"جنازة الفراشة"، من معرض "توق" للفنانة عزة أبو ربعية
توق الذات لمعرض التحولات.. وطفو الفراشة بين حكائية اللوحات
علاء رشيدي 18 يونيو 2022
لا تبدو مهمة كتابة الجديد حيال موضوعة "الفراشة" بمقدار مشاق تحقيق معرض فني يحمل ما هو مبتكر حولها، ويجمع اللوحة، الحفر، النحت والموسيقى. فمن الصعوبة للوهلة الأولى ابتكار الجديد الفني في معالجة هذا الكائن الذي طالما حضر في المخيلة الفنية عبر التاريخ.
في معرضها المقام حاليًا في "غاليري صالح بركات" في بيروت، بعنوان "توق.. 2022"، تكثف الفنانة عزة أبو ربعية المستويات الفنية والفكرية التي يمكن التنويع عليها في احتمالات التعامل التشكيلي والنفسي ـ الذاتي مع حضور الكائن المكثف في دلالاته، الفراشة. فانطلاقًا، من تجربة ذاتية عاشتها الفنانة تتعلق بحضور الفراشة الوجداني والذهني في بواطنها، عملت الفنانة بجهد متراكم للاستلهام التعبيري والفلسفي من كائن مفترض فنيًا كفراشة، ويفترض مجازيًا أنها التوق الإنساني إلى رحلة الكائن ـ الحشرة في تحولات الذات.
"الارتحال في تعبيرية اللوحات بين اليائس والحيوي، بين السكوني والحركي، بين المنعزل والمفرط في الانخراط، لا يقتصر على دورة الحياة العضوية للفراشة، وإنما تعالج اللوحات كل هذه المفاهيم على مستوى التعبير الإنساني" |
يتضمن البروشور الصادر والمرافق للمعرض مجموعة النصوص؛ النص النقدي بقلم ماتيلد أيوب، وثلاثة نصوص شعرية أحدها بعنوان "توق"، من كتابة الفنانة نفسها، ونص شعري ـ نثري آخر بقلم الباحث الدكتور نبراس شحيد، ونص شعري أخير بقلم الفنانة نلسي مسعود بعنوان "رحلة، رحلة". في النص الافتتاحي في بروشور الغاليري، توسع الكاتبة ماتيلد أيوب من رؤيتها لدور الفنانة في المعرض، بما يتجاوز الرسم، إلى "الإخراج المشهدي"، وحتى "محركة الدمى"، حسب تعابيرها. ذلك أن الفنانة نادرًا ما تستعمل الحبر والألوان المائية، بينما حققت لوحاتها ـ كائناتها من مادة القماش التوالي المتراكب على سطح اللوحة.
تعليق