"سرجة".. قرية الينابيع الروماينة
-----------------------------------------
على السفوح الشرقية من "جبل الزاوية"، وإلى الجنوب من "جبل الأربعين" السياحي، وفي منطقة أثرية ضاربة في القدم على ضفة أحد الوديان المنسابة باتجاه الشرق، تقع قرية "سرجة"، وهي واحدة من أقدم قرى "جيل الزاوية"، تكثر فيها العيون الرومانية والينابيع الطبيعية التي أضفت على جمالها جمال.
.
تعتبر قرية "سرجة" من أمهات القرى في المنطقة، حيث يوجد العديد من القرى المجاورة تعود تبعيتها إلى هذه القرية، وأصل نشأتها من قرية "سرجة"، إضافة إلى الموقع الاستراتيجي الذي تلعبه كصلة وصل بين المناطق الشرقية وقرى جبل الزاوية،
وورد ذكرها في معجم البلدان لـ"ياقوت الحموي" حيث قال: ("سرجة" تعني رأس النبع، وهي حاضرة من حواضر "حلب"، فيها ثلاثة عيون رومانية قديمة، ينساب ماؤها على وجه الأرض، وإلى جوارها كنيسة رومانية قديمة)
وهناك قول آخر بأن تسميتها جاءت من الملك "سرجون" الذي كان يحكم هذه المنطقة، التي كانت "سرجة" حاضرتها، والذي يدل على ذلك المواقع الأثرية الهامة، التي لا تزال موجودة فيها.
.
تقع "سرجة" جنوب مركز المحافظة وتبعد عنه قرابة /20/كم وعن مدينة أريحا /8/كم باتجاه الجنوب،
تفتقر بشكل كبير إلى العديد من الخدمات، ويوجد فيها مدارس للتعليم الأساسي ومدرسة ثانوية، كما ويوجد فيها جمعية فلاحية وإرشادية زراعية، وتم تخديمها بالمياه، وشبكة للصرف الصحي شملت جزء من القرية، ولا تزال بحاجة إلى خدمة هاتف ومستوصف وجمعية استهلاكية، وبعض الخدمات الزراعية الأخرى كالطرق،
ويعتبر مجلس قرية "سرجة" كواحد من القطاعات الواسعة جداً، حيث يتبع لها قرية "بزابور" وعدة مزارع أخرى، كمزرعة "سيغاتا والمرقب ورأس النمر ومزرعة سرجة و الملجأ وأبو شميعة وترعان"
بلغ عد سكانها مع المزارع التابعة حوالي /10500/الف نسمة.
.
بناءها عبارة عن بيوت عربية تأخذ في تصميمها الشكل القديم، والحركة العمرانية متطورة بشكل كبير، كما وتنشط فيها الحركة التجارية بشكل ملحوظ ولا سيما تجارة "اللوز" و"المحلب" حيث يعمل بها أكثر من نصف سكان القرية،
.
اضمحلت الروابط الاجتماعية التي تربط بين أبناء القرية، ففي القديم كان الوضع مختلف تماماً عن اليوم، كانت القرية بمجملها أسرة واحدة، وما يجمع أبناءها أكبر بكثير من الآن، ورغم ذلك لا تزال تحتفظ القرية بشيء من عاداتها القديمة، فكرم الضيافة وتقاليد الأفراح والأتراح لا تزال قائمة، والأزياء الشعبية ما زالت موجودة حتى الآن، ويتصف أهلها بصلابة الرأي، والتعنت بالمواقف، تماشياً بذلك مع الطبيعة الجبلية التي توجد في القرية، ويضرب بهم المثل بذلك.
.
تعتبر قرية "سرجة" من القرى الزراعية، شأنها في ذلك شأن معظم القرى المجاورة، وتنتج العديد من المحاصيل الزراعية وفي مقدمتها "المشمش" و"التين" و"الزيتون" و"الكرز" و"المحلب"، إضافة إلى بعض المحاصيل الزراعية الأخرى كالحبوب وغيرها،
.
ويعتبر النشاط الزراعي متطوراً تطور كبير، حيث أُدخلت الآلات في العملية الزراعية كـ"العزاقات" و"الجرارات"، واعتمدت طرق الري الحديثة، وكانت الجمعية تقوم بدورها في تقديم معظم الخدمات المتوفرة لديها، والتي يحتاجها الفلاحين، كـ"القروض والأسمدة والبزار والإرشاد الزراعي"، للنهوض بالعملية الزراعية والعمل على ازدهارها بشكل أفضل.
.
حفرت "سرجة" اسمها في ذاكرة "فرنسا" ولقنتها درساً بالبطولة لا تنساه، حيث وقفت في وجهها ورفضت دخول المحتلين أرضها.
تعتبر الحركة العلمية في القرية ضعيفة جداً بالنسبة لعدد سكانها، وإذا ما قورنت ببعض القرى المجاورة، وقورنت بحركة القرية العلمية في فترة سابقة، فهي لا تتجاوز /25/بالمئة من عدد السكان، وربما السبب العائد في ذلك إلى ضعف الأحوال المادية في القرية، فما أن يشب أبناءها حتى يتجهوا للعمل لتأمين ظروفهم الحياتية، هذا بالنسبة للذكور وأما الإناث فما يزال في القرية عدد من الأشخاص الذين يعارضون عملية تعليم المرأة بدوافع دينية مبتدعة.
.
يوجد في قرية "سرجة" عدد كبير من قبور الأولياء، وحيثما توجهت في أرجاء القرية تجد مقاماً لولي، ولعل هدوء القرية وبعدها عن مراكز المدن وهواءها النقي وطبيعتها الساحرة أمراً يتوافق مع شيوخ الصوفية، ما جعلهم يتوجهوا إلى القرية بشكل ملحوظ، من خلال وجود الكثير من قبورهم فيها، ومن أهم وأشهر هذه المقامات، مقام الشيخ "عبس السرجاوي"، المعروف والذي يعتبر نقطة علام في القرية، حيث يقع في وسطها ويقسمها إلى قسمين شمالي وجنوبي، وله أهمية كبير للقرية باعتباره نقطة جذب للكثير من السياح الذين يقصدونه من داخل المحافظة وخارجها،
إضافة إلى مقام الشيخ "خليل" والشيخ "محمد الشنتوف" جنوب القرية، ومقام الشيخ "قنديل" في القسم الشرقي، وغيرها الكثير، حيث يروي أهل القرية أنه يوجد أكثر من أربعين ولي دفنوا في القرية وأطرافها.
================================================== =
مدونة وطن
=AZVxowhpfxHaunv76hEnNoOCgZLGc1TzSKSm2A0AIGvhuoVuJ h2skcj3l1JE3wxxE5BH-2PeGU0RroDXcpKungIf3MGWCb_kJ2a1FbzIQJUI6mI1x2krd20 3BKplvBgVVydYnvkhDco__08vgiJpUe3FD8mIPCmM8aSS3qz8S HJNxHTTzMxPay0ay-mkbaPsHxs&__tn__=*bH-R]
=AZVxowhpfxHaunv76hEnNoOCgZLGc1TzSKSm2A0AIGvhuoVuJ h2skcj3l1JE3wxxE5BH-2PeGU0RroDXcpKungIf3MGWCb_kJ2a1FbzIQJUI6mI1x2krd20 3BKplvBgVVydYnvkhDco__08vgiJpUe3FD8mIPCmM8aSS3qz8S HJNxHTTzMxPay0ay-mkbaPsHxs&__tn__=*bH-R]
=AZVxowhpfxHaunv76hEnNoOCgZLGc1TzSKSm2A0AIGvhuoVuJ h2skcj3l1JE3wxxE5BH-2PeGU0RroDXcpKungIf3MGWCb_kJ2a1FbzIQJUI6mI1x2krd20 3BKplvBgVVydYnvkhDco__08vgiJpUe3FD8mIPCmM8aSS3qz8S HJNxHTTzMxPay0ay-mkbaPsHxs&__tn__=*bH-R]
=AZVxowhpfxHaunv76hEnNoOCgZLGc1TzSKSm2A0AIGvhuoVuJ h2skcj3l1JE3wxxE5BH-2PeGU0RroDXcpKungIf3MGWCb_kJ2a1FbzIQJUI6mI1x2krd20 3BKplvBgVVydYnvkhDco__08vgiJpUe3FD8mIPCmM8aSS3qz8S HJNxHTTzMxPay0ay-mkbaPsHxs&__tn__=*bH-R]
=AZVxowhpfxHaunv76hEnNoOCgZLGc1TzSKSm2A0AIGvhuoVuJ h2skcj3l1JE3wxxE5BH-2PeGU0RroDXcpKungIf3MGWCb_kJ2a1FbzIQJUI6mI1x2krd20 3BKplvBgVVydYnvkhDco__08vgiJpUe3FD8mIPCmM8aSS3qz8S HJNxHTTzMxPay0ay-mkbaPsHxs&__tn__=*bH-R]