تفاصيل قصف مدينة درسدن خلال الحرب العالمية الثانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفاصيل قصف مدينة درسدن خلال الحرب العالمية الثانية

    تفاصيل قصف مدينة درسدن خلال الحرب العالمية الثانية


    من 13 فبراير الى 15 فبراير عام 1945، وخلال الاشهر الاخيرة من الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، قصفت قوات الحلفاء مدينة درسدن التاريخية، وتقع هذه المدينة في شرق المانيا، كان القصف مثيرا للجدل لان مدينة درسدن لم تكن مهمة من حيث انتاج الحرب في المانيا ولا حتي مركز صناعي رئيسي، وقبل الغارة الجوية الضخمة التي وقعت في فبراير 1945 تعرضت درسدن لهجوم حلفائي كبير، وبحلول الخامس عشر من فبراير، كانت المدينة عبارة عن خرابا قاسيا، وقتل عدد غير معروف من المدنيين - يقدر عددهم ما بين 35 الف الى 135 الف شخص .





    خلفية عن قصف درسدن :
    بحلول فبراير عام 1945، كانت فكي ملوك الحلفاء تغلق انيابها على المانيا النازية، وفي الغرب، انتهى الزعيم النازي ادولف هتلر (1889- 1945) من هجوم مضاد يائس ضد الحلفاء في غابة آردن البلجيكية وقام بذلك بفشل تام، وفي الشرق، استولى الجيش الاحمر على بروسيا الشرقية ووصل الى نهر اودر، وحكم الحلفاء سماء اوروبا، واسقطوا آلاف الاطنان من القنابل على المانيا كل يوم .



    وفي الفترة من 4 فبراير الى 11 فبراير، قام قادة التحالف "الثلاثة الكبار" الرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت (1882- 1945) ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل (1874- 1965) ورئيس الوزراء السوفيتي جوزيف ستالين (1878- 1953) في يالتا واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، بانتهاك رؤيتهم للعالم ما بعد الحرب ، وقاموا باتخاذ قرار بشأن ما سيحتله الاقليم الالماني من قوة، ولم يعطوا سوى القليل من الوقت للاعتبارات العسكرية في الحرب ضد الرايخ الثالث، غير ان تشرشل وروزفلت وعدا ستالين بمواصلة حملة القصف ضد المانيا الشرقية استعدادا للقوات السوفيتية المتقدمة .





    قصف درسدن



    الحرب العالمية الثانية وقصف المنطقة :
    ومن الجوانب المهمة للحرب الجوية المتحالفة ضد المانيا ما يعرف باسم "المنطقة" او "التشبع" في تفجير المنطقة، فيتم استهداف جميع مناطق العدو، وليس فقط الذخائر الحربية، ويتم طمس اجزاء مدنية من المدن جنبا الى جنب مع مناطق القوات، وقبل ظهور القنبلة الذرية، دُمرت المدن باقصى قدر من الفعالية من خلال استخدام قنابل حارقة تسببت في حرائق شرسة بشكل غير طبيعي في مدن العدو، وهذه الهجمات، من شأنها ان تدمر الاقتصاد الالماني، وتكسر الروح المعنوية للشعب الالماني، وقوة الاستسلام المبكر .



    وكانت المانيا هي اول من استخدم تكتيكات تفجيرات المنطقة خلال هجومها على بولندا في سبتمبر 1939 ، وفي عام 1940، خلال معركة بريطانيا ، فشل لوتوفو في وضع بريطانيا على ركبتيها من خلال استهداف لندن والمناطق الاخرى ذات الكثافة السكانية العالية مع هجمات تفجيرات المنطقة ، وقد انتقدت القوات الجوية الملكية البريطانية تفجيرات لندن وكوفنتري عام 1942 عندما شنت اول هجوم وقامت بالعديد من عمليات التشبع ضد المانيا، وفي عام 1944، اطلق هتلر اول صاروخ هجومي طويل المدى في العالم، بعد كلمة "فيرجلتونغ" والتي تعني بالالمانية "الانتقام" ، فكان هذا الصاروخ تعبيرا عن رغبته في تدمير بريطانيا لقصفها المدمر لالمانيا .



    لم يعترف الحلفاء علنا بأنهم كانوا متورطين في تفجير التشبع ، وتم الاعلان عن اهداف عسكرية محددة فيما يتعلق بكل هجوم ، وبحلول عام 1945 قتل اكثر من 10 مليون جندي من الحلفاء والمزيد من المدنيين ، ولكن القاء النار في درسدن سيثبت الاستثناء من هذه القاعدة .



    قصف درسدن



    قصف درسدن في فبراير 1945 :
    قبل الحرب العالمية الثانية ، كانت درسدن تسمى "فلورنسا الالب" وكانت تعتبر هذه المدينة واحدة من اجمل المدن في العالم من حيث الهندسة المعمارية والمتاحف ، وعلى الرغم من عدم وجود مدينة المانية معزولة عن آلة الحرب الخاصة بهتلر، الا انه كانت مساهمة درسدن في المجهود الحربي ضئيلة مقارنة بالمدن الالمانية الاخرى، وفي فبراير 1945، لجأ اللاجئون الفارين من التقدم الروسي في الشرق الى هناك ، كما ان هتلر القى بالكثير من قواته على قيد الحياة للدفاع عن برلين في الشمال، وكانت دفاعات المدينة في حدها الادنى، وكان الروس لم يكن لديهم اي مشكلة في الانقضاض على درسدن، ويبدو انه كان هدف غير محتمل لهجوم جوهري كبير من قبل الحلفاء .



    وفي ليلة 13 فبراير تحديدا، نزلت مئات من قاذفات سلاح الجو الملكي البريطاني على درسدن في موجتين، واسقط بضائعه القاتلة بشكل عشوائي على المدينة، وكانت الدفاعات الجوية في المدينة ضعيفة لدرجة ان ستة قاذفات لانكستر فقط تم اسقاطها ، وكان هناك حوالى 800 قنبلة بريطانية قد تم اسقاطها صباح اليوم وكان هناك اكثر من 1400 طن من القنابل شديدة الانفجار واكثر من 1100 طن من المحاربين على درسدن مما اثار عاصفة كبيرة دمرت معظم المدينة وقتلت العديد من المدنيين .



    قصف درسدن



    وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، عندما خرج الناجون من المدينة بدأت اكثر من 300 قاذفة امريكية تقصف السكك الحديدية والجسور ومرافق النقل في درسدن، مما اسفر عن مقتل آلالاف آخرين، وفي 15 فبراير واصلت 200 قاذفة امريكية اخرى هجومها على البنية التحتية للمدينة ، واسقطت القوات الجوية الثامنة اكثر من 950 طنا من القنابل شديدة الانفجار واكثر من 290 طنا على المحاربين في درسدن ، وفى وقت لاحق اسقطت القوات الجوية الثامنة 2800 طن من القنابل على درسدن فى ثلاث هجمات اخرى قبل نهاية الحرب .





    اثار قصف درسدن:
    ادعى الحلفاء انه من خلال قصف درسدن، تعطلت خطوط الاتصال الهامة التي من شأنها ان تعرقل الهجوم السوفيتي، وقد يكون هذا صحيحا، ولكن ليس هناك خلاف على ان هذا الهجوم الحارق البريطاني في ليلة 13 فبراير - 14 فبراير لم يكن في المقام الاول، لغرض ترويع السكان الالمان واجبارهم على الاستسلام في وقت مبكر بل انما كان لكي يستسلم هتلر .



    قصف درسدن



    ونظرا لوجود عدد غير معروف من اللاجئين في درسدن وقت هجوم الحلفاء، فمن المستحيل معرفة عدد المدنيين الذين لقوا حتفهم، وبعد الحرب، قام محققون من بلدان مختلفة، وبدوافع سياسية متباينة، بحساب عدد المدنيين الذين قتلوا ليصل عددهم من 8000 شخص الى ما يزيد على 200 الف شخص ، وتتراوح التقديرات اليوم من 35،000 الى 135،000 شخص ، وبالنظر الى صور درسدن بعد الهجوم، والتي لا تزال بها مباني قليلة لا تزال متهدمة تماما، يبدو من غير المحتمل ان 35،000 فقط من مليون او نحو ذلك في ذلك الوقت قد قتلوا .



    وفي نهاية الحرب، دمرت درسدن بشدة حيث كانت المدينة مستوية في الاساس ، وقد اعيد بناء حفنة من المباني التاريخية كقصر زوينجر ودار الاوبرا الحكومية والعديد من الكنائس من الانقاض، ولكن اعيد بناؤها مع بقية المباني الحديثة .
يعمل...
X