مقابر عازار التاريخية .. كنز أثري في عمريت تابع لجزيرة أرواد
---------------------------------------------------------
يتناقل الناس من جيل لآخر اسم مقابر عازار ففي 1965 وأثناء تشييد مرفأ طرطوس ونقل الرمال من المنطقة المذكورة تكشفت معالم المقابر وظهرت إلى مسافات غير محدودة، مساحتها أكثر من 12 هكتاراً، حيث تميزت بالمداخل المميزة والتوابيت المختلفة الأنواع، التي ضمت الجواهر والذهب والأحجار الكريمة والتماثيل، والتي تعود في تاريخها إلى ثلاثين قرن خلت.
.
تقع مقابر عازار إلى الجنوب من مدينة طرطوس ضمن السهل الممتد ما بين مدينة "طرطوس" ومنطقة "عمريت" الأثرية، وتبعد عن طرطوس نحو 5 كيلومترات وعن عمريت نحو كيلومترين باتجاه الشمال وعن شاطىء البحر نصف كيلومتر مقابل جزيرة أرواد وإلى الجانب الغربي من طريقها العام، وتحت كثبانها الرملية
.
لم يعرف من أين جاءت هذه التسمية لمنطقة مغمورة بكثبان رملية مملوءة بالكسر الفخارية والانفورات. كما لم تكتشف آثار لمدينة ممكن أن تعود إليها مقابر عازار .وربما تكون اسم من اكتشفها
.
ويرجح أن تعود هذه المقابر إلى سكان جزيرة أرواد المقابلة زمن العصر الروماني القديم وذلك لعدم مشاهدة أي أثر لمدافن في الجزيرة معاصرة لعهد المدافن المذكورة وهذا ما أكده العالم رينان لدى زيارته لأرواد عام 1862 كما أنه لم تكتشف آثار لمدينة ممكن أن تعود إليها مقابر عازار.
.
وحفرت المقابر ضمن طبقة صخور رملية سهلة النحت ممتدة على طول الشاطىء ذات أنواع عديدة فردية ومزدوجة وعائلية تعود إلى آواخر القرن الثاني ومطلع القرن الثالث ومنها ما يعود إلى العصر الفينيقي ومتاثرة بمدافن عمريت.
.
وتعود "مقابر عازر"إلى فترات تاريخية متعددة امتدت من الفترة الفينيقية وحتى الفترة الرومانية مروراً بالفترة اليونانية، وقد أجريت فيها العديد من مواسم التنقيب وأدى ذلك إلى كشف مجموعة من المدافن الجماعية والقبور الفردية، وهي عادية لا تبدو عليها آثار الفخامة، ويدخل إلى بعضها بواسطة باب حجري محكم الإغلاق يفتح بطريقة السحب.
.
وقد عثر في عدد منها على توابيت رصاصية مزينة بـ"عناقيد العنب" و"آلهة النصر" أو "ربة النصر"، وعثر في بعضها الآخر على توابيت عادية لا يوجد على وجهها أية مظاهر أو دلائل التي تسر عين الناظر أو تشده إليها،
.
وقد فسر هذا بحسب رأي الباحث "أرنست" أن احترام الميت لا تترجمها الإشارات أو المظاهر الخارجية على التابوت، وإٍنما تجلى احترامه في الأشياء الفاخرة الموضوعة داخل هذه التوابيت، مثل الجواهر ووريقات ذهبية تأخذ شكل النظارات على العيون، وعصابة الرأس الذهبية، إضافة إلى بعض الأحجار الكريمة.
.
تماثيل وتوابيت حجرية تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد،عثر عليها أثناء عمليات ترحيل الأتربة والرمال حيث تم العثور على تمثال من المرمر يمثل الإله "باخوس" وهو بشكل طفل عار ممتلئ الجسم ناقص الرأس يحمل بيده اليسرى عنقودين من العنب ورداء يتدلى على شكل شلال ماء،
كما تم العثور على تابوت حجري ذو رأس منحوت من ذات الحجر البركاني المعروف في "صافيتا"، إضافة إلى تابوتين مماثلين من المرمر.
.
ولقد استعمل الحجر الفخاري في بعض التماثيل والتوابيت آنذاك لتوافره ورخص كلفته والعمل به، وهو متأثر بالفن القبرصي، والدلالة على ذلك رؤية الطوق الموجود في عنق بعض التماثيل، إضافة إلى الأقراط وتسريحة الشعر التي لاقت عناية خاصة أيضاً.
.
كما تمّ العثور على مدفن فينيقي عائلي كبير الحجم والمساحة محفور بالصخر خلال عمليات التنقيب في عام /1996/ ميلادي
ويعود هذا المدفن إلى القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد، يولج إليه بواسطة درج يصل إلى بهو تتوزع على جوانبه ثلاثة وثلاثون معزباً، والمعزب هو عبارة عن غرفة صغيرة محفورة بالصخر مخصصة لوضع التابوت، بعضها تم الدفن فيها بواسطة توابيت خشبية تلفت بسبب الزمن والرطوبة، والبعض الآخر تم الدفن فيها بواسطة توابيت فخارية اٍنسيابية الشكل، ومصنوعة بشكل جيد، ومتأثرة بالفن المصري والتدمري والقبرصي، وذلك واضح في غطاء الرأس وزهرة اللوتس والأقراط وتسريحة الشعر والعيون والشفاه بنوعيها النافرة منها والمقلوبة، ما يدل على أنها من نفس الفترة الزمنية ومن مدرسة واحدة ومشغل واحد، في حين أن كافة الوجوه تعلوها ابتسامة اللا مبالاة، واستقبال الموت برضا واطمئنان وعدم الخوف.
.
وذكر العالم رينان لدى رحلته إلى الساحل الفينيقي عام 1862 أنه شاهد بعض التوابيت الفخارية التي تضم رفات المتوفي مغلفة بالجبس تغليفاً كاملاً ولدى كسر أحدها عثر على بقايا اللباس المصنوع من القماش الأصفر والأحمر
.
وأضاف أن اللقى القليلة التي عثر عليها إلى جوار المتوفين في المدافن المذكورة متنوعة نسبتها قليلة إذا ما قورنت بمدافن حمص وحوران وغيرها من المواقع ولكنها تشبه إلى حد بعيد لقى مدافن تدمر حيث كانت اللقى قليلة بالنسبة لوفرة وغنى المحتويات التي كانت متوافرة لأغلب المتوفين مشيراً إلى وجود قبور في المدافن الأرضية تحت مستوى أرض المدفن لا تظهر على الواجهة وليس بالإمكان وضع تماثيل نصفية أمامها.
.
ويمكن اعتبار أن لقى مدافن مقبرة عازار تعود إلى آواخر القرن الثاني ومطلع القرن الثالث بعد الميلاد والنظام المعماري التي أقيمت المدافن على منواله كان واحد تقريباً يختلف بشكل السقف عقد هرمي أو سنمي وهي تضم طابقين أو ثلاثة طوابق من القبور
والتاثر واضح بمدافن عمريت المتقدمة عنها بما لا يقل عن سبعة قرون
.
وقد نحتت ضمن هذه الطبقة الصخرية يدلف إليها بدرج غير منتهي النحت وتضم غرفتين خصصت الداخلية منها لدفن رب العائلة والمتقدمة منهما تضم ستة قبور ثلاثة في كل جانب لأفراد الأسرة وكأنها عائلة متماسكة حتى في العالم الثاني متمسكة بآمال الخلود ولولا ذلك لما كان للإنسان أن يفكر ببناء مثل هذه المدافن الباهظة التكاليف سماها التدمريون بيت الأبدية.
.
يمكن اعتبار ان مقبرة عازار أعدت على اليابسة لأهالي جزيرة أرواد حيث مساحة الجزيرة المحدودة لا تسمح بإنشاء مثل هذه المدافن ولم يسبق أن أشير حتى الآن إلى وجود ما يماثلها في أطراف الجزيرة وخاصة في العصر الروماني كما تدل مظاهرها على أنها كانت لأقوام على درجة من الإمكانيات الاقتصادية لتشييدها على هذا النحو حيث استهلكت الكثير من الجهد والزمن لبنائها فهي تجسد إيمانهم بخلود حضارتهم واعتقادهم بأنها المعبر إلى الحياة الأبدية....
.
ولابد من الإشارة إلى الأهمية التي كانت لأرواد في العصر الروماني حيث عثر هناك في عام 1968 على قاعدة نقش عليها ثلاثة عشر سطراً باليونانية ,تنص (بقرار من مجلس الشيوخ قدم هذا التمثال لمرفأ صيادي الأرجوان المقيمين في المدينة تعبيرا عن تكريمهم ورعايتهم).
وكانت الكتابة تشير إلى مرفأ صيادى الأرجوان ما يدل على أن هذه المادة متوافرة في الجزيرة وكان لها أهمية بالغة حتى سمي المرفأ باسمها وفي الوهلة التي تمت فيها أعمال التنقيب عثر أحد الاهالي مصادفة على تمثال رخامي متوسط الحجم للإله باخوس خلال عمله بنقل الرمال وهو عاري الجسم يحمل بيده اليسرى ثوبه الفضفاض المتدلي حتى قدميه مع عنقودين من العنب يضمهما إلى صدره بلغ ارتفاعه78 سنتمترا والتمثال محفوظ في متحف طرطوس وعرض في قاعات المعرض الذي أعد في دمشق خلال انعقاد مؤتمر الآثار الكلاسيكية عام1969.
.
كما عرضت في القاعة نفسها مجموعات من اللقى التي تم اكتشافها في مقبرة عازار فيها ماورد وصفه خلال التحدث عن المدافن والبعض الآخر عثر عليه من قبل دائرة آثار طرطوس عام 1966 في مدافن على مقربة من الموقع المشار إليه ونذكر منها على سبيل المثال الطوس الحديدية النادرة تقريباً والقدور الفخارية ذات السطوح المتعرجة والأوانى النحاسية والوريقات الذهبية ومشبكاً موشحاً بالذهب جميعها وجدت إلى جوار المتوفين من جراء المعتقدات السائدة في تلك الحقبة من الزمن.....
.
وعثر في عدد منها على توابيت رصاصية مزينة بـ «عناقيد العنب» و «آلهة النصر» أو «ربة النصر»، وعثر في بعضها الآخر على توابيت عادية لا يوجد على وجهها أي مظاهر أو دلائل التي تسر عين الناظر أو تشده إليها، وقد فسر هذا بحسب رأي الباحث «أرنست» أن احترام الميت لا تترجمها الإشارات أو المظاهر الخارجية على التابوت، وإٍنما تجلى احترامه في الأشياء الفاخرة الموضوعة داخل هذه التوابيت، مثل الجواهر ووريقات ذهبية تأخذ شكل النظارات على العيون، وعصابة الرأس الذهبية.
.
وقد وفرت لنا هذه المعتقدات التعرف على مختلف الصناعات التي ملئت بها متاحف العالم وكانت حافزاً لتطويرها من قبل الصناع والحرفيين حتى العصر الحالي ويأمل العاملون في مجال الآثار أن تجود مقابر عازار يومياً بمكتشفات أخرى لتوضح ما كان غامضاً حتى الآن.
أنواع وأشكال المدافن
***************************
تتألف المقبرة من ثلاثة أنواع من القبور:
◘– القبور المنفردة ذات اللحود الحجرية .يبنى القبر المنفرد من الأحجار الرملية الكبيرة ويغطى بمثلها . وهي توجد بين المدافن الأخرى وقد عثر في أحدها على هيكل عظمي كامل وهي مهددة بالتدمير أثناء الحفر لإزالة القمامة بالجرافات .
◘– القبور المنفردة ذات التوابيت الفخارية .تمَ العثور على قبرين متجاورين وكانت جثة المتوفى موضوعة ضمن التابوت وهي مغلَفة بطبقة من الجبس, هذه الملاحظة لم يشابهها في المقابر الأخرى كمقبرة أم حوران وحمص وتدمر.
◘- المدافن العائلية .تتألف من درج منحوت في الصخر يؤدي إلى المدفن, وبهو داخلي على شكل مربع وحول البهو معازب مؤلفة من طابقين, في كل طابق ثلاثة قبور من كل جهة , يدفن بداخلها المتوفون ضمن توابيت خشبية أو رصاصية وعثر على بقايا التوابيت الخشبية المتآكلة .
وسقف المدفن من الحجارة المنحوتة بشكل قوس , هذه السقوف انهار بعضها بسبب جرف الرمال بالجرافات .أما الباب الرئيسي فهو منحوت من حجر مربع مقاييسه (107-109 سم ) , نحتت عند صفحته العلوية قناة نصف مستديرة تتصل بثقبين عند طرفه العلوي لتتلقى حبل الرفع
- تبين أن المدفن الذي وجدت فيه التوابيت الرصاصية يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد .
وقد عثر في أحد القبور على هيكل عظمي لمتوفى طاعن في السن دفن ضمن تابوت خشبي متآكل وعند أول القبر جرة فخارية مخروطية سطحها متعرج وعنقها مرتفع .
وقد تم الكشف في هذه المنطقة عن مجموعة من المدافن الجماعية وكل مدفن من هذه المدافن له صفات خاصة به .
• - فبعضها مبني من الحجر الرملي المشذب المكون من عدد من المعازب تصل احيانا الى ثلاثة وثلاثين معزبا مكون من ثلاثة طوابق في بعض الاحيان يتم الدخول اليها عبر بوابة تقفل بطريقة رائعة ودرج يصل الى بهو تتوزع حوله المعازب
•- والبعض الآخر على شكل تجويف طبيعي ضمن الصخر تم نحته واستخدامه للمدفن .
.
كما تم العثور على مجموعة من اللقى الاثرية: كسر فخارية كثيفة, اجزاء من توابيت فخارية واجزاء من توابيت رصاصية عليها زخارف نباتية وهياكل عظمية- وريقات ذهبية- ختم زجاجي- ادوات طبية برونزية- اجزاء من امفورات فخارية ولا تزال الاعمال مستمرة لكشف معالم هذه المدافن بكاملها والتي يعتقد بأنها تعود للفترة الرومانية .
=AZU3S8RDM6xPTSb-SYmrJRrkjXatlVXjF8r9Nw--cbLjmpRt6GkhKzAnU-ChOUrmJOT0Q8L2OemvAHGGszYD1pUiFj3htuffIBWiBQJiLnLr AIx7-2Gbs6Qrx99j_6A6FHJoEyU6xEBfI1dxttnOOSIYNlaD2TTahrm CQEtJxSQpPj5REquH--agZoZOdxn5_lg&__tn__=*bH-R]
=AZU3S8RDM6xPTSb-SYmrJRrkjXatlVXjF8r9Nw--cbLjmpRt6GkhKzAnU-ChOUrmJOT0Q8L2OemvAHGGszYD1pUiFj3htuffIBWiBQJiLnLr AIx7-2Gbs6Qrx99j_6A6FHJoEyU6xEBfI1dxttnOOSIYNlaD2TTahrm CQEtJxSQpPj5REquH--agZoZOdxn5_lg&__tn__=*bH-R]
=AZU3S8RDM6xPTSb-SYmrJRrkjXatlVXjF8r9Nw--cbLjmpRt6GkhKzAnU-ChOUrmJOT0Q8L2OemvAHGGszYD1pUiFj3htuffIBWiBQJiLnLr AIx7-2Gbs6Qrx99j_6A6FHJoEyU6xEBfI1dxttnOOSIYNlaD2TTahrm CQEtJxSQpPj5REquH--agZoZOdxn5_lg&__tn__=*bH-R]
=AZU3S8RDM6xPTSb-SYmrJRrkjXatlVXjF8r9Nw--cbLjmpRt6GkhKzAnU-ChOUrmJOT0Q8L2OemvAHGGszYD1pUiFj3htuffIBWiBQJiLnLr AIx7-2Gbs6Qrx99j_6A6FHJoEyU6xEBfI1dxttnOOSIYNlaD2TTahrm CQEtJxSQpPj5REquH--agZoZOdxn5_lg&__tn__=*bH-R]
=AZU3S8RDM6xPTSb-SYmrJRrkjXatlVXjF8r9Nw--cbLjmpRt6GkhKzAnU-ChOUrmJOT0Q8L2OemvAHGGszYD1pUiFj3htuffIBWiBQJiLnLr AIx7-2Gbs6Qrx99j_6A6FHJoEyU6xEBfI1dxttnOOSIYNlaD2TTahrm CQEtJxSQpPj5REquH--agZoZOdxn5_lg&__tn__=*bH-R]