دلائل أثرية في حوران.. ارتباط تاريخي بزراعة الأشجار
----------------------------------------------------
تدل الاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها في منطقة حوران عموماً على ارتباطها التاريخي بأنماط الحياة الزراعية التي كانت سائدة في القرن الثاني قبل الميلاد إبان عهد الإمبراطورية الرومانية ما يجعل العلاقة أكثر تمكيناً في إثبات أنواع الإنتاج الزراعي من كرمة وزيتون وصنوبر وسرو والعرعر وغيرها.
.
وتشير الدلائل المعمارية على زراعة العنب المبكر حيث تمكنت البعثة الأثرية الفرنسية من مسح مجموعةٍ من حقول الكرمة ومعاصر العنب في موقع سيع بجبل العرب، ودرستها بشكل دقيق وقامت بتأريخها، بحيث توصلت الدراسة إلى وصفها المعماري الذي يتألف من عدة أنواع :
▪︎ وأولها المعاصر المؤلفة من عدة أحواض تصب ببعضها البعض بشكل متدرج ويعصر العنب بالحوض الأعلى بعد دوسه بالأقدام وهو نمط تقليدي ما زال إلى يومنا، وهذا النوع بدائي من معاصر العنب يعود إلى القرن الثاني ق.م،
• والنوع الثاني هو معصرة عبارة عن عدة أحواض بوسط الحوض الكبير المرصوفة أرضيته بالحجارة مكبس لولبي وهذا النوع الأكثر شيوعاً في فلسطين والأردن خلال العصر البيزنطي، وكثيراً ما صور على لوحات الفسيفساء مثل لوحة فسيفساء "لوط وبروكوبيوس" في خربة "المخيّات" في بلدة "نبو".
.
و لا يتطلب هذا النوع من معاصر المكبس اللولبي أكثر من ثلاثة عمال وبذلك تكون هذه المعصرة ذات التقنية الحديثة قد وفرت الجهد والوقت وعصرت كميات أكبر من المعاصر ذات النوع السابق.
.
ويشير كثرة حقول العنب وتوزع المعاصر في موقع سيع بشكل رئيسي إلى إنتاج ليس فقط للاستهلاك المحلي
.
وقد أكدت الدراسات أنّ هذه المعاصر المنتشرة في المنطقة تعود للقرن الثاني ق.م وأحدثها تعود إلى القرن السادس الميلادي إلى العصر البيزنطي ومطلع العصر الأموي.
.
يذكر أن معظم الدراسات الأثرية تشير من خلال نص جاء من قرية "داما" وهي واحدة من قرى "جبل العرب" في منطقة "اللجاة"، حمل هذا النص تأريخاً يعود التدوين فيه إلى القرن الثالث الميلادي مع وجود بركة صناعية لتجميع المياه، وكانت تسقي أشجار التين بالقرب منها، كما وتشير إلى تواجد شجر التين البري إلى جانب المدجن.
وقد تم استخدام علم آثار النبات في دراسة عينات من الأخشاب المتفحمة في موقع "سيع"، حيث أكدت الدراسة على تواجد شجر الصنوبر والسرو والعرعر التي عُدّت إحدى تشكيلات الغابات الطبيعية المتمركزة على سفحي جبل العرب..
.
وظهر أيضاً اقتراح احتمالية أنَّ هذه الأخشاب من الممكن أنَّها استوردت من الجولان وعجلون، وإنَّ سبب تواجدها في مناطق السكن يحتمل كوقود وتدفئة أو استخدمت ممزوجةً مع السماد الطبيعي للزراعة، وقد أشار إلى هذه الأشجار المؤرخ ثيوفراستوس.
.
يذكر أن المنطقة المشار إليها في الدراسة من خلال نتائج البعثة الأثرية الفرنسية التي زارت وبحثت وتوصلت إلى معلومات أثرية مهمة أثبتت زراعة الأشجار المثمرة وبإنتاجية وريعية اقتصادية من خلال إنتاج أشجار "التين والصنوبر والسرو والعرعر" إضافة إلى زراعة العنب الذي بدوره فرض تواجد المعاصر الخاصة به وبالطرق التقليدية لصناعة الدبس أو الزبيب وغيرها من منتجات الكرمة.
.
وتنطوي المنطقة على محيط حيوي وبيئي مهم في منطقة اللجاة وخاصة قرية "داما" وغيرها من القرى المحاذية الزاخرة في الصخور والتي استطاعت البعثات الأثرية الوطنية اكتشاف أيقونات ولقى أثرية تثبت زراعة العنب والتين وغيرها من الأشجار المثمرة.
======================================
معين حمد العماطوري - مدونة وطن
=AZVat0_iMwwcLz4hE61LOjkZegMi5hzw14ShtP4TzJqALxNB6 nTWbrLnFijvPAj9y3WjL3UrapHXzB8vLKL2b9BVWPS0qFZehrL kAg9ZWpTreMdxSVma53UWHijs9CfiQmtw4NBnEmfBct4ZKKklK 9Dv78ENJGcu15jsrfStXES3ZGwCR-dIdEwrh1oVlZZR8zI&__tn__=*bH-R]
=AZVat0_iMwwcLz4hE61LOjkZegMi5hzw14ShtP4TzJqALxNB6 nTWbrLnFijvPAj9y3WjL3UrapHXzB8vLKL2b9BVWPS0qFZehrL kAg9ZWpTreMdxSVma53UWHijs9CfiQmtw4NBnEmfBct4ZKKklK 9Dv78ENJGcu15jsrfStXES3ZGwCR-dIdEwrh1oVlZZR8zI&__tn__=*bH-R]