يقين مغاير ...
عن لوحات الفنان العراقي/ كريم سعدون.
.... ...... ......
كلّما تحاول أن تتماهى بواحدة من لوحاته تتجلّى أمامك فكرة أخرى كالتي تدفعك للإعراض عن العالم والجلوس مع نفسك ولو للحظات خاطفة.
هكذا تفضي بكَ ألوان الفنان العراقي كريم سعدون، ألوان تكاد تتضافر في بثّ يقين مغاير، الرمادي والأبيض بلوحات سعدون ربما لا تعكس الانصياع السلبي للخطيئة بقدر ما تحاول أن تؤسس لبدايات أكثر وضوحا.
الخطيئة ليست إلا بداية لحياة نحاول أن نتجاوزها، هكذا تتلاحم المسلمات الأولى في تشكيل العالم، كرسي صغير وعجلة هوائية وثلّة من أجساد صغيرة لا تكاد تفقه شيئا مما يجرى حولها، محاولة
للعودة عبر المعاني الأولى للحياة والحب والخلود، ويظلّ الخلود بلوحات كريم سعدون هو التجلّي الأكبر في سفر الإنسانيّة، حالة من درء استفحالات العصر بالدنو الحثيث من هوية ما، موطن ما، حياة ما، وكلّها تفاصيل جديرة باجتثاث فكرة الموت والتشظّي.
أشبه بتعويذة تشعّ بالحنين إلى الماضي السحيق والمستقبل البعيد على السواء، ذلك التشابه المفتون بالذات حدّ الوضوح، ما بين لوحة وأخرى تتجدد ملامح قد تبدو عصيّة على الاستلهام والإلهام، لكنها ما تنفك تأسرنا حين نغادر تأمّلها، كنمنمات موسيقية تتجه صوبنا حين نظن بأننا غادرنا المشهد.
لم تعد قضية الفن في انتماء الفكرة والألوان في عصر مثخن بكل شيء، إنه زمن لا يحتاج من الفنان أكثر من الحفاظ على نفسه كانسان لا يختلف كثيرا عن الناس، وبين المعايشة والاغتراب ثمّة ما يتسلل خلسة عبر اللوحة، وهذه الانفلاتات هي كلّ شيء، رسومات وأعمال رغم بساطتها تعكس ما يستعصي على الفنان امتصاصه كمستوى من العجز الانساني للمضي قدما في الزحام اللامكترث، وهنا تتلاقي خيوط وخطوط متلاشية لتشكّل المعنى الكبير.
من هنا تخرج ريشة سعدون كمحاولة لإغلاق مسامات الفنان، لكنها شيئا فشيئا تمضي لتركيب تفاصيل حثيثة للحياة والخلود في آن واحد.
وحين لا تجد الإنسانيّة متاعها لتنعم بالرفاهيّة مؤكد سوف يحاول أحدهم أن يتمتم بخطوط مشابهة ببساطتها لريشة سعدون، كي يرشق وجه الماء بأكثر من زهرة جلنار فتيّة كي يمتلئ بالمحبة كلّما يداهمه السأم والوهن.
عن لوحات الفنان العراقي/ كريم سعدون.
.... ...... ......
كلّما تحاول أن تتماهى بواحدة من لوحاته تتجلّى أمامك فكرة أخرى كالتي تدفعك للإعراض عن العالم والجلوس مع نفسك ولو للحظات خاطفة.
هكذا تفضي بكَ ألوان الفنان العراقي كريم سعدون، ألوان تكاد تتضافر في بثّ يقين مغاير، الرمادي والأبيض بلوحات سعدون ربما لا تعكس الانصياع السلبي للخطيئة بقدر ما تحاول أن تؤسس لبدايات أكثر وضوحا.
الخطيئة ليست إلا بداية لحياة نحاول أن نتجاوزها، هكذا تتلاحم المسلمات الأولى في تشكيل العالم، كرسي صغير وعجلة هوائية وثلّة من أجساد صغيرة لا تكاد تفقه شيئا مما يجرى حولها، محاولة
للعودة عبر المعاني الأولى للحياة والحب والخلود، ويظلّ الخلود بلوحات كريم سعدون هو التجلّي الأكبر في سفر الإنسانيّة، حالة من درء استفحالات العصر بالدنو الحثيث من هوية ما، موطن ما، حياة ما، وكلّها تفاصيل جديرة باجتثاث فكرة الموت والتشظّي.
أشبه بتعويذة تشعّ بالحنين إلى الماضي السحيق والمستقبل البعيد على السواء، ذلك التشابه المفتون بالذات حدّ الوضوح، ما بين لوحة وأخرى تتجدد ملامح قد تبدو عصيّة على الاستلهام والإلهام، لكنها ما تنفك تأسرنا حين نغادر تأمّلها، كنمنمات موسيقية تتجه صوبنا حين نظن بأننا غادرنا المشهد.
لم تعد قضية الفن في انتماء الفكرة والألوان في عصر مثخن بكل شيء، إنه زمن لا يحتاج من الفنان أكثر من الحفاظ على نفسه كانسان لا يختلف كثيرا عن الناس، وبين المعايشة والاغتراب ثمّة ما يتسلل خلسة عبر اللوحة، وهذه الانفلاتات هي كلّ شيء، رسومات وأعمال رغم بساطتها تعكس ما يستعصي على الفنان امتصاصه كمستوى من العجز الانساني للمضي قدما في الزحام اللامكترث، وهنا تتلاقي خيوط وخطوط متلاشية لتشكّل المعنى الكبير.
من هنا تخرج ريشة سعدون كمحاولة لإغلاق مسامات الفنان، لكنها شيئا فشيئا تمضي لتركيب تفاصيل حثيثة للحياة والخلود في آن واحد.
وحين لا تجد الإنسانيّة متاعها لتنعم بالرفاهيّة مؤكد سوف يحاول أحدهم أن يتمتم بخطوط مشابهة ببساطتها لريشة سعدون، كي يرشق وجه الماء بأكثر من زهرة جلنار فتيّة كي يمتلئ بالمحبة كلّما يداهمه السأم والوهن.