الأديبة سهام ترجمان .. ابنة دمشق ووردة يا مال الشام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأديبة سهام ترجمان .. ابنة دمشق ووردة يا مال الشام

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_٢٠٢٣٠٩١٣_١٤٤١٥٣.jpg 
مشاهدات:	7 
الحجم:	44.6 كيلوبايت 
الهوية:	158434 سدرة نجم
    91 سنة في حب دمشق ... وكتبت رسالة إلى طيارٍ إسرائيلي قتل زوجها
    «أنا أعتز بأنني ابنة تلك الجوهرة النادرة ابنة الشام العتيقة الفقيرة، أنا لا أنسى أصلي، أنا لا أنسى أهلي» بهذه العبارة افتتحت الأديبة “سهام ترجمان” إحدى فقرات كتابها الأشهر “يا مال الشام”.
    أبصرت “سهام فهمي ترجمان” النور في حي “العمارة” الدمشقي عام 1932 من أب دمشقي . أما أمها “عزيزة علي قاسم الجزائري” فهي من أصول جزائرية سكنت عائلتها حي “الميدان” مع أنصار الأمير “عبد القادر الجزائري” القادمين معه إلى “دمشق”.
    ترعرعت “ترجمان” في منزل والدها بحي “سوق ساروجة”. وهي الابنة الوسطى لوالديها حيث تكبرها شقيقتها “نهلة” وشقيقها “صلاح الدين” وتصغرها شقيقتها “نايفة” وشقيقها “محمد علي”. وفق ما ذكر الدكتور “محمد وهبة” في كتابه “أدبيات معاصرات”.
    ولم تخفِ تلك الفتاة الشامية حالة الوله التي ربطتها بـ”دمشق” طوال حياتها. حيث تقول في لقاءٍ قديم مع الفضائية السعودية « يعيش الإنسان طوال عمره متمنياً الحب الحقيقي في الحياة. وحبي الحقيقي في الحياة كان هذه المدينة الحضارية العظيمة. وعادةً ما يتفتّح الحب عند الإنسان في ربيع العمر، ويبدو أن دمشق سكنت بداخلي كحبيبة وأنا طفلة في الثالثة من عمري».
    رحلتها الدراسية
    درست “ترجمان” في مراحل دراستها الابتدائية بمدرسة “زبيدة للبنات” وخرجت منها عام 1945. لتنتقل بعدها إلى مدرسة الإعدادية الجديدة للبنات الكائنة في “سوق ساروجة” والتي نقلت مكانها إلى حي “الروضة” بدمشق.
    حمل عام 1950 خبر حصولها على الشهادة الثانوية التي درستها في “الطلياني” لتتابع بعدها المرحلة الجامعية في جامعة دمشق كلية الآداب قسم الفلسفة حاصلة على إجازة منها في 1955.
    في عام 1956 نجحت “ترجمان” بالدرجة الأولى في مسابقة وزارة الدفاع وعُيّنت محررة ومذيعة في المركز الثقافي العسكري. للتحرير في مجلة الجندي ولتقديم برامج الجندي الإذاعية. كما كانت مسؤولة عن قسم التخطيط الإعلامي والثقافي في الإدارة السياسية فرع الإعلام برتبة مدير وكانت أعلى موظفة مدنية رتبةً في وزارة الدفاع. وترأست تحرير مجلة “فلاش” الصادرة باللغة الإنكليزية عن الإدارة السياسية للجيش آنذاك.
    أنا أعتز بأنني ابنة تلك الجوهرة النادرة ابنة الشام العتيقة الفقيرة، أنا لا أنسى أصلي، أنا لا أنسى أهلي
    الراحلة سهام ترجمان
    وقد تأثرت الأديبة السورية كثيراً بتفكير أساتذتها ضمن المرحلة الجامعية الذين كان منهم: “جولييت الخوري، سامي الدروبي، أمجد الطرابلسي” وجملة من المؤثرين.
    الزواج
    تزوجت “ترجمان” عام 1971 من النقيب “فؤاد محفوظ” ابن قرية “دير ماما” بريف “حماة”. لكنه خسر حياته في كانون الثاني 1973 خلال حرب الاستنزاف حيث استهدفته قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقد رفضت “ترجمان” الزواج بعده تخليداً لذكراه. علماً أنها لم تنجب منه أطفالاً. وقد كتبت بعد وفاته كتاباً بعنوان “رسالة إلى الطيار الإسرائيلي الذي قتل زوجي”.
    مؤلفاتها:
    كانت أولى مؤلفاتها كتابها “يا مال الشام” الذي نشرته عام 1969 ويقع في 3 أجزاء كما أنه طُبع خمس مرات. فضلاً عن ترجمته إلى الإنكليزية على يد المستشرقة الأمريكية “أندريا رو” وبعدها إلى البولونية بعنوان “ابنة دمشق”.
    وتحدث كتابها الأشهر “يا مال الشام” عن دمشق القديمة بتراثها وتقاليدها والعادات فيها، كما تناول حبها لدمشق وتفاخرها بها.
    فضلاً عن كتابها الذي حمل عنوان “المعتزلة” ونالت عليه شهادة الدكتوراه في الإبداع الفكري.
    ألّفت الأديبة “سهام ترجمان” العديد من الكتب مثل: “جبل الشيخ في بيتي”، “آه.. يا أنا”، “الأميرة عادلة بيهم الجزائري”… وغيرها من المؤلفات التي تنوعت مواضيعها بين رومانسيات وذكريات حرب وخواطر.
    إضافة إلى إلقائها الكثير من المحاضرات والندوات عن “دمشق” وتاريخها في “بريطانيا” و”فرنسا” و”الولايات المتحدة”
    وفاتها:
    فارقت الأديبة “سهام ترجمان” الحياة يوم 26 تموز 2023 عن 91 عاماً بعد صراعٍ مع المرض ونعاها اتحاد الكتّاب العرب ووزارة التربية ووزارة الثقافة السورية والعديد من الأدباء والمفكّرين والفنّانين.
    الباحث والمؤرخ السوري “محمد قجة” كتب ناعياً “ترجمان” :«إذا أردنا أن نلخص دمشق في إحدى سيداتها، فإن سهام ترجمان تلخص دمشق في شخصيتها، أصالة وعراقة ونبلا ومنبتا محترما في حي العمارة التراثي».
    وأضاف “قجة” «رحمك الله أيتها الوردة الدمشقية الأصيلة …. رحلتِ وأنت ترين الحرائق تلتهم قلب دمشق الأثري الذي طالما تحدثت عنه في كتاباتك. رحلت وتبقين في الذاكرة الوطنية والعروبية والثقافية ، رمزاً جميلاً من رموز دمشق الراقية مدى الدهر صرحاً للثقافة العربية لن تقوى يد أن تهدمه».
    أما الفنان “ياسر العظمة” فكتب في نعيه لها «يرحلون دون ضجة، مع أن أعمالهم الأدبية أثارت حين صدورها أكبر ضجة. إنها صديقة دمشق الوفية وابنتها البارّة.. فتاةٌ ، كانت في صباها شفافة الشعور ، مرهفة الأحاسيس ، نقية العاطفة ، عشقت دمشق وياسمينها ، وورودها ، وأحواض البنفسج في بيتها العربي الجميل».
    بدوره. كتب الباحث “مروان سامي مبيض” عنها قائلاً: «إنّها الدكتورة سهام ترجمان، جميلة دمشق وأميرتها التي رحلت عن عالمنا أمس عن عمر ناهز 91 عاماً. قرأت لها بشغف منذ المرحلة الجامعيّة، قبل سنوات طويلة من لقائنا، وتعلّمت منها الكثير الكثير عن الأضاليا، والقرنفل، والفلّ البلديّ، وعن “الشبّ الظريف” وغيرها من أزهار دمشق».
يعمل...
X