسبانيا، يتم تقييم المتبرعين باستبيان لتحديد الأفراد المعرضين لخطر التعرض لداء شاغاس.[39]

    وافقت إدارة الغذاء والدواء على اختبارين لمرض شاغاس، أحدهما تمت الموافقة عليه في نيسان (أبريل) 2010، ونشرت الإدارة توجيهات أوصت باختبار جميع منتجات الدم والأنسجة المتبرع بها.[39][40] مع أن هذه الاختبارات ليست مطلوبة في الولايات المتحدة، لكنه يتم اختبار (75-90)٪ من إمدادات الدم للتأكد من عدم وجود داء شاغاس، بما في ذلك جميع الوحدات التي يتم جمعها من قبل الصليب الأحمر الأمريكي، وهو ما يمثل 40٪ من إمدادات الدم في الولايات المتحدة.[40][41] وقدمت شبكة بيوفيجيلانس شاغاس تقارير عن حالات كانت فيها فحوصات الدم موجبة لمرض شاغاس في الولايات المتحدة، كما ذكرت مختبرات تستخدم اختبار الفحص الذي وافقت عليه إدارة الأغذية والعقاقير في عام 2007.[42]
يعمل...
X