سيرته
جوهر الصقلي
من ويكيبيديا
جوهر الصقلي، أبو الحسين جوهر بن عبد الله، (صقلية 928 - القاهرة 28 يناير 992)، ويعرف أيضاً باسم جوهر الرومي وكان أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي، فهو مؤسس مدينة القاهرة الفاطمية وباني الجامع الأزهر وهو من أقام سلطان الفاطميين في الشرق وهو فاتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز وينسب جوهر الصقلي للشيعة والمعروف أن الفاطميين ينسبون إلى الشيعة.
أرسل المعز لدين الله قائد جيشه جوهر الصقلي للاستيلاء على مصر من العباسيين فدخلها وأسس مدينة القاهرة الفاطمية كما أمر جوهر ببناء الجامع الأزهر وببناء قصر كبير للمعز لدين الله.
ولد جوهر في جزيرة صقلية الواقعة في البحر المتوسط حوالي 316 هـ/ 928 ميلادي ونسب إليها[2] وكانت صقلية في تلك الفترة إمارة فاطمية.[3][4][5][6][7][8][9] جلب صغيرًا إلى المهدية أيام حكم المنصور بالله الفاطمي وتربى تربية عسكرية وانتظم في سلك الجيش وترقى فيه حتى أصبح بعد ذلك قائد القوات الفاطمية في عهد المعز لدين الله وسرعان ما أثبت جوهر كفاءته بأن ضم مصر التي كانت تحت حكم الإخشيديين وسلطان العباسيين إلى سلطان الفاطميين.
صورة قديمة للأزهر
ولما استقر جوهر بمصر أنشأ مدينة القاهرة عام 969 بأمر من الخليفة المعز لدين الله بهدف جعلها عاصمة للدولة الفاطمية كما أمر ببناء الجامع الأزهر ليكون مركزاً علمياً ودينياً عالمياً. ثم سيّر عسكراً إلى دمشق وغزاها فملكها.[10] ووصلت البشارة إلى مولاه المعز بأخذ البلاد وهو في إفريقية في نصف شهر رمضان المعظم، ويدعوه إلى المسير إليه، ففرح فرحاً شديداً، ومدحه الشعراء فمن ذلك محمد بن هانىء الأندلسي من قصيدة:
تقول بنو العباس هل فتحت مِصْرُ؟ | فقل لبني العباس قد قضي الأمر | |
وقد جاوز الإسكندرية جـوهر | تطالعه البشرى ويقدمه النصـر |
وفاته
في شهر ذي القعدة من سنة 381 هجرية اعتل جوهر، فعاده العزيز، وأرسل إليه خمسة آلاف دينار، ثم بعث له أيضا الأمير منصور بن عبد العزيز ومعه خمسة آلاف دينار أخرى، وتوفي جوهر سنة 381 هجرية. وقد قام العزيز بإرسال الحنوط والكفن للمتوفى، فكُفن في سبعين ثوباً، ما بين مثقل وموشى بالذهب، ثم صلى عليه العزيز، ودفن بالقرافة الكبرى، وأمر العزيز بترقية الحسين بن جوهر الصقلي، وجعله في رتبة أبيه، ولقبه بالقائد ابن القائد، ومكّنه من جميع ما خلّفه أبوه.[10][14]
توحيد بلاد المغرب
في عام 348 هـ أرسل المعز، جيشاً بقيادة جوهر الصقلي إلى المغرب الأقصى بعد أن نقضوا البيعة وأظهروا ولاءهم لأمير الأندلس الأموي، فاحتلت الجيوش الفاطمية مدن تاهرت وفاس وسجلماسة ، وألقي القبض على العمال الأمويين في سائر بلاد المغرب ، وتقدموا في البلاد حتى وصلوا إلى سواحل المحيط الأطلسي، فأمر جوهر الصقلي باصطياد الأسماك وجعلها في قلال الماء وإرسالها إلى المعز لدين الله إشارة منه أنه أدى المهمة على أكمل وجه، ولم يرجع القائد جوهر الصقلي إلى مولاه إلا بعد إن أستأصل جميع الفتن في البلاد، ثم عاد جوهر غانماً مظفراً ومعه صاحبا سجلماسة وفاس أسيرين في أقفاص من حديد ودخل بهما القيروان في يوم مشهود.[15]
فتح مصر وبناء القاهرة[عدل المصدر]
حاول الفاطميون فتح مصر ثلاث مرات سابقة حتى تولي الخلافة الفاطمية في بلاد المغرب الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، الذي عزم أن يفتح مصر فجهّز جيشاً عظيماً وصل عدده إلى 100 ألف جندي، وولّي على قيادته جوهر الصقلي[16] وخرج الإمام المعز لدين الله الفاطمي بنفسه لتوديع القائد جوهر الصقلي وأقام أياماً في معسكره وكان يجتمع إلى جوهر كل يوم وخرج إليه يوماً فقام جوهر بين يديه وقد اجتمع الجيش فخاطب الإمام الدعاة الذين سيرهم مع جوهر فقال:
(( لو خرج جوهر هذا وحده لفتح مصر ولتدخل إلى مصر بالأردية من غير حرب، ولتنزل في خرابات ابن طولون وتبني مدينة تسمى القاهرة))[17] ثم استعرض الجيش وودّع القوّاد والأمراء ولقد وصف ذلك العرض العسكري العظيم الشاعر الإسماعيلي ابن هانئ حيث يقول في قصيدة طويلة تزيد عن 90 بيتاً يقول مطلعها:
رأيـت بعينـي فـوق مـا كنـت أسمـع | وقد راعني يـوم مـن الحشـر أروع | |
غـــداة كـــان الأفـــق ســـد بـمـثـلـه | فعاد غروب الشمس من حيث تطلع | |
فـلـم أدر إذ سـلـمـت كـيــف أشـيــع | ولـــم أدر إذ شـيـعــت كــيــف أودع[18] |
كانت الدولة الفاطمية أعظم الدول الإسلامية في وقتها مع أنها كانت دولة شيعية حيث انتشرت جميع أنواع العلوم من الطب والفلسفة والاجتماع والاقتصاد، إلخ. حيث كانت تدرس في الجامع الأزهر الذي بناه الفاطميون ولا زال المسلمون ينتفعون به إلى يومنا هذا. دعمت الدولة الفاطمية العلم والعلماء ووفرت لهم كل ما يحتاجونه لرفع راية العلم في جميع العلوم ومن هؤلاء العلماء ابن الهيثم.