السرقة التي جعلت الموناليزا اللوحة الأشهر في العالم
في 21 أغسطس 1911، سُرقت إحدى اللوحات من جدار اللوفر في باريس ومنذ ذلك الوقت ولدت أسطورة الموناليزا، فإذا كنت تقف خارج متحف اللوفر في باريس في صباح 21 أغسطس 1911، فلعلك لاحظت ثلاثة رجال سارعوا بالخروج خارج المتحف، وفي ذلك الصباح، ومع بقاء متحف اللوفر مغلقاً، انزلق الثلاثة من الخزانة ورفعوا 90 كيلوجرام من اللوحة والإطار وحافظة زجاجية واقية من الحائط، وقاموا بتجريدها من إطارها وحالتها، وغطيت قطعة القماش الخشبي ببطانية وذهب بها الثلاثة إلى محطة القطار لكي يستقل الثلاثي قطار 7:47 صباحا السريع خارج المدينة ، لقد سرقوا الموناليزا .
موناليزا أصبحت مشهورة، بين عشية وضحاها :
قبل سرقتها، لم تكن "موناليزا" معروفة على نطاق واسع خارج عالم الفن، فقد رسمها الفنان العبقري ليوناردو دا فينشي في عام 1507 ، وحتى الستينيات من القرن التاسع عشر لم يبد بها أحد أي اهتمام حتى بدأ النقاد يشيدون بها بإتقان من لوحة ترجع إلى عصر النهضة، ولكن هذا الحكم لم يتجاوز شريحة صغيرة من المثقفين الفرنسيين، فلم تكن لوحة الموناليزا هي اللوحة الأكثر شهرة في معرضها، ومن بين أكثر من 35000 عمل فني في متحف اللوفر .
ربما كانت الموناليزا ليست هي الأكثر شعبية، وكتب العديد من الكتاب عن سرقة الموناليزا، أمثال دوروثي وتوم هوبر الذين كتبوا عن سرقة اللوحة في كتابهما "جرائم باريس"، والشخص الذي لاحظ غياب الموناليزا كان فنان دائم التواجد في متحف اللوفر، حيث كان يقوم برسم لوحات متحف اللوفر، ولكنه سرعان ما شعر بشئ ما خاطئ عندما لم يجد لوحة الموناليزا في مكانها .
لكن الفنان لم يكن منزعجا، حيث أنه في ذلك الوقت، كان هناك مشروع جاري لتصوير العديد من أعمال متحف اللوفر، وكانت كل قطعة يجب أن تؤخذ إلى السطح، لأن كاميرات هذا الوقت كانت لا تعمل بشكل جيد في الداخل، ويروي لنا الفنان توم هوبر الذي اكتشف السرقة إنه في النهاية أقنع أحد الحراس بالذهاب لرؤية المدة التي سيحمل فيها المصورون هذه اللوحة، وبالفعل ذهب وعاد الحارس، ولكنه قال له " يقول المصورين أنهم لا يملكون تلك اللوحة "، وهنا أيقنوا أانه تم سرقة الموناليزا .
ومنذ هذه اللحظة أصبحت الموناليزا لوحة شهيرة بشكل لا يصدق وهذا حرفيًا بين عشية وضحاها، وبعد أن أعلن متحف اللوفر عن السرقة، نشرت الصحف في جميع أنحاء العالم الخبر، وكانت عناوين الصحف كلها تدور حول هذه التحفة المفقودة، وأعلنت صحيفة نيويورك تايمز وقتها أن سرقة لوحة الموناليزا يعتبر فضيحة وطنية بدون شك .
وفي فرنسا، كان هناك قلق كبير من أن أصحاب الملايين الأمريكيين كانوا يريدون أن يشتروا إرث فرنسا وتعتبر هذه أفضل اللوحات في فرنسا، وفي مرحلة ما، كان يشتبه في الملياردير الأمريكي وعاشق الفن "جي بي مورغان" وكانوا يظنون أنه قام بالتكليف بالسرقة، وأيضا يعتبر بابلو بيكاسو مشتبها به، وتم إستجوابه بالفعل .
وبعد توقف لمدة أسبوع، أعيد إفتتاح متحف اللوفر إلى الجماهير من الناس، وسارعوا جميعًا لمشاهدة المكان الفارغ الذي أصبح "علامة عار" لدى الباريسيين، وفي هذه الأثناء، كان اللصوص يبحثون عن ملاذًا آمناً، وقد كانوا ثلاثة إيطاليين وهم شقيقان، فينتشينزو وميشيل لانسلوت، وزعيم العصابة فينتشينزو بيروجيا الذي كان بارعًا حقا وكان يعمل في متحف اللوفر لتركيب نفس الحقائب الزجاجية الواقية التي قام وأنتزعها من لوحة الموناليزا، وكان يأمل بيروجيا أن يقوم ببيع اللوحة ، لكن زوجته كانت تلقي الكثير من الإهتمام باللوحة لدرجة أن لوحة الموناليزا أصبحت أكثر جاذبية من أي وقت مضى .
وفي غضون أيام، كانت الصحف تقدم مكافآت، وكان بإمكان بيروجيا إعادة اللوحة وأخذ المكافأة، لكن أعتقد أن السبب الرئيسي في عدم قيامه بذلك هو أنه كان قلقاً بشأن القبض عليه وأن القصة كانت كبيرة جداً لدرجة أنه ربما لم يفعل ذلك أعتقاداً منه أنه لا يمكن أن يفلت من العقاب، لذلك خبأها بيروجيا في الجزء السفلي من منزله في باريس .
عودة التحفة "موناليزا" :
بعد ثمانية وعشرين شهرًا من إنتزاعها من متحف اللوفر، قرر بيروجيا أخيراً بيع الموناليزا إلى تاجر أعمال فنية في فلورنسا، لكن هذا التاجر كان مشبوها ومراقباً، وكان دوماً يتردد عليه رئيس معرض فني إيطالي، وأتي هو الآخر لإلقاء نظرة على اللوحة، وأكد الختم على الظهر صحتها .
وقالوا له "حسناً، أتركها معنا، وسوف تحصل على مكافأة كبيرة للغاية"، وعاد بيروجيا إلى المنزل، لكن بعد نصف ساعة، أصيب بالدهشة حيث كانت الشرطة على بابه، وفي التحقيقات قال إنه كان يحاول إعادتها إلى إيطاليا، وأنه كان وطنياً وإن الذي سرقها هو نابليون وهو كان يحاول إعادتها إلى أرض ولادته إيطاليا .
وهكذا، ومع الكثير من الجعجعة، تم إرجاع اللوحة إلى متحف اللوفر، وأعترف بيروجيا بأنه مذنبا وأنه قام بسرقتها، وحكم عليها بالسجن لمدة ثمانية أشهر فقط، ولكن بعد بضعة أيام من محاكمته، أندلعت الحرب العالمية الأولى وفجأة، كانت كل الدراما متوجهة الى الحرب، وفي النهاية وبعد أن مرّ قرن منذ سرقة بيروجيا للوحة الموناليزا، لا يزال المؤرخون مترددين في منحه الفضل كمحفز غير مقصود لجعل لوحة الموناليزا رمزًا عالميًا مشهورًا اليوم .
في 21 أغسطس 1911، سُرقت إحدى اللوحات من جدار اللوفر في باريس ومنذ ذلك الوقت ولدت أسطورة الموناليزا، فإذا كنت تقف خارج متحف اللوفر في باريس في صباح 21 أغسطس 1911، فلعلك لاحظت ثلاثة رجال سارعوا بالخروج خارج المتحف، وفي ذلك الصباح، ومع بقاء متحف اللوفر مغلقاً، انزلق الثلاثة من الخزانة ورفعوا 90 كيلوجرام من اللوحة والإطار وحافظة زجاجية واقية من الحائط، وقاموا بتجريدها من إطارها وحالتها، وغطيت قطعة القماش الخشبي ببطانية وذهب بها الثلاثة إلى محطة القطار لكي يستقل الثلاثي قطار 7:47 صباحا السريع خارج المدينة ، لقد سرقوا الموناليزا .
موناليزا أصبحت مشهورة، بين عشية وضحاها :
قبل سرقتها، لم تكن "موناليزا" معروفة على نطاق واسع خارج عالم الفن، فقد رسمها الفنان العبقري ليوناردو دا فينشي في عام 1507 ، وحتى الستينيات من القرن التاسع عشر لم يبد بها أحد أي اهتمام حتى بدأ النقاد يشيدون بها بإتقان من لوحة ترجع إلى عصر النهضة، ولكن هذا الحكم لم يتجاوز شريحة صغيرة من المثقفين الفرنسيين، فلم تكن لوحة الموناليزا هي اللوحة الأكثر شهرة في معرضها، ومن بين أكثر من 35000 عمل فني في متحف اللوفر .
ربما كانت الموناليزا ليست هي الأكثر شعبية، وكتب العديد من الكتاب عن سرقة الموناليزا، أمثال دوروثي وتوم هوبر الذين كتبوا عن سرقة اللوحة في كتابهما "جرائم باريس"، والشخص الذي لاحظ غياب الموناليزا كان فنان دائم التواجد في متحف اللوفر، حيث كان يقوم برسم لوحات متحف اللوفر، ولكنه سرعان ما شعر بشئ ما خاطئ عندما لم يجد لوحة الموناليزا في مكانها .
لكن الفنان لم يكن منزعجا، حيث أنه في ذلك الوقت، كان هناك مشروع جاري لتصوير العديد من أعمال متحف اللوفر، وكانت كل قطعة يجب أن تؤخذ إلى السطح، لأن كاميرات هذا الوقت كانت لا تعمل بشكل جيد في الداخل، ويروي لنا الفنان توم هوبر الذي اكتشف السرقة إنه في النهاية أقنع أحد الحراس بالذهاب لرؤية المدة التي سيحمل فيها المصورون هذه اللوحة، وبالفعل ذهب وعاد الحارس، ولكنه قال له " يقول المصورين أنهم لا يملكون تلك اللوحة "، وهنا أيقنوا أانه تم سرقة الموناليزا .
ومنذ هذه اللحظة أصبحت الموناليزا لوحة شهيرة بشكل لا يصدق وهذا حرفيًا بين عشية وضحاها، وبعد أن أعلن متحف اللوفر عن السرقة، نشرت الصحف في جميع أنحاء العالم الخبر، وكانت عناوين الصحف كلها تدور حول هذه التحفة المفقودة، وأعلنت صحيفة نيويورك تايمز وقتها أن سرقة لوحة الموناليزا يعتبر فضيحة وطنية بدون شك .
وفي فرنسا، كان هناك قلق كبير من أن أصحاب الملايين الأمريكيين كانوا يريدون أن يشتروا إرث فرنسا وتعتبر هذه أفضل اللوحات في فرنسا، وفي مرحلة ما، كان يشتبه في الملياردير الأمريكي وعاشق الفن "جي بي مورغان" وكانوا يظنون أنه قام بالتكليف بالسرقة، وأيضا يعتبر بابلو بيكاسو مشتبها به، وتم إستجوابه بالفعل .
وبعد توقف لمدة أسبوع، أعيد إفتتاح متحف اللوفر إلى الجماهير من الناس، وسارعوا جميعًا لمشاهدة المكان الفارغ الذي أصبح "علامة عار" لدى الباريسيين، وفي هذه الأثناء، كان اللصوص يبحثون عن ملاذًا آمناً، وقد كانوا ثلاثة إيطاليين وهم شقيقان، فينتشينزو وميشيل لانسلوت، وزعيم العصابة فينتشينزو بيروجيا الذي كان بارعًا حقا وكان يعمل في متحف اللوفر لتركيب نفس الحقائب الزجاجية الواقية التي قام وأنتزعها من لوحة الموناليزا، وكان يأمل بيروجيا أن يقوم ببيع اللوحة ، لكن زوجته كانت تلقي الكثير من الإهتمام باللوحة لدرجة أن لوحة الموناليزا أصبحت أكثر جاذبية من أي وقت مضى .
وفي غضون أيام، كانت الصحف تقدم مكافآت، وكان بإمكان بيروجيا إعادة اللوحة وأخذ المكافأة، لكن أعتقد أن السبب الرئيسي في عدم قيامه بذلك هو أنه كان قلقاً بشأن القبض عليه وأن القصة كانت كبيرة جداً لدرجة أنه ربما لم يفعل ذلك أعتقاداً منه أنه لا يمكن أن يفلت من العقاب، لذلك خبأها بيروجيا في الجزء السفلي من منزله في باريس .
عودة التحفة "موناليزا" :
بعد ثمانية وعشرين شهرًا من إنتزاعها من متحف اللوفر، قرر بيروجيا أخيراً بيع الموناليزا إلى تاجر أعمال فنية في فلورنسا، لكن هذا التاجر كان مشبوها ومراقباً، وكان دوماً يتردد عليه رئيس معرض فني إيطالي، وأتي هو الآخر لإلقاء نظرة على اللوحة، وأكد الختم على الظهر صحتها .
وقالوا له "حسناً، أتركها معنا، وسوف تحصل على مكافأة كبيرة للغاية"، وعاد بيروجيا إلى المنزل، لكن بعد نصف ساعة، أصيب بالدهشة حيث كانت الشرطة على بابه، وفي التحقيقات قال إنه كان يحاول إعادتها إلى إيطاليا، وأنه كان وطنياً وإن الذي سرقها هو نابليون وهو كان يحاول إعادتها إلى أرض ولادته إيطاليا .
وهكذا، ومع الكثير من الجعجعة، تم إرجاع اللوحة إلى متحف اللوفر، وأعترف بيروجيا بأنه مذنبا وأنه قام بسرقتها، وحكم عليها بالسجن لمدة ثمانية أشهر فقط، ولكن بعد بضعة أيام من محاكمته، أندلعت الحرب العالمية الأولى وفجأة، كانت كل الدراما متوجهة الى الحرب، وفي النهاية وبعد أن مرّ قرن منذ سرقة بيروجيا للوحة الموناليزا، لا يزال المؤرخون مترددين في منحه الفضل كمحفز غير مقصود لجعل لوحة الموناليزا رمزًا عالميًا مشهورًا اليوم .