ما هي اسباب اندلاع الحرب العالمية الاولى ؟ وما هي نتائجها ؟
في 28 يونيو 1914، قتل مواطن صربي قومي يدعى غافريلو برينسيت ارتشدوق فرانز فرديناند، وريث العرش للامبراطورية النمساوية المجرية، في سراييفو، البوسنة ، وعلى خلفية تصاعد التوترات في البلقان، ادى هذا الاغتيال الى سلسلة من الاحداث التي ادت الى اندلاع الحرب العالمية الاولى بعد شهر واحد فقط من هذا الحدث ، وبالنسبة للكثير من الناس كانت الحرب العالمية الاولى هي الحرب العظمى كما كانت معروفة في ذلك الوقت ، وكانت القارة الاوروبية تتمتع بسلام وازدهار لا مثيل لها ، ولكنها في الواقع، زرعت بذور الصراع المدمر قبل وقت طويل من اطلاق برينسيب الرصاصة القاتلة .
احوال اوروبا قبل بداية الحرب العالمية الاولى في 1914 :
قبل قرن من الزمان من هذا التاريخ ، كان اجتماع الدول الاوروبية في مؤتمر فيينا قد انشأ نظاما دوليا وتوازن قوى استمر لمدة قرن تقريبا ، وبحلول عام 1914، كان عدد كبير من القوات يهدد بتمزقه ،و كانت شبه جزيرة البلقان، في جنوب شرق اوروبا، منطقة مضطربة بشكل خاص ، وقد كانت في السابق تحت سيطرة الامبراطورية العثمانية، في اواخر القرن التاسع عشر، استمر الاتراك الضعفاء في الانسحاب البطيء من اوروبا ، ويعتمد النظام في المنطقة على تعاون قوتين متنافستين هما روسيا والنمسا والمجر .
وقد حاولت النمسا الصغيرة ( المجر ) والتي فيها اقليات صغيرة (الالمان في النمسا، ماجيارس في المجر) السيطرة على اعداد كبيرة من السكان السلافيين الذين لا يهدأون على مستقبلهم كقوة عظمى، وفي عام 1908 ضمت محافظتي البلقان التوأم في البوسنة والهرسك ، وهذا الاستيلاء على الاراضي والسيطرة اغضب امة البلقان المستقلة في صربيا والتي كانت تعتبر البوسنة وطن الصرب وكذلك روسيا .
غرور الصرب تضاعف حتى وصل الى اراضيها في حروب البلقان المتتالية (1912 ، 1913) ، مما هدد السيادة النمساوية المجرية في المنطقة، وفي الوقت نفسه، دخلت روسيا في تحالف مع فرنسا غاضبة من ضم المانيا لاراضيهم في اعقاب الحرب الفرنسية البروسية في 1870- 1871 ، اما عن بريطانيا العظمى، فقد هدد الاسطول البحري الخاص بها الهيمنة التي كان يحظى بها الاسطول الالماني ، وهذا الوفاق الثلاثي كان ضد التحالف الالماني النمساوي المجري، وهذا يعني بدون شك ان اي صراع اقليمي لديه القدرة على التحول الى حرب اوروبية عامة .
الحرب العالمية الاولى
اغتيال فرانز فرديناند :
التقى النمساوي فرانز فرديناند، وهو صديق عظيم للقيصر فيلهلم الالماني، في منتصف يونيو 1914 لمناقشة الوضع المتوتر في البلقان، وبعد ذلك باسبوعين، كان فرانز فرديناند وزوجته صوفي، في 28 يونيو في سراييفو لتفقد القوات المسلحة الامبراطورية في البوسنة والهرسك ، وعندما علم غافريلو برينسيب البالغ من العمر 19 عاما وزملائه اعضاء الحركة القومية للبوسنة الشبابية بالزيارة المزمعة ، اتخذوا اجراءات سريعة حيث انهم زُودوا باسلحة من منظمة ارهابية صربية تدعى "اليد السوداء" و "برينسيب" و "افواجه" وذهبوا الى سراييفو في وقت زيارة فرديناند وزوجته .
وكان الزوجان الملكيان يجولان في المدينة في سيارة مفتوحة، مع القليل من الامن بشكل مثير للدهشة، وقام احد القوميين بالقاء قنبلة على سيارتهما، لكنه اخرج ظهر السيارة، مما ادى الى اصابة ضابط في الجيش وبعض المارة، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، اتخذت السيارة الامبراطورية منعطفا سريعا ، قام خلالها باطلاق الرصاص على كل فرانز فرديناند وصوفي في منطقة مفتوحة ، وقبضوا على الشخص الذي قام بذلك ، ونقلوا كل من فرديناند وزوجته الى المستشفى للحصول على انقاذ طبي سريع ، ولكنهما توفيا خلال ساعة .
بداية الحرب العالمية الاولى :
ومن اجل الحفاظ على مصداقيتها كقوة في منطقة البلقان (ناهيك عن مركزها كقوة عظمى)، كانت النمسا- المجر تحتاج الى انفاذ سلطتها في مواجهة هذه الجريمة البشعة ، ومع ذلك، مع تهديد التدخل الروسي الذي يلوح في الافق ، كان جيشها غير مستعد لحرب واسعة النطاق، لذلك لجأت الى مساعدة المانيا لدعم قوتها، فكتب الامبراطور فرانز جوزيف رسالة شخصية الى كايزر فيلهلم يطلب فيها دعمه، وفي 6 يولىو ابلغ المستشار الالماني ثيوبالد بيثمان هولويغ الممثلين النمساويين بان فيينا تحظى بدعم المانيا الكامل .
وفي 23 يوليو ، اصدر السفير النمساوي المجري في صربيا انذارا يقول فيه انه يجب على الحكومة الصربية ان تتخذ خطوات للقضاء على المنظمات الارهابية داخل حدودها، وقمع الدعاية المناهضة للنمسا، وقبول تحقيق مستقل من قبل الحكومة النمساوية المجرية في اغتيال فرانز فرديناند ، او مواجهة العمل العسكري، وبعد ان ناشدت صربيا روسيا للحصول على المساعدة، بدأت حكومة القزار ان تتحرك نحو تعبئة جيشها، معتبرة ان المانيا تستخدم الازمة لشن حرب وقائية فى البلقان، وبالفعل اعلنت المجر الحرب على صربيا في 28 يولىو ، وفي 1 اغسطس، وبعد سماع الاخبار عن التعبئة العامة الروسية، اعلنت المانيا الحرب على روسيا ، ثم شن الجيش الالماني هجومه على حليف روسيا، فرنسا، من خلال بلجيكا .
الحرب العالمية الاولى
الحرب العالمية الاولى ونتائجها :
على مدى السنوات الاربع التالية، نجد ان الحرب العظمى كما كان يطلق على الحرب العالمية الاولى ، سوف تتسع لتشمل ايطاليا ، اليابان ، الشرق الاوسط ، الولايات المتحدة، وغيرها من بلدان اخرى، وقد لقى اكثر من 20 مليون جندى مصرعهم خلال الحرب العالمية الاولى ، واصيب نحو 21 مليون اخرون بينما سقط الملايين من الاشخاص ضحايا لوباء الانفلونزا الذى ساعدت الحرب على انتشاره .
وتركت الحرب العالمية الاولى في اعقابها ثلاث سلالات امبراطورية مدمرة وهم (المانيا ، النمسا - المجر ، تركيا) ، واطلقت العنان للقوى الثورية البلشفية في بلاد اخرى مثل (روسيا) ، وفي نهاية المطاف، كان السلام غير مستقر في معاهدة فرساي في عام 1919 ، وبقت التوترات في التحقق لمدة لا تقل عن عقدين قبل ان يفسح المجال لحرب عالمية مدمرة اخرى .
في 28 يونيو 1914، قتل مواطن صربي قومي يدعى غافريلو برينسيت ارتشدوق فرانز فرديناند، وريث العرش للامبراطورية النمساوية المجرية، في سراييفو، البوسنة ، وعلى خلفية تصاعد التوترات في البلقان، ادى هذا الاغتيال الى سلسلة من الاحداث التي ادت الى اندلاع الحرب العالمية الاولى بعد شهر واحد فقط من هذا الحدث ، وبالنسبة للكثير من الناس كانت الحرب العالمية الاولى هي الحرب العظمى كما كانت معروفة في ذلك الوقت ، وكانت القارة الاوروبية تتمتع بسلام وازدهار لا مثيل لها ، ولكنها في الواقع، زرعت بذور الصراع المدمر قبل وقت طويل من اطلاق برينسيب الرصاصة القاتلة .
احوال اوروبا قبل بداية الحرب العالمية الاولى في 1914 :
قبل قرن من الزمان من هذا التاريخ ، كان اجتماع الدول الاوروبية في مؤتمر فيينا قد انشأ نظاما دوليا وتوازن قوى استمر لمدة قرن تقريبا ، وبحلول عام 1914، كان عدد كبير من القوات يهدد بتمزقه ،و كانت شبه جزيرة البلقان، في جنوب شرق اوروبا، منطقة مضطربة بشكل خاص ، وقد كانت في السابق تحت سيطرة الامبراطورية العثمانية، في اواخر القرن التاسع عشر، استمر الاتراك الضعفاء في الانسحاب البطيء من اوروبا ، ويعتمد النظام في المنطقة على تعاون قوتين متنافستين هما روسيا والنمسا والمجر .
وقد حاولت النمسا الصغيرة ( المجر ) والتي فيها اقليات صغيرة (الالمان في النمسا، ماجيارس في المجر) السيطرة على اعداد كبيرة من السكان السلافيين الذين لا يهدأون على مستقبلهم كقوة عظمى، وفي عام 1908 ضمت محافظتي البلقان التوأم في البوسنة والهرسك ، وهذا الاستيلاء على الاراضي والسيطرة اغضب امة البلقان المستقلة في صربيا والتي كانت تعتبر البوسنة وطن الصرب وكذلك روسيا .
غرور الصرب تضاعف حتى وصل الى اراضيها في حروب البلقان المتتالية (1912 ، 1913) ، مما هدد السيادة النمساوية المجرية في المنطقة، وفي الوقت نفسه، دخلت روسيا في تحالف مع فرنسا غاضبة من ضم المانيا لاراضيهم في اعقاب الحرب الفرنسية البروسية في 1870- 1871 ، اما عن بريطانيا العظمى، فقد هدد الاسطول البحري الخاص بها الهيمنة التي كان يحظى بها الاسطول الالماني ، وهذا الوفاق الثلاثي كان ضد التحالف الالماني النمساوي المجري، وهذا يعني بدون شك ان اي صراع اقليمي لديه القدرة على التحول الى حرب اوروبية عامة .
الحرب العالمية الاولى
اغتيال فرانز فرديناند :
التقى النمساوي فرانز فرديناند، وهو صديق عظيم للقيصر فيلهلم الالماني، في منتصف يونيو 1914 لمناقشة الوضع المتوتر في البلقان، وبعد ذلك باسبوعين، كان فرانز فرديناند وزوجته صوفي، في 28 يونيو في سراييفو لتفقد القوات المسلحة الامبراطورية في البوسنة والهرسك ، وعندما علم غافريلو برينسيب البالغ من العمر 19 عاما وزملائه اعضاء الحركة القومية للبوسنة الشبابية بالزيارة المزمعة ، اتخذوا اجراءات سريعة حيث انهم زُودوا باسلحة من منظمة ارهابية صربية تدعى "اليد السوداء" و "برينسيب" و "افواجه" وذهبوا الى سراييفو في وقت زيارة فرديناند وزوجته .
وكان الزوجان الملكيان يجولان في المدينة في سيارة مفتوحة، مع القليل من الامن بشكل مثير للدهشة، وقام احد القوميين بالقاء قنبلة على سيارتهما، لكنه اخرج ظهر السيارة، مما ادى الى اصابة ضابط في الجيش وبعض المارة، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، اتخذت السيارة الامبراطورية منعطفا سريعا ، قام خلالها باطلاق الرصاص على كل فرانز فرديناند وصوفي في منطقة مفتوحة ، وقبضوا على الشخص الذي قام بذلك ، ونقلوا كل من فرديناند وزوجته الى المستشفى للحصول على انقاذ طبي سريع ، ولكنهما توفيا خلال ساعة .
بداية الحرب العالمية الاولى :
ومن اجل الحفاظ على مصداقيتها كقوة في منطقة البلقان (ناهيك عن مركزها كقوة عظمى)، كانت النمسا- المجر تحتاج الى انفاذ سلطتها في مواجهة هذه الجريمة البشعة ، ومع ذلك، مع تهديد التدخل الروسي الذي يلوح في الافق ، كان جيشها غير مستعد لحرب واسعة النطاق، لذلك لجأت الى مساعدة المانيا لدعم قوتها، فكتب الامبراطور فرانز جوزيف رسالة شخصية الى كايزر فيلهلم يطلب فيها دعمه، وفي 6 يولىو ابلغ المستشار الالماني ثيوبالد بيثمان هولويغ الممثلين النمساويين بان فيينا تحظى بدعم المانيا الكامل .
وفي 23 يوليو ، اصدر السفير النمساوي المجري في صربيا انذارا يقول فيه انه يجب على الحكومة الصربية ان تتخذ خطوات للقضاء على المنظمات الارهابية داخل حدودها، وقمع الدعاية المناهضة للنمسا، وقبول تحقيق مستقل من قبل الحكومة النمساوية المجرية في اغتيال فرانز فرديناند ، او مواجهة العمل العسكري، وبعد ان ناشدت صربيا روسيا للحصول على المساعدة، بدأت حكومة القزار ان تتحرك نحو تعبئة جيشها، معتبرة ان المانيا تستخدم الازمة لشن حرب وقائية فى البلقان، وبالفعل اعلنت المجر الحرب على صربيا في 28 يولىو ، وفي 1 اغسطس، وبعد سماع الاخبار عن التعبئة العامة الروسية، اعلنت المانيا الحرب على روسيا ، ثم شن الجيش الالماني هجومه على حليف روسيا، فرنسا، من خلال بلجيكا .
الحرب العالمية الاولى
الحرب العالمية الاولى ونتائجها :
على مدى السنوات الاربع التالية، نجد ان الحرب العظمى كما كان يطلق على الحرب العالمية الاولى ، سوف تتسع لتشمل ايطاليا ، اليابان ، الشرق الاوسط ، الولايات المتحدة، وغيرها من بلدان اخرى، وقد لقى اكثر من 20 مليون جندى مصرعهم خلال الحرب العالمية الاولى ، واصيب نحو 21 مليون اخرون بينما سقط الملايين من الاشخاص ضحايا لوباء الانفلونزا الذى ساعدت الحرب على انتشاره .
وتركت الحرب العالمية الاولى في اعقابها ثلاث سلالات امبراطورية مدمرة وهم (المانيا ، النمسا - المجر ، تركيا) ، واطلقت العنان للقوى الثورية البلشفية في بلاد اخرى مثل (روسيا) ، وفي نهاية المطاف، كان السلام غير مستقر في معاهدة فرساي في عام 1919 ، وبقت التوترات في التحقق لمدة لا تقل عن عقدين قبل ان يفسح المجال لحرب عالمية مدمرة اخرى .