جامع أبي الفداء... جامع "الحيايا"
-------------------------------------
على ضفاف العاصي خلق، ليغدوا مع الزمن أقدم مسجدٍ في حماة، وشاهداً على عراقة المدينة وأصالتها.. مسجد أبي الفداء كنزٌ معطرٌ برائحة ماضي المدينة وجمالها.
يعتبر المسجد أحد المعالم الهامة في حماة، وقد استمد اسمه من ملك حماة إسماعيل بن علي الأيوبي المعروف باسم أبو الفداء، الذي بناه في محلة باب الجسر على الضفة الشمالية لنهر العاصي عام 1326م، وقام أبي الفداء بعدها بتشييد ضريح له في شمالي المسجد، وشيد فوقه قبة وبجانبها مئذنة مثمنة.
.
أهمية الجامع تأتي من احتوائه على مرقد ملك حماة ومؤرخها وعالمها المشهور أبي الفداء الملك المؤيد “عماد الدين اسماعيل” الذي سميت المدينة على اسمه.
بدأ أبي الفداء” ببناء الجامع سنة 727 هجري 1326 ميلادي بحسب نص ورد على إحدى دعائم حرم الجامع ضمن شريط رخامي يتضمن كتابة محفورة بخط نسخي جميل وتتوسطه باحة “صحن” متسعة محاطة برواق من ثلاث جهات وهو محمول على أعمدة دائرية وبداخل الباحة وعلى يمين المدخل الشمالي يقع ضريح الملك أبي الفداء.
.
وهو عبارة عن غرفة متوسطة الحجم مبنية من الحجر الكلسي تغطيها قبة لها رقبة مضلعة تتخللها النوافذ والقبة مبنية من الآجر وهي مفصصة تتألف من أربعة وعشرين ضلعا على النمط الأيوبي المنتشر في دمشق وحلب وحماة وفي وسط حجرة الضريح تركيبة رخامية عليها غطاء خشبي مزين بزخارف هندسية ونقشت على محيط التركيبة آية الكرسي مع البسملة فضلا عن ثلاثة أسطر عند الرأس مكتوبة بالخط النسخي.
.
اما المئذنة الموجودة حاليا فقد بناها رجل من أهالي حماة في مكان المئذنة القديمة المندثرة وهي ذات جذع مربع وهناك كتابة تعلو مدخل المئذنة تؤكد ذلك.
.
يشار ان حرم الجامع مستطيل متطاول وتعلو سقف الحرم بالوسط قبة كبيرة وتزين واجهة الحرم مع المحراب زخارف من الفسيفساء المصدفة مشكلة زخارف هندسية رائعة إضافة إلى زخارف من الرخام الملون والمشكل بطريقة التشقيف ويتوضع في وسط الحرم وعلى واجهته الجنوبية شريط كتابي بخط النسخ من الرخام المطلي بالذهب يشمل آيات قرآنية مع ذكر تاريخ البناء ومن قام به.
.
ويشتهر الجامع بوجود فتحتين متسعتين تطلان على نهر العاصي وتتوسط كل فتحة نافذتان بينهما دعامة رخامية بيضاء مزدوجة تتشابك في زواياها الأربع ثماني أفاع تشكل بالتفافها تضفيرا جميلا موضحا أنه لهذا السبب يطلق على جامع أبي الفداء اسم جامع الحيات أو الحيايا.
.
وقد تمت إعادة بناء القسم الغربي المتهدم من الجامع وإكساء واجهته بالشكل نفسه الذي كانت عليه حيث قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف عام 2001م بترميم الجامع من خلال مشروع مشترك مع مديرية أوقاف حماة.
ومازال جامع أبي الفداء يحتفظ بالكثير من المعالم التي تعود لفترة بنائه ولم يطرأ عليها أي عمليات ترميم أو تعديل.
.
قام الملك أبي الفداء بعد بناء الجامع ببناء المربع والقبة والحَمَام والناعورة غربي الجامع على ساقية نحيلة، وأطلق عليها جميعاً اسم "الدهيشية" وذلك لأن الناظر أو الداخل إليها تأخذه الدهشة والحيرة والذهول لما يشاهد من جمال الموقع وإحكام البناء وحسن الهندسة وبديع الزخرفة، ومع الزمان لم يبق من الدهيشية إلا جامعها وناعورتها وهما كافيان لإعطاء صورة الأمس الرائع.
.
تُزين واجهة حرم المسجد فسيفساء صدفية بأشكال زخرفية، ويحتوي المسجد أيضاً على عضاضة رخامية مزدوجة بين النافذتين الجنوبيتين تتشابك في زواياها الأربع أفاعٍ ثمانٍ، تُشكل بالتفافها تضفيراً جميلاً ولهذا أطلقت العامة على المسجد اسم جامع "الحيايا"، ويحتوي المسجد أيضاً على كتابات أثرية تؤرخ البناء ونسب الباني.
.
باحة المسجد تحتوي على قبة فيها ضريح أبي الفداء وهو من الرخام محفور عليه بعض الآيات القرآنية وعند رأسه حجر محفور عليه، (هذا ضريح العبد الفقير إلى رحمة ربه الكريم إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهن شاه بن أيوب عمَّره في شهور سنة 727 هجرية).
في السنوات الماضية تهدم الطرف الغربي من المسجد نتيجة لعوامل الزمن، وكذلك لحق العطب ببعض الأجزاء الأخرى، والضريح، فقامت مديرية آثار حماة بترميم واسع للمسجد والضريح، والجناح الغربي المتهدم بنفس أسلوب وطراز ونوع حجارة الجناح الشرقي الذي يناظره، وجاء الجناح المرمم صورة صادقة عما كان عليه المسجد قديماً.
.
يذكر أن مسجد أبي الفداء يقع في ساحة العاصي وسط المدينة، يحده :
• من الشمال الحاضر الكبير،
• ومن الجنوب حي الصابونية،
• وسوق المنصورية غرباً،
• وحي الشريعة شرقاً.
====================================
باسل ابو شاش - مدونة وطن
=AZUZthJqegqy3sVDh4K_fv8QbXA2oZTk8cq_coQaROWnmASR--sw063Rq_boA3Y_gmYLEjp6bJs0DDbCN7BAa0Ur_4DvG1jtkstN jF6ilIJfAKJARoahG7DiWBOyaAijXHU_fbj-kZZk2TnG6Xe8-vhRpw0krLJCVjuLoRidtj0ky3BOLXng_jAvEYiS5DP9K-Q&__tn__=*bH-R]
=AZUZthJqegqy3sVDh4K_fv8QbXA2oZTk8cq_coQaROWnmASR--sw063Rq_boA3Y_gmYLEjp6bJs0DDbCN7BAa0Ur_4DvG1jtkstN jF6ilIJfAKJARoahG7DiWBOyaAijXHU_fbj-kZZk2TnG6Xe8-vhRpw0krLJCVjuLoRidtj0ky3BOLXng_jAvEYiS5DP9K-Q&__tn__=*bH-R]
=AZUZthJqegqy3sVDh4K_fv8QbXA2oZTk8cq_coQaROWnmASR--sw063Rq_boA3Y_gmYLEjp6bJs0DDbCN7BAa0Ur_4DvG1jtkstN jF6ilIJfAKJARoahG7DiWBOyaAijXHU_fbj-kZZk2TnG6Xe8-vhRpw0krLJCVjuLoRidtj0ky3BOLXng_jAvEYiS5DP9K-Q&__tn__=*bH-R]
=AZUZthJqegqy3sVDh4K_fv8QbXA2oZTk8cq_coQaROWnmASR--sw063Rq_boA3Y_gmYLEjp6bJs0DDbCN7BAa0Ur_4DvG1jtkstN jF6ilIJfAKJARoahG7DiWBOyaAijXHU_fbj-kZZk2TnG6Xe8-vhRpw0krLJCVjuLoRidtj0ky3BOLXng_jAvEYiS5DP9K-Q&__tn__=*bH-R]
=AZUZthJqegqy3sVDh4K_fv8QbXA2oZTk8cq_coQaROWnmASR--sw063Rq_boA3Y_gmYLEjp6bJs0DDbCN7BAa0Ur_4DvG1jtkstN jF6ilIJfAKJARoahG7DiWBOyaAijXHU_fbj-kZZk2TnG6Xe8-vhRpw0krLJCVjuLoRidtj0ky3BOLXng_jAvEYiS5DP9K-Q&__tn__=*bH-R]
+23
كل التفاعلات:
١٩١٩