حي الميدان الدمشقي.. تاريخه وتطوره

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حي الميدان الدمشقي.. تاريخه وتطوره


    حي الميدان الدمشقي.. تاريخه وتطوره
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    يعتبر حي الميدان الدمشقي، أكبر أحياء دمشق مساحة وسكاناً، والذي هو أقدمها خارج السور. إذ تعود بداياته الأولى إلى العصر الأموي.حيث بدأ بناء الحي منذ الخلافة الأموية في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك بهدف توسعة مدينة دمشق (710م) تقريباً.
    و كانت أرضه ميداناً لسباقات الخيل والفروسية، وكان الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك يحضر سباقات الخيل التي كانت تقام في أرض هذا الميدان الفسيح.
    .
    كما كان يخيم بأرض الميدان منذ ذاك العصر زوار المدينة كالقوافل التجارية والقادة والأمراء ممن تضيق المدينة القديمة داخل السور عن استيعابهم، وقد شكَّلت هذه المخيمات النواة الأولى لبناء هذا الحي العريق.
    .
    يمتد حي الميدان لمسافة (كيلومترين ونصف) جنوباً وتقسم منطقة الميدان إلى عدة أحياء فرعية:
    • ميدان وسطاني • الزاهرة • الحقلة • الدقاق • القاعة • باب مصلى • البوابة
    .
    وقبل ظهور حي الميدان كمنطقة سكنية، كان يطلق على أرضه اسم «ميدان الحصى»، وميدان الحصى كان موقعه في مكان منطقة "باب مصلى" حالياً، والذي يعرف أيضاً "الميدان التحتاني"، لكن التسمية شاعت بعد ذلك لتشمل كل المكان الذي احتله حي الميدان الذي يقع اليوم إلى الجنوب الغربي من مدينة دمشق القديمة، ويمتد إلى الجنوب على شكل لسان طويل في غوطات دمشق الشرقية والغربية والجنوبية.
    .
    سمي حي الميدان "بدهليز" "حوران" لأنه كان يشكل بوابة "دمشق" الرابط بينها وبين محافظة "درعا" فهو أول منطقة من خارج السور القديم.
    .
    لم يظهر الحي بشكل واضح كمنطقة سكنية إلا في العهد المملوكي الذي امتد زمنياً من سنة 1260 إلى سنة 1516. وفي هذا العصر ظهرت ثلاثة تجمعات سكنية هي من الشمال إلى الجنوب: • منطقة السويقة، • منطقة باب مصلى، • قرية القبيبات.
    .
    ومع انضواء دمشق تحت لواء الحكم العثماني الذي امتد من سنة 1516 إلى سنة 1918، شهد حي الميدان توسعاً كبيراً، و ازدهاراً اقتصادياً كبيراً، منذ بدء انطلاق قافلة الحج ومرورها عبر شارعه الرئيسي. ونتيجة زيادة عدد سكانه بسبب الوافدين الجدد إلى دمشق مع الولاة العثمانيين وحاشيتهم وجنودهم. فاتصلت المناطق السكنية الثلاث التي ظهرت في العصر المملوكي.
    .
    وفي نهاية العصر العثماني أخذ حي الميدان شكله النهائي تقريباً..
    وقُسِّم إدارياً إلى ثُمنين من ثمانية أثمان قُسِّمت إليها مدينة دمشق، وهما: ثُمن الميدان الفوقاني وثُمن الميدان التحتاني.
    .
    وكان مقسماً إلى ثلاثة أقسام:
    =======================
    ◘ أولها الميدان التحتاني المواجه لمنطقة باب المصلى، وبدايته من السويقة، ويشمل بداية طريق الحج المعروف باسم الدرب السلطاني،
    وعرف أيضاً باسم ميدان الحصى بسبب تربته المفروشة بالحصى، لوقوعه على مفاض سيل فرعي بردى القنوات والداراني، فكانت أرضه في سنوات المطر الغزير تنساح بالحصى المترسب في مهد السيل .
    ومن احيائه خان المغاربة، وزقاق الأربعين، وزقاق الاورفلي، وزقاق النقشبندي، والقبة الحمراء، والتيامنة، وزقاق القملة، وقاعة النشى، وزقاق الموصلي، والتنورية، والقرشي، والعسكري، والمحمص، وزقاق البصل، والقبيبات .
    وفيه جامع النارنج وجامع صهيب، وجامع الزاوية، وجامع القواص، والرفاعي، وجامع منجك، والكريمي المعروف اليوم بجامع الدقاق،
    ومدرسة الخانكية، ومدرستان أميريتان للبنين والبنات .
    وفيه أيضاً حمام الزين، وحمام السويقة، وحمام سنقر، وحمام الناصري،
    وكنيسة للروم الأرثوذوكس باسم القديس حنانيا، وكنيستان للروم الكاثوليك، ومدرسة لكل منهما،
    .
    وفي هذا القسم من حي الميدان كانت تباع الحبوب بأنواعها، في حوانيت فسيحة يسميها أهل الشام بوايك، وفيه أهراء كبيرة لخزن الحبوب، ويضم كثيراً من الخانات والأحواش لربط الدواب والجمال ولايواء الفلاحين، إضافة إلى مصانع متعددة ومعامل للنسيج والحياكة وقاعات للنشاء .
    .
    ◘ ثم الميدان الفوقاني، ويقع في منتهى المدينة من جهة القبلة، ويمتد من سوق الجزماتية إلى باب مصر .
    ويضم من الأحياء والمحال: سوق الجزماتية، الحقلة، ساحة عصفور، ساحة بحصيص، والراقية، وزقاق الطالع، وزقاق البرج، وزقاق الماء، وزقاق أبي حبل، والمشارقة، والحارس والجمالة، والقلاينية، والنصار، وزقاق قيصر،
    وفيه أيضاً جامع الدقاق، وزاوية الشيخ سعد الدين الجباوي، ومسجد العسالي،
    وحمام الدرب، وحمام التوتة، وحمام منجك،
    ومعمل السكة الحديدية الحجازية، ومحطة سكة حديد بيروت وتمديداتها،
    والثكنة المتطوعة، والثكنة العزيزية .
    .
    ◘ بينما القسم الثالث أطلق عليه الميدان الوسطاني .
    .
    المعروف لدى أهل الشام عن حي الميدان، أنه كان يزدحم بالجموع الغفيرة أربع مرات في السنة:
    • مرة عند خروج محمل الحج المبارك من أقصى الميدان الفوقاني إلى الحجاز،
    • والثانية عند خروج موكب الجردة الذي يحمل المؤن لقافلة الحج إبان رجوعها،
    • والثالثة عند رجوع الجردة ومعها مكاتيب الحجاج،
    • والرابعة عند الخروج لاستقبال مركب الحج،
    وكانت ترافقها الأسواق الموسمية الحافلة بشتى أصناف الأطعمة والألبسة ولوازم الحياة إجمالاً،
    .
    وقد نشأت حركة اقتصادية كاملة على حركة قافلة الحج، ما أفرز مهناً دائمة على مدار المواسم، مثل
    : متعهدي المطايا أو كما كان يطلق عليهم قديماً القاطرجية والحمالين، والأجراء، والأدلاء، والسقاة، والحراس، والمهاترة المسؤولين عن نصب الخيم .
    .
    يشتهر حي الميدان بالكثير من بنيته الهندسية وخاصة زواياه الفريدة إلى جانب عدد كبير من آثاره المائلة إلى أيامنا هذه، ومنها:
    • جامع منجك، • المدرسة القنشلية، • الزاوية السعدية،• تربة أراق السلحدار،• تربة التينبية، • تربة الشيخ حسن بن المزلق .
    .
    ومن آثار العهد العثماني في الميدان:
    • جامع مراد باشا من أواخر القرن العاشر الهجري،
    • وحمام فتحي من القرن الثاني عشر الهجري،
    إضافة إلى العديد من الدور الفخمة ومن أجملها وأشهرها
    • دار الموصلي • ودار البيطار، اللتان هدمتا مع عدد كبير من الأبنية الأخرى في أواخر السبعينات عند شق أوتوستراد يعرف اليوم بطريق المتحلق الجنوبي .
    .
    جماعة الفتيان
    ======================
    تاريخياً، كانت حماية حي الميدان موكلة دائماً إلى جماعة من شبان الحي عرفوا بلقب الأحداث، أي الفتيان، وكانوا النواة الحقيقية للمقاومة الشعبية ضد الغزاة، وقد اتصفوا بالجرأة والصلابة وسرعة الحركة والمناورة، وكانت لهم تنظيمات شبه صوفية تقوم على مبدأ الفتوة بما تحمله من معاني النجدة والفداء والاستماتة في الدفاع عن الوطن والعرض، وصدق الكلمة، والوفاء بالوعد . وهؤلاء الأحداث كانوا في الواقع الأصل القديم لفئة القبضايات والزكرتية وهذه التسميات شاعت في العهد العثماني . وفي أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا حارب أهل الميدان إلى جانب أشقائهم أهل الشاغور وبقية أحياء دمشق والمدن السورية قوى الاحتلال بضراوة، وكان لهم دور بارز في استقلال سوريا .
    .
    من المستشرقين الذين كتبوا عن حي الميدان (بريجيت مارينو) وقد وصفت الحي العريق وحاراته وأزقته ومساجده ومبانيه.
    .
    وكان عَبَرَ هذا الحي زوارٌ مثل:
    ◘ الأمير فيصل بن الشريف حسين، حين دخل دمشق في الأوَّل من أكتوبر عام 1918، والذي أصبح بعدها مَلِكاً لسوريا. وجرى له استقبال شعبي كبير في بوابة الميدان، وعبر شارع الميدان، وتوقف مرات عدة ليتناول القهوة المُرَّة من وجهاء الحي.
    ◘ وعبَرهُ اللورد «بلفور» وزير خارجية بريطانيا عام 1925، الذي قوبل بتظاهرات صاخبة ورمي بالحجارة من أهالي الحي بسبب وعده الجائر للصهاينة بإقامة وطن لهم في فلسطين، والمعروف بوعد بلفور.
    .
    منطقة الميدان من المناطق القديمة في دمشق، فهي تحتوي على معالم أثرية تجسّد مدينة دمشق بقدمها من مساجد وشوارع وحمامات،
    .
    يشتهر حي الميدان بالعلماء ورجال الدين والفقهاء منهم:
    • محمد الأشمر الذي نفته القوات الفرنسية خارج دمشق
    • وسعيد آغا الحافي
    • ومحمد سعيد دقماق الذي ما يزال منزله إلى الآن موجوداً في حي نعير الميدان حامل طابعه الدمشقي الأصيل.
    وعُرف منهم أيضاً :
    • حسن حبنكة الميداني • وكامل الحافي • وحسين خطاب • و وعبد القادر الأرناؤوط وغيرهم
    .
    في حي الميدان عدد من المساجد التاريخية مثل:
    • جامع الدقاق. • مدرسة وجامع الخانقية. • مسجد منجك. • مسجد مازي.
    • جامع الشيخ محمد الأشمر. • جامع المنصور. • جامع الحسن.
    • وجامع قبة التينبية (الحساني). • جامع الشيخ عبد الغني الغنيمي. • جامع خيرو ياسين
    • جامع زين العابدين
    .
    يعتبر حي الميدان الذي قصفه الفرنسيون مرتين في فترة الانتداب وقد دمِّرت الكثير من معالمه، المركزَ الرئيسي لمطابخ الحلويات والمأكولات في دمشق منذ عشرات السنين التي طوَّر سكانها هذه الصناعة ووسَّعوها لتصل شهرة حلوياتها إلى كل أنحاء العالم وتصبح المدينة العريقة مركزاً عالمياً لهذه الصناعة.
    .
    ويمتدُّ شارع المطبخ الشامي «الميدان» على 3 كم تقريباً، ويزدحم الشارع الرئيسي لحي الميدان العريق بالمشترين وبطاولات العرض التي يضعها أصحاب المحلات على الرصيف ويتفنَّن في تزيينها لجذب الناس، حيث يشهد السوق إقبالاً جيداً من السياح الأجانب والعرب،
    .
    يتداول الدمشقيون ومعهم أبناء المدن السورية الأخرى مثلا شعبيا يقول: الأمة الإسلامية أمة حلوة تحب الحلوى!.. و تذكر الدراسات أن ولع السوريين بالحلويات وخاصة في الأعياد جعلهم من أكثر مستهلكي الحلويات في العالم ليصبحوا في المقابل أحد أهمَّ مصنعي ومصدّري الحلويات الشرقية في العالم،
    .
    تعود شهرة الحلويات الدمشقية إلى فترة الحكم العثماني وذلك لإرضاء الولاة والحكام،
    =AZUKMVv9V0trL6ZeoLu2Bak9eT4jhmVAgIBON8ntqfI5JWgsB fRuy6pNARWj9OvwTuWVDrm9JgwpQZOA-dP6_QKZGBC5BWPtMISuvdf0d5iAIn9dPvV93jOJsxd6q7uDBjn fF7hi2obV4IRoMU3jKJ0kgFMSU_sE2L7ahHfUjdjJtM2xRAzG-73ebNG_imXYQaA&__tn__=*bH-R]
    =AZUKMVv9V0trL6ZeoLu2Bak9eT4jhmVAgIBON8ntqfI5JWgsB fRuy6pNARWj9OvwTuWVDrm9JgwpQZOA-dP6_QKZGBC5BWPtMISuvdf0d5iAIn9dPvV93jOJsxd6q7uDBjn fF7hi2obV4IRoMU3jKJ0kgFMSU_sE2L7ahHfUjdjJtM2xRAzG-73ebNG_imXYQaA&__tn__=*bH-R]
    =AZUKMVv9V0trL6ZeoLu2Bak9eT4jhmVAgIBON8ntqfI5JWgsB fRuy6pNARWj9OvwTuWVDrm9JgwpQZOA-dP6_QKZGBC5BWPtMISuvdf0d5iAIn9dPvV93jOJsxd6q7uDBjn fF7hi2obV4IRoMU3jKJ0kgFMSU_sE2L7ahHfUjdjJtM2xRAzG-73ebNG_imXYQaA&__tn__=*bH-R]
    =AZUKMVv9V0trL6ZeoLu2Bak9eT4jhmVAgIBON8ntqfI5JWgsB fRuy6pNARWj9OvwTuWVDrm9JgwpQZOA-dP6_QKZGBC5BWPtMISuvdf0d5iAIn9dPvV93jOJsxd6q7uDBjn fF7hi2obV4IRoMU3jKJ0kgFMSU_sE2L7ahHfUjdjJtM2xRAzG-73ebNG_imXYQaA&__tn__=*bH-R]
    =AZUKMVv9V0trL6ZeoLu2Bak9eT4jhmVAgIBON8ntqfI5JWgsB fRuy6pNARWj9OvwTuWVDrm9JgwpQZOA-dP6_QKZGBC5BWPtMISuvdf0d5iAIn9dPvV93jOJsxd6q7uDBjn fF7hi2obV4IRoMU3jKJ0kgFMSU_sE2L7ahHfUjdjJtM2xRAzG-73ebNG_imXYQaA&__tn__=*bH-R]
يعمل...
X