بعد ارتباط اسمه بنظريات تشومسكي اللغوية، قدّم عالم اللغويات والباحث الفرنسي جان كلود ميلنار(1941) في كتابه "مقدمة لعلم اللغة"، الذي صدر عام 1989، مقاربات خاصة تستند إلى دمج نظرية لسانية عامة، تعتمد على الفصل الجذري بين المعنى والنحو، مع مفاهيم كارل بوبر وإمري لاكاتوس حول نظرية المعرفة.
ويعود مينار في هذا الكتاب إلى تساؤل أساسي: إذا كان مفهوم العلم يتطابق مع المعنى الدقيق الذي أعطاه له غاليليو، فهل يمكن لعلم اللغة أن يدّعي أنه مبني عليه؟ وبالتالي أن يميّز نفسه عن الممارسات القديمة جدّاً التي كانت تندرج تحت النحو، وما هي طبيعة اللغة باعتبارها علماً؟
عن "معهد تونس للترجمة"، صدرت النسخة العربية من الكتاب بترجمة الأكاديمي والباحث في اللسانيات محمد الشاوش. ويضمّ العمل بحثاً نظرياً في إعادة تعريف مفاهيم العلم، واللغة، واللسانيات، والنحو، مفصّلاً خصائص اللغة بالاستناد إلى نماذج معاصرة.
تشير مقدمة الكتاب إلى أن "اللسانيات تتوق إلى أن تكون علماً. وخارج هذا التوق ليس لها أي وضع رسمي، وليس لها إلّا أن تختلط بأنشطة هي في نهاية الأمر ضاربة في القدم وجديرة جدّاً بالاهتمام، حيث تُجمع تحت اسم النحو. وبالطبع فإن الاسم، "علم"، لا يكتسي أيّ بداهة من تلقاء نفسه".
يضيف ميلنار: "نحن نعلم أنّ ضبط مضمونه يعود إلى الإبستيمولوجيا، كما نعلم أيضاً أن المذاهب الإبستيمولوجيّة كثيرة، الأمر الذي يجعل اللسانيات معرَّضة إلى جميع حالات سوء الفهم والتردّد التي تسم مسألة العلم. ومن اليسير جدّاً أن نُبيّن أنّ ما شهدته مسيرة اللسانيات من منعرجات، على مرّ العصور، كان سببه في جزء منه، تلك الحالات من سوء الفهم والتردّد".
ويرى المؤلّف أنه يجب المضي إلى ما هو أبعد من التاريخ، حيث ينبغي طرح التساؤلات عن الطريقة التي يكون فيها سؤال العلم مفيداً بالنسبة إلى اللسانيات، هذا فضلاً عن كون اللسانيات اختصاصاً مستقلّاً، موضّحاً أنها تهتمّ كثيراً بالإبستمولوجيا إلى أن درجة أن المؤلفات الكبرى في اللساسنيات، عُدّت أو كان ينبغي لها أن تُعدّ من الكلاسيكيات في الإبستمولوجيا، وترسّخ ذلك في الستينيات، حتى أن البعض كان يعتقد أن اللسانيات تكفي بمفردها إلى أن تؤسس نمطاً جديداً من العقلانية، وصورة خاصة من العلمية منفصلة عن الصورة التي رسمتها علوم الطبيعة".
من مؤلّفات جان كلود ميلنار الأُخرى: "الحجج اللغوية" (1973)، و"من النحو إلى التفسير" (1978)، و" من أجل حبّ اللغة، ترجمتها وتقديمها" (1990)، و"الرحلة البنيوية، أشكال ونماذج" (2002).
ويعود مينار في هذا الكتاب إلى تساؤل أساسي: إذا كان مفهوم العلم يتطابق مع المعنى الدقيق الذي أعطاه له غاليليو، فهل يمكن لعلم اللغة أن يدّعي أنه مبني عليه؟ وبالتالي أن يميّز نفسه عن الممارسات القديمة جدّاً التي كانت تندرج تحت النحو، وما هي طبيعة اللغة باعتبارها علماً؟
عن "معهد تونس للترجمة"، صدرت النسخة العربية من الكتاب بترجمة الأكاديمي والباحث في اللسانيات محمد الشاوش. ويضمّ العمل بحثاً نظرياً في إعادة تعريف مفاهيم العلم، واللغة، واللسانيات، والنحو، مفصّلاً خصائص اللغة بالاستناد إلى نماذج معاصرة.
تشير مقدمة الكتاب إلى أن "اللسانيات تتوق إلى أن تكون علماً. وخارج هذا التوق ليس لها أي وضع رسمي، وليس لها إلّا أن تختلط بأنشطة هي في نهاية الأمر ضاربة في القدم وجديرة جدّاً بالاهتمام، حيث تُجمع تحت اسم النحو. وبالطبع فإن الاسم، "علم"، لا يكتسي أيّ بداهة من تلقاء نفسه".
يضيف ميلنار: "نحن نعلم أنّ ضبط مضمونه يعود إلى الإبستيمولوجيا، كما نعلم أيضاً أن المذاهب الإبستيمولوجيّة كثيرة، الأمر الذي يجعل اللسانيات معرَّضة إلى جميع حالات سوء الفهم والتردّد التي تسم مسألة العلم. ومن اليسير جدّاً أن نُبيّن أنّ ما شهدته مسيرة اللسانيات من منعرجات، على مرّ العصور، كان سببه في جزء منه، تلك الحالات من سوء الفهم والتردّد".
ويرى المؤلّف أنه يجب المضي إلى ما هو أبعد من التاريخ، حيث ينبغي طرح التساؤلات عن الطريقة التي يكون فيها سؤال العلم مفيداً بالنسبة إلى اللسانيات، هذا فضلاً عن كون اللسانيات اختصاصاً مستقلّاً، موضّحاً أنها تهتمّ كثيراً بالإبستمولوجيا إلى أن درجة أن المؤلفات الكبرى في اللساسنيات، عُدّت أو كان ينبغي لها أن تُعدّ من الكلاسيكيات في الإبستمولوجيا، وترسّخ ذلك في الستينيات، حتى أن البعض كان يعتقد أن اللسانيات تكفي بمفردها إلى أن تؤسس نمطاً جديداً من العقلانية، وصورة خاصة من العلمية منفصلة عن الصورة التي رسمتها علوم الطبيعة".
من مؤلّفات جان كلود ميلنار الأُخرى: "الحجج اللغوية" (1973)، و"من النحو إلى التفسير" (1978)، و" من أجل حبّ اللغة، ترجمتها وتقديمها" (1990)، و"الرحلة البنيوية، أشكال ونماذج" (2002).