تاريخ موقعة ميناء إنتشون أثناء الحرب الكورية
في 15 سبتمبر 1950 ، أثناء الحرب الكورية التي استمرت من 1950-1953 ، قامت قوات المارينز الأمريكية بهبوط مفاجئ في ميناء إنتشون الاستراتيجي على الساحل الغربي لكوريا ، وذلك على بعد 100 ميل إلى الجنوب من سيول، وقد تم تحديد هذا الموقع على أنه محفوف بالمخاطر، لكن القائد الأعلى للأمم المتحدة (دوجلاس ماك آرثر) أصر على تنفيذ الهبوط الجريء ، وبعد ذلك تمكنت قوة الأمم المتحدة التي تقودها الولايات المتحدة من كسر خطوط الإمدادات الكورية الشمالية ودفعها نحو الداخل لاستعادة سيول عاصمة كوريا الجنوبية التي سقطت أمام الشيوعيين ، وفي الواقع لقد أدى الهبوط في إنتشون إلى تغيير مسار الحرب ، ومع ذلك ، استمر الصراع و لم ينته حتى هدنة يوليو 1953.
خلفية الحرب الكورية :
بعد هزيمة اليابان بواسطة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، فقدت سيطرتها على كوريا التي حكمتها كمستعمرة منذ عام 1910 ، وفي كوريا فشلت خطط إنشاء حكومة وطنية، وتم تقسيم كوريا إلى منطقتين للاحتلال في عام 1948 ، مع إدارة الاتحاد السوفييتي، وهم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية المدعومة من الشيوعيين ( كوريا الشمالية ) ، وجمهورية كوريا ( كوريا الجنوبية ) ، وسرعان ما اندلعت اشتباكات حدودية بين الجمهوريتان ، وادعت كل منهما السيادة على شبه الجزيرة بأكملها.
وبدأت الحرب الكورية يوم 25 يونيو 1950، عندما اقتحمت القوات الكورية الشمالية حدود كوريا الجنوبية ، وألقوا الجنود القبض على قوات كوريا الجنوبية على حين غرة ، وقد أدانت الأمم المتحدة بسرعة الغزو وطالبت بوقف فوري للأعمال العدائية وطالبت كوريا الشمالية بسحب قواتها المسلحة، وعندما رفضت كوريا الشمالية الامتثال للأوامر ، أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا في 27 يونيو يقضي بأن يقدم أعضاؤه مساعدات عسكرية إلى كوريا الجنوبية، وسرعان ما وافق الرئيس الأمريكي هاري ترومان على إرسال القوات الأمريكية إليها.
وفي السابع من يوليو ، أوصى مجلس الأمن بأن يتم وضع جميع قوات الأمم المتحدة المرسلة إلى كوريا الجنوبية تحت قيادة الولايات المتحدة ، وفي اليوم التالي ، عُين الجنرال دوغلاس ماك آرثر قائدًا لجميع قوات الأمم المتحدة في كوريا.
إنشون إندينج في 15 سبتمبر 1950 :
في هذه الأثناء ، كان ماك آرثر -الذي قاد قوات الحلفاء في جنوب غرب المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية - قد أعد خطة لإسقاط القوات خلف خطوط العدو في إنشون (المعروفة الآن باسم إنتشون) ويقوم بمهاجمة الكوريين الشماليين من كلا الاتجاهين ، والتقى اقتراح ماك آرثر برفض من القادة العسكريين الأمريكيين الآخرين الذين أشاروا إلى عدد من المخاطر والتحديات المرتبطة بالهبوط علي إنشون ، بما في ذلك قناة الميناء الضيقة والمد والجزر الشديد .
ووقتها جادل ماك آرثر بأن هذه العوامل ستشكل عنصر مفاجأة لأن قوات كوريا الشمالية لن يتوقعوا من الحلفاء محاولة الهبوط البرمائى هناك. وفي 23 أغسطس 1950 ، في مؤتمر كبار القادة العسكريين الأمريكيين في مقره في طوكيو باليابان ، تلقى ماك آرثر الضوء الأخضر الرسمي بالهبوط على إنشون ، الذي أُطلق عليه اسم "عملية الكروميت" ، وتم القبض على الميناء بواسطة مشاة البحرية الأمريكية في 15 سبتمبر 1950 ، ثم انطلقت الحلفاء إلى داخل البلاد لاستعادة سيول يوم 26 سبتمبر .
الحرب الكورية والقتال المستمر :
في أكتوبر، تقدمت القوات الأمريكية والكورية الجنوبية ودفعت الكوريين الشماليين إلى التراجع، وتم الاستيلاء على بيونجيانج ، عاصمة كوريا الشمالية ، وفي 19 أكتوبر عندما تحرك الأمريكيون شمالاً نحو نهر يالو ، علي الحدود بين كوريا الشمالية والصين الشيوعية ، توقف تقدمهم عندما دخلت الصين المعركة.
في أواخر نوفمبر ، أُرسلت قوة ضخمة من القوات الصينية دفعت الحلفاء إلى التراجع ، وفي أوائل يناير 1951 ، استعاد الشيوعيون سيول ، ولكن الحلفاء أعادوا احتلالها في مارس.
وفي أبريل 1951 ، هدد ماك آرثر علانية بتفجير الصين في تحدٍ لسياسة حرب ترومان المعلنة ، ولكن ترومان خشي من أن يؤدي هذا التصعيد للقتال مع الصين إلى جلب الاتحاد السوفييتي إلى الحرب الكورية، لذا ظل ترومان ملتزمًا بإبقاء الصراع في كوريا "حربًا محدودة".
الهدنة والحرب الكورية :
بحلول مايو 1951 ، تم دفع الشيوعيين إلى خط العرض 38 ، وبقيت المعركة في ذلك المحيط لبقية الحرب ، وفي 27 يوليو 1953 ، بعد عامين من المفاوضات ، وقّع قادة عسكريون من الصين وكوريا الشمالية والأمم المتحدة علي هدنة أنهت القتال وخلقت حدودًا جديدة بالقرب من خط العرض 38 الذي أعطى كوريا الجنوبية بعض الأراضي الإضافية، وأسست هذه الهدنة منطقة منزوعة السلاح واسعة النطاق لتكون بمثابة حاجز بين الجمهوريتين ، ولأن كل من كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية لم يوقعا معاهدة سلام دائم ، فإنهما لا يزالان من الناحية الفنية في حالة حرب اليوم.
كانت الحرب الكورية من أكثر الحروب سفكًا للدماء في التاريخ، ففي هذه الحرب قُتل أكثر من 500 ألف جندي أمريكي وكوري جنوبي وغيرهم من جنود الأمم المتحدة ، في حين قُدر عدد القتلى من العسكريين الكوريين والصينيين بحوالي 1.6 مليون ، وعلي حسب بعض التقديرات ، كانت الوفيات بين المدنيين مساوية على الأقل لعدد المشتركين من القتلى العسكريين.