خابور (الفرات)
~~~~~~~~~~~~
يخرج من ثلاثمئة عين سورية، في قرية تسمى رأس العين، في شرق سورية وتحديدا في الشمال الغربي من محافظة الحسكة، ليفيض ويروي أرض الخصب وحقول القمح.
.
يعد «الخابور» ثاني أكبر وأطول وأغزر أنهار «سورية»، وأعظم رافد لنهر «الفرات»، يبلغ طوله /442/ كم، وينبع من عيون منطقة «رأس العين» في الشمال الغربي للمحافظة مخترقاً مدينة «الحسكة» ومشكلاً رئة طبيعية للمدينة، ثم يتابع سيره جنوباً عابراً حدود المحافظة ليصب في نهر «الفرات» في منطقة «البصيرة» من محافظة «دير الزور».
.
هذا التمدد للنهر جعله يجتاز مناطق الاستقرار الخمس في المحافظة، يقدر عمقه بـ/1.5 – 3.5/ أمتار وعرضه من /20-60/ متراً، أما تصريفه فليس ثابتاً وذلك بسبب اختلاف الهطول المطري خلال فصول السنة.
.
لعب نهر «الخابور» دوراً مهماً في حياة منطقة «الجزيرة السورية» لاستقطابه الإنسان الأول، كما ارتبطت عراقة منطقته بتاريخ منطقة ما بين النهرين،
.
وحضارياً تشير مصادر التاريخ إلى أن الاستقرار البشري في منطقة «وادي الخابور» يعود للألف الثامن قبل الميلاد، وهناك اعتقاد بأن منطقة «الخابور» كانت من ضمن مملكة «سوبارتو» الواسعة التي كانت تمتد من مدينة «عيلام» في بلاد الرافدين إلى جبال «طوروس» وذلك في الألف الثالث قبل الميلاد.
.
يندمج في نهر جقجق في الجزيرة السورية ثم يصبّان في نهر الفرات قرب مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور، ومُقام عليه سد الباسل في منطقة الشدادي جنوب محافظة الحسكة، وهذا السد أُقيم ضمن سلسلة من السدود والقنوات في مشروع وادي الخابور الذي بدأ في الستينات من القرن العشرين.
.
تبلغ مساحة وادي الخابور حوالي 4 ملايين فدان من الأراضي الزراعية الخصبة، وهي سلة الحنطة في سوريا حيث تنتشر زراعة القمح بشكل كبير في سهوله الواسعة الخصبة.
التسمية
.
الخابور هو صيغة اسم فاعل (علم النحو) مشتقة من الجذر اللغوي "خبر" وهو يعني باللغة السريانية حفر - ثقب -عمق وبالتالي يكون اسم "الخابور" الحافر المعمق في الأرض وذلك لقوة جريانه في الأزمنة السابقة قبل جفافه.
كما يقال ان اسم النهر جاء من "خا" رقيق و"البور" الأرض غير المفلوحة التي ازدهرت فيه.
.
يضم وادي الخابور في سوريا العديد من المواقع والتلال الأثرية التي تعود للعصور والحضارات التي قامت في هذه المنطقة التي شهدت حضارات الآراميين والميتانيين والحيثين والآشوريين والأموريين السريان والكلدان وغيرهم ويوجد أكبر عدد من المناطق والتلال الأثرية على الإطلاق مثل:
• تل حلف • وتل براك • وشغربازار • وتل موزان أوركش • وتل مشنقة
• وتل تنينير • وتل الدغيرات • وتل دكاك • وتل النهاب • وتل النهاب الجنوبي • وتل المصباح وتل ناجه • وتل زياد/ غوين • وتل قطار
• وتل جنيدي • وتل التليلات • وتل الذهب • وتل طابان • وتل المطارية • وتل الفليتي • وتل جابي • وتل رجائي • وتل شيخ عثمان
• وتل البديرى • وتل أم قصير • وتل الصور • وتل رد شقرا • وتل تنينير.
.
من المدن الأثرية الهامة في وادي الخابور في سوريا ▪︎مدينة غوزاتا (تل حلف)، ▪︎مدينة كحت (تل بري)،▪︎| مدينة اورو/ أوريما (تل محباقة)، ▪︎ مدينة دور كات ليمو، ▪︎ مدينة رش عينا (رأس العين)، ▪︎مدينة عرابان وغيرها،
.
وتعتبر هذه المنطقة مع منطقة الجزيرة السورية من أهم مواطن الحضارات في تاريخ الإنسانية والتي قامت وازدهرت على ضفاف نهر الخابور في سوريا.
.
هنالك العديد من الأنهر والينابيع الصغيرة التي ترفد نهر الخابور وخصوصا ينابيع مدينة رأس العين ومنها نبع الكبريت وعين الزرقا وغيرها.
ويرفد الخابور عدة أنهار ووديان أهمها:
▪︎ نهر الزركان أو نهر صور، القادم من قرب ماردين وطول هذا النهر 95 كم
• ونهر الجرجب الصغير
• وجرجب الكبير.
.
ثمّ يأتي الى الحسكة من الشمال نهر "الجغجغ" وأسمته الكتب القديمة (ميكدونيوس). وسمي كذلك "بغدون" أو "مغدون" أو "الهرماس".
.
منابعه قرب بلدة نصيبين التي كانت أكبر الأكاديميات السريانية وتقع شمال مدينة القامشلي. ويمر إلى الجنوب من وسط مدينة القامشلي، يسير في قرى عديدة منها تل الحمدي حيث يمر من شماله الغربي، ثم يسير حتى جنوب تل براك حيث ترفده أنهار موسمية مثل (السلاخ، والجراحي، والرد).
.
ويمر من شمال قرية السيباط وبعدها قرى ومنها تل أسود ثمَّ قرية صفيا شمال الحسكة ب12 كم تقريباً، ثم خربة الياس وهنا ترفده الرجلة (رجلة عويج مجرى مياه موسمية قادمة من ماردين). وقرية تل طويل محشوش ثم أم حجرة وتل طويل
، ثم يسير نحو شمال وشرق مدينة الحسكة القديمة وهناك جسر عليه يؤدي إلى منطقة العزيزية،
.
حاليا يعاني كل من الخابور وروافده من انخفاض في مستوى المياه، وذلك لعدة عوامل أهمها تغير المناخ.
.
شكل نهر الخابور العصب الرئيسي لمنطقة الجزيرة ويتألف حوضه من سهوب وسهول شاسعة تضم العديد من التلال الأثرية خاصة بالقرب من المجاري المائية، وهي تشهد على الاستيطان البشري للمنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ.
.
يأخذ الجزء الشمالي من حوض الخابور شكلاً مثلثاً يسمى بـ “مثلث الخابور” أو “الخابور الأعلى” رأسه الجنوبي مدينة الحسكة، وتتوضع فيه مدن عديدة كرأس العين والقامشلي. تتدفق في هذه المنطقة مجموعة من الأودية النهرية التي تصب في الخابور، وعلى الرغم من جفافها صيفاً إلا أنها تعود للحياة في فصل الربيع بفضل أمطار الشتاء في المناطق الجبلية الشمالية كطور عابدين (سفوح جبال طوروس) الواقعة في تركيا.
.
أما حوض الخابور الأوسط فيتمد من مدينة الحسكة شمالاً حتى مدينة الشداداة جنوباً، ومن هنا حتى البصيرة حيث التقاء الخابور بالفرات، يمتد الحوض الأدنى.
.
جذب حوض الخابور منذ القرن 19 الرحالة وعلماء الآثار نظراً لغناه بالبقايا والتلال الأثرية، ◘ و كانت أولى الاكتشافات في عام 1850 عندما قام أوستن هنري لايارد ببعض التنقيبات في الخابور الأدنى.
◘ وفي عام 1893 وصف عالم الآثار ماكس فون أوبنهايم المواقع الأثرية الواقعة على ضفتي الخابور الأدنى خلال مروره السريع في هذه المنطقة.
.
◘ توالت البعثات الاستشكافية منذ بداية القرن 20، وبدأت في 1907/1908 بمسوحات "إرنست هرتسفيلد" و "فريدريش سار" للعديد من تلال الجانب الغربي للنهر.
.
◘ أما المسوحات الشاملة الأولى وخاصة لمنطقة الخابور الأدنى وبعض المواقع جنوب الحسكة، فقد نفذها فريق أطلس توبينغن للشرق الأدنى بين عامي 1975 و 1977، حيث تم تحديد 55 موقعاً يعود معظمها لفترات مختلفة من عصور الشرق القديم وخاصة عصر البرونز (3000- 1200 ق.م) ومنها تل عجاجة وتل طابان وتل الشيخ حمد/دور كاتليمو.
.
◘ قامت بالتنقيب المنهجي في هذا الأخير بعثة ألمانية منذ عام 1978 تحت إدارة العالم هارتموت كونيه من جامعة برلين الحرة، وأسفرت الحفريات الأثرية عن اكتشاف 550 لوح مسماري و40 نص آرامي.
.
◘ في عام 1983 قام فريق فرنسي بإدارة "جان إيف مونشامبيرت" بمسح منهجي لمنطقة الخابور الأوسط والأدنى، وذلك عقب النداء الدولي الذي أطلقته المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا لإنقاذ المواقع الأثرية المعرضة لغمر مياه البحيرات التي ستتشكل خلف السدود الثلاث الواقعة قرب الحسكة.
استطاع الفريق الفرنسي تحديد 58 موقعاً جديداً كتل "أم قصير" و تل "زيادة" وتل "الرقاي" الذي اشتركت بتنقيبه فيما بعد بعثة مشتركة هولندية أمريكية برئاسة غلين شفارتز وهانز كورفيرس.
.
دلت التنقيبات التي أجريت في بعض تلك المواقع على أنها تحتوي على سويات استيطان بشري أقدمه يعود لثقافة حلف وأحدثه لفترات إسلامية مروراً ب:
• عصر العبيد (5000-3800 ق.م)
• وعصر أوروك (3800-3100 ق.م)
• وعصر البرونز والفترات الكلاسيكية.
=AZWbxtvuT-d8xvO-rcOXEMZniHLk6TeOEMXTpQbFgEgu-5ljst8YNNGjnCiP5cw10h4joUHnzX3BHvfK9Stw9ke6vjYeXaK A8qH-tgix77pqQes69IKYNKFNbIrOrJszw6hnqL7WSg9kRygXh6_Ppe P5cZtJoBhE3mmxUx8a-mcxQUuK8zI8IrD5o9ZXJ_Nc1M0&__tn__=*bH-R]
=AZWbxtvuT-d8xvO-rcOXEMZniHLk6TeOEMXTpQbFgEgu-5ljst8YNNGjnCiP5cw10h4joUHnzX3BHvfK9Stw9ke6vjYeXaK A8qH-tgix77pqQes69IKYNKFNbIrOrJszw6hnqL7WSg9kRygXh6_Ppe P5cZtJoBhE3mmxUx8a-mcxQUuK8zI8IrD5o9ZXJ_Nc1M0&__tn__=*bH-R]
=AZWbxtvuT-d8xvO-rcOXEMZniHLk6TeOEMXTpQbFgEgu-5ljst8YNNGjnCiP5cw10h4joUHnzX3BHvfK9Stw9ke6vjYeXaK A8qH-tgix77pqQes69IKYNKFNbIrOrJszw6hnqL7WSg9kRygXh6_Ppe P5cZtJoBhE3mmxUx8a-mcxQUuK8zI8IrD5o9ZXJ_Nc1M0&__tn__=*bH-R]
=AZWbxtvuT-d8xvO-rcOXEMZniHLk6TeOEMXTpQbFgEgu-5ljst8YNNGjnCiP5cw10h4joUHnzX3BHvfK9Stw9ke6vjYeXaK A8qH-tgix77pqQes69IKYNKFNbIrOrJszw6hnqL7WSg9kRygXh6_Ppe P5cZtJoBhE3mmxUx8a-mcxQUuK8zI8IrD5o9ZXJ_Nc1M0&__tn__=*bH-R]
=AZWbxtvuT-d8xvO-rcOXEMZniHLk6TeOEMXTpQbFgEgu-5ljst8YNNGjnCiP5cw10h4joUHnzX3BHvfK9Stw9ke6vjYeXaK A8qH-tgix77pqQes69IKYNKFNbIrOrJszw6hnqL7WSg9kRygXh6_Ppe P5cZtJoBhE3mmxUx8a-mcxQUuK8zI8IrD5o9ZXJ_Nc1M0&__tn__=*bH-R]