رشيد بن سليم بن طنوس الخوري ،Al-Qarawi (الشاعر القروي) لقب أطلقه عليه نجيب قسطنطين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رشيد بن سليم بن طنوس الخوري ،Al-Qarawi (الشاعر القروي) لقب أطلقه عليه نجيب قسطنطين

    القروي (رشيد سليم الخوري)
    (1304 ـ 1404هـ/1887 ـ 1984م)
    رشيد بن سليم بن طنوس الخوري، و(الشاعر القروي) لقب أطلقه عليه نجيب قسطنطين على سبيل الذم، وهو شاعر الوطنية والقومية، ولد في قرية البربارة في لبنان، وهي قريبة من البحر، بين جبيل والبترون، وتعلّم في مدرسة القرية، ثم في مدرسة صيدا استعداداً للدخول إلى الجامعة الأمريكية، لكنَّه لضيق ذات اليد أخذ يعلّم في مدارس مختلفة بين بيروت وطرابلس وزحلة وسوق الغرب، ثمّ أكرهته الظروف الصعبة على السفر إلى البرازيل، فوصل إليها سنة 1913، واندفع إلى العمل سعياً وراء الرزق، فحمل «الكشّة» ـ وهي قطعة من الخشب يحملها الباعة المتجولون ـ وطاف بها في الولايات الداخلية، ولما أُنشئت «العصبة الأندلسية» سنة 1932 كان من أهمّ المساهمين فيها، وأصبح رئيساً لها بعد وفاة ميشيل معلوف سنة 1938، كما اشتغل حيناً من الدهر هناك بالتجارة والتدريس، ثم عاد إلى الوطن عام 1958 بعد غياب طويل؛ لينشد لدمشق:
    بنتَ العروبةِ هيّئي كفني
    أنا عائدٌ لأموتَ في وطني
    كان شعر القروي حرباُ على الطائفية والصهيونية والإقليمية، وأسهم بجهود كبيرة في سبيل القضية الفلسطينية، فكان يجمع التبرعات للثوار من أماكن مختلفة، وقد رصد تحوّلات هذه القضية، وكان مؤمناً بانتصار العرب منذ أن أطلّ وعد بلفور في عام 1917، فنظم قصيدته اللاهبة «وعد بلفور»، ومنها:
    الحقُّ منكَ ومن وعودِكَ أكبــــرُ
    فاحسبْ حسابَ الحقِّ يا متجبِّرُ
    تعدُ الوعودَ وتقتضي إنجازَهـــا
    مهجُ العبادِ، خسئْتَ يا مستعمرُ
    لو كنتَ من أهلِ المكارمِ لم تكنْ
    من جيبِ غيرِكَ محسناً يا بَلْـــفرُ
    فلقد نفوزُ ونحن أضعفُ أمّـــــة
    وتؤوبُ مغلوباً وأنتَ الأقـدرُ
    وشعر القروي ذو نزعة وطنية وقومية لا مثيل لها في الشعر الحديث، وقد كان هذا الشاعر مؤمناً إيماناً كليّاً بالعنصر العربي وقدرته على الاستمرار والنصر؛ ولذلك كانت دعوته إلى الوحدة العربية لاحدود لها، بل كان يمجّد الإسلام في أعياد الفطر والأضحى والمولد النبويّ الشريف حتى إنّه أوصى بأن يصلّي على جثمانه كاهن وشيخ في آن واحد، وأن يوضع على ضريحه الصليب والهلال، فالإسلام قد حمى اللغة العربية والقومية من الاندثار، فقال في إحدى قصائده:
    عِشْ للعروبةِ هاتفاً
    بحياتها ودوامهــا
    وامددْ يمينَ الحبِّ يا
    لبنانَها لشآمهــا
    انظر إلى آثارهــا
    تُنْبِئْكَ عن أيامهـا
    هذا التراثُ يمتُّ مُعْـ
    ـظَمُهُ إلى إسلامها
    وقالوا: إنه أسلم.
    اتهم شعر القروي لحماسته بالخطابية والمنبرية، وهذا صحيح في شعره القومي والوطني، ولكنّ في شعر القروي قسماً غير قليل من الشعر الوجداني الرقيق، ومنه قصيدته الشهيرة «حضن الأمّ» التي تعدّ من عيون الشعر القصصي في العصر الحديث، ومن ذلك أيضاً شعره الغنائي الذي كان يغنّيه مصطحباً العزف بآلة العود، وقد كان هذا الشاعر ذا صوت حسن، وهو يتقن العزف بهذه الآلة العربية، ومن ذلك قصيدته «لو ترين»، ومنها المطلع:
    أين يا هندُ أنتِ أينْ؟
    لِتَرَيْ، آهِ لو تريـــنْ
    شبحاً باسط اليديـنْ
    يسكبُ الدمعَ جدولينْ
    أَحْمَرَيْنْ!
    أما شعره في الحنين؛ فهو أقرب إلى الصلاة من حيث همسه وطلاوة عبارته ورقتها، ومن ذلك قصيدته «أنشودة الغريب»، ومطلعها:
    حتَّامَ أحيا غريــــــبْ
    ما لي وَطَنْ؟
    يا يومَ وصلِ الحبيبْ
    أنتَ الزمنْ
    أما حنينه إلى الأمِّ فهو من أرقِّ الشعر الإنساني وأصدقه، ومن ذلك قوله:
    إلى أخوةٍ كفراخ القطـــــــا
    وأمٍّ على أمرهم قائمهْ
    إذا عبس الدهرُ في وجهها
    تظُّل لهم أبداً باسِمَـــْه
    فياربِّ رفقاً بتلك الفــــراخ
    وأبْقِ لهم أمَّهُمْ سالمهْ
    طبع ديوان القروي كاملاً في مجلدين، ويضمّ ثماني مجموعات، هي: فجر على شفق، والبراكين (وتضمّ الرشيديات والقرويّات المطبوعة أولاهما سنة 1916، وثانيتهما سنة 1922 في سان باولو)، والأعاصير (طبعت في سان باولو سنة 1933)، والزمازم، والجماهير، وزوايا الشباب، والموجات القصيرة، والأزاهير.
    خليل الموسى
يعمل...
X