كليب وايل Kulayb Waeel - Kulayb Waeel
كُلَيب وائل
كُليب بن رَبيعة بن الحارث بن زهير ابن جُشَم بن بكر، أبو الماجدة التغلبي.
اختلف الرواة في اسمه، فقال بعضهم: هو وائل بن ربيعة، «وإنما لُقّب كليباً لأنه كان إذا سار أخذ معه جرو كلب، فإذا مرّ بروضةٍ أو موضع يعجبه ضربه، ثم ألقاه في ذلك المكان وهو يصيح ويعوي، فلا يسمع عُواءه أحد إلا تجنّبه ولم يقربه، وكان يقال له: كُليب وائل، ثم اختصروا فقالوا: كليب، فغلب عليه».
شاعر فارس، أحد قادة العرب في الجاهلية، وسيد بني ربيعة بن نزار، كانوا لا ينزلون في مكان ولا يرتحلون عنه إلا بإذنه وأمره. اجتمعوا عليه وولوه أمرهم، وهو الذي قاد جيوشهم يوم «خزازى» الذي انتصرت فيه جيوش بني ربيعة على ملوك اليمن. وهو ثالث رجل اجتمعت عليه معدّ كلها، وكان أحد جراري الجيوش في الجاهلية، ولا يُسمى الفارس جراراً للجيوش إلا إذا قاد ألفاً من المقاتلين.
ورث السيادة عن أبيه ربيعة الذي كان سيد قومه، وعلت منزلته بعد انتصاره على ملوك اليمن، فعومل معاملة الملوك، ويبدو أنه أصابه «زهو شديد، وبغى على قومه لما هو فيه من عزة وانقياد معدٍّ له، حتى بلغ من بغيه أنه كان يحمي مواقع السحاب فلا يُرعى حماه، ويُجير على الدهر فلا تُخفر ذمته… ولا تورَد إبلُ أحد مع إبله، ولا توقد نارٌ مع ناره، حتى قالت العرب: أعز من كليب وائل».
ويبدو أن هذه السيرة بين قومه أوغرت صدورهم عليه، فكان ذلك سبب قتله على يد جسّاس بن مُرّة أخي زوجته، في القصة المشهورة التي أدت إلى حرب البسوس التي قامت بين الحيين بكر بن وائل وتغلب بن وائل، ودامت أربعين عاماً، وكان أخوه مهلهل ابن ربيعة فارسها.
يعدُّ كليب أحد شعراء بني تغلب في الجاهلية، وواحداً من أقدم الشعراء الجاهليين الذين وصل إلينا شعرهم، إلا أن شعره لم يُجمَع في ديوان قديماً، بل احتفظت به كتب الأدب والأخبار والمجاميع الشعرية.
وما تبقى من شعر كليب «يوحي أن كليباً كان شاعراً قوياً مكثراً، ويغلب على شعره الفروسية والفخر والتهديد والوعيد».
ومن شعره، قوله بعدما قتل الناقة التي سمح لها جساس أن ترعى مع إبل كليب من دون أن يستأذنه بذلك، فكان قتلها الشرارة التي أشعلت حرب البسوس:
ستعلم آلُ مرةَ حيث أضحت
بأن حماي ليس بمستبـاح
وأن لَقوح جارهـم سـتغدو
على الأقوام غدوة لا رواح
وتُضحي بعدهم لحماً عبيطاً
يُقسّـمه المُقسِّـم بالقـداح
جُمِع شعره ونُشر ضمن ديوان شعر بني تغلب.
علي أبو زيد
كُلَيب وائل
كُليب بن رَبيعة بن الحارث بن زهير ابن جُشَم بن بكر، أبو الماجدة التغلبي.
اختلف الرواة في اسمه، فقال بعضهم: هو وائل بن ربيعة، «وإنما لُقّب كليباً لأنه كان إذا سار أخذ معه جرو كلب، فإذا مرّ بروضةٍ أو موضع يعجبه ضربه، ثم ألقاه في ذلك المكان وهو يصيح ويعوي، فلا يسمع عُواءه أحد إلا تجنّبه ولم يقربه، وكان يقال له: كُليب وائل، ثم اختصروا فقالوا: كليب، فغلب عليه».
شاعر فارس، أحد قادة العرب في الجاهلية، وسيد بني ربيعة بن نزار، كانوا لا ينزلون في مكان ولا يرتحلون عنه إلا بإذنه وأمره. اجتمعوا عليه وولوه أمرهم، وهو الذي قاد جيوشهم يوم «خزازى» الذي انتصرت فيه جيوش بني ربيعة على ملوك اليمن. وهو ثالث رجل اجتمعت عليه معدّ كلها، وكان أحد جراري الجيوش في الجاهلية، ولا يُسمى الفارس جراراً للجيوش إلا إذا قاد ألفاً من المقاتلين.
ورث السيادة عن أبيه ربيعة الذي كان سيد قومه، وعلت منزلته بعد انتصاره على ملوك اليمن، فعومل معاملة الملوك، ويبدو أنه أصابه «زهو شديد، وبغى على قومه لما هو فيه من عزة وانقياد معدٍّ له، حتى بلغ من بغيه أنه كان يحمي مواقع السحاب فلا يُرعى حماه، ويُجير على الدهر فلا تُخفر ذمته… ولا تورَد إبلُ أحد مع إبله، ولا توقد نارٌ مع ناره، حتى قالت العرب: أعز من كليب وائل».
ويبدو أن هذه السيرة بين قومه أوغرت صدورهم عليه، فكان ذلك سبب قتله على يد جسّاس بن مُرّة أخي زوجته، في القصة المشهورة التي أدت إلى حرب البسوس التي قامت بين الحيين بكر بن وائل وتغلب بن وائل، ودامت أربعين عاماً، وكان أخوه مهلهل ابن ربيعة فارسها.
يعدُّ كليب أحد شعراء بني تغلب في الجاهلية، وواحداً من أقدم الشعراء الجاهليين الذين وصل إلينا شعرهم، إلا أن شعره لم يُجمَع في ديوان قديماً، بل احتفظت به كتب الأدب والأخبار والمجاميع الشعرية.
وما تبقى من شعر كليب «يوحي أن كليباً كان شاعراً قوياً مكثراً، ويغلب على شعره الفروسية والفخر والتهديد والوعيد».
ومن شعره، قوله بعدما قتل الناقة التي سمح لها جساس أن ترعى مع إبل كليب من دون أن يستأذنه بذلك، فكان قتلها الشرارة التي أشعلت حرب البسوس:
ستعلم آلُ مرةَ حيث أضحت
بأن حماي ليس بمستبـاح
وأن لَقوح جارهـم سـتغدو
على الأقوام غدوة لا رواح
وتُضحي بعدهم لحماً عبيطاً
يُقسّـمه المُقسِّـم بالقـداح
جُمِع شعره ونُشر ضمن ديوان شعر بني تغلب.
علي أبو زيد