"السندباد الأحمر" و"الغابة السوداء" روايتان من عالم الكوابيس والذكريات
محمد الحجيري يرسم في روايته صورة سحرية لبطله عبدالجبار الذي يشكل نموذجا فريدا يجمع بين الزورباوية والدونكيشوتية، مع لمسة لبنانية لافتة تضفي عليه الفرادة والتميز.
الاثنين 2023/09/11
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مواجهة الذات وظلامها (لوحة للفنان فؤاد حمدي)
لندن - تواصل منشورات رامينا في لندن اهتمامها بتقديم أعمال مختلفة من الروايات العربية المعاصرة التي تقدم تجارب أدبية مختلفة لكتاب من مختلف أصقاع الوطن العربي، وقدمت مؤخرا روايتي “السندباد الأحمر” و”الغابة السوداء” اللتين تقدم كل منهما رؤية فريدة للواقع العربي من زاوية غير مطروقة.
تقدم “السندباد الأحمر” للروائي والصحافي اللبناني محمد الحجيري عبر شخصية بطلها الفوضوي الرومانسي الحالم صورا ومفارقات من التاريخ والواقع، فتعيد رسم ملامح مراحل سابقة من دون تجميل أو ترقيع أو محاكمة، وتغوص عميقا في النفوس لكشف زيف الشعارات العامية ووهم البطولات الخائبة.
"الغابة السوداء" رواية بطلها لاجئ سوري يواجه رعبه الذي يحمله في داخله إضافة إلى الصدمة الحضارية والثقافية
تمثل اعترافات بطل الرواية مزيجا من الألم والسياسة والحب والفوضى والخيبة والرجاء، فهو الذي يجمع في شخصيته العديد من الشخصيات التي تجسد كل واحدة منها عالما مستقلا بذاته.
يرسم محمد الحجيري في روايته صورة سحرية لبطله عبدالجبار الذي يشكل نموذجا فريدا يجمع بين الزورباوية والدونكيشوتية، مع لمسة لبنانية لافتة تضفي عليه الفرادة والتميز، فيعيش حرا في داخله ويكون مجبولا من الخيبات والأوهام، ناهيك عن حالته الجسدية الخاصة التي توحي لمن يراه وكأنه يكابد كي لا يسقط أرضا.
يعيش عبدالجبار طفولة برية في أكثر من اتجاه اخترقتها القصص والأشعار، تراه أثناء الحرب يمزق الصور الملصقة على الجدران لخصومه السياسيين، ثم تراه يصير، لمراسه الطويل في طرح الأسئلة المستفزة وعدم الانصياع للميثولوجيا، مضرب مثل بين أقرانه الشبان في التمرد واللا خضوع، ووفوق هذا وذاك يظل يشعر بأنه غريب في مجتمع محكوم بالعنف ومعاد للحرية.
يشار إلى أن لوحة الغلاف للفنان الكردي السوري بهرام حاجو وتصميم الغلاف للشاعر والفنان ياسين أحمدي.
أما محمد الحجيري فهو كاتب وروائي من لبنان. نشر أعمالا روائية وبحثية، منها رواية “طيور الرغبة”، وكتاب “العشق السري.. المثقفون والرقص الشرقي” و”بوب آرت أم كلثوم.. الحب الصوت السلطة”. وهو يعمل في الصحافة منذ سنوات، كتب في كبريات الصحف والمجلات والمواقع العربية كـ”النهار” و”السفير” و”الجريدة” و”المدن”، و”بدايات” و”نزوى” و”الفيصل”.
الرواية الثانية التي قدمتها منشورات رامينا لقراءة العربية جاءت بعنوان “الغابة السوداء” للروائي السوري مازن عرفة المقيم في ألمانيا.
تشير “الغابة السوداء” إلى منطقة تقع في جنوب ألمانيا، يعيش في إحدى مدنها لاجئ سوري، مصاب بما يسمى نفسيا بـ”صدمة الحرب”، لكن العنوان يعبر أيضا بطريقة رمزية عن الظلمة السوداوية داخل روحه، نتيجة الرعب، الذي واجهه هناك، ويطارده باستمرار في كوابيسه.
روايتي "السندباد الأحمر" رواية اعترافات يسردها البطل في مزيج من الألم والسياسة والحب والفوضى والخيبة والرجاء
يستيقظ بطل الرواية ذات يوم، بلا ذاكرة، ويجد نفسه في “مدينة أوروبية” آمنة، لا يعرف كيف وصل إليها، إنما دون أناس بالمطلق فيها. يجعله هذا يعيش وحيدا بهلوسات كابوسية عبثية سوريالية تتجاوز الكافكاوية، بحيث ينعكس مخزون لا وعيه في شكل من العوالم اللا معقولة من الجنون.
تعبر هذه العوالم، ليس فقط عن رعبه، الذي يحمله في داخله، وإنما أيضا عن الصدمة الحضارية الثقافية، التي يعانيها المهاجر، في مواجهة مجتمع غربي بارد عاطفيا، مقارنة بالحميمة الشرقية الدافئة، التي كان يعيشها، مما يزيد الظلمة في روحه. مع ذلك، فإن خروجه المؤقت من “منتجع المعالجة النفسية” يسمح بتقديم صورة واقعية عن البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، في محاولة لفهم كوابيسه.
وكما أن “الغابة السوداء” تشتعل جغرافيا بالحياة؛ مدنا، وأناسا، وحكايات، فتصبح منيرة، فإن مواجهة البطل لحكاية رعبه، ينبغي أن تبدد ظلمة روحه. ويتم ذلك عبر تسجيل حكايته في “شجرة الذكريات”، وهي شجرة حقيقية في الغابة، تحوي تجويفا، يضم دفترا، يسجل فيه العابرون بها حكاياتهم.
ويشار إلى أن لوحة الغلاف للفنان الكردي السوري خضر عبدالكريم وتصميم الغلاف للشاعر والفنان ياسين أحمدي. أما مازن عرفة، فهو كاتب وروائي سوري مقيم في ألمانيا. حاصل على إجازة في الآداب – قسم اللغة الفرنسية – جامعة دمشق – 1983. وحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإنسانية من جامعة ماري كوري سكودوفسكا في مدينة لوبلين – بولونيا 1990. من مؤلفاته “وصايا الغبار”، “الغرانيق”، “سرير على الجبهة”، “تراجيديا الثقافة العربية”، “سحر الكتاب وفتنة الصورة: من الثقافة النصية إلى سلطة اللا مرئي
محمد الحجيري يرسم في روايته صورة سحرية لبطله عبدالجبار الذي يشكل نموذجا فريدا يجمع بين الزورباوية والدونكيشوتية، مع لمسة لبنانية لافتة تضفي عليه الفرادة والتميز.
الاثنين 2023/09/11
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مواجهة الذات وظلامها (لوحة للفنان فؤاد حمدي)
لندن - تواصل منشورات رامينا في لندن اهتمامها بتقديم أعمال مختلفة من الروايات العربية المعاصرة التي تقدم تجارب أدبية مختلفة لكتاب من مختلف أصقاع الوطن العربي، وقدمت مؤخرا روايتي “السندباد الأحمر” و”الغابة السوداء” اللتين تقدم كل منهما رؤية فريدة للواقع العربي من زاوية غير مطروقة.
تقدم “السندباد الأحمر” للروائي والصحافي اللبناني محمد الحجيري عبر شخصية بطلها الفوضوي الرومانسي الحالم صورا ومفارقات من التاريخ والواقع، فتعيد رسم ملامح مراحل سابقة من دون تجميل أو ترقيع أو محاكمة، وتغوص عميقا في النفوس لكشف زيف الشعارات العامية ووهم البطولات الخائبة.
"الغابة السوداء" رواية بطلها لاجئ سوري يواجه رعبه الذي يحمله في داخله إضافة إلى الصدمة الحضارية والثقافية
تمثل اعترافات بطل الرواية مزيجا من الألم والسياسة والحب والفوضى والخيبة والرجاء، فهو الذي يجمع في شخصيته العديد من الشخصيات التي تجسد كل واحدة منها عالما مستقلا بذاته.
يرسم محمد الحجيري في روايته صورة سحرية لبطله عبدالجبار الذي يشكل نموذجا فريدا يجمع بين الزورباوية والدونكيشوتية، مع لمسة لبنانية لافتة تضفي عليه الفرادة والتميز، فيعيش حرا في داخله ويكون مجبولا من الخيبات والأوهام، ناهيك عن حالته الجسدية الخاصة التي توحي لمن يراه وكأنه يكابد كي لا يسقط أرضا.
يعيش عبدالجبار طفولة برية في أكثر من اتجاه اخترقتها القصص والأشعار، تراه أثناء الحرب يمزق الصور الملصقة على الجدران لخصومه السياسيين، ثم تراه يصير، لمراسه الطويل في طرح الأسئلة المستفزة وعدم الانصياع للميثولوجيا، مضرب مثل بين أقرانه الشبان في التمرد واللا خضوع، ووفوق هذا وذاك يظل يشعر بأنه غريب في مجتمع محكوم بالعنف ومعاد للحرية.
يشار إلى أن لوحة الغلاف للفنان الكردي السوري بهرام حاجو وتصميم الغلاف للشاعر والفنان ياسين أحمدي.
أما محمد الحجيري فهو كاتب وروائي من لبنان. نشر أعمالا روائية وبحثية، منها رواية “طيور الرغبة”، وكتاب “العشق السري.. المثقفون والرقص الشرقي” و”بوب آرت أم كلثوم.. الحب الصوت السلطة”. وهو يعمل في الصحافة منذ سنوات، كتب في كبريات الصحف والمجلات والمواقع العربية كـ”النهار” و”السفير” و”الجريدة” و”المدن”، و”بدايات” و”نزوى” و”الفيصل”.
الرواية الثانية التي قدمتها منشورات رامينا لقراءة العربية جاءت بعنوان “الغابة السوداء” للروائي السوري مازن عرفة المقيم في ألمانيا.
تشير “الغابة السوداء” إلى منطقة تقع في جنوب ألمانيا، يعيش في إحدى مدنها لاجئ سوري، مصاب بما يسمى نفسيا بـ”صدمة الحرب”، لكن العنوان يعبر أيضا بطريقة رمزية عن الظلمة السوداوية داخل روحه، نتيجة الرعب، الذي واجهه هناك، ويطارده باستمرار في كوابيسه.
روايتي "السندباد الأحمر" رواية اعترافات يسردها البطل في مزيج من الألم والسياسة والحب والفوضى والخيبة والرجاء
يستيقظ بطل الرواية ذات يوم، بلا ذاكرة، ويجد نفسه في “مدينة أوروبية” آمنة، لا يعرف كيف وصل إليها، إنما دون أناس بالمطلق فيها. يجعله هذا يعيش وحيدا بهلوسات كابوسية عبثية سوريالية تتجاوز الكافكاوية، بحيث ينعكس مخزون لا وعيه في شكل من العوالم اللا معقولة من الجنون.
تعبر هذه العوالم، ليس فقط عن رعبه، الذي يحمله في داخله، وإنما أيضا عن الصدمة الحضارية الثقافية، التي يعانيها المهاجر، في مواجهة مجتمع غربي بارد عاطفيا، مقارنة بالحميمة الشرقية الدافئة، التي كان يعيشها، مما يزيد الظلمة في روحه. مع ذلك، فإن خروجه المؤقت من “منتجع المعالجة النفسية” يسمح بتقديم صورة واقعية عن البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، في محاولة لفهم كوابيسه.
وكما أن “الغابة السوداء” تشتعل جغرافيا بالحياة؛ مدنا، وأناسا، وحكايات، فتصبح منيرة، فإن مواجهة البطل لحكاية رعبه، ينبغي أن تبدد ظلمة روحه. ويتم ذلك عبر تسجيل حكايته في “شجرة الذكريات”، وهي شجرة حقيقية في الغابة، تحوي تجويفا، يضم دفترا، يسجل فيه العابرون بها حكاياتهم.
ويشار إلى أن لوحة الغلاف للفنان الكردي السوري خضر عبدالكريم وتصميم الغلاف للشاعر والفنان ياسين أحمدي. أما مازن عرفة، فهو كاتب وروائي سوري مقيم في ألمانيا. حاصل على إجازة في الآداب – قسم اللغة الفرنسية – جامعة دمشق – 1983. وحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإنسانية من جامعة ماري كوري سكودوفسكا في مدينة لوبلين – بولونيا 1990. من مؤلفاته “وصايا الغبار”، “الغرانيق”، “سرير على الجبهة”، “تراجيديا الثقافة العربية”، “سحر الكتاب وفتنة الصورة: من الثقافة النصية إلى سلطة اللا مرئي
محمد الحجيري يرسم في روايته صورة سحرية لبطله عبدالجبار الذي يشكل نموذجا فريدا يجمع بين الزورباوية والدونكيشوتية، مع لمسة لبنانية لافتة تضفي عليه الفرادة والتميز.
الاثنين 2023/09/11
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مواجهة الذات وظلامها (لوحة للفنان فؤاد حمدي)
لندن - تواصل منشورات رامينا في لندن اهتمامها بتقديم أعمال مختلفة من الروايات العربية المعاصرة التي تقدم تجارب أدبية مختلفة لكتاب من مختلف أصقاع الوطن العربي، وقدمت مؤخرا روايتي “السندباد الأحمر” و”الغابة السوداء” اللتين تقدم كل منهما رؤية فريدة للواقع العربي من زاوية غير مطروقة.
تقدم “السندباد الأحمر” للروائي والصحافي اللبناني محمد الحجيري عبر شخصية بطلها الفوضوي الرومانسي الحالم صورا ومفارقات من التاريخ والواقع، فتعيد رسم ملامح مراحل سابقة من دون تجميل أو ترقيع أو محاكمة، وتغوص عميقا في النفوس لكشف زيف الشعارات العامية ووهم البطولات الخائبة.
"الغابة السوداء" رواية بطلها لاجئ سوري يواجه رعبه الذي يحمله في داخله إضافة إلى الصدمة الحضارية والثقافية
تمثل اعترافات بطل الرواية مزيجا من الألم والسياسة والحب والفوضى والخيبة والرجاء، فهو الذي يجمع في شخصيته العديد من الشخصيات التي تجسد كل واحدة منها عالما مستقلا بذاته.
يرسم محمد الحجيري في روايته صورة سحرية لبطله عبدالجبار الذي يشكل نموذجا فريدا يجمع بين الزورباوية والدونكيشوتية، مع لمسة لبنانية لافتة تضفي عليه الفرادة والتميز، فيعيش حرا في داخله ويكون مجبولا من الخيبات والأوهام، ناهيك عن حالته الجسدية الخاصة التي توحي لمن يراه وكأنه يكابد كي لا يسقط أرضا.
يعيش عبدالجبار طفولة برية في أكثر من اتجاه اخترقتها القصص والأشعار، تراه أثناء الحرب يمزق الصور الملصقة على الجدران لخصومه السياسيين، ثم تراه يصير، لمراسه الطويل في طرح الأسئلة المستفزة وعدم الانصياع للميثولوجيا، مضرب مثل بين أقرانه الشبان في التمرد واللا خضوع، ووفوق هذا وذاك يظل يشعر بأنه غريب في مجتمع محكوم بالعنف ومعاد للحرية.
يشار إلى أن لوحة الغلاف للفنان الكردي السوري بهرام حاجو وتصميم الغلاف للشاعر والفنان ياسين أحمدي.
أما محمد الحجيري فهو كاتب وروائي من لبنان. نشر أعمالا روائية وبحثية، منها رواية “طيور الرغبة”، وكتاب “العشق السري.. المثقفون والرقص الشرقي” و”بوب آرت أم كلثوم.. الحب الصوت السلطة”. وهو يعمل في الصحافة منذ سنوات، كتب في كبريات الصحف والمجلات والمواقع العربية كـ”النهار” و”السفير” و”الجريدة” و”المدن”، و”بدايات” و”نزوى” و”الفيصل”.
الرواية الثانية التي قدمتها منشورات رامينا لقراءة العربية جاءت بعنوان “الغابة السوداء” للروائي السوري مازن عرفة المقيم في ألمانيا.
تشير “الغابة السوداء” إلى منطقة تقع في جنوب ألمانيا، يعيش في إحدى مدنها لاجئ سوري، مصاب بما يسمى نفسيا بـ”صدمة الحرب”، لكن العنوان يعبر أيضا بطريقة رمزية عن الظلمة السوداوية داخل روحه، نتيجة الرعب، الذي واجهه هناك، ويطارده باستمرار في كوابيسه.
روايتي "السندباد الأحمر" رواية اعترافات يسردها البطل في مزيج من الألم والسياسة والحب والفوضى والخيبة والرجاء
يستيقظ بطل الرواية ذات يوم، بلا ذاكرة، ويجد نفسه في “مدينة أوروبية” آمنة، لا يعرف كيف وصل إليها، إنما دون أناس بالمطلق فيها. يجعله هذا يعيش وحيدا بهلوسات كابوسية عبثية سوريالية تتجاوز الكافكاوية، بحيث ينعكس مخزون لا وعيه في شكل من العوالم اللا معقولة من الجنون.
تعبر هذه العوالم، ليس فقط عن رعبه، الذي يحمله في داخله، وإنما أيضا عن الصدمة الحضارية الثقافية، التي يعانيها المهاجر، في مواجهة مجتمع غربي بارد عاطفيا، مقارنة بالحميمة الشرقية الدافئة، التي كان يعيشها، مما يزيد الظلمة في روحه. مع ذلك، فإن خروجه المؤقت من “منتجع المعالجة النفسية” يسمح بتقديم صورة واقعية عن البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، في محاولة لفهم كوابيسه.
وكما أن “الغابة السوداء” تشتعل جغرافيا بالحياة؛ مدنا، وأناسا، وحكايات، فتصبح منيرة، فإن مواجهة البطل لحكاية رعبه، ينبغي أن تبدد ظلمة روحه. ويتم ذلك عبر تسجيل حكايته في “شجرة الذكريات”، وهي شجرة حقيقية في الغابة، تحوي تجويفا، يضم دفترا، يسجل فيه العابرون بها حكاياتهم.
ويشار إلى أن لوحة الغلاف للفنان الكردي السوري خضر عبدالكريم وتصميم الغلاف للشاعر والفنان ياسين أحمدي. أما مازن عرفة، فهو كاتب وروائي سوري مقيم في ألمانيا. حاصل على إجازة في الآداب – قسم اللغة الفرنسية – جامعة دمشق – 1983. وحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإنسانية من جامعة ماري كوري سكودوفسكا في مدينة لوبلين – بولونيا 1990. من مؤلفاته “وصايا الغبار”، “الغرانيق”، “سرير على الجبهة”، “تراجيديا الثقافة العربية”، “سحر الكتاب وفتنة الصورة: من الثقافة النصية إلى سلطة اللا مرئي
محمد الحجيري يرسم في روايته صورة سحرية لبطله عبدالجبار الذي يشكل نموذجا فريدا يجمع بين الزورباوية والدونكيشوتية، مع لمسة لبنانية لافتة تضفي عليه الفرادة والتميز.
الاثنين 2023/09/11
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مواجهة الذات وظلامها (لوحة للفنان فؤاد حمدي)
لندن - تواصل منشورات رامينا في لندن اهتمامها بتقديم أعمال مختلفة من الروايات العربية المعاصرة التي تقدم تجارب أدبية مختلفة لكتاب من مختلف أصقاع الوطن العربي، وقدمت مؤخرا روايتي “السندباد الأحمر” و”الغابة السوداء” اللتين تقدم كل منهما رؤية فريدة للواقع العربي من زاوية غير مطروقة.
تقدم “السندباد الأحمر” للروائي والصحافي اللبناني محمد الحجيري عبر شخصية بطلها الفوضوي الرومانسي الحالم صورا ومفارقات من التاريخ والواقع، فتعيد رسم ملامح مراحل سابقة من دون تجميل أو ترقيع أو محاكمة، وتغوص عميقا في النفوس لكشف زيف الشعارات العامية ووهم البطولات الخائبة.
"الغابة السوداء" رواية بطلها لاجئ سوري يواجه رعبه الذي يحمله في داخله إضافة إلى الصدمة الحضارية والثقافية
تمثل اعترافات بطل الرواية مزيجا من الألم والسياسة والحب والفوضى والخيبة والرجاء، فهو الذي يجمع في شخصيته العديد من الشخصيات التي تجسد كل واحدة منها عالما مستقلا بذاته.
يرسم محمد الحجيري في روايته صورة سحرية لبطله عبدالجبار الذي يشكل نموذجا فريدا يجمع بين الزورباوية والدونكيشوتية، مع لمسة لبنانية لافتة تضفي عليه الفرادة والتميز، فيعيش حرا في داخله ويكون مجبولا من الخيبات والأوهام، ناهيك عن حالته الجسدية الخاصة التي توحي لمن يراه وكأنه يكابد كي لا يسقط أرضا.
يعيش عبدالجبار طفولة برية في أكثر من اتجاه اخترقتها القصص والأشعار، تراه أثناء الحرب يمزق الصور الملصقة على الجدران لخصومه السياسيين، ثم تراه يصير، لمراسه الطويل في طرح الأسئلة المستفزة وعدم الانصياع للميثولوجيا، مضرب مثل بين أقرانه الشبان في التمرد واللا خضوع، ووفوق هذا وذاك يظل يشعر بأنه غريب في مجتمع محكوم بالعنف ومعاد للحرية.
يشار إلى أن لوحة الغلاف للفنان الكردي السوري بهرام حاجو وتصميم الغلاف للشاعر والفنان ياسين أحمدي.
أما محمد الحجيري فهو كاتب وروائي من لبنان. نشر أعمالا روائية وبحثية، منها رواية “طيور الرغبة”، وكتاب “العشق السري.. المثقفون والرقص الشرقي” و”بوب آرت أم كلثوم.. الحب الصوت السلطة”. وهو يعمل في الصحافة منذ سنوات، كتب في كبريات الصحف والمجلات والمواقع العربية كـ”النهار” و”السفير” و”الجريدة” و”المدن”، و”بدايات” و”نزوى” و”الفيصل”.
الرواية الثانية التي قدمتها منشورات رامينا لقراءة العربية جاءت بعنوان “الغابة السوداء” للروائي السوري مازن عرفة المقيم في ألمانيا.
تشير “الغابة السوداء” إلى منطقة تقع في جنوب ألمانيا، يعيش في إحدى مدنها لاجئ سوري، مصاب بما يسمى نفسيا بـ”صدمة الحرب”، لكن العنوان يعبر أيضا بطريقة رمزية عن الظلمة السوداوية داخل روحه، نتيجة الرعب، الذي واجهه هناك، ويطارده باستمرار في كوابيسه.
روايتي "السندباد الأحمر" رواية اعترافات يسردها البطل في مزيج من الألم والسياسة والحب والفوضى والخيبة والرجاء
يستيقظ بطل الرواية ذات يوم، بلا ذاكرة، ويجد نفسه في “مدينة أوروبية” آمنة، لا يعرف كيف وصل إليها، إنما دون أناس بالمطلق فيها. يجعله هذا يعيش وحيدا بهلوسات كابوسية عبثية سوريالية تتجاوز الكافكاوية، بحيث ينعكس مخزون لا وعيه في شكل من العوالم اللا معقولة من الجنون.
تعبر هذه العوالم، ليس فقط عن رعبه، الذي يحمله في داخله، وإنما أيضا عن الصدمة الحضارية الثقافية، التي يعانيها المهاجر، في مواجهة مجتمع غربي بارد عاطفيا، مقارنة بالحميمة الشرقية الدافئة، التي كان يعيشها، مما يزيد الظلمة في روحه. مع ذلك، فإن خروجه المؤقت من “منتجع المعالجة النفسية” يسمح بتقديم صورة واقعية عن البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، في محاولة لفهم كوابيسه.
وكما أن “الغابة السوداء” تشتعل جغرافيا بالحياة؛ مدنا، وأناسا، وحكايات، فتصبح منيرة، فإن مواجهة البطل لحكاية رعبه، ينبغي أن تبدد ظلمة روحه. ويتم ذلك عبر تسجيل حكايته في “شجرة الذكريات”، وهي شجرة حقيقية في الغابة، تحوي تجويفا، يضم دفترا، يسجل فيه العابرون بها حكاياتهم.
ويشار إلى أن لوحة الغلاف للفنان الكردي السوري خضر عبدالكريم وتصميم الغلاف للشاعر والفنان ياسين أحمدي. أما مازن عرفة، فهو كاتب وروائي سوري مقيم في ألمانيا. حاصل على إجازة في الآداب – قسم اللغة الفرنسية – جامعة دمشق – 1983. وحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإنسانية من جامعة ماري كوري سكودوفسكا في مدينة لوبلين – بولونيا 1990. من مؤلفاته “وصايا الغبار”، “الغرانيق”، “سرير على الجبهة”، “تراجيديا الثقافة العربية”، “سحر الكتاب وفتنة الصورة: من الثقافة النصية إلى سلطة اللا مرئي