" !مأساة إنسانية أخرى شهدها العالم سببها البشر" وهذا ما يمثله فيلم ( فندق رواندا ) الذي لم يكن إنتاجه أمريكيا كما اعتدنا في معظم الأفلام ؛ لأن أمريكا الدولة العظمى وقفت جانبا دون حراك أثناء المجزرة كمواقف عدة عهدناها منها ، فليس من الغريب تتنحى عن إنتاج فيلم يناقض الحقائق ؛فهذه المرة لن لن تستطيع أن تظهر البطلة في هذا السياق الذي كان دورها فيه مخجلا كغيرها من الدول الأوروبية ذات المصالح الاستعمارية ك ( فرنسا ، بريطانيا ، بلجيكا ) بل و قد أججت الصراع في ذلك البلد المنكوب بدل ان تنهيه ،
تحكي قصة حقيقية عن حياة بول روسيساباجينا، مدير الفندق ”ميل كولينز” ذو خمسة نجوم الذي آوى فيه أكثر من 1268 لاجئ من التوتسي الفارين من ميليشيا الهوتو، ومن بين اللاجئين زوجته وأولاده، وهذا ليحميهم من الإبادة الجماعية في روندا في 1994 وذلك بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة.
فلم إنتاج الفيلم بإيدٍ إيطالية و جنوب إفريقية و إخراجه كان إيرلنديًا ، سطع وهج الفيلم في سنة 2004 ، ليحمل معه قصة دولة فـُجـِعت بقتل أبنائها بعضهم بعضا في حرب أهلية في عام 1994 في العاصمة الثكلى ( كيغالي ) ، و هنا يأتي دور بطل الفيلم الذي أنقذ ( 1268 ) شخصا من القتل بلا ذنب في ظل التكاتف الغربي على عدم التدخل بتاتا رغم ما نقله الصحفيون من فظائع تحدث هناك ، كان بإمكان الغرب وقف المذبحة مع ذلك تفرجوا عليها من بعيد ، رواندا الدولة الأفريقية المتواضعة الإمكانيات ، فقدت نصف سكانها البالغ عددهم سبعة ملايين ونصف المليون نسمة في حرب قتلت و هجرت سكانها البسطاء
يمكنك أن تحكي قصة مئات الناجين لترى في أعينهم ذكرى مئات الآلاف من القتلى الذين فقدوهم بشكل شخصي، وهذا هو ما نجح «فندق رواندا» في إيصاله إلى المشاهد. فهذا ليس مجرد فيلم، هذه قصة ستؤثر فيك حتى نهايتها، هذه قصة لن تنساها طالما حييت، هذه قصة الدماء والخذلان والكفاح من أجل الحياة، هذه قصة البطولات الفردية التي يمكنها أن تغير المعادلة.
"الفلم قدً يُتعبكّ نفسياً من شدة القهر والظلم والاستبداد والدماء الموجودة فيهِ ، لكنهُ قطعاً سيثبت لك كيف للإنسان أن يكون متوحشاً ومتعطشاً للدماء فقط لأجل أن يخدم قضاياه من مال أو سلطة أو جاه أو حتى لإشباع رغبتهِ في سفك الدماء وحسب، وهذا للأسف ما يحدث في أنحاء العالم دون أن تتحرك البشرية ساكناً"
آلمتني هذهِ العبارة جداً :
– أنتم مجموعة من السود، أنتم لستم حتى زنوجًا، أنتم “أفارقة”!.
«الجنرال أوليفر» مخاطبًا «بول روسيساباجينا»
تقييم الفيلم في موقع imdb: 8.1