في سياق مساعيها للسيطرة على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الموسيقى، أعلنت "الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم" المانحة لـ"جوائز غرامي" الموسيقية، في منتصف حزيران/ يونيو الفائت، أن المبدعين من البشر هم فقط المؤهلون لنيل جوائزها.
لكنها، رغم ذلك، لم تُغلق الباب تمامًا في وجه موسيقى الذكاء الاصطناعي، إذ ذكرت الأكاديمية في البيان نفسه أن الأعمال التي جرى تأليفها عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، هي فقط الممنوعة من الترشح لجوائزها. أما تلك التي تم تأليفها بمساعدتها، فمن الممكن أن تتأهل إلى بعض الفئات.
أثار الحديث عن ترشيح أغنية مُنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى "جوائز غرامي" مخاوف العاملين في قطاع الموسيقى الذين يخشون استبدالهم بهذه التقنية
جاء قرار الأكاديمية بعد تصاعد الإقبال على استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لإنشاء الأغاني والمقاطع الموسيقية، وشدّد القرار على أنه يجب على الموسيقيين المساهمة في صنع ما لا يقل عن 20 بالمئة من ألبومهم ليكون قابلًا لنيل ترشيح ما لإحدى جوائزها. وقد لاقى القرار في حينها استحسان العاملين في قطاع الموسيقى، الذين يخشون استبدالهم بهذه التقنية.
لكن الجدل حول سطوة الذكاء الاصطناعي في مجال الفنون عمومًا، والموسيقى خصوصًا، عاد مجددًا بعد تقديم أغنية تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى "الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم" من أجل النظر فيها وقبول ترشيحها إلى إحدى جوائز "غرامي". والأغنية هي "Heart on My Sleeve" التي ألّفها موسيقي مجهول يُدعى "Ghostwriter"، وأنتجها بواسطة الذكاء الاصطناعي مستخدمًا صوتي فناني الراب ذا ويكند ودريك، دون الحصول على إذن منهما.
والمثير في الأمر هو احتمال قبول ترشيح الأغنية فعلًا لكونها كُتبت من قبل إنسان، وفق ما ذكره الرئيس التنفيذي لأكاديمية التسجيل هارفي ماسون جونيور في تصريحات صحيفة، أشار فيها إلى أن الأغنية التي صدرت في نيسان/ أبريل الفائت، مؤهلة للترشح لجوائز غرامي، التي سيُقام حفل توزيعها مطلع شباط/ فبراير 2024.
أثارت هذه الخطوة مخاوف العاملين في القطاع الموسيقي، وأعادت فتح باب التساؤلات حول قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي على أن يحل مكانهم، شأنهم شأن العاملين في قطاع السينما الذي يواجه أزمة كبيرة بسبب إضراب كتّاب السيناريو والممثلين في هوليوود بعد فشل المفاوضات بينهم وبين الاستديوهات الكبرى حول عدة قضايا، أهمها الحصول على ضمانات تحول دون استخدام برامج الذكاء الاصطناعي بديلًا عنهم في كتابة نصوص الأعمال، أو حتى استنساخ أصوات وصور الممثلين.