المتصورة النشيطة (Plasmodium vivax)
هي طفيليٌّ أوّلي وممرض بشري. يعد هذا الطفيل هو السبب الأكثر شيوعًا والأكثر انتشارًا للملاريا المتكررة (Recurring malaria)، وعلى الرغم من أنها أقل ضررًا من المتصورة المنجلية (Plasmodium flaciparum) والتي تعد من أخطر طفيليات الملاريا البشرية الخمسة؛ إلا أن عدوى الملاريا المتصورة النشيطة يمكن أن تؤدي إلى مرض شديد أو الوفاة، بسبب تضخم الطحال (Spleenomegaly). وتنتقل المتصورة النشيطة عن طريق أنثى بعوضة الأنوفيلة (Anopheles mosquito)، أما الذكور فإنها لا تعض.
وبائيًّا
تم العثور على المتصورة النشيطة (Plasmodium vivax) بشكل رئيسي في آسيا وأمريكا اللاتينية، وبعض الأجزاء من إفريقيا. و يُعتقد أن المتصورة النشيطة نشأت في آسيا، لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن الشمبانزي البري والغوريلا في جميع أنحاء وسط إفريقيا مصابة بشكل مستوطن بالطفيليات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمتصورة النشيطة البشرية. كما تشير هذه النتائج إلى أن المتصورة النشيطة البشرية هي من أصل إفريقي، وتعتبر المتصورة النشيطة مسؤولة عن 65% من حالات الملاريا في آسيا وأمريكا الجنوبية. وعلى عكس المتصورة المنجلية (Plasmodium flaciparum)؛ فإن المتصورة النشيطة قادرة على الخضوع لتطور الأبواغ في البعوض في درجات حرارة منخفضة. وتشير التقديرات إلى أن 2.5 مليار شخص معرضون لخطر الإصابة بهذا الكائن الحي.
على الرغم من أن القارتين الأمريكيتين تسهمان بنسبة 22% من المنطقة العالمية المعرضة للخطر؛ إلا أن المناطق الموبوءة عالية الكثافة السكانية بشكل عام تعد قليلة، وتسهم بنسبة 6% فقط من إجمالي السكان المعرضين للخطر في إفريقيا، وقد أدى النقص الواسع النطاق في مولدات الضد (Antigen duffy) بين السكان؛ إلى تقييد الانتقال المستقر إلى مدغشقر وأجزاء من القرن الإفريقي، مما ساهم بنسبة 3.5% من سكان العالم المعرضين للخطر. أما آسيا الوسطى فهي مسؤولة عن 82% من سكان العالم المعرضين للخطر، والتي تتزامن مع كثافة السكان لا سيما في الهند وميانمار. و في جنوب شرق آسيا هناك مناطق عالية التوطن كإندونيسيا وبابوا وغينيا الجديدة، وتسهم بشكل عام 9% من سكان العالم المعرضين للخطر.
تُنقل المتصورة النشيطة عبر 71 نوعًا من البعوض على الأقل، و تعيش العديد من نواقل الأنوية في المناخات المعتدلة حتى شمال فنلندا. يفضل البعض العض في الهواء الطلق أو أثناء النهار، مما يعيق فعالية المبيدات الحشرية الداخلية وناموسيات الأسرة. ولا يزال يتعين زراعة العديد من أنواع ناقلات الأمراض الرئيسية في المختبر لدراستها عن كثب، ومقاومتها للمبيدات الحشرية يعد غير محدد كميًّا بعد.
المتصورة النشيطة (Plasmodium vivax)
تحرير المرض سريريًّا
ينتج المرض عن تمزق خلايا الدم الحمراء المصابة، مما يؤدي إلى الإصابة بالحمى. وقد تلتصق خلايا الدم الحمراء المصابة ببعضها البعض وبجدران الشعيرات الدموية، فتسد الأوعية وتحرم الأنسجة من الأكسجين، وقد تؤدي العدوى أيضًا إلى تضخم الطحال.
وعلى عكس المتصورة المنجلية (Plasmodium falciparum)؛ فإنه يمكن للمتصورة النشيطة (Plasmodium vivax) أن تملأ مجرى الدم بطفيليات المرحلة الجنسية الشكل الذي يلتقطه البعوض في طريقه إلى الضحية التالية حتى قبل ظهور الأعراض على المريض.
وبالتالي، فإن العلاج الفوري للمرضى الذين تظهر عليهم الأعراض لا يساعد بالضرورة في وقف تفشي المرض، كما هو الحال مع الملاريا المنجلية (Plasmodium falciparum)، حيث تحدث الحمى في مراحل التطور الجنسي.
وحتى عندما تظهر الأعراض لا يمكن قتلها على الفور؛ وإنما يستمر الطفيل في التكاثر.
يمكن أن تسبب المتصورة النشيطة (Plasmodium vivax) شكلاً غير عادي من الملاريا مع أعراض غير نمطية، مثل: فقدان التذوق، غياب الحمى، الألم أثناء البلع، السعال، وعدم الارتياح في المسالك البولية.
ويمكن أن يظل الطفيل خاملًا في الكبد من أيام إلى سنوات، ولا يسبب أي أعراض ويبقى غير قابل للكشف في اختبارات الدم. ويشكلون ما يسمى (hypnozoites)، وهي مرحلة صغيرة تقع داخل خلية كبد فردية. هذا الاسم مشتق من “الكائنات النائمة”. يسمح التنويم للطفيل بالبقاء على قيد الحياة في المناطق الأكثر اعتدالًا، حيث يلدغ البعوض جزءًا فقط من السنة.
يمكن أن تؤدي عضة معدية واحدة إلى ستة انتكاسات أو أكثر في العام، مما يجعل المصابين أكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى.
والأمر سيان بالنسبة للملاريا المنجلية (Plasmodium falciparum).
المضاعفات الخطيرة
المضاعفات الخطيرة للملاريا هي الطفيليات النائمة في مرحلة الكبد، وفشل الأعضاء مثل الفشل الكلوي الحاد. ويمكن أن تحدث المزيد من مضاعفات الملاريا أيضًا؛ مثل: ضعف الوعي، والتشوهات العصبية، ونقص السكر في الدم، وانخفاض ضغط الدم الناجم عن انهيار القلب والأوعية الدموية، واليرقان السريري و غيرها من اختلالات الأعضاء الحيوية وعيوب التخثر. وأخطر مضاعفاتها الموت في نهاية المطاف.
الوقاية
الطريقة الرئيسية للوقاية من الملاريا هي من خلال مكافحة ناقلات الأمراض. وهناك ثلاثة أشكال رئيسية يمكن السيطرة عليها في النواقل:
(1) الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات.
(2) الرش الموضعي للأماكن المغلقة.
(3) الأدوية المضادة للملاريا.
شبكات المبيدات الحشرية طويلة الأمد (LLNs) هي الطريقة المفضلة للمكافحة لأنها الأكثر فعالية من حيث التكلفة. حيث تعمل منظمة الصحة العالمية حاليًّا على وضع استراتيجية لكيفية ضمان الحفاظ على الشبكة بشكل صحيح، لحماية الأشخاص المعرضين للخطر. أما الخيار الثاني هو الرش الموضعي للأماكن المغلقة، وقد ثبتت فعاليته إذا تم رش 80٪ على الأقل من المنازل. ومع ذلك؛ فإن هذه الطريقة فعالة فقط لمدة (3-6) أشهر. العيب في هاتين الطريقتين؛ هو أن مقاومة البعوض لهذه المبيدات قد ارتفعت.
وتشهد الجهود الوطنية لمكافحة الملاريا تغييرات سريعة لضمان إعطاء الناس الطريقة الأكثر فعالية لمكافحة ناقلات المرض.
أخيرًا، يمكن أيضًا استخدام الأدوية المضادة للملاريا لمنع تطور العدوى إلى مرض إكلينيكي. ومع ذلك؛ لا تزال هناك مقاومة متزايدة لمضادات الملاريا.
في عام 2015، وضعت منظمة الصحة العالمية (WHO) خطة لمعالجة الملاريا النشيطة كجزء من استراتيجيتها التقنية العالمية لمكافحة الملاريا.
التشخيص
المتصورة النشيطة (Plasmodium vivax) والمتصورة البيضية (Plasmodium ovale) اللتان تتواجدان في مانع تخثر (EDTA) لمدة تزيد عن 30 دقيقة قبل صنع مسحة الدم؛ ستبدو مشابهة جدًّا في مظهرها للمتصورة الملاريا (Plasmodium malaria)، وهو سبب مهم لتحذير المختبر فورًا عندما تسحب عينة الدم حتى يتمكنوا من معالجة العينة بمجرد وصولها. ويفضل عمل مسحات للدم في غضون 30 دقيقة من سحب العينة، ويجب التأكد من أن يتم ذلك في غضون ساعة من سحبها. ويمكن أن يتم التشخيص من خلال اختبار الشريط السريع للأجسام المضادة.
العلاج
يظل الكلوروكين (Chloroquine) هو العلاج المفضل للملاريا النشيطة، باستثناء منطقة إيريان جايا في إندونيسيا (غينيا الجديدة الغربية) وبابوا (غينيا الجديدة) المتجاورتين جغرافيًّا، إذ تكون مقاومة الكلوروكين شائعة، وتصل نسبة المقاومة إلى 20%. كما تعتبر مقاومة الكلوروكين مشكلة متزايدة في أجزاء أخرى من العالم، مثل كوريا والهند.
عندما تكون مقاومة الكلوروكين شائعة أو عندما يتم منع استخدام الكلوروكين؛ فإن الأرتيسونات (Artesunate) هو الدواء المفضل، باستثناء الولايات المتحدة، إذ لم تتم الموافقة على استخدامه.
في حال اعتماد العلاج المركب القائم على مادة الأرتيميسينين (Artemisinin) كخط علاج أول لمرض الملاريا المنجلية؛
فإنه يمكن استخدامه أيضًا لمرض الملاريا المتصورة النشيطة بالاشتراك مع البريماكين (Primaquine) في العلاج الجذري.
يستثنى أرتيسونات (Artesunate) بالإضافة إلى سلفادوكسين-بيريميثامين (AS + SP)، إذ يعدان غير فاعلين ضد المتصورة النشيطة في العديد من الأماكن. في هذه الحالة؛ يعد الميفلوكين (Mefloquine) بديلاً جيدًا وفي بعض البلدان يتوفر بسهولة أكبر.
(Atovaquone-proguanil) هو بديل فعال للمرضى غير القادرين على تحمل الكلوروكين. كما يمكن استخدام الكوينين (Quinine) لعلاج الملاريا النشيطة ولكنه يرتبط بنتائج أقل.
(32-100%) من المرضى تسوء حالهم بعد العلاج الناجح لعدوى المتصورة النشيطة، إذا لم يتم تقديم علاج جذري؛ كاستئصال مراحل الكبد.
يتم استئصال مراحل الكبد بإعطاء بريماكوين (Primaquine) للمرضى الذين يعانون من نقص إنزيم الجلوكوز 6 فوسفات ديهيدروجينيز (G6PD)؛ لأنهم معرضون لانحلال الدم. إذ يعتبر (G6PD) إنزيم مهم لكيمياء الدم، إلا أنه لا يوجد اختبار جاهز للاستخدام الميداني.
في الآونة الأخيرة، اكتسبت هذه النقطة أهمية خاصة بالنسبة لزيادة الإصابة بالملاريا النشيطة بين المسافرين. إذ أنه يلزم ما لا يقل عن 14 يومًا من دورة العلاج بالبريماكوين (Primaquine) للعلاج الجذري للمتصورة النشيطة (Plasmodium vivax).
تافينوكوين (Tafenoquine)
في عام 2013، تم الانتهاء من تجربة المرحلة الثانية (ب)، التي درست عقارًا بديلًا بجرعة واحدة يسمى تافينوكوين. وهو عبارة عن (Aminoquinoline-8) من نفس عائلة (Primaquine)
طوره باحثون في معهد (Walter Reed Army) للأبحاث في السبعينيات وتم اختباره في تجارب السلامة. ومع ذلك؛ فقد ضعفت تلك التجارب حتى أثار الضغط من أجل القضاء على الملاريا اهتمامًا جديدًا ببدائل البريماكين.
من بين المرضى الذين تلقوا جرعة 600 ملغ؛ كان 91% منهم خاليين من الانتكاس بعد 6 أشهر. من بين المرضى الذين تم علاجهم بالبريماكوين، انتكس 24% في غضون 6 أشهر. يقول ويلز: “البيانات مذهلة للغاية”. من الناحية المثالية -كما يقول- سيكون الباحثون قادرين على الجمع بين بيانات السلامة من تجارب الجيش السابقة مع الدراسات الجديدة المقدمة إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للموافقة عليها. مثل البريماكوين (Primaquine)، لكن التافينوكوين (Tafenoquine) يسبب انحلال الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص إنزيم (G6PD) جلوكوز 6 فوسفات.
في عام 2013، أنتج الباحثون كائنات دقيقة بشرية مستزرعة تعمل على مراحل الكبد لكل من المتصورة المنجلية والمتصورة النشيطة، وربما تكون قد صنعت أيضا لتعمل على طور (Hypnozoites).
الاستئصال/القضاء
يمكن أن يتسبب العلاج بكميات كبيرة من البريماكوين (Primaquine) إلى القضاء على طور (Hypnozoites) باستثناء أولئك الذين يعانون من نقص إنزيم (G6PD) جلوكوز 6 فوسفات. ومع ذلك؛ فإن النظام المعياري يتطلب حبة يومية لمدة 14 يومًا لجميع السكان الذين لا يعانون من أي أعراض.
كوريا
المتصورة النشيطة هي طفيلي الملاريا الأصلي الوحيد في شبه الجزيرة الكورية. في السنوات التي أعقبت الحرب الكورية (1950-53)، نجحت حملات استئصال الملاريا في تقليل عدد الحالات الجديدة للمرض في كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. وفي عام 1979، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن شبه الجزيرة الكورية خالية من الملاريا النشيطة، لكن المرض ظهر بشكل غير متوقع في أواخر التسعينيات، ولا يزال مستمرًّا حتى اليوم. ساهمت عدة عوامل في عودة ظهور المرض؛ بما في ذلك تقليل التركيز على مكافحة الملاريا بعد عام 1979، والفيضانات والمجاعات في كوريا الشمالية، وظهور مقاومة الأدوية بظاهرة بالإضافة إلى ظاهرة الاحترار العالمي، حيث يتم تحديد معظم الحالات على طول المنطقة منزوعة السلاح الكورية. على هذا النحو؛ توفر الملاريا النشيطة للكوريتين فرصة للعمل معًا لحل مشكلة صحية مهمة تؤثر على كلا البلدين.
الهدف الذي تعمل عليه الأدوية
بالنظر إلى أن الأدوية التي تستهدف مراحل حياة الطفيلي المختلفة يمكن أن يكون لها في بعض الأحيان آثار جانبية غير مرغوب فيها، فمن المستحسن التوصل إلى جزيئات دوائية تستهدف بروتينات/إنزيمات معينة ضرورية لبقاء الطفيلي، أو يمكن أن تعرض الكائن الحي للخطر.
لذلك اعتبرت الإنزيمات الموجودة في مسار (Purine salvage pathway)، المسار الذي يتم فيه تحويل البيورين الحر (Free purine) والبريميدين (Pyrimidines) إلى نيوكليوتايد (Nucleotide)، أهدافًا مفضلة لتحقيق هذه الغاية.
ومع ذلك؛ ونظرًا لدرجة الحفظ العالية في عملية (metabolism) استقلاب البيورين عبر الطفيلي ومضيفه؛ فإنه من الممكن أن يكون هناك تفاعل تبادلي مما يجعل من الصعب تصميم أدوية انتقائية ضد الطفيلي. وللتغلب على هذا؛ ركزت الجهود الأخيرة على استنتاج وظيفة البروتينات الافتراضية (Orphan hypothetical proteins)، التي كانت وظائفها غير معروفة. على الرغم من أن الكثير من البروتينات الافتراضية لها دور في التمثيل الغذائي الثانوي؛ فإن استهدافها سيكون مفيدًا من منظورين، هما: الخصوصية وتقليل ضراوة العامل الممرض مع عدم وجود تفاعلات تبادلية غير مرغوب فيها أو الحد الأدنى منها.
علم الأحياء
مثل جميع طفيليات الملاريا؛ فإن المتصورة النشيطة لها دورة حياة معقدة، تصيب حشرة مضيفة نهائية، حيث يحدث التكاثر الجنسي، ومضيف فقاري وسيط، حيث يحدث التضخيم اللاجنسي. في (plasmodium vivax)؛ يكون المضيف النهائي هو بعوض (Anopheles mosquitoes)المعروف أيضًا باسم الناقل، في حين أن البشر هم المضيفون اللاجنسيون الوسيطون. خلال دورة حياتها، تتخذ المتصورة النشيطة العديد من الأشكال الفيزيائية المختلفة.
(Sporozoite): ينقل العدوى من البعوض إلى الإنسان (Immature trophozoites). النواشط غير الناضجة شكلها حلقي وحجمها حوالي 1/3، قطر كرات الدم الحمراء.
(Mature trophozoites) النواشط الناضجة: غير منتظمة وحساسة للغاية، توصف بالأميبية؛ حيث شوهد العديد من العمليات الكاذبة. من المحتمل أيضًا وجود حبيبات دقيقة من الصبغة البنية (صبغة الملاريا) أو الهيماتين (Hematin)، مشتق من الهيموجلوبين في خلايا الدم الحمراء المصابة.
(Schizonts) شيزونتس، وتسمى أيضًا ميرونتس (Meronts)؛ وهي بحجم خلية حمراء عادية، وهكذا تصبح الجسيمات الطفيلية منتفخة وأكبر من الطبيعي. يوجد هناك حوالي ستة عشر من الميروزويت (Merozoite).
(Gametocyte) الخلايا المشيمية: وهي خلايا دائرية.
توجد هذه الخلايا المشيمية (Gametocyte) المتصورة النشيطة بشكل شائع في الدم المحيطي للإنسان، وفي نهاية الأسبوع الأول تقريبًا من تطفل الدم.
(Gametes) الجاميتات: وتتكون من الخلايا المشيمية في البعوض.
(Zygote) اللاقحة: وتتكون من مزيج من الأمشاج.
(Oocyst): وهو الجزء الذي يحتوي على البيضة الملقحة، ويتطور إلى سبوروز (Sporoze).
تحدث العدوى البشرية للمتصورة النشيطة؛ عندما تتغذى البعوضة المصابة على الإنسان. أثناء الرضاعة، تحقن البعوضة اللعاب لمنع تجلط الدم جنبًا إلى جنب مع الأبواغ (Sporozoites)، ثم يتم تلقيح الآلاف من الأبواغ في دم الإنسان، وفي غضون نصف ساعة تصل الأبواغ إلى الكبد، وهناك يدخلون إلى الخلايا الكبدية، ويتحولون إلى شكل (Trophozoite) ويتغذون على الخلايا الكبدية ويتكاثرون لاجنسيًّا. تؤدي هذه العملية إلى ظهور الآلاف من خلايا الميروزويت(Merozoite)؛ وهي خلية ابنة البلازموديوم في الدورة الدموية والكبد.
تتراوح فترة حضانة العدوى البشرية عادة من عشرة إلى سبعة عشر يومًا، وأحيانًا تصل إلى عام. تستمر مراحل الكبد بالانتكاس لمدة تصل إلى خمس سنوات بعد التخلص من مراحل خلايا الدم الحمراء والعلاج السريري.
يدخل (P. vivax sporozoite) إلى خلية كبدية، ويبدأ مرحلة الانقسام خارج الكريات الحمراء. يتميز هذا بجولاتٍ متعددةٍ من الانقسام النووي دون التجزئة الخلوية.
وبعد عدد معين من الانقسامات النووية؛ تنقسم الخلية الطفيلية وتتشكل الميروزويت (Merozoite).
هناك حالات لا تبدأ فيها بعض الأبواغ على الفور في النمو والانقسام بعد دخول خلية الكبد، لكنها تظل في مرحلة نائمة؛ وهي مرحلة التنويم لأسابيع أو شهور. يُعتقد أن مدة الكمون متغيرة من (Hypnozoite) إلى آخر، والعوامل التي ستؤدي في النهاية إلى النمو غير معروفة، وقد يفسّر هذا كيف يمكن أن تكون عدوى واحدة مسؤولة عن سلسلة من موجات التطفل في الدم أو “الانتكاسات”.وقد افتُرِض أنّ السلالات المختلفة من المتصورة النشيطة لها نمطها الخاص من الانتكاس والتوقيت. ومع ذلك؛ من المحتمل أن يُعزى هذا الطفيل المتكرر في الدم إلى تنشيط (Hypnozoite).
وتعدُّ أشكال كريات الدم الحمراء في نخاع العظم، من الأسباب التي يمكن أن تُسهِم في تكرار طفيلياتِ المتصورة النشيطة في الدم المحيطي.
تخترق المتصورة النشيطة خلايا الدم الحمراء الفتيّة (الخلايا الشبكية) بشكل أساسيّ، على عكس المتصورة المنجلية التي يمكن أن تغزو كريات الدم الحمراء.
ولتحقيق ذلك تحتوي الميروزويت على بروتينين في قطبها القمي (PvRBP-1) و(PvRBP-2). يستخدم الطفيل مستضدات فصيلة (blood group antigen Duffy Fy6) لاختراق خلايا الدم الحمراء.
لا يحدث هذا المستضد في غالبية البشر في غرب إفريقيا. ونتيجة لذلك، يقل ظهور المتصورة النشيطة في غرب إفريقيا.
يصل حجم خلايا الدم الحمراء المصابة بالطفيل إلى ضعف حجم الخلية الحمراء الطبيعية ، وتظهر نقاط Schüffner’s dots شوفنر (المعروفة أيضًا باسم تنقيط شوفنر أو حبيبات شوفنر) على سطح الخلية المصابة. تتميز نقاط شوفنر بمظهر مرقط ، يتفاوت في اللون من الوردي الفاتح إلى الأحمر إلى الأحمر والأصفر، كما هو ملون بصبغة رومانوفسكي (Romanovsky stains).
غالبًا ما يكون الطفيلي داخل الخلية المصابة غير منتظم الشكل (يوصف بأنه أميبويد Amoebide).
يحتوي طور (Schizonts) للمتصورة النشيطة على ما يصل إلى عشرين مرزويتًا (Merozoites) داخلها. و من النادر احتواُء الخلايا على أكثر من طفيلي واحد.
تلتصق (Merozoites) فقط في خلايا الدم غير الناضجة (الخلايا الشبكية Reticulocytes)، لذلك تندُر رؤية أكثر من 3% من جميع كريات الدم الحمراء الموجودة في مجرى الدم مصابة بالطفيل.
تشمل دورة حياة الطفيل في البعوض جميع مراحل التكاثر الجنسي:
1- العدوى (الإصابة) وتكوين الجاميتات
– الجاميت الدقيقة (Microgamet)
– الجاميت الكبيرة (Macrogamet)
2- التخصيب
3- Ookinite
4- Oocyst
5- Sporogony
عدوى البعوض و تكوين الجاميت:
عندما تلدغ أنثى بعوض الأنوفيلة شخصًا مصابًا ، تنتقلُ الخلايا المشيمية والمراحل الأخرى من الطفيلي إلى معدة البعوض. تتطور الخلايا المشيمية في النهاية إلى أمشاج ، وهي عملية تعرف باسم نمو الأمشاج.
تصبح الخلايا الدقيقة النشيطة (Microgametocyte) نشطةً للغاية، وتخضع نواتُها للانشطار (Amitosis) لإعطاء 6-8 أنوية من الأبناء، والتي تكون مرتبة على المحيط. يٌطور السيتوبلازم نتوءات شبيهة بسوط رفيع طويل، ثم تدخل كلّ نواةٍ من هذه الامتدادات. تنفصل هذه الامتدادات السيتوبلازمية لاحقًا مثل الأمشاج الذكرية الناضجة (ميكروجاميت Microgametes). تُعرف عملية تكوين الأمشاج الدقيقة الشبيهة بالسوط أو الأمشاج الذكرية باسم (Exflagellation).
أما الخلايا كبيرةالحجم (Macrogametocytes) فإنّها تُظهر تغييرًا طفيفًا جدًا، إذ تُطور مخروطًا للاستقبال من جانب واحد وتصبح ناضجة كخلايا كبيرة الحجم (الأمشاج الأنثوية Female gametes).
مرحلة التخصيب:
تتحرك الأمشاج الذكرية بنشاط في معدة البعوض بحثًا عن الأمشاج الأنثوية. ثم تدخل الأمشاج الذكرية في الأمشاج الأنثوية من خلال مخروط الاستقبال. ينتج عن الاندماج الكامل لاثنين من الأمشاج تكوين الزيجوت (Zygote). هنا يحدث اندماج اثنين من الأمشاج المتباينة ، وهذا ما يعرف باسم تباين الزواج (Anisogamy).
تظلّ البيضة الملقحة غير نشطة لبعض الوقت لكن سرعان ما يزداد طولها، وتصبح متحركة ودودية الشكل (Ookinete).
تخترق الأطراف المدببة من (Ookinete) جدار المعدة وتستلقي أسفل الطبقة الظهارية الخارجية. و هنا تصبح البيضة الملقحة كروية الشكل وتطوّر جدارًا كيسيًّا حول نفسها. يُشتق جدار الكيس جزئيًا من أنسجة المعدة وينتج جزئيًا عن طريق البيضة الملقحة (Zygote) نفسها. في هذه المرحلة، يُعرف الزيجوت بالبويضة (Oocyst).
تمتص البويضة الغذاء وتنمو في الحجم، ثم تبرز البويضات من سطح المعدة ، مما يعطيها مظهرًا مُتقرِّحًا. في حالة الإصابة ببعوضة شديدة العدوى ، يمكن رؤية ما يصل إلى 1000 بيضة.
مرحلة Sporogony:
تنقسم نواة البويضة (Oocyst) بشكل متكرر لتُشكّل عددًا كبيرًا من الأنوية الأبناء . في الوقت نفسه ، يُطوّر السيتوبلازم فجوات كبيرة ويشكّل العديد من الكتل السيتوبلازمية. ثم تستطيل هذه الكتل السيتوبلازمية فتهاجر أنوية الأبناءإلى كلّ كتلة من تلك الكتل . تُعرف الأجسام المنجلية الناتجة باسم (Sporozoites)، كما تُعرف هذه المرحلة من التضاعف اللاجنسي باسم (Sporogony) وتكتمل في حوالي 10-21 يومًا. ثم تنفجر البويضة وتنطلق الأبواغ في تجويف جسم البعوض. تصل الأبواغ في النهاية إلى الغدد اللعابية للبعوض عبر اللمف الدموي. الآن أصبحت البعوضة معدية، فقد تحتوي الغدد اللعابية لبعوضة مصابة واحدة فقط على ما يصل إلى 200000 حيوان بوغي. عندما تلدغ البعوضة شخصًا سليمًا ، يصاب بالآلاف من الأبواغ في الدم مع اللعاب وتبدأ الدورة مرة أخرى.
تحرير التصنيف
يمكن تقسيم (P. vivax) إلى قسمين ، أحدهما يبدو أنّ له أصولاً في العالم القديم والثاني نشأ في العالم الجديد. يمكن التمييز بينهما على أساس بنية الشكلين (A وS) من (rRNA) وتحديد أنّ إعادة ترتيب هذه الجينات قد حدثت في سلالات العالم الجديد. كما يبدو أنّ تحولًا جينيًا حدث في سلالة من العالم القديم وأدت هذه السلالة إلى ظهور سلالات العالم الجديد، لكنّ توقيت هذا الحدث لم يتحدد بعد.
في الوقت الحاضر، ينتشر كلا النوعين من المتصورة النشيطة في الأمريكتين. حيث يرتبط طفيلي القرد (Plasmodium simium) بسلالات العالم القديم وليس بسلالات العالم الجديد.
وقد تم اقتراح اسم محدد (Plasmodium collinsi) لسلالات العالم الجديد ولكن لم يتم قبول هذا الاقتراح حتى الآن.
أخرى:
تم استخدام المتصورة النشيطة بين عامي 1917 وأربعينيات القرن الماضي لعلاج الملاريا، أي لتوليد حمّى شديدة للغاية لمكافحة بعض الأمراض مثل الزهري الثالث. وفي عام 1917 حصل مخترع هذه التقنية (Julius Wagner–Jauregg) على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب لاكتشافاته. ومع ذلك ، كانت هذه التقنية خطيرة ، حيث قتلت حوالي 15% من المرضى ، لذا لم تعد قيد الاستخدام.
هي طفيليٌّ أوّلي وممرض بشري. يعد هذا الطفيل هو السبب الأكثر شيوعًا والأكثر انتشارًا للملاريا المتكررة (Recurring malaria)، وعلى الرغم من أنها أقل ضررًا من المتصورة المنجلية (Plasmodium flaciparum) والتي تعد من أخطر طفيليات الملاريا البشرية الخمسة؛ إلا أن عدوى الملاريا المتصورة النشيطة يمكن أن تؤدي إلى مرض شديد أو الوفاة، بسبب تضخم الطحال (Spleenomegaly). وتنتقل المتصورة النشيطة عن طريق أنثى بعوضة الأنوفيلة (Anopheles mosquito)، أما الذكور فإنها لا تعض.
التصنيف العلمي Scientific classification |
|
(Unranked) غير المصنف |
Diaphoretickes |
القسم: Clade | TSAR |
القسم: Clade | SAR |
المملكة: Infrakingdom | Alveolata |
الشعبة: Phylum | Apicomplexa |
الصف: Class | Aconoidasida |
الترتيب: Order | Haemospororida |
العائلة: Family | Plasmodiidae |
الجنس: Genus | Plasmodium |
النوع: Species | P. vivax |
Binomial name الاسم الثنائي |
Plasmodium vivax المتصورة النشيطة (Grassi & Feletti, 1890) |
تم العثور على المتصورة النشيطة (Plasmodium vivax) بشكل رئيسي في آسيا وأمريكا اللاتينية، وبعض الأجزاء من إفريقيا. و يُعتقد أن المتصورة النشيطة نشأت في آسيا، لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن الشمبانزي البري والغوريلا في جميع أنحاء وسط إفريقيا مصابة بشكل مستوطن بالطفيليات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمتصورة النشيطة البشرية. كما تشير هذه النتائج إلى أن المتصورة النشيطة البشرية هي من أصل إفريقي، وتعتبر المتصورة النشيطة مسؤولة عن 65% من حالات الملاريا في آسيا وأمريكا الجنوبية. وعلى عكس المتصورة المنجلية (Plasmodium flaciparum)؛ فإن المتصورة النشيطة قادرة على الخضوع لتطور الأبواغ في البعوض في درجات حرارة منخفضة. وتشير التقديرات إلى أن 2.5 مليار شخص معرضون لخطر الإصابة بهذا الكائن الحي.
على الرغم من أن القارتين الأمريكيتين تسهمان بنسبة 22% من المنطقة العالمية المعرضة للخطر؛ إلا أن المناطق الموبوءة عالية الكثافة السكانية بشكل عام تعد قليلة، وتسهم بنسبة 6% فقط من إجمالي السكان المعرضين للخطر في إفريقيا، وقد أدى النقص الواسع النطاق في مولدات الضد (Antigen duffy) بين السكان؛ إلى تقييد الانتقال المستقر إلى مدغشقر وأجزاء من القرن الإفريقي، مما ساهم بنسبة 3.5% من سكان العالم المعرضين للخطر. أما آسيا الوسطى فهي مسؤولة عن 82% من سكان العالم المعرضين للخطر، والتي تتزامن مع كثافة السكان لا سيما في الهند وميانمار. و في جنوب شرق آسيا هناك مناطق عالية التوطن كإندونيسيا وبابوا وغينيا الجديدة، وتسهم بشكل عام 9% من سكان العالم المعرضين للخطر.
تُنقل المتصورة النشيطة عبر 71 نوعًا من البعوض على الأقل، و تعيش العديد من نواقل الأنوية في المناخات المعتدلة حتى شمال فنلندا. يفضل البعض العض في الهواء الطلق أو أثناء النهار، مما يعيق فعالية المبيدات الحشرية الداخلية وناموسيات الأسرة. ولا يزال يتعين زراعة العديد من أنواع ناقلات الأمراض الرئيسية في المختبر لدراستها عن كثب، ومقاومتها للمبيدات الحشرية يعد غير محدد كميًّا بعد.
المتصورة النشيطة (Plasmodium vivax)
تحرير المرض سريريًّا
ينتج المرض عن تمزق خلايا الدم الحمراء المصابة، مما يؤدي إلى الإصابة بالحمى. وقد تلتصق خلايا الدم الحمراء المصابة ببعضها البعض وبجدران الشعيرات الدموية، فتسد الأوعية وتحرم الأنسجة من الأكسجين، وقد تؤدي العدوى أيضًا إلى تضخم الطحال.
وعلى عكس المتصورة المنجلية (Plasmodium falciparum)؛ فإنه يمكن للمتصورة النشيطة (Plasmodium vivax) أن تملأ مجرى الدم بطفيليات المرحلة الجنسية الشكل الذي يلتقطه البعوض في طريقه إلى الضحية التالية حتى قبل ظهور الأعراض على المريض.
وبالتالي، فإن العلاج الفوري للمرضى الذين تظهر عليهم الأعراض لا يساعد بالضرورة في وقف تفشي المرض، كما هو الحال مع الملاريا المنجلية (Plasmodium falciparum)، حيث تحدث الحمى في مراحل التطور الجنسي.
وحتى عندما تظهر الأعراض لا يمكن قتلها على الفور؛ وإنما يستمر الطفيل في التكاثر.
يمكن أن تسبب المتصورة النشيطة (Plasmodium vivax) شكلاً غير عادي من الملاريا مع أعراض غير نمطية، مثل: فقدان التذوق، غياب الحمى، الألم أثناء البلع، السعال، وعدم الارتياح في المسالك البولية.
ويمكن أن يظل الطفيل خاملًا في الكبد من أيام إلى سنوات، ولا يسبب أي أعراض ويبقى غير قابل للكشف في اختبارات الدم. ويشكلون ما يسمى (hypnozoites)، وهي مرحلة صغيرة تقع داخل خلية كبد فردية. هذا الاسم مشتق من “الكائنات النائمة”. يسمح التنويم للطفيل بالبقاء على قيد الحياة في المناطق الأكثر اعتدالًا، حيث يلدغ البعوض جزءًا فقط من السنة.
يمكن أن تؤدي عضة معدية واحدة إلى ستة انتكاسات أو أكثر في العام، مما يجعل المصابين أكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى.
والأمر سيان بالنسبة للملاريا المنجلية (Plasmodium falciparum).
المضاعفات الخطيرة
المضاعفات الخطيرة للملاريا هي الطفيليات النائمة في مرحلة الكبد، وفشل الأعضاء مثل الفشل الكلوي الحاد. ويمكن أن تحدث المزيد من مضاعفات الملاريا أيضًا؛ مثل: ضعف الوعي، والتشوهات العصبية، ونقص السكر في الدم، وانخفاض ضغط الدم الناجم عن انهيار القلب والأوعية الدموية، واليرقان السريري و غيرها من اختلالات الأعضاء الحيوية وعيوب التخثر. وأخطر مضاعفاتها الموت في نهاية المطاف.
الوقاية
الطريقة الرئيسية للوقاية من الملاريا هي من خلال مكافحة ناقلات الأمراض. وهناك ثلاثة أشكال رئيسية يمكن السيطرة عليها في النواقل:
(1) الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات.
(2) الرش الموضعي للأماكن المغلقة.
(3) الأدوية المضادة للملاريا.
شبكات المبيدات الحشرية طويلة الأمد (LLNs) هي الطريقة المفضلة للمكافحة لأنها الأكثر فعالية من حيث التكلفة. حيث تعمل منظمة الصحة العالمية حاليًّا على وضع استراتيجية لكيفية ضمان الحفاظ على الشبكة بشكل صحيح، لحماية الأشخاص المعرضين للخطر. أما الخيار الثاني هو الرش الموضعي للأماكن المغلقة، وقد ثبتت فعاليته إذا تم رش 80٪ على الأقل من المنازل. ومع ذلك؛ فإن هذه الطريقة فعالة فقط لمدة (3-6) أشهر. العيب في هاتين الطريقتين؛ هو أن مقاومة البعوض لهذه المبيدات قد ارتفعت.
وتشهد الجهود الوطنية لمكافحة الملاريا تغييرات سريعة لضمان إعطاء الناس الطريقة الأكثر فعالية لمكافحة ناقلات المرض.
أخيرًا، يمكن أيضًا استخدام الأدوية المضادة للملاريا لمنع تطور العدوى إلى مرض إكلينيكي. ومع ذلك؛ لا تزال هناك مقاومة متزايدة لمضادات الملاريا.
في عام 2015، وضعت منظمة الصحة العالمية (WHO) خطة لمعالجة الملاريا النشيطة كجزء من استراتيجيتها التقنية العالمية لمكافحة الملاريا.
التشخيص
المتصورة النشيطة (Plasmodium vivax) والمتصورة البيضية (Plasmodium ovale) اللتان تتواجدان في مانع تخثر (EDTA) لمدة تزيد عن 30 دقيقة قبل صنع مسحة الدم؛ ستبدو مشابهة جدًّا في مظهرها للمتصورة الملاريا (Plasmodium malaria)، وهو سبب مهم لتحذير المختبر فورًا عندما تسحب عينة الدم حتى يتمكنوا من معالجة العينة بمجرد وصولها. ويفضل عمل مسحات للدم في غضون 30 دقيقة من سحب العينة، ويجب التأكد من أن يتم ذلك في غضون ساعة من سحبها. ويمكن أن يتم التشخيص من خلال اختبار الشريط السريع للأجسام المضادة.
العلاج
يظل الكلوروكين (Chloroquine) هو العلاج المفضل للملاريا النشيطة، باستثناء منطقة إيريان جايا في إندونيسيا (غينيا الجديدة الغربية) وبابوا (غينيا الجديدة) المتجاورتين جغرافيًّا، إذ تكون مقاومة الكلوروكين شائعة، وتصل نسبة المقاومة إلى 20%. كما تعتبر مقاومة الكلوروكين مشكلة متزايدة في أجزاء أخرى من العالم، مثل كوريا والهند.
عندما تكون مقاومة الكلوروكين شائعة أو عندما يتم منع استخدام الكلوروكين؛ فإن الأرتيسونات (Artesunate) هو الدواء المفضل، باستثناء الولايات المتحدة، إذ لم تتم الموافقة على استخدامه.
في حال اعتماد العلاج المركب القائم على مادة الأرتيميسينين (Artemisinin) كخط علاج أول لمرض الملاريا المنجلية؛
فإنه يمكن استخدامه أيضًا لمرض الملاريا المتصورة النشيطة بالاشتراك مع البريماكين (Primaquine) في العلاج الجذري.
يستثنى أرتيسونات (Artesunate) بالإضافة إلى سلفادوكسين-بيريميثامين (AS + SP)، إذ يعدان غير فاعلين ضد المتصورة النشيطة في العديد من الأماكن. في هذه الحالة؛ يعد الميفلوكين (Mefloquine) بديلاً جيدًا وفي بعض البلدان يتوفر بسهولة أكبر.
(Atovaquone-proguanil) هو بديل فعال للمرضى غير القادرين على تحمل الكلوروكين. كما يمكن استخدام الكوينين (Quinine) لعلاج الملاريا النشيطة ولكنه يرتبط بنتائج أقل.
(32-100%) من المرضى تسوء حالهم بعد العلاج الناجح لعدوى المتصورة النشيطة، إذا لم يتم تقديم علاج جذري؛ كاستئصال مراحل الكبد.
يتم استئصال مراحل الكبد بإعطاء بريماكوين (Primaquine) للمرضى الذين يعانون من نقص إنزيم الجلوكوز 6 فوسفات ديهيدروجينيز (G6PD)؛ لأنهم معرضون لانحلال الدم. إذ يعتبر (G6PD) إنزيم مهم لكيمياء الدم، إلا أنه لا يوجد اختبار جاهز للاستخدام الميداني.
في الآونة الأخيرة، اكتسبت هذه النقطة أهمية خاصة بالنسبة لزيادة الإصابة بالملاريا النشيطة بين المسافرين. إذ أنه يلزم ما لا يقل عن 14 يومًا من دورة العلاج بالبريماكوين (Primaquine) للعلاج الجذري للمتصورة النشيطة (Plasmodium vivax).
تافينوكوين (Tafenoquine)
في عام 2013، تم الانتهاء من تجربة المرحلة الثانية (ب)، التي درست عقارًا بديلًا بجرعة واحدة يسمى تافينوكوين. وهو عبارة عن (Aminoquinoline-8) من نفس عائلة (Primaquine)
طوره باحثون في معهد (Walter Reed Army) للأبحاث في السبعينيات وتم اختباره في تجارب السلامة. ومع ذلك؛ فقد ضعفت تلك التجارب حتى أثار الضغط من أجل القضاء على الملاريا اهتمامًا جديدًا ببدائل البريماكين.
من بين المرضى الذين تلقوا جرعة 600 ملغ؛ كان 91% منهم خاليين من الانتكاس بعد 6 أشهر. من بين المرضى الذين تم علاجهم بالبريماكوين، انتكس 24% في غضون 6 أشهر. يقول ويلز: “البيانات مذهلة للغاية”. من الناحية المثالية -كما يقول- سيكون الباحثون قادرين على الجمع بين بيانات السلامة من تجارب الجيش السابقة مع الدراسات الجديدة المقدمة إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للموافقة عليها. مثل البريماكوين (Primaquine)، لكن التافينوكوين (Tafenoquine) يسبب انحلال الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص إنزيم (G6PD) جلوكوز 6 فوسفات.
في عام 2013، أنتج الباحثون كائنات دقيقة بشرية مستزرعة تعمل على مراحل الكبد لكل من المتصورة المنجلية والمتصورة النشيطة، وربما تكون قد صنعت أيضا لتعمل على طور (Hypnozoites).
الاستئصال/القضاء
يمكن أن يتسبب العلاج بكميات كبيرة من البريماكوين (Primaquine) إلى القضاء على طور (Hypnozoites) باستثناء أولئك الذين يعانون من نقص إنزيم (G6PD) جلوكوز 6 فوسفات. ومع ذلك؛ فإن النظام المعياري يتطلب حبة يومية لمدة 14 يومًا لجميع السكان الذين لا يعانون من أي أعراض.
كوريا
المتصورة النشيطة هي طفيلي الملاريا الأصلي الوحيد في شبه الجزيرة الكورية. في السنوات التي أعقبت الحرب الكورية (1950-53)، نجحت حملات استئصال الملاريا في تقليل عدد الحالات الجديدة للمرض في كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. وفي عام 1979، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن شبه الجزيرة الكورية خالية من الملاريا النشيطة، لكن المرض ظهر بشكل غير متوقع في أواخر التسعينيات، ولا يزال مستمرًّا حتى اليوم. ساهمت عدة عوامل في عودة ظهور المرض؛ بما في ذلك تقليل التركيز على مكافحة الملاريا بعد عام 1979، والفيضانات والمجاعات في كوريا الشمالية، وظهور مقاومة الأدوية بظاهرة بالإضافة إلى ظاهرة الاحترار العالمي، حيث يتم تحديد معظم الحالات على طول المنطقة منزوعة السلاح الكورية. على هذا النحو؛ توفر الملاريا النشيطة للكوريتين فرصة للعمل معًا لحل مشكلة صحية مهمة تؤثر على كلا البلدين.
الهدف الذي تعمل عليه الأدوية
بالنظر إلى أن الأدوية التي تستهدف مراحل حياة الطفيلي المختلفة يمكن أن يكون لها في بعض الأحيان آثار جانبية غير مرغوب فيها، فمن المستحسن التوصل إلى جزيئات دوائية تستهدف بروتينات/إنزيمات معينة ضرورية لبقاء الطفيلي، أو يمكن أن تعرض الكائن الحي للخطر.
لذلك اعتبرت الإنزيمات الموجودة في مسار (Purine salvage pathway)، المسار الذي يتم فيه تحويل البيورين الحر (Free purine) والبريميدين (Pyrimidines) إلى نيوكليوتايد (Nucleotide)، أهدافًا مفضلة لتحقيق هذه الغاية.
ومع ذلك؛ ونظرًا لدرجة الحفظ العالية في عملية (metabolism) استقلاب البيورين عبر الطفيلي ومضيفه؛ فإنه من الممكن أن يكون هناك تفاعل تبادلي مما يجعل من الصعب تصميم أدوية انتقائية ضد الطفيلي. وللتغلب على هذا؛ ركزت الجهود الأخيرة على استنتاج وظيفة البروتينات الافتراضية (Orphan hypothetical proteins)، التي كانت وظائفها غير معروفة. على الرغم من أن الكثير من البروتينات الافتراضية لها دور في التمثيل الغذائي الثانوي؛ فإن استهدافها سيكون مفيدًا من منظورين، هما: الخصوصية وتقليل ضراوة العامل الممرض مع عدم وجود تفاعلات تبادلية غير مرغوب فيها أو الحد الأدنى منها.
علم الأحياء
- دورة الحياة
مثل جميع طفيليات الملاريا؛ فإن المتصورة النشيطة لها دورة حياة معقدة، تصيب حشرة مضيفة نهائية، حيث يحدث التكاثر الجنسي، ومضيف فقاري وسيط، حيث يحدث التضخيم اللاجنسي. في (plasmodium vivax)؛ يكون المضيف النهائي هو بعوض (Anopheles mosquitoes)المعروف أيضًا باسم الناقل، في حين أن البشر هم المضيفون اللاجنسيون الوسيطون. خلال دورة حياتها، تتخذ المتصورة النشيطة العديد من الأشكال الفيزيائية المختلفة.
- الأشكال اللاجنسية
(Sporozoite): ينقل العدوى من البعوض إلى الإنسان (Immature trophozoites). النواشط غير الناضجة شكلها حلقي وحجمها حوالي 1/3، قطر كرات الدم الحمراء.
(Mature trophozoites) النواشط الناضجة: غير منتظمة وحساسة للغاية، توصف بالأميبية؛ حيث شوهد العديد من العمليات الكاذبة. من المحتمل أيضًا وجود حبيبات دقيقة من الصبغة البنية (صبغة الملاريا) أو الهيماتين (Hematin)، مشتق من الهيموجلوبين في خلايا الدم الحمراء المصابة.
(Schizonts) شيزونتس، وتسمى أيضًا ميرونتس (Meronts)؛ وهي بحجم خلية حمراء عادية، وهكذا تصبح الجسيمات الطفيلية منتفخة وأكبر من الطبيعي. يوجد هناك حوالي ستة عشر من الميروزويت (Merozoite).
- الأشكال الجنسية
(Gametocyte) الخلايا المشيمية: وهي خلايا دائرية.
توجد هذه الخلايا المشيمية (Gametocyte) المتصورة النشيطة بشكل شائع في الدم المحيطي للإنسان، وفي نهاية الأسبوع الأول تقريبًا من تطفل الدم.
(Gametes) الجاميتات: وتتكون من الخلايا المشيمية في البعوض.
(Zygote) اللاقحة: وتتكون من مزيج من الأمشاج.
(Oocyst): وهو الجزء الذي يحتوي على البيضة الملقحة، ويتطور إلى سبوروز (Sporoze).
- عدوى الإنسان
تحدث العدوى البشرية للمتصورة النشيطة؛ عندما تتغذى البعوضة المصابة على الإنسان. أثناء الرضاعة، تحقن البعوضة اللعاب لمنع تجلط الدم جنبًا إلى جنب مع الأبواغ (Sporozoites)، ثم يتم تلقيح الآلاف من الأبواغ في دم الإنسان، وفي غضون نصف ساعة تصل الأبواغ إلى الكبد، وهناك يدخلون إلى الخلايا الكبدية، ويتحولون إلى شكل (Trophozoite) ويتغذون على الخلايا الكبدية ويتكاثرون لاجنسيًّا. تؤدي هذه العملية إلى ظهور الآلاف من خلايا الميروزويت(Merozoite)؛ وهي خلية ابنة البلازموديوم في الدورة الدموية والكبد.
تتراوح فترة حضانة العدوى البشرية عادة من عشرة إلى سبعة عشر يومًا، وأحيانًا تصل إلى عام. تستمر مراحل الكبد بالانتكاس لمدة تصل إلى خمس سنوات بعد التخلص من مراحل خلايا الدم الحمراء والعلاج السريري.
- مرحلة الكبد
يدخل (P. vivax sporozoite) إلى خلية كبدية، ويبدأ مرحلة الانقسام خارج الكريات الحمراء. يتميز هذا بجولاتٍ متعددةٍ من الانقسام النووي دون التجزئة الخلوية.
وبعد عدد معين من الانقسامات النووية؛ تنقسم الخلية الطفيلية وتتشكل الميروزويت (Merozoite).
هناك حالات لا تبدأ فيها بعض الأبواغ على الفور في النمو والانقسام بعد دخول خلية الكبد، لكنها تظل في مرحلة نائمة؛ وهي مرحلة التنويم لأسابيع أو شهور. يُعتقد أن مدة الكمون متغيرة من (Hypnozoite) إلى آخر، والعوامل التي ستؤدي في النهاية إلى النمو غير معروفة، وقد يفسّر هذا كيف يمكن أن تكون عدوى واحدة مسؤولة عن سلسلة من موجات التطفل في الدم أو “الانتكاسات”.وقد افتُرِض أنّ السلالات المختلفة من المتصورة النشيطة لها نمطها الخاص من الانتكاس والتوقيت. ومع ذلك؛ من المحتمل أن يُعزى هذا الطفيل المتكرر في الدم إلى تنشيط (Hypnozoite).
وتعدُّ أشكال كريات الدم الحمراء في نخاع العظم، من الأسباب التي يمكن أن تُسهِم في تكرار طفيلياتِ المتصورة النشيطة في الدم المحيطي.
- دورة كريات الدم الحمراء
تخترق المتصورة النشيطة خلايا الدم الحمراء الفتيّة (الخلايا الشبكية) بشكل أساسيّ، على عكس المتصورة المنجلية التي يمكن أن تغزو كريات الدم الحمراء.
ولتحقيق ذلك تحتوي الميروزويت على بروتينين في قطبها القمي (PvRBP-1) و(PvRBP-2). يستخدم الطفيل مستضدات فصيلة (blood group antigen Duffy Fy6) لاختراق خلايا الدم الحمراء.
لا يحدث هذا المستضد في غالبية البشر في غرب إفريقيا. ونتيجة لذلك، يقل ظهور المتصورة النشيطة في غرب إفريقيا.
يصل حجم خلايا الدم الحمراء المصابة بالطفيل إلى ضعف حجم الخلية الحمراء الطبيعية ، وتظهر نقاط Schüffner’s dots شوفنر (المعروفة أيضًا باسم تنقيط شوفنر أو حبيبات شوفنر) على سطح الخلية المصابة. تتميز نقاط شوفنر بمظهر مرقط ، يتفاوت في اللون من الوردي الفاتح إلى الأحمر إلى الأحمر والأصفر، كما هو ملون بصبغة رومانوفسكي (Romanovsky stains).
غالبًا ما يكون الطفيلي داخل الخلية المصابة غير منتظم الشكل (يوصف بأنه أميبويد Amoebide).
يحتوي طور (Schizonts) للمتصورة النشيطة على ما يصل إلى عشرين مرزويتًا (Merozoites) داخلها. و من النادر احتواُء الخلايا على أكثر من طفيلي واحد.
تلتصق (Merozoites) فقط في خلايا الدم غير الناضجة (الخلايا الشبكية Reticulocytes)، لذلك تندُر رؤية أكثر من 3% من جميع كريات الدم الحمراء الموجودة في مجرى الدم مصابة بالطفيل.
- مرحلة البعوض
تشمل دورة حياة الطفيل في البعوض جميع مراحل التكاثر الجنسي:
1- العدوى (الإصابة) وتكوين الجاميتات
– الجاميت الدقيقة (Microgamet)
– الجاميت الكبيرة (Macrogamet)
2- التخصيب
3- Ookinite
4- Oocyst
5- Sporogony
عدوى البعوض و تكوين الجاميت:
عندما تلدغ أنثى بعوض الأنوفيلة شخصًا مصابًا ، تنتقلُ الخلايا المشيمية والمراحل الأخرى من الطفيلي إلى معدة البعوض. تتطور الخلايا المشيمية في النهاية إلى أمشاج ، وهي عملية تعرف باسم نمو الأمشاج.
تصبح الخلايا الدقيقة النشيطة (Microgametocyte) نشطةً للغاية، وتخضع نواتُها للانشطار (Amitosis) لإعطاء 6-8 أنوية من الأبناء، والتي تكون مرتبة على المحيط. يٌطور السيتوبلازم نتوءات شبيهة بسوط رفيع طويل، ثم تدخل كلّ نواةٍ من هذه الامتدادات. تنفصل هذه الامتدادات السيتوبلازمية لاحقًا مثل الأمشاج الذكرية الناضجة (ميكروجاميت Microgametes). تُعرف عملية تكوين الأمشاج الدقيقة الشبيهة بالسوط أو الأمشاج الذكرية باسم (Exflagellation).
أما الخلايا كبيرةالحجم (Macrogametocytes) فإنّها تُظهر تغييرًا طفيفًا جدًا، إذ تُطور مخروطًا للاستقبال من جانب واحد وتصبح ناضجة كخلايا كبيرة الحجم (الأمشاج الأنثوية Female gametes).
مرحلة التخصيب:
تتحرك الأمشاج الذكرية بنشاط في معدة البعوض بحثًا عن الأمشاج الأنثوية. ثم تدخل الأمشاج الذكرية في الأمشاج الأنثوية من خلال مخروط الاستقبال. ينتج عن الاندماج الكامل لاثنين من الأمشاج تكوين الزيجوت (Zygote). هنا يحدث اندماج اثنين من الأمشاج المتباينة ، وهذا ما يعرف باسم تباين الزواج (Anisogamy).
تظلّ البيضة الملقحة غير نشطة لبعض الوقت لكن سرعان ما يزداد طولها، وتصبح متحركة ودودية الشكل (Ookinete).
تخترق الأطراف المدببة من (Ookinete) جدار المعدة وتستلقي أسفل الطبقة الظهارية الخارجية. و هنا تصبح البيضة الملقحة كروية الشكل وتطوّر جدارًا كيسيًّا حول نفسها. يُشتق جدار الكيس جزئيًا من أنسجة المعدة وينتج جزئيًا عن طريق البيضة الملقحة (Zygote) نفسها. في هذه المرحلة، يُعرف الزيجوت بالبويضة (Oocyst).
تمتص البويضة الغذاء وتنمو في الحجم، ثم تبرز البويضات من سطح المعدة ، مما يعطيها مظهرًا مُتقرِّحًا. في حالة الإصابة ببعوضة شديدة العدوى ، يمكن رؤية ما يصل إلى 1000 بيضة.
مرحلة Sporogony:
تنقسم نواة البويضة (Oocyst) بشكل متكرر لتُشكّل عددًا كبيرًا من الأنوية الأبناء . في الوقت نفسه ، يُطوّر السيتوبلازم فجوات كبيرة ويشكّل العديد من الكتل السيتوبلازمية. ثم تستطيل هذه الكتل السيتوبلازمية فتهاجر أنوية الأبناءإلى كلّ كتلة من تلك الكتل . تُعرف الأجسام المنجلية الناتجة باسم (Sporozoites)، كما تُعرف هذه المرحلة من التضاعف اللاجنسي باسم (Sporogony) وتكتمل في حوالي 10-21 يومًا. ثم تنفجر البويضة وتنطلق الأبواغ في تجويف جسم البعوض. تصل الأبواغ في النهاية إلى الغدد اللعابية للبعوض عبر اللمف الدموي. الآن أصبحت البعوضة معدية، فقد تحتوي الغدد اللعابية لبعوضة مصابة واحدة فقط على ما يصل إلى 200000 حيوان بوغي. عندما تلدغ البعوضة شخصًا سليمًا ، يصاب بالآلاف من الأبواغ في الدم مع اللعاب وتبدأ الدورة مرة أخرى.
تحرير التصنيف
يمكن تقسيم (P. vivax) إلى قسمين ، أحدهما يبدو أنّ له أصولاً في العالم القديم والثاني نشأ في العالم الجديد. يمكن التمييز بينهما على أساس بنية الشكلين (A وS) من (rRNA) وتحديد أنّ إعادة ترتيب هذه الجينات قد حدثت في سلالات العالم الجديد. كما يبدو أنّ تحولًا جينيًا حدث في سلالة من العالم القديم وأدت هذه السلالة إلى ظهور سلالات العالم الجديد، لكنّ توقيت هذا الحدث لم يتحدد بعد.
في الوقت الحاضر، ينتشر كلا النوعين من المتصورة النشيطة في الأمريكتين. حيث يرتبط طفيلي القرد (Plasmodium simium) بسلالات العالم القديم وليس بسلالات العالم الجديد.
وقد تم اقتراح اسم محدد (Plasmodium collinsi) لسلالات العالم الجديد ولكن لم يتم قبول هذا الاقتراح حتى الآن.
أخرى:
- الاقتراح بأنّ المتصورة النشيطة قد اكتسبت مادة وراثية أفقية من البشر.
- من غير المعروف ما إذا كانت المتصورة النشيطة تحتوي على صبغة جرام معينة (سلبية أو إيجابية).
- هناك أدلة على أنّ المتصورة النشيطة نفسها مصابة بالفيروسات.
تم استخدام المتصورة النشيطة بين عامي 1917 وأربعينيات القرن الماضي لعلاج الملاريا، أي لتوليد حمّى شديدة للغاية لمكافحة بعض الأمراض مثل الزهري الثالث. وفي عام 1917 حصل مخترع هذه التقنية (Julius Wagner–Jauregg) على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب لاكتشافاته. ومع ذلك ، كانت هذه التقنية خطيرة ، حيث قتلت حوالي 15% من المرضى ، لذا لم تعد قيد الاستخدام.