فيلم "العطر .. قصة قاتل" 

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيلم "العطر .. قصة قاتل" 

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	1694293201657.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	101.3 كيلوبايت 
الهوية:	157159
    شغلّ فيلم "العطر .. قصة قاتل" حيّزا مهماً في السرديات السينمائية الألفية، وقوبل عند صدوره بحفاوة في دوائر النقد السينمائي والساحة الفنية عموما. وهو فيلم ألماني يجمع بين الدراما والفانتازيا والجريمة والتشويق، من إخراج "توم تايكور" ومن بطولة "بن ويشا" الذي لعب دور جان بابتست غرونوي، وبرع في أدائه إلى حدّ الإتقان، إلى جانب ممثلين آخرين كداستن هوفمان وآلان ريكمان الذين تركوا بصماتهم الإبداعية على الفيلم السينمائي….. ———————————————-
    يحيط بشخصية غرونوي كما سيطلع لنا من بين السطور، الكثير من الغموض والإبهام ممّا يترك للمشاهد والقارئ الناقد دهشة بناء الاستنتاجات وفسحة تضعيف التأويلات واستجلاء المعاني المُضمرة والمخبوءة ما وراء السرد و ما وراء الصورة. فمن الأبعاد الفلسفية التي يتضمّنها فيلم “العطر” والتي يُشهد ببراعة كاتبه في طرحها، تلك التي تحُوم حول تجربة الكائن مع جسده، وهل من الممكن أن يكون لرائحة الجسد نصيب من إثبات وجود الكائن والوعي بذاته كموجود في العالم؟

    ‎بالعودة إلى النص السينمائي، تتلخّص مشكلة غرونوي في كونه غير معرّف، وحتى الآخرين من حوله لا تكاد تتحسّس وجوده، بل لا وجود له حتى برؤيته لنفسه أثناء استجاباته النكوصية المتملّصة من الألم والافتقاد. وتحت طائلة هذا النزيف النرجسي (الوجودي) بدأ بالبحث عن ذاته، عن رائحته، بعد أن أدرك أنه بلا رائحة تميّزه عن باقي الذوات الأخرى. إنه الجسد المنفيّ الذي يلازمه الغياب. هذا الخواء الجوهري المقدور على غرونوي أن يحمله، سيرسم له عالما كهوفيا تتخطّفه داخله هلاوس ووساوس لادغة ويتُوه في ظلاله المازجة بين الوهم والواقع، مستشعرا أقصى درجات التمزق الكياني و الاضطراب النفسي والعوز

    ‎* ويبرز إبداع المخرج أيضا بالسعي لشد انتباه المشاهد على طول أحداث الفيلم، فضلا عن استخدامه اللقطات المتوسطة والقريبة التي توضح انفعالات الشخصية الرئيسة وطريقة تحسسها للعطور، فضلا عن الموسيقى الرائعة التي رافقت أحداث الفيلم وأعطت روحية لبعض مشاهد الفيلم القاسية

    ‎ بساعتين و نصف تقريبا ,يعطينا فيلم العطر قطعة فنية مميزة تستحق الدراسة, يعطي المشاهدين الفهم العميق و التبصر لجنون العقل عندما يصبح قاتلا محترفا استجابة لغرائزه الهستيرية , انه فيلم كئيب و غامض و مرعب، يركز على الهوس و الهواجس الشخصية لذلك فان الكمال و التوحد و الانعزال الموجودة في الفيلم تمنعه من الدخول في قائمة الافلام التي تعرض الجانب الايجابي من شخصية الانسان. قد لا يستغيثه المشاهدون، لكنّك لن تتوقّف عن مشاهدة، رعبه وسحره طوال مشاهدتك له
    من سلبيات الفلم التغيير في احداث الفيلم كانت متطرّفة وغير متوقّعة ابدا بحيث يحس المشاهد ان هناك فصل مابين اجزاءها اثناء سرد الحوادث و خاصة في الجزء الاخير من الفيلم و هذا يعود بشكل رئيسي الى السيناريو الضعيف نوعا ما و الذي لم يستطع ان يصل الى طبيعة القصة الشديدة الفصامية.
    تقييم الفلم في موقع imdb:7.5
    لمحبي أجواء الحقبة الفكتورية.
يعمل...
X