حاتم سعيد
في هذا العصر الذي نعيشه، أصبحت شبكة الإنترنت من أهم الأدوات، لارتباطها بكافة تفاصيل حياتنا اليومية.. وللبقاء على تواصل بكافة الخدمات التي نحتاجها بشكل متكرر، لا بد من وجود هاتف محمول ذكي نستطيع من خلاله التواصل بكل ما حولنا وما نحتاجه.. ولكن ماذا لو فُقد هذا الهاتف بكل ما يحمله من أدق تفاصيلنا الشخصية، والأصعب أن يقع في يد قاتل متسلسل؟ تلك كانت الفكرة التي بُنيت عليها أحداث الفيلم الكوري "Unlocked".
قصة فيلم "Unlocked"
تدور أحداث الفيلم الكوري "Unlocked" داخل إطار من الغموض والإثارة النفسية بشكلٍ عام، حول فتاة تُدعى "لي" تعمل بشركة ناشئة للتسويق، وتعيش حياتها بشكل كامل على الإنترنت بواسطة هاتفها الذكي، تُراسل صديقاتها وزملاءها، ودوماً ما تنشر صوراً لها عبْر حساباتها الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً تُمارس ألعاب الفيديو على هاتفها المحمول؛ حتى يأتي يومٌ وتفقد ذلك الهاتف، لتحاول الوصول إليه فيرد عليها الشخص الذي عثر عليه باستخدام برنامج لتغيير صوته، ويطلب منها أن تذهب إلى أحد المراكز لإصلاح الهاتف واستلامه.. إنها تفعل ذلك حتى يتمكن من الوصول إلى كلمة المرور الخاصة بها، وتحت ذريعة إصلاح شاشة هاتفها المكسورة، يقوم بتثبيت برنامج تجسس على هاتفها.
تبدأ "لي" بالرجوع لحياتها التقليدية باستخدام الهاتف المحمول، ولكن يبدأ "أو جون يونغ"- وهو الشخص الذي عثر على هاتفها- في مراقبة كل ما تفعله من مراسلات وصور شخصية وحتى خرائط الأماكن التي ترتادها، ويبدأ الدخول بأدق تفاصيل حياتها؛ حتى يشك والد "لي" في هذا الشخص.
بنفس الوقت تعثر الشرطة على جثث لضحايا تم قتلهم ودفنهم بإحدى الغابات، ويشك المحقق بأن المشتبه به هو نجله، ويتوصل المحقق إلى أن الجاني يحتفظ بالهواتف الذكية لضحاياه، وهنا يسرب "جون" بعض المعلومات السرية التي تجعل "لي" تُطرد من عملها.. كما أنه حاول أيضاً جعل لي تعتقد أن صديقتها المفضلة هي التي تقف وراء برامج التجسس.. وتستمر أحداث الفيلم لتجد "لي" نفسها أمام قتال حقيقي للحفاظ على حياتها وحياة والدها، ويتوصل محقق الشرطة لشخصية الجاني "أو جون يونغ" الحقيقية.
الفيلم يوجه رسالة بلغة سينمائية عن الخطر من التكنولوجيا
بشكلٍ عام، قُدِّم فيلم "Unlocked" في إطار من الجريمة والإثارة والغموض، وتلك العناصر التي تعمل على نجاح أيّ فيلم سينمائي.. ولكن صُنَّاع الفيلم لم يكن هذا هو هدفهم الحقيقي بالرغم من براعتهم الشديدة في صناعة الفيلم، سواء بالإخراج أو التصوير أو الأداء التمثيلي؛ لتبقى الرسالة الحقيقية بأن على الجميع الحذر من التكنولوجيا، واستخدام الهاتف الذكي بشكلٍ عام، وهذا اتضح من خلال مقدمة الفيلم، وهي صورة "بانوراما" عامة للمدينة بأكلمها والجميع ينظر بهاتفه ولا يلتفت لما حوله، وحينما تنتهي الأحداث والتي تُشعر المشاهد بكمٍّ عالٍ من التوتر، يجد أن الأمر في المدينة لم يتغير، والجميع على نفس الحال، هواتفهم تلتصق بأيديهم، للتأكيد على رسالة الفيلم الحقيقية والواقعية بدرجة كبيرة، والتي نتعرض لها جميعاً بشكل يومي.
جاء الفيلم من بطولة: تشون وو هي، المغني والممثل الكوري إم سيوان، كيم يي وون، جيونغ هوان بارك، والفيلم جاء من إخراج كيم تاي جون.