لماذا لا نزال بحاجة إلى الخرائط الورقية في رحلاتنا ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا لا نزال بحاجة إلى الخرائط الورقية في رحلاتنا ؟

    لماذا لا نزال بحاجة إلى الخرائط الورقية في رحلاتنا ؟


    سواء كنت تستخدم جهاز GPS في سيارتك أو خرائط جوجل على هاتفك الذكي، فإن القليل منا يسافر بعد الآن دون مساعدة رقمية، ولما لا؟ بعد كل شيء، لماذا تحدد في طريق سفرك على الخرائط الورقية القديمة عندما لا يقوم نظام التكنولوجيا الفائقة بحساب أفضل مسار الرحلة من النقطة أ إلى النقطة ب في ثوانٍ فقط بل يرشدك أيضا خلال كل خطوة من الرحلة؟



    يبدو مثاليا، ولكن لا تقم بطي الخرائط الورقية حتى الآن لسبب واحد، GPS ليس موثوق أو دقيق كما قد تظن، وعلاوة على ذلك، بدأ العلم يكتشف أن الأشخاص الذين يعتمدون حصريا على التقنيات الملاحية قد يفقدون فوائد التكنولوجيا المطبوعة في الخرائط الورقية المطبوعة، والتي تشمل تعزيز قدرات الدماغ على التنقل وتعزيز إحساسك بالمكان أثناء السفر.



    الملاحة السيبرانية (الإلكترونية) بديل الخرائط الورقية :



    يعمل رسامو الخرائط الورقية على رسم خريطة للعالم بأبعاد ثنائية منذ آلاف السنين، وتم تقدمهم من ألواح الطين إلى ورق البرشمان النفيس إلى الأطالس المطبوعة ذات الإنتاج الضخم، ومع ظهور التكنولوجيا الرقمية، على الرغم من ذلك، إلا أن الخرائط الورقية تفسح المجال تدريجيا للسفر بمساعدة الأقمار الصناعية.



    النتيجة، تباطؤ إنتاج الخرائط الورقية المطبوعة من قبل الوكالات الحكومية الأمريكية وصانعي الخرائط الموقرين مثل راند ماكنالي بشكل كبير، وآخرون مثل شركة كاليفورنيا للسيارات التي أوقفت الإنتاج تماما، وليس بدون سبب، فالخرائط الورقية لها عيوب مقارنة بنظيراتها الرقمية، وتشتمل عيوب الخرائط الورقية على :



    * سرعان ما أصبحت الخرائط الورقية قديمة مع تغير المدن والمناظر الطبيعية، مما يتطلب من المستخدمين شراء الإصدارات المحدثة بإستمرار.

    * تتلف الخرائط الورقية بسهولة بسبب التعرض للماء وسوء الأحوال الجوية والقوى المادية الأخرى.

    * تميل الخرائط الورقية إلى التركيز على المناطق الجغرافية الأصغر، لذلك تحتاج إلى أكثر من خريطة إذا كنت مسافرا عبر مناطق كبيرة.

    * من الصعب إلقاء نظرة على الخرائط الورقية عندما تسافر على الطريق السريع بسرعة 65 ميلا في الساعة.



    ثم، بالطبع، هناك العديد من مزايا GPS :

    * لا حاجة لفهم رموز الخريطة المعقدة أو رسم مجهد في طريقك.

    * من غير المرجح أن تضل طريقط لأن GPS يعلن حرفيا الإتجاهات المفصلة في الوقت الفعلي.

    * GPS تلقائيا يتحدث نفسه.

    * ينبهك إلى ازدحام المرور ويعيد توجيهك إذا لزم الأمر.



    الخرائط الورقية ليست قديمة تماما :



    ولكن حتى مع وجود العديد من مزايا GPS، لا تزال الخرائط الورقية تقدم بعض المزايا التي لا تستطيع التكنولوجيا تحقيقها، لسبب واحد، تسمح لك دراسة الخرائط الورقية بالحصول على رؤية شاملة للمكان الذي تذهب إليه، بما في ذلك الطرق والغابات والبلدات والمواقع التاريخية والأنهار والجبال والمدن التي ستواجهها على طول الطريق، وأنت ببساطة لا تحصل على ذلك من شاشة GPS صغيرة تكشف أكثر من خروجك التالي، وإن الخرائط الورقية أمر لا غنى عنه لسفرها، حيث توفر سياقا لإحدى المناطق المحلية وشعورا كبيرا بمحيطها.



    الخرائط الورقية تسمح بتوجيهك قبل أن تكون قد بدأت في الشارع، وتعلم أين أنت فيما يتعلق بباقي المدينة، وأسماء الأحياء والشوارع الرئيسية والإتجاهات، وخطوط العبور، وتكتشف أين توجد الأنهار والواجهات المائية، ومحطات المترو، وكيف يمكنك الوصول إلى أفضل طرق المشي وطرق قيادة الدراجات، ووفقا لبيتسي ماسون، مؤلفة كتاب في جميع أنحاء الخريطة ورسم خرائط أوديسي، يمكن أن تكون الخرائط الورقية أكثر بكثير من مجرد أدوات مساعدة للملاحة، وتلاحظ أن العديد من الخرائط الورقية القديمة رائعة، وهي تقدموليمة رائعة للعينين، بالإضافة إلى ذلك، تحث الخرائط في بعض الأحيان على إكتشافات مهمة، مثل عندما قارن الجيولوجيون خرائط الأضرار الناجمة عن زلزال سان فرانسيسكو عام 1906 مع خرائط الجيولوجيا التي تقوم عليها هذه المناطق، وقد لاحظوا بسرعة وجود علاقة بين نوع الصخور والرواسب الموجودة أسفل المباني وإحتمال إنهيارها، ويمكن أن تأخذك الخرائط إلى الأماكن التي لا تعتقد أنك ستذهب إليها، ثم تجد أنك تعلمت شيئا عن التاريخ، أو المدينة أو بعض الاكتشافات العلمية التي ليس لديك فكرة أنها تستند إلى الخرائط الورقية.



    الجانب المظلم من الملاحة التكنولوجيا الفائقة :



    لكن الأهم من ذلك هو ما قد يفقد بينما نتنازل بشكل متزايد عن الخرائط الورقية المطبوعة، بما في ذلك قدرتنا على تصور الأماكن وإستخدام مهاراتنا المعرفية في المناورة عبر العالم المادي، وقد وجدت الأبحاث التي أجراها تورو إيشيكاوا وزملاؤه في جامعة طوكيو أن الأشخاص الذين درسوا المدينة سيرا على الأقدام بإستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أمضوا 30٪ من الوقت في النظر إلى أجهزتهم أكثر من أولئك الذين استخدموا الخرائط الورقية، كما كانت لديهم ذكريات أقل ذكاء بالمناظر المحيطة (ذاكرة التعرف على المشهد أقل بنسبة 20 في المائة) وتميل إلى التمسك بالمسار المقترح أكثر من مستخدمي الخرائط الورقية، الذين كانوا يتنقلون كثيرا عن مسار النظر إلى المعالم السياحية، بمعنى آخر، لم يشاهد مستخدمو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أو يختبرونه أثناء رحلاتهم، وبدلا من ذلك، كانوا يميلون إلى التحديق على شاشاتهم وإتباع التوجيهات، ولم يكتسبوا أبدا رؤية كاملة للمكان الذي كانوا ذاهبين إليه أو تطوير معرفة عميقة بالمكان الذي زاروه.



    من المشكلات أيضا حقيقة أن إشارات GPS تضيع بسهولة في حالة وفاة بطارية هاتفك الذكي أو إذا كنت تعاني من تغطية الخلايا المتقطعة، والأكثر إثارة للقلق، والأقمار الصناعية التي تدور حول أن أجهزة GPS تعمل بالطاقة تكون عرضة للهجمات الإلكترونية ومواطن الخلل الفنية، في عام 2016 على سبيل المثال، حدث خلل برنامج لتوقيت الأقمار الصناعية بضع ميكروثانية، مما تسبب في ساعات من المتاعب مع أجهزة GPS على الأرض التي لم تتمكن من قفلها.



    ضع في اعتبارك أيضا أن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) يكون في بعض الأحيان مجرد خطأ، خاصة في المناطق النائية حيث لا يزال التعيين الرقمي الجيد غير متاح، ومن المعروف أن الأشخاص الذين يتبعون أوامر GPS بدون سؤال يقودون إلى البحيرات، وينزلون في مسارات المشي وإلى المناطق البرية المقفرة، وهذه الثقة المفرطة في معصومية الملاحة عبر الأقمار الصناعية قد تسببت في بعض الأحيان في الوفاة، وسمى الموت عن طريق GPS.



    خلاصة القول يمكنك المضي قدما وإستخدام GPS الخاص بك، ولكن أيضا يمكنك أن تحمل الخرائط الورقية أو أطلس كنسخة احتياطية يدوية، وسوف تعزز تجارب السفر الخاصة بك، ويمكن أن تكون المنقذ للحياة بإذن الله، وهذا بالضبط ما يفعله المحترفون، كما يلاحظ العديد من سائقي الشاحنات في هذا المنتدى عبر الإنترنت، فإن أفضل طريقة للتنقل هي عبر مزيج من التنقل الرقمي والورقي.
يعمل...
X