فيروس عوز المناعة البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus، يعرف اختصاراً: HIV) هو أحد نوعين من الفيروسات البطيئة (مجموعة فرعية من الفيروسات الراجعة) التي تصيب البشر وتُسبِب بمرور الوقت متلازمة العوز المناعي المكتسب (إيدز)،[2][3] وهي حالة مرضية يسمح فيها فشل الجهاز المناعي المتزايد للعداوى الانتهازية والسرطانات المهدِدة للحياة بإصابة الجسم والتمكن منه.[4] من دون علاج، يُقدر معدل البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة حوالي 9 إلى 11 سنة، وذلك حسب نوع الفيروس الفرعي.[5] في معظم الحالات، ينتقل فيروس الإيدز جنسيا ويحدث ذلك من خلال اتصال بـ أو انتقال دم أو مذي أو مني أو السوائل المهبلية لفرد مصاب. أظهرت البحوث (سواء كان الزوجين مختلفي الجنس أو مثليين) أن فيروس الإيدز لا ينتقل عبر الجماع من دون واقي إذا كان للشريك المصاب حمل فيروسي غير قابل للكشف باستمرار.[6][7] يمكن أن يحدث الانتقال غير الجنسي من الأم المصابة إلى جنينها أثناء الحمل أو الولادة عبر التعرض للدم أو السائل المهبلي الخاص بها، أو عبر حليب الثدي.[8][9][10][11] يتواجد فيروس الإيدز داخل سوائل الجسم هذه كفيروس حر وكذلك داخل الخلايا المناعية المصابة.
فيروس العوز المناعي البشري
رسم تخطيطي لفيروس العوز المناعي البشري
رسم تخطيطي لفيروس العوز المناعي البشري
يصيب فيروس الإيدز خلايا مهمة للغاية في جهاز المناعة البشري مثل الخلايا التائية المساعدة (وبشكل خاص الخلايا التائية التي تعبر على البروتين السكري كتلة التمايز 4، CD4+)، البعميات الكبيرة، والخلايا المتغصنة.[12] تؤدي الإصابة بفيروس الإيدز إلى مستويات منخفضة من الخلايا التائية المساعدة عبر عدة آليات منها: استماتة الخلايا التائية المصابة غير المؤدية لعملها،[13] استماتة الخلايا المجاورة غير المصابة،[14] قتل الفيروس المباشر للخلايا المصابة، وقتل الخلايا التائية المساعدة CD4+ بواسطة الخلايا التائية القاتلة CD8+ التي تتعرف على الخلايا المصابة.[15] حين ينخفض عدد الخلايا التائية المساعدة تحت مستوى ضروري، تُفقد المناعة التي توفرها الخلايا ويصبح الجسم حساسا بشكل متزايد للعداوى الانتهازية وهذا يؤدي إلى تطور مرض الإيدز.
لا يوجد حاليا أي علاج ولا لقاح فعال ضد الفيروس. ويُداوى المرضى بعلاج مضادات الفيروسات الراجعة عالي النشاط (HAART) الذي يُبطئ تقدم المرض.[164] اعتبارا من 2010، أزيد من 6.6 مليون يتلقون هذا العلاج في الدول متوسطة الدخل والفقيرة.[165] يشمل العلاج كذلك العلاج المباشر والوقائي للعداوى الانتهازية. اعتبارا من 2020، شُفي شخصان نهائيا من فيروس الإيدز.[166] يبدو أن البدء السريع لعلاج مضادات الفيروسات الراجعة خلال أسبوع من التشخيص يُحسن نتيجة العلاج في الحالات متوسطة وضعيفة الدخل.[167]
العلاج بالمضادات الفيروسية عدل
ستريبيلد تدبير علاجي بمضادات الفيروسات الراجعة يومي -شائع سابقا- يتكون من: إلفيتغرافير، إمتريسيتابين، تينوفوفير والمعزز كوبيسيستات.
خيارات العلاج بمضادات الفيروسات الراجعة الحالية هي توليفات تتكون من ثلاث أدوية على الأقل، تنتمي إلى صنفين -على الأقل- من العوامل المضادة للفيروسات الراجعة.[168] في البداية، يكون العلاج عادة بمثبط الناسخ العكسي غير النوكليوسيدي (NNRTI) بالإضافة إلى نوعين من مضاهئ النوكليوسيد المثبط للناسخ العكسي (NRTIs).[169] تشمل مضاهئات النوكليوسيد المثبطة للناسخ العكسي: زيدوفودين، تينوفوفير، لاميفودين وإمتريسيتابين.[169] ابتداء من 2019، أدرج دولوتغرافير/لاميفودين/تينوفوفير من قبل منظمة الصحة العالمية كخط العلاج الأول للبالغين، مع إيفافيرينز/لاميفودين/تينوفوفير كبديل له.[170] تُستخدم توليفات العوامل الحيوية التي تتضمن مثبطات البروتياز إذا فقدت الإجراءات المذكورة سابقا فعاليتها.[168]
توصي منظمة الصحة العالمية والولايات المتحدة بمضادات الفيروسات الراجعة للأفراد في جميع الفئات العمرية (بما في ذلك النساء الحوامل) مباشرة بعد حدوث التشخيص، وذلك بغض النظر عن معدل الخلايا التائية المساعدة CD4.[171][172][173][174] عند البدء في العلاج، يُوصى بأن يستمر العلاج من دون توقفات أو "عُطَلٍ".[175] لا يُشخَّص العديد من الناس إلا بعد أن كان من الأفضل بدء العلاج.[175] نتيجة العلاج المرجوة هي: كمية رنا فيروس الإيدز في البلازما على المدى الطويل تقل عن 50 نسخة/مل.[175] يوصى بقياس معدلات الفيروس لتحديد إذا كان العلاج فعالا في البداية بعد أربعة أسابيع، وحين تنخفض المستويات إلى أقل من 50 نسخة/مل فمرة كل ثلاث إلى ستة أشهر تكون عادة كافية.[175] التحكم غير الكافي يعني مستويات أعلى من 400 نسخة/مل.[175] وبناء على هذه المعايير العلاج فعال لدى أزيد من 95% من الأفراد أثناء العام الأول.[175]
تشمل فوائد العلاجِ: انخفاض خطر تطور الإصابة إلى مرض الإيدز وانخفاض خطر الوفاة.[176] في العالم المتقدم، يحسن العلاج كذلك الصحة الجسمية والعقلية.[177] مع العلاج، هنالك انخفاض بـ70% في خطر الإصابة بالسل.[168] من الفوائد الإضافية كذلك انخفاض خطر انتقال الفيروس إلى الشريك الجنسي وانخفاض خطر انتقاله من الأم إلى الابن.[168][178] تعتمد فعالية العلاج من ناحية كبيرة على الالتزام به.[175] من أسباب عدم الالتزام بالعلاج ضعف الوصول إلى الرعاية الطبية،[179] الدعم الاجتماعي غير الكافي، الأمراض النفسية، وإساءة استعمال العقاقير.[180] يمكن أن يُخفض تعقيد تدابير العلاج (بسبب اختلاف عدد الحبوب وجرعاتها) والتأثيرات الضارة من الالتزام به.[181] رغم أن التكلفة قضية مهمة في بعض الأدوية،[182] إلا أن 47% من المحتاجين لتلك الأدوية كانوا يتناولونها في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل اعتبارا من 2010،[165] ومعدل الالتزام متماثل بين الدول منخفضة الدخل والدول الغنية.[183]
ترتبط حوادث ضارة محددة بتناول عاملٍ مضاد للفيروسات الراجعة.[184] من بعض الأحداث الضارة الشائعة نسبيا: الحثل الشحمي المرتبط بفيروس الإيدز، عسر شحميات الدم والسكري، وخاصة مع تناول عواملِ مثبطاتِ البروتياز.[172] من الأعراض الشائعة الأخرى الإسهال،[184][185] وزيادة خطر الإصابة بمرض قلبي وعائي.[186] ارتبطت التوصيات العلاجية الحديثة مع تأثيرات ضارة أقل.[175] قد ترتبط بعض الأدوية مع عيوب خلقية لذلك قد تكون غير مناسبة للنساء اللواتي يرغبن بالإنجاب.[175]
التوصيات العلاجية للأطفال مختلفة قليلا عن تلك الخاصة بالبالغين. توصي منظمة الصحة العالمية بمعالجة جميع الأطفال البالغين أقل من 5 سنوات، والأطفال البالغين 5 سنوات فما فوق يُعالجون مثل البالغين.[187] في الولايات المتحدة توصي الإرشادات بمعالجة جميع الأطفال البالغين أقل من 12 شهرا وجميع أولئك الذين لديهم معدلات رنا فيروس الإيدز أكبر من 100 ألف نسخة/مل بين الأعمار سنة وخمس سنوات.[188]
العداوى الانتهازية عدل
إجراءات الوقاية من العداوى الانتهازية فعالة لدى العديد من الأشخاص المصابين بمرض الإيدز. فضلا عن تحسين حالة المرض بالإيدز، يُخفض العلاج بمضادات الفيروسات الراجعة خطر تطوير أمراض أخرى عبر العداوى الانتهازية.[184] يجب على البالغين والمراهقين الذين يتعايشون مع فيروس الإيدز (حتى مع العلاج بمضادات الفيروسات الراجعة) من دون دليل على سل نشط في بيئة ذات عبء سل كبير تلقي علاج إيزونيازيد الوقائي، يمكن استخدام اختبار مانتو لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة لعلاج إيزونيازيد الوقائي.[189] يُنصح بالتلقيح ضد الالتهاب الكبدي A وB لجميع الأفراد المعرضين لخطر اكتساب فيروس الإيدز قبل أن يصبحوا مصابين فعلا، مع ذلك يمكن أن يُعطى اللقاح بعد الإصابة.[190] يوصى بتقديم تريميثوبريم/سلفاميثوكسازول الاحترازي بين عمر أربعة وستة أسابيع والتوقف عن الإرضاع الصغار المولودين لأم موجبة الإصابة بالفيروس في البيئات محدودة الوسائل والمصادر.[191] يُوصى كذلك بالوقاية ضد ذات الرئة بالمتكيسة الجؤجؤية حين يصبح مستوى الخلايا التائية CD4 أقل من 200 خلية/ميكرولتر لدى الأفراد المصابين بها أو الذين أصيبوا بها سابقا.[192] يُنصح الأفراد الذين لديهم تثبيط مناعي معتبر كذلك بتلقي العلاج الاحترازي ضد داء المقوسات وعدوى المتفطرة الطيرية الجوانية.[193] خفضت الإجراءات الوقائية المناسبة معدل حدوث تلك العداوى بنسبة 50% بين 1992 و1997.[194] غالبا ما يُوصى بالتلقيح ضد الإنفلونزا والتلقيح ضد المكورة الرئوية المتعدد السكاريد لدى الأفراد المصابين بمرض الإيدز لوجود بعض الفوائد لهما.[195][196]
الحمية عدل
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: التحديات الغذائية للإيدز
أصدرت منظمة الصحة العالمية توصيات بخصوص الاحتياجات الغذائية لمرض الإيدز،[197] حيث يُستحب تناول حمية غذائية صحية. توصي المنظمة المصابين بفيروس الإيدز البالغين بتناول المغذيات الدقيقة بقدر مستويات الكمية الغذائية اليومية المرجعية، ولا توصي بتناولٍ زائدٍ لفيتامين أ والزنك والحديد الذين يمكن أن يسببوا تأثيرات مختلفة إلا إذا وُجِد عوز موثق لها.[197][198][199][200] يمكن أن يُقوي تناول المكملات الغذائية من قبل الأفراد المصابين بفيروس الإيدز الذين يعانون من تغذية غير كافية أو عوز غذائي جهازهم المناعي أو يساعدهم في التعافي من العداوى، لكن الدلائل التي تشير إلى الفائدة الإجمالية في التحسن من المرض أو انخفاض نسبة الوفاة غير متسقة وثابتة.[201]
تناول مكملات السيلينيوم الغذائية مرتبط ببعض الدلائل على وجود فائدة مؤقتة غير مؤكدة.[202] يحسن تناول النساء الحوامل والمرضعات المصابات بالفيروس لمكملات عديد الفيتامين حالة كل من الأم وصغيرها.[203] إذا نُصحت المرأة الحامل أو المرضع بتناول أدوية مضادات الفيروسات الراجعة لمنع انتقال فيروس الإيدز منها إلى الصغير، فلا يجب أن تحل مكملات عديد الفيتامين مكان هذه الأدوية.[203] توجد بعض الدلائل التي تشير إلى أن تناول الأطفال المصابين بفيروس الإيدز لمكملات الفيتامين أ يخفض نسبة الوفاة ويحسن النمو.[204]
الطب البديل عدل
في الولايات المتحدة، يستخدم حوالي 60% من الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز أنواعا من الطب المكمل أو البديل،[205] الذي لم يُؤكَّد تأثيره وفائدته.[206] لا توجد دلائل كافية تدعم استخدام طب الأعشاب.[207] ولا توجد دلائل كافية لدعم أو التوصية باستخدام القنب الطبي لمحاولة زيادة الشهية أو اكتساب الوزن.[208]
فيروس العوز المناعي البشري
رسم تخطيطي لفيروس العوز المناعي البشري
رسم تخطيطي لفيروس العوز المناعي البشري
يصيب فيروس الإيدز خلايا مهمة للغاية في جهاز المناعة البشري مثل الخلايا التائية المساعدة (وبشكل خاص الخلايا التائية التي تعبر على البروتين السكري كتلة التمايز 4، CD4+)، البعميات الكبيرة، والخلايا المتغصنة.[12] تؤدي الإصابة بفيروس الإيدز إلى مستويات منخفضة من الخلايا التائية المساعدة عبر عدة آليات منها: استماتة الخلايا التائية المصابة غير المؤدية لعملها،[13] استماتة الخلايا المجاورة غير المصابة،[14] قتل الفيروس المباشر للخلايا المصابة، وقتل الخلايا التائية المساعدة CD4+ بواسطة الخلايا التائية القاتلة CD8+ التي تتعرف على الخلايا المصابة.[15] حين ينخفض عدد الخلايا التائية المساعدة تحت مستوى ضروري، تُفقد المناعة التي توفرها الخلايا ويصبح الجسم حساسا بشكل متزايد للعداوى الانتهازية وهذا يؤدي إلى تطور مرض الإيدز.
لا يوجد حاليا أي علاج ولا لقاح فعال ضد الفيروس. ويُداوى المرضى بعلاج مضادات الفيروسات الراجعة عالي النشاط (HAART) الذي يُبطئ تقدم المرض.[164] اعتبارا من 2010، أزيد من 6.6 مليون يتلقون هذا العلاج في الدول متوسطة الدخل والفقيرة.[165] يشمل العلاج كذلك العلاج المباشر والوقائي للعداوى الانتهازية. اعتبارا من 2020، شُفي شخصان نهائيا من فيروس الإيدز.[166] يبدو أن البدء السريع لعلاج مضادات الفيروسات الراجعة خلال أسبوع من التشخيص يُحسن نتيجة العلاج في الحالات متوسطة وضعيفة الدخل.[167]
العلاج بالمضادات الفيروسية عدل
ستريبيلد تدبير علاجي بمضادات الفيروسات الراجعة يومي -شائع سابقا- يتكون من: إلفيتغرافير، إمتريسيتابين، تينوفوفير والمعزز كوبيسيستات.
خيارات العلاج بمضادات الفيروسات الراجعة الحالية هي توليفات تتكون من ثلاث أدوية على الأقل، تنتمي إلى صنفين -على الأقل- من العوامل المضادة للفيروسات الراجعة.[168] في البداية، يكون العلاج عادة بمثبط الناسخ العكسي غير النوكليوسيدي (NNRTI) بالإضافة إلى نوعين من مضاهئ النوكليوسيد المثبط للناسخ العكسي (NRTIs).[169] تشمل مضاهئات النوكليوسيد المثبطة للناسخ العكسي: زيدوفودين، تينوفوفير، لاميفودين وإمتريسيتابين.[169] ابتداء من 2019، أدرج دولوتغرافير/لاميفودين/تينوفوفير من قبل منظمة الصحة العالمية كخط العلاج الأول للبالغين، مع إيفافيرينز/لاميفودين/تينوفوفير كبديل له.[170] تُستخدم توليفات العوامل الحيوية التي تتضمن مثبطات البروتياز إذا فقدت الإجراءات المذكورة سابقا فعاليتها.[168]
توصي منظمة الصحة العالمية والولايات المتحدة بمضادات الفيروسات الراجعة للأفراد في جميع الفئات العمرية (بما في ذلك النساء الحوامل) مباشرة بعد حدوث التشخيص، وذلك بغض النظر عن معدل الخلايا التائية المساعدة CD4.[171][172][173][174] عند البدء في العلاج، يُوصى بأن يستمر العلاج من دون توقفات أو "عُطَلٍ".[175] لا يُشخَّص العديد من الناس إلا بعد أن كان من الأفضل بدء العلاج.[175] نتيجة العلاج المرجوة هي: كمية رنا فيروس الإيدز في البلازما على المدى الطويل تقل عن 50 نسخة/مل.[175] يوصى بقياس معدلات الفيروس لتحديد إذا كان العلاج فعالا في البداية بعد أربعة أسابيع، وحين تنخفض المستويات إلى أقل من 50 نسخة/مل فمرة كل ثلاث إلى ستة أشهر تكون عادة كافية.[175] التحكم غير الكافي يعني مستويات أعلى من 400 نسخة/مل.[175] وبناء على هذه المعايير العلاج فعال لدى أزيد من 95% من الأفراد أثناء العام الأول.[175]
تشمل فوائد العلاجِ: انخفاض خطر تطور الإصابة إلى مرض الإيدز وانخفاض خطر الوفاة.[176] في العالم المتقدم، يحسن العلاج كذلك الصحة الجسمية والعقلية.[177] مع العلاج، هنالك انخفاض بـ70% في خطر الإصابة بالسل.[168] من الفوائد الإضافية كذلك انخفاض خطر انتقال الفيروس إلى الشريك الجنسي وانخفاض خطر انتقاله من الأم إلى الابن.[168][178] تعتمد فعالية العلاج من ناحية كبيرة على الالتزام به.[175] من أسباب عدم الالتزام بالعلاج ضعف الوصول إلى الرعاية الطبية،[179] الدعم الاجتماعي غير الكافي، الأمراض النفسية، وإساءة استعمال العقاقير.[180] يمكن أن يُخفض تعقيد تدابير العلاج (بسبب اختلاف عدد الحبوب وجرعاتها) والتأثيرات الضارة من الالتزام به.[181] رغم أن التكلفة قضية مهمة في بعض الأدوية،[182] إلا أن 47% من المحتاجين لتلك الأدوية كانوا يتناولونها في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل اعتبارا من 2010،[165] ومعدل الالتزام متماثل بين الدول منخفضة الدخل والدول الغنية.[183]
ترتبط حوادث ضارة محددة بتناول عاملٍ مضاد للفيروسات الراجعة.[184] من بعض الأحداث الضارة الشائعة نسبيا: الحثل الشحمي المرتبط بفيروس الإيدز، عسر شحميات الدم والسكري، وخاصة مع تناول عواملِ مثبطاتِ البروتياز.[172] من الأعراض الشائعة الأخرى الإسهال،[184][185] وزيادة خطر الإصابة بمرض قلبي وعائي.[186] ارتبطت التوصيات العلاجية الحديثة مع تأثيرات ضارة أقل.[175] قد ترتبط بعض الأدوية مع عيوب خلقية لذلك قد تكون غير مناسبة للنساء اللواتي يرغبن بالإنجاب.[175]
التوصيات العلاجية للأطفال مختلفة قليلا عن تلك الخاصة بالبالغين. توصي منظمة الصحة العالمية بمعالجة جميع الأطفال البالغين أقل من 5 سنوات، والأطفال البالغين 5 سنوات فما فوق يُعالجون مثل البالغين.[187] في الولايات المتحدة توصي الإرشادات بمعالجة جميع الأطفال البالغين أقل من 12 شهرا وجميع أولئك الذين لديهم معدلات رنا فيروس الإيدز أكبر من 100 ألف نسخة/مل بين الأعمار سنة وخمس سنوات.[188]
العداوى الانتهازية عدل
إجراءات الوقاية من العداوى الانتهازية فعالة لدى العديد من الأشخاص المصابين بمرض الإيدز. فضلا عن تحسين حالة المرض بالإيدز، يُخفض العلاج بمضادات الفيروسات الراجعة خطر تطوير أمراض أخرى عبر العداوى الانتهازية.[184] يجب على البالغين والمراهقين الذين يتعايشون مع فيروس الإيدز (حتى مع العلاج بمضادات الفيروسات الراجعة) من دون دليل على سل نشط في بيئة ذات عبء سل كبير تلقي علاج إيزونيازيد الوقائي، يمكن استخدام اختبار مانتو لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة لعلاج إيزونيازيد الوقائي.[189] يُنصح بالتلقيح ضد الالتهاب الكبدي A وB لجميع الأفراد المعرضين لخطر اكتساب فيروس الإيدز قبل أن يصبحوا مصابين فعلا، مع ذلك يمكن أن يُعطى اللقاح بعد الإصابة.[190] يوصى بتقديم تريميثوبريم/سلفاميثوكسازول الاحترازي بين عمر أربعة وستة أسابيع والتوقف عن الإرضاع الصغار المولودين لأم موجبة الإصابة بالفيروس في البيئات محدودة الوسائل والمصادر.[191] يُوصى كذلك بالوقاية ضد ذات الرئة بالمتكيسة الجؤجؤية حين يصبح مستوى الخلايا التائية CD4 أقل من 200 خلية/ميكرولتر لدى الأفراد المصابين بها أو الذين أصيبوا بها سابقا.[192] يُنصح الأفراد الذين لديهم تثبيط مناعي معتبر كذلك بتلقي العلاج الاحترازي ضد داء المقوسات وعدوى المتفطرة الطيرية الجوانية.[193] خفضت الإجراءات الوقائية المناسبة معدل حدوث تلك العداوى بنسبة 50% بين 1992 و1997.[194] غالبا ما يُوصى بالتلقيح ضد الإنفلونزا والتلقيح ضد المكورة الرئوية المتعدد السكاريد لدى الأفراد المصابين بمرض الإيدز لوجود بعض الفوائد لهما.[195][196]
الحمية عدل
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: التحديات الغذائية للإيدز
أصدرت منظمة الصحة العالمية توصيات بخصوص الاحتياجات الغذائية لمرض الإيدز،[197] حيث يُستحب تناول حمية غذائية صحية. توصي المنظمة المصابين بفيروس الإيدز البالغين بتناول المغذيات الدقيقة بقدر مستويات الكمية الغذائية اليومية المرجعية، ولا توصي بتناولٍ زائدٍ لفيتامين أ والزنك والحديد الذين يمكن أن يسببوا تأثيرات مختلفة إلا إذا وُجِد عوز موثق لها.[197][198][199][200] يمكن أن يُقوي تناول المكملات الغذائية من قبل الأفراد المصابين بفيروس الإيدز الذين يعانون من تغذية غير كافية أو عوز غذائي جهازهم المناعي أو يساعدهم في التعافي من العداوى، لكن الدلائل التي تشير إلى الفائدة الإجمالية في التحسن من المرض أو انخفاض نسبة الوفاة غير متسقة وثابتة.[201]
تناول مكملات السيلينيوم الغذائية مرتبط ببعض الدلائل على وجود فائدة مؤقتة غير مؤكدة.[202] يحسن تناول النساء الحوامل والمرضعات المصابات بالفيروس لمكملات عديد الفيتامين حالة كل من الأم وصغيرها.[203] إذا نُصحت المرأة الحامل أو المرضع بتناول أدوية مضادات الفيروسات الراجعة لمنع انتقال فيروس الإيدز منها إلى الصغير، فلا يجب أن تحل مكملات عديد الفيتامين مكان هذه الأدوية.[203] توجد بعض الدلائل التي تشير إلى أن تناول الأطفال المصابين بفيروس الإيدز لمكملات الفيتامين أ يخفض نسبة الوفاة ويحسن النمو.[204]
الطب البديل عدل
في الولايات المتحدة، يستخدم حوالي 60% من الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز أنواعا من الطب المكمل أو البديل،[205] الذي لم يُؤكَّد تأثيره وفائدته.[206] لا توجد دلائل كافية تدعم استخدام طب الأعشاب.[207] ولا توجد دلائل كافية لدعم أو التوصية باستخدام القنب الطبي لمحاولة زيادة الشهية أو اكتساب الوزن.[208]