قرية جرادة الأثرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرية جرادة الأثرية


    قرية جرادة الأثرية
    ------------------------------------------
    تقع قرية جرادة Géradé الأثرية في الجهة الشمالية-الشرقية من جبل الزاوية في محافظة إدلب، وتبعد عن معرة النعمان نحو ١٠ كم باتجاه الشمال، ضمن مزرعة في شمال شرق قرية الدانا الجنوبية بـ 3.5كم. وإلى الشرق من قرية الرويحة التي تبعد عنها 1.5 كم،
    .
    يقع الموقع ضمن البيوت السكنية على سفح الهضبة، يخترقه طريق الرويحة – معرة النعمان، وتتوزّع المباني من الشمال إلى الجنوب وما تزال محفوظة بشكل جيد.
    .
    ازدهرت هذه القرية في القرنين الخامس والسادس الميلاديين، حيث يلاحظ العديد من الأبراج التي استخدم بعضها لأسبابٍ دينيةٍ وبعضها أبراج مراقبة، وبعضها استخدم كملاجئ أثناء الغزوات ضد القرية.
    .
    إن ما يميز جرادة هو طبيعة الأراضي الزراعية الملائمة لإقامة العديد من الزراعات مما ساعد بالتنوع والغنى، وانعكس ذلك على طبيعة المباني التي تتميز بالضخامة، وهذا يؤكد ان معظم البيوت كانت للأغنياء.
    .
    يتميز موقع جرادة بوجود سكان محليين ضمن تجمع قروي صغير، لذلك فقد حافظ هذا الموقع على هويته الأثرية من قبل حماية هؤلاء السكان له، ولكن هذا لا يمنع وجود بعض التعديات.
    .
    فهناك بعض الأبنية الحديثة متواجدة على أطراف الموقع في أماكن متفرقة مما أدى إلى تخريب المشهد الثقافي الأثري للموقع. بسبب التواجد السكاني على أطراف هذا الموقع فقد تم استخدام بعض المباني لتربية الحيوانات، ودليل ذلك هو مشاهدة بعض المعالف وبقايا العلف وروث الحيوانات الذي انتشر في أماكن متفرقة من الموقع.
    .
    لقد حافظت قرية جرادة بشكل عام على المشهد الطبيعي المحيط بالموقع، ورغم وجود بعض التعديات البسيطة من تقطيع الحجارة الأثرية والزحف العمراني الحديث إلا أن الموقع لا يزال محافظاً على نفسه بشكل جيد حتى عام 2019م،
    .
    فهناك بعض الأبنية الحديثة متواجدة على أطراف الموقع في أماكن متفرقة مما أدى إلى تخريب المشهد الثقافي الأثري للموقع. بسبب التواجد السكاني على أطراف هذا الموقع فقد تم استخدام بعض المباني لتربية الحيوانات، ودليل ذلك هو مشاهدة بعض المعالف وبقايا العلف وروث الحيوانات الذي انتشر في أماكن متفرقة من الموقع.
    .
    ويتميز هذا الموقع بامتداده في منطقة هضبية. تنتشر فيها العديد من آثار التقسيمات الزراعية على محيط القرية، وتشترك مع قرية الرويحة البعيدة عنها بنحو ٢ كم بالأراضي الزراعية.
    .
    لقد ساعدت طبيعة الأراضي على قيام الزراعات الرئيسة كزراعة الزيتون والكرمة والحبوب وغيرها، وبسببها تطورت قرية جرادة وازدهرت على غرار غيرها من القرى الأثرية الأخرى في الكتلة الكلسية.
    وامتدت أراضي الفلاحين حول محيط القرية ولمسافات طويلة في بعضها، وتم تحديد حدود ملكياتهم الزراعية من خلال بناء جدران حجرية فيما بينها. وقد أفادت تلك التقسيمات في تعرف الواقع الاقتصادي لهذه المنطقة خلال العصور القديمة.
    .
    ويعود الاستيطان في هذا الموقع إلى العصرين الروماني والبيزنطي، لكن ما تبقى من المباني في هذا الموقع يعود إلى العصر البيزنطي خاصة، ويمثل الاستيطان الروماني فيه ببعض المدافن.
    .
    تتمتع المباني الأثرية المختلفة من الدينية والجنائزية والسكنية في قرية جرادة بالسمات نفسها من حيث التقنية ونوعية البناء بالحجر الكلسي، وخاصة المباني السكنية الغالبة بينها.
    .
    تعود آثار"جرادة" إلى العهد البيزنطي منها:
    --------------------------------------
    ◘ دارات غنية: وهي فخمة وواسعة ومرتفعة تتألف من طابقين، لها بوابات فخمة.
    .
    ◘ مساكن عديدة: لها أروقة فوق أعمدة تعلوها تيجان إيونية ودورية، زينت واجهاتها بزخارف ونقوش ومحاريب صغيرة، يصعد إلى طوابقها بأدراج حجرية معلقة بالجدران لها شكل (جمالون).
    .
    يتميز عدد كبير من البيوت في هذه القرية بحالة معمارية ممتازة،مما يساعد على التعرف على طبيعة العمارة السكنية في هذا الموقع خلال العصر البيزنطي،وإجراء مقارنة دقيقة مع العمارة السكنية في بقية القرى المحيطة بها أو البعيدة عنها.
    .
    كما تميّزت البيوت في قرية جرادة بتنوع مخططاتها من حيث الحجم والبناء، لكنها اتسمت بسمات عامة مشتركة:
    إذ تتألف من طابقين أو أكثر، ويتألف كل طابق فيها من عدة غرف، ويفترض أن الطابق الأرضي قد خصص لإيواء الحيوانات وتخزين المؤن، أما الطابق العلوي فقد خصص للمعيشة.
    وشيدت مقابل تلك الغرف وعلى طابقين الأروقة المؤلفة من عدد من الأعمدة الحجرية المنتهية من الأعلى بتيجان ذات زخارف وافرة.
    .
    لكن على الرغم مما يرى من زخارف على أجزاء عديدة في الواجهات الداخلية للبيوت بدت من الخارج بسيطة وخالية منها.
    وأحيطت البيوت بجدار خارجي تنفتح منه بوابة رئيسة مزينة بالأفاريز والقولبات الزخرفية غالباً، تتشابه مع تلك المنحوتة على أبواب الواجهات الداخلية ونوافذها. وقد خصصت بعض المساحات في بعض المنازل لنشاطات حرفية.
    .
    ◘ كنيسة جرادة:
    في قرية جرادة كنيسة عائدة إلى القرن الخامس الميلادي، مشيدة بجوار مبنى سكني، في وسط المدينة وقد بني كلاهما على مساحة متساوية تفصلهما ساحة ضيقة. وينتصب إلى الشرق من الساحة مبنى مربع الشكل، وفي جهة الغرب برج مؤلف من ثلاثة طوابق.
    .
    بنيت كنيسة جرادة وفق المخطط البازيليكي، وعلى الرغم من حالة الدمار التي تعرضت لها، مازال ممكناً التعرف إلى مخططها من خلال بعض الأساسات والآثار المتبقية منها التي دلت على تعرضها لعدة تغييرات فيها خلال القرن السادس،
    .
    وقد تم العثور على جزء من لوحة فسيفسائية في هذه الكنيسة تغطي منطقة الحنية في جهة الشرق.
    ويتم الدخول إلى الكنيسة من الباب الرئيس الواقع في جهتها الغربية، كما يوجد في جهتها الجنوبية بابان يتقدمهما عمودان يحملان سقفاً جملونياً.
    وتتألف من مجاز مركزي ارتفاعه 7,70م، وجناحين بارتفاع 3,35م، ويقسم المجاز صفان من الأعمدة ( في كل صف تنتصب ستة أعمدة) إلى ثلاثة أجزاء،
    وفي وسط المجاز منبر الوعظ (بيما bema)، وفيها فسيفساء
    .
    وتمت تهيئة الجهة الشرقية التي تحوي المحراب وفق الشكل النصف الدائري من الداخل، أما من الخارج فيبدو مستقيماً، ومن الصعوبة التأكد من وجود نوافذ للإنارة في المحراب. وقد شيدت على جانبي المحراب غرفتان، حيث تم تخصيص الغرفة الواقعة في الجهة الشمالية للمعمودية، أما الغرفة الواقعة في الجهة الجنوبية فخصصت للكهنة.
    .
    ◘ الأبراج:
    هي أبراج حجرية: تتألف من طابقين أو ثلاثة أو أربعة، ارتفاع الواحد منها 18م، أرضها مدفن وسقوفها عوارض حجرية على أقواس باستثناء الطابق العلوي فإن سقفه من خشب وشكله سنامي.
    في هذا الموقع برج مربع الشكل مؤلف من عدة طوابق، وهو في حالة ممتازة من الحفظ، يشبه بقية الأبراج في القرى الأخرى مثل قرية "رفادة" أو "شيخ سليمان" في جبل "سمعان".
    .
    كانت الأبراج في شمالي سورية مباني معزولة أو بجوار مبانٍ أخرى كالمساكن أو الكنائس أو الأديرة. وهي تتألف من عدة طوابق، ذات مخطط مربع الشكل. وشيد سقفها بشكل هرمي أو جملوني.
    ويمكن أن يكون الطابق الأول مبلطاً بالحجر، ومحمولاً على مساند أو على قوسٍ وسيط، وعادة ما كانت الألواح التالية مغطاة بالخشب كالأدراج والسلالم.
    .
    وتحتوي بعض الأبراج على دورات المياه؛ مما يعني وجود إشغال دائم لها. وطرحت أفكار عديدة حول وظيفة هذه الأبراج، ويبدو من المؤكد أنها كانت تستخدم للسكن والمراقبة على نحو للتنسك، خاصة أن منطقة شمالي سورية قد عرفت نشاطاً كبيراً للرهبنة خلال العصر البيزنطي.
    .
    ◘ سوق تجارية واسعة، مدافن متنوعة: فردية وجماعية: فوق مصطبة مربعة من قطعة حجرية واحدة، غطاؤها سنامي، أقيم بعضها في الهواء الطلق.
    .
    ◘ المدافن الأرضية:
    غرب المدينة، يحيط بها سور، تضم مدافن جماعية في داخلها مشاهد أثرية ومواضيع تاريخية ومشاهد حيوانية ونباتية.
    .
    يتميز هذا الموقع بوجود عدد من المدافن الأرضية المنحوتة في الصخر وفق أشكال معمارية متنوعة ومنتشرة على محيط القرية، وهذا النمط من المدافن يكون جماعياً بوجه عام، حيث يضم المدفن الواحد أفراداً ينتمون عادة إلى أسرة واحدة.
    .
    وتتنوع أشكال المدافن الأرضية، ويكون مخططها العام مؤلفاً من درج منحدر نحو المدخل، يليه ممر ضيق ممتد عدة أمتار أحياناً، وإلى جانبي هذا الممر المعازب التي تضم قبراً واحد أو أكثر.
    .
    تكون الأبعاد الداخلية في المدافن الأرضية بحسب عدد الأفراد أو مرتبطة بالحالة الاقتصادية للعائلة المالكة لها.
    أما الجدران الداخلية لغرفة الدفن فتكون مكسوة بمادة الجص، وتم تنفيذ رسومات جميلة بألوان مختلفة، تمثل الأشخاص الذين دفنوا في المدفن، أو تمثل مواضيع أسطورية مختلفة،
    كما توجد عناصر زخرفية أخرى تزين المدفن مثل التيجان المحمولة على الأعمدة أو المنحوتات النصفية للأشخاص،
    وهذا ما يلاحظ في مدافن قرى أخرى على بعد نحو ١٠ كم من قرية جرادة، مثل "فركيا" و"المغارة" في جبل الزاوية.
    .
    تصلها طريق ترابية طولها 3كم تمر شمال قريبة بابيلا وهي متفرعة عن الطريق الرئيسة معرة النعمان-حلب.
    =========================================
    مأمون عبد الكريم - الموسوعة العربية ومصادر اخرى
    =AZWbyQMqCmQqF4TWxt4IFCCz80mR4Wz491z4AJk_nRseRpGze wiyWrDY6v1jYgdpz-m4HAqCjg1lljjMD_OB6twHoYLhMkKlTvbzQM3efhy4iFgmPyHW Mi-btQSPi46n53pRV0IPAx7RI8J3bIl4XmuuYGbwMLLiyk5HReADu JfQglHCo9dYTHrBeG5PorH0AiA&__tn__=*bH-R]
    =AZWbyQMqCmQqF4TWxt4IFCCz80mR4Wz491z4AJk_nRseRpGze wiyWrDY6v1jYgdpz-m4HAqCjg1lljjMD_OB6twHoYLhMkKlTvbzQM3efhy4iFgmPyHW Mi-btQSPi46n53pRV0IPAx7RI8J3bIl4XmuuYGbwMLLiyk5HReADu JfQglHCo9dYTHrBeG5PorH0AiA&__tn__=*bH-R]
    =AZWbyQMqCmQqF4TWxt4IFCCz80mR4Wz491z4AJk_nRseRpGze wiyWrDY6v1jYgdpz-m4HAqCjg1lljjMD_OB6twHoYLhMkKlTvbzQM3efhy4iFgmPyHW Mi-btQSPi46n53pRV0IPAx7RI8J3bIl4XmuuYGbwMLLiyk5HReADu JfQglHCo9dYTHrBeG5PorH0AiA&__tn__=*bH-R]
    =AZWbyQMqCmQqF4TWxt4IFCCz80mR4Wz491z4AJk_nRseRpGze wiyWrDY6v1jYgdpz-m4HAqCjg1lljjMD_OB6twHoYLhMkKlTvbzQM3efhy4iFgmPyHW Mi-btQSPi46n53pRV0IPAx7RI8J3bIl4XmuuYGbwMLLiyk5HReADu JfQglHCo9dYTHrBeG5PorH0AiA&__tn__=*bH-R]
    =AZWbyQMqCmQqF4TWxt4IFCCz80mR4Wz491z4AJk_nRseRpGze wiyWrDY6v1jYgdpz-m4HAqCjg1lljjMD_OB6twHoYLhMkKlTvbzQM3efhy4iFgmPyHW Mi-btQSPi46n53pRV0IPAx7RI8J3bIl4XmuuYGbwMLLiyk5HReADu JfQglHCo9dYTHrBeG5PorH0AiA&__tn__=*bH-R]
    +
يعمل...
X