القبائل الكلدانية القديمة الجزء الثالث
يعكوب ابونا
تحدثنا في البحث السابق عن الكلدانيين البابليين ، الذين اتخذوا السحر والتنجيم والفلك ، مهنة لهم ، فاطلقت عليهم تسمية الكلدانيين ، ويقول هاري ساغز في ص 441 من كتابه عظمة بابل بان "علم التنجيم الذي كان يعني التنبؤات ، التي كانت على نوعين منها ما يؤثر على افراد معينين وهي منتزعه من الحوادث ، ومنها لا تختص شحص معين بل بالبلاد باجمعها او ممثلها الطقوسي وهو الملك ، وهذا النوع من التنبؤات يدعى بالقانوني او الشرعي ، وعلى ضوء اللاهوت البابلي العالمي ، ما يحدث في السماء فان له ما يشابهه على الارض ،" نلاحظ هنا مدى اهمية مفسري هذه التنبؤات ، فلا بد ان يكونوا من الكهنة وليس سواهم ، ومن هنا كان للكهنة الدور الاساسي في التأثير على السلطة والملك ،، ويذكر هيرودوتس في كتابه الاول ص181 " بان معابد انو وسين في جنوب بابل كانت على شكل زقورات على شكل مربع طول 600 قدم وكذلك عرضه يعلو البرج الاول منه الثاني والثالث حتى الثامن وفي اعلى البرج معبد رحب فيه سرير كبير مزين احسن زينه وبقربه منضدة من ذهب ، وهو خلو من اي تمثال ولا احد يقضي فيه الليل ، سوى امرأة ، ينتقيها الاله بنفسه ، على حد قول الكلدانيين كهنة هذا المعبد .." والكلدانيين كما قلنا هم الذين يمارسون السحر والتنجيم " ويقول دولابورت في كتابه بلاد مابين النهرين ص 171 " لاقى الملك نبونئيد ( ملك بابل ) مشاكل عندما اراد ان يصلح التاج الذي تقرب به الملك نبو – ايال – ادين من الاله شمش سيبار في القرن التاسع كان يرغب اعادة صنعه من الذهب ، ولكن شيوخ المدينة قاوموه فاستنبأ ثلاث مرات عرافي شمش وادد، انكروا عليه عزمه ذاك ، انصرف الى الاله مردوخ ، واذ بعرافيه يبينون رفض الالهة لكل تجديد ، فاذعن نبوبئيد لهم وابقى التاج على حاله الاول " نلاحظ هنا سطوة وسيطرة الكلدانيين ودورهم الاساسي والرئيسي في توجيه الملك وتدخلهم بشؤون المملكة ،وكأنهم هم الدولة ، بهذه القوة والجبروت لا يستبعد بان يطلق اسمهم مجازا على الدولة فاسموها الدولة البابلية الكلدانية من قبل الذين عاصروهم او من كتبوا عنهم او تأثروا بهم ، ونلاحظ اهميتهم ودورهم عندما ساهموا باسقاط بابل وفتحوا ابوابها ل قورش عام 539 ق . م بسبب خلافهم مع الملك البابلي نبونئيد ، ومن الملفت للنظر ان لا نجد التسمية الكلدانيـــة في اخبار او الواح ملوك بابل من نبوبلاصر ونبو خذنصر ونبونئيد تلك التسمية لم يطلقوها لا على انفسهم ولا على نسبهم ولا على دولتهم ، بل نجدهم ينسبون انفسهم الى الاكديين كما جاء في الالواح التي اشرنا اليها في المبحث السادس ، وكما جاء في كتاب حكمة الكلدانيين القسم الاول للدكتور حسن فاضل جواد من ص 175 الى ص 216 ،، ومن بحوزته اي معلومه موثقه ليعلنها لكي يستفاد منها القراء في قراءة التاريخ الموثق وليس التاريخ المشوه ، واكون له من الشاكرين ، واما القول ورد اسم الكلدانيين في العهد القديم وعند بعض الكتاب العرب وغيرهم ، نقول الموضوع ليس موضوع ايراد اسمهم هنا او هناك ، بل الذي يهمنا ان يكون اسمهم في بابل وفي غيرها ان تكون التسمية لقوم واحد معروف بصفاته ومواصفاته ، لان اسمهم في بابل كما بينا هو غيره في مناطق اخرى من بلاد الرافدين ، لدرجة كانوا يفرقون بين هؤلاء الكلدان وبين البابليين وسكنتها وملوكها ، كما يشيرالعهد القديم ، في سفر الملوك الثاني العهد القديم /24 .. وحَلَفَ جَدَلْيَا لَهُمْ وَلِرِجَالِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَخَافُوا مِنْ عَبِيد الكلدانيين اسْكُنُوا الأَرْضَ وَتَعَبَّدُوا لِمَلِكِ بَابِلَ فَيَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ ….، ،وفي سفر ايرميا. 35 سَيْفٌ عَلَى الْكِلْدَانِيِّينَ يَقُولُ الرَّبُّ وَعَلَى سُكَّانِ بَابِلَ وَعَلَى رُؤَسَائِهَا وَعَلَى حُكَمَائِهَا. 24 وَأُكَافِئُ بَابِلَ وَكُلَّ سُكَّانِ أَرْضِ الْكِلْدَانِيِّينَ عَلَى كُلِّ شَرِّهِمِ الَّذِي فَعَلُوهُ فِي صِهْيَوْنَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ 28 لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ. هَئَنَذَا أَدْفَعُ هَذِه الْمَدِينة َليَدِ الْكِلْدَانِيِّينَ وَلِيَدِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ فَيَأْخُذُهَا. ..
نستنيج مما جاء اعلاه بان في بابل كان فيها من يُطلق عليهم تسمية الكلدانيين بسبب مهنتهم وعملهم، ولكن لم يكونوا من القبائل الكلدانية التي كانت موجودة خارج بابل ، وفي مناطق مختلفه من بلاد الرافدين ، عن تلك القبائل سنتحدث....
يقول المورخ اليوناني ( سترابون ) بان " الكلدانيين هم من القبائل الجزرية التي كانت تسكن شبه الجزيرة العربية وانهم انحدروا من ( الجرعاء - الجرها - ) الواقعة في اطراف الخليج العربي ، كانت في الاصل موضعا للكلدانيين وكانت ذات تجارة مزدهرة مع اهل بابل ، عن هذا الطريق نزح القوم الى الشمال ،" والجرها كما يقول بطليموس " واقعة في شرق السعودية الحالية وكانت ملتقى القوافل التجارية ،ايام ازدهارها ،" ولكن الملاحظ بان الباحثين لحد اليوم لم يحددوا مكانها ، منهم من قال انها في الاحساء ومن قال انها الجبيل ومنهم قال انها العقير التي تقع على ساحل الخليج ، ولكن مع كل ذلك نعتقد بان هذا التوجه ليس صوابا ، لان التاريخ يؤكد بان تلك المناطق كانت من التوابع الى دول بلاد الرافدين خاصة للامبراطورية الاشورية وبعد سقوطها الت الى الدولة البابلية ( الكلدانية ) ، اذا لا نستبعد بان من ابناء الرافدين سكنوا تلك المناطق وازدهرت بزمنهم واندثرت باندثارهم ، وليس العكس ... وتقول مركريت روثن في كتابها علوم الكلدانيين " فقد كان هناك قبيلة كلدية كانت تسكن في رقعة متاخمة من بابل ، وحال نزوحهم من ارض الجزيرة سكنوا مناطق البوادي غرب الفرات فالخليج العربي .." ان القول بوجود قبيلة كلدية ينسب اليها الكلدان افتراض ليس في محله لانه لم يثبت وجود هذه القبيلة اصلا لا في حوليات الملوك الاشوريين ولا في اخبار حروبهم ، كما لا وجود لها ضمن القبائل او البيوتات الارامية التي يذهب اليها القول بانها اصل القبائل الكلدانية ، التي سنأتي الى ذكرها لاحقا ، وتذكر حياة ابراهيم في ص32 من كتابها نبوخذنصر الثاني:"بان المصادر المسمارية التي جاءتنا من الفترة الاشورية تسمى الاقوام التي استقرت في وسط وجنوبي العراق باسم كلدو وتطلق على مراكز استقرارهم ونفوذهم تسمة مات كلديا اي بلاد كلديا ،وتقول : شاع استخدام مصطلح ( كلدانيون ) في المؤلفات الاجنبية والعربية بتأثير من الاسم في العهد القديم ، الا اننا نميل الى اعتماد اسمهم الصريح الذي اطلقه الاشوريين عليهم دون تحوير فنسميهم ( الكلديين ) وبلادهم كلدو وليس الكلدانيين .. " ولكن الدكتورة لم تبين كيف اتخذت هذه القبائل اسم القبائل الكلدية في وسط وجنوب العراق ، لانه لابد لهذه التسمية من مصدر او سبب ليطلق عليهم هذه التسمية ،،،، اما الدكتور سامي سعيد الاحمد في كتابه تاريخ اللغات الجزرية ص 5-6 "يقول بان اليمن كانت المؤل الاول للكلدانيين ، " طبعا هذا اجتهاد افتراضي ليس الا ، لانه لا يمت للواقع بصلة لافتقاره الى الموضوعية ، لانه لم يقل كيف وجد الكلدانيين في اليمن اصلا ، ؟ ،، والدكتور جواد على في ص 568 من كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام الجزء الاول ، " يقول بان عمان كانت موطن الكلدانيين ومنها انطلقوا شرقا نحو سواحل الخليج العربي ونزحوا منها ليستقروا في بلاد ما بين النهرين ، ونقل هؤلاء معهم خطهم القديم الذي يشبه حروف اللغة العربية القديمه ،وان التنقيبات الاثرية في موقع من جنوبي العراق والخليج العربي ادى الى العثورعلى كتابات ( كلدية ) قديمه كتبت بحروف تشبه الحروف العربية الجنوبية ،" ان هذا الطرح بعيد عن الواقع ، لانه لا يمكن ان يكون مجرد تشابه خط الكتابه وحدة الانتماء ، ونسأل هل كان للعرب خط قبل ان يأخذوا الخط الارامي لكتابة لغتهم ؟؟ فتشابه الخطين لا يثبت وحدة القوم بل يثبت وحدة مصدر الخط ومنشأه فكان مصدرهما واحد في الكتابه ، والا هل نقول الايراني والباكستاني والافغاني هم عرب وهم شعب واحد ، لان خط الكتابه لديهم هو واحد وهو الخط العربي ( الارامي الاصل ) ، اما طه باقر في ص 204 من التاريخ القديم بان " الكلدانيين هم فرع من الاراميين استوطنوا العراق الجنوبي منذ المنتصف الثاني من الالف الثاني قبل الميلاد وعرفوا بالكلدانيين ، " لم يقول لنا كيف عرفوا بهذا الاسم ، لان هذا هو مطلوب معرفته ، وليس قراءة ما كان بعد ان كان ، واعتقد كان بامكان الدكتور لسعة علمه ومعرفته ان يقول الكثير بهذا الصدد ، ولكنه لم يقل ..؟؟ اما الدكتور نعيم فرج في ص 71 من كتابه موجز تاريخ الشرق الادنى القديم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي يقول بان " الكلدانيين هم الاراميين الذين جاءوا الى بلاد الرافدين من منطقة تعرف باسم بلاد البحر قرب الخليج العربي وهم قريبون من البابليين من حيث اصل اللغة لذلك انصهروا بسرعة معهم واصبحت الكلمتان كلداني وبابلي مترادفتين ،" الكثيرون يذهبون الى القول عن علاقة الاراميين بالكلدانيين ، ولكن الواقع التاريخي لبلاد الرافدين لم يثبت بان القبائل الارامية كانوا من بلاد البحر ، بل ان التاريخ يقول بانهم توافدوا الى تلك المناطق من مناطق اخرى خارج بلاد الرافدين الى بلاد البحر،وهذا ما سوف نتحدث عنه لاحقا ... اما هدى بو فرحان فتقول في الجزء 9-10 من كتابها قصة تاريخ الحضارات العربية، " بان اصل الكلدانيون من المؤكد انهم كانوا من القبائل السامية التي نزحت عن بلاد ( امورو) واستقرت في اوساط العراق وهناك عرفت باسم ( الكلدو ) واليها انتسب (الكلدانيون)" المعروف بان هناك الكثير من الاقوام نسبوا الى الساميه ، فمن هم تلك الاقوام السامية التي كانت في بلاد امورو ، لان المعروف اصلا بان بلاد امورو نسبة الى الاموريين اجداد حمورابي وكان موطنه في ماري التي تقع على نهر الفرات ، فهذا الطرح يعوزه الدقه من تحديد القوم اولا ومن اين وكيف عرفوا بالكلدو اوالكلدانيين ولماذا ومتى، ومن اطلق عليهم هذه التسمية ...؟؟؟.. يورد الدكتور احمد سوسه في كتابه العرب واليهود ص 91 " بان الكلدانين هم من القبائل البدوية السامية وقد اشتق اسمهم من قبيلة كلدي،" ينسبهم الى الجزيرة العربية وضمن الهجرات السامية التي يدعون هجرتها الى بلاد الرافدين واستوطنت جنوب العراق " ، وهذا الطرح ثبت وفق علم الاثار والاركولوجيا بان لا اساس له من الصحة ، لان مصطلح الساميين اطلق بالاساس على ابناء سام بن نوح وهذا طبعا يرجع الى النصوص التاريخية الوارده في العهد القديم التي تبين بان موطنهم كان في بلاد الرافدين وفي ارض شنعار وبابل على وجه التحديد ، بالاضافة الى ان كل المعطيات البشرية والانمائية تعطي لبلاد الرافدين قصب السبق في الوجود البشري والتاريخ الحضري وهذا ما تفتقر اليه الجزيرة العربية ، البعض من هؤلاء الكتاب عن قصد موجة ذهب بطروحاته لتعريب واسلمة كل شئ ، تاريخنا وحضارتنا وارجاعها الى ما يسمى بالحضارة العربية والاسلامية التي لا وجود لها اصلا .. لان واقع الفكر العربي والاسلامي ، الذي تتبجح به شعوبنا يفتقر لمقومات حضارية ، فهوغير مهيأ لانتاج حضارة ، بل هم من ساهموا في تدمير الحضارة الانسانية التي كلفت البشرية المئات من السنين لبنائها ، ومن جانب اخر يقول ويفترض بوجود قبيلة كلدو، في الوقت الذي لا وجود تاريخي لهذه القبيلة كما بينا انفا ، لذا نعتقد بان قوله هذا ، كان مجرد افتراض لبناء فكرة تفتقر الى الموضوعية ؟؟؟
اما ايشو مالك في كتابه الاشوريين في التاريخ 1/ 54 يقول من المرجح بان " كلمة كلدو مشتقه من كلمة – كسدو- السامية التي تعنى المنتصر ، " وهذا قد يكون من معاني الكلمة بصفاتها وليس من اصلها الانثروبولوجي ، اما دولابورت في كتابه بلاد مابين النهرين ص 174 يقول " من الممكن ان كلمة كلدو مأخوذه من كلمة كالو وكانت الاخيرة تطلق على طبقة من الكهان الساميين ،" هنا كغيره يقع في خطأ عندما يتجاهل وجود القبائل الكلدية خارج بابل ، وكان كل من سموا كلدانيين هم سحرة ومنجمين ، وهذا الاطلاق ليس في محله ، لانه تداخل بين التسميتين في الوقت الذي هناك اختلاف بين التسميتين وفرق بين المجموعتين ، وكذلك يذهب نجيب ميخائيل في كتابه مصر والشرق الادنى القديم حضارة العراق القديمه ص 173 الى نفس التوجه عندما يقول " بان طبقة الكهنه كالو فقد كانت وراثية وهي طبقه مثقفة ومتعلمه تتقن السحر والتنبؤ والتنجيم ، " ، اما جان بوتيرو في ص 369 من كتابه بلاد الرافدين الكتابه – العقل – الالهة – " بان كلدي او كلدو كان اسم يطلق على قبائل هي من الارجح سامية جاءت بمثابة طلائع للاراميين الذين كانوا على صلة متينه بهم ، واستقر الكلدانيون في الجزء الجنوبي من بلاد البابلية الذي دعي منذئذ ( كلدي ) اي بلاد الكلدانيين ، وامتد الاسم بعدئذ وشمل بابل كلها ، حتى اطلق اسم الكلدانيين على السلالة الاخيرة المستقله في البلاد بعد سنة 609 قبل الميلاد ، " هنا يفترض بان قبائل ارامية جاءت الى جنوب بلاد الرافدين وكان اسمهم كلدو ، وان المنطقة سميت باسمهم ، وهذا خلاف الواقع كما سنبين لاحقا لان ليست هناك قبيلة بهذا الاسم اصلا ضمن جداول القبائل الارامية المعروفه في التاريخ ، ولا يستبعد بانهم هم اخذوا اسم المنطقة وليس العكس ...اما الباحثة حياة ابراهيم في المصدر السابق من كتابها تقول ، " بالنسبة الى علاقة الكلديين بالاراميين فتظهر ان قوة العلاقة بينهم قد حملت البعض الى اعتبارهم قبيلة واحدة ، وعلى الرغم من الاصل المشترك لكل من الكلديين والاراميين والتشابه اللغوي الوثيق بين لغتيهما، فان الحوليات الاشورية تفصل بينهما تماما ، وتكون الاشارة الى كل واحد منهم بشكل مستقل عن الاخر، وكان الاشخاص يميزون حسب انتمائهم الى احدى هاتين المجموعتين ..وتستدل من كتابات الملوك الاشوريين عندما يذكرون الاراميين الى جانب الكلديين والعرب ،بان الاراميين هم غير الكلديين ، ولكن تجاورهم وارتباطهم بمصالح مشتركه كونت بينهم صلات عميقة، واحلاف واتحادات سياسية ضد الاشوريين....." طبيعي ان يكون هناك اختلاف بين الاقوام وان كانوا من اورمية واحدة لان سنة الحياة تقوم على الخلاف واختلاف في تحقيق المصالح فان الخلاف بين الكلدانيين والاراميين والاشوريين الذين كانوا يذكرونهم بانهم اثنان الارامي الى جانب الكلداني لا يعنى بالضرورة انهم لم يكونوا واحد في مرحلة من مراحل تاريخهم وابتعدوا بالمسافات والازمان واختلفت مصالحهم وشؤونهم ، فلا نستبعد شراكة انتمائهم ، وتباعدهم لاحقا وهذا ما سوف نبينه لاحقا ،...
( اوردنا بعضا من المصادر واقتبسنا منها وعلقنا عليها ، وطبعا هناك العشرات غيرها ولكن اكثرها ينحو نفس المنحى لذا اكتفينا بايراد بعضا منها على سبيل المثال وليس الحصر) .. لان الامانه تقتضي ان ننقل حوادث التاريخ ووقائعه كما وردت ولا نشوهها ، و لا نسرق جهد الاخرين او كتاباتهم او افكارهم او رسومهم او شعاراتهم او اعلامهم كما يفعل البعض ليدّعي ما ليس له ، لان التاريخ المعزز بالرقم والالواح الطينية اوالمنقوشه والمرسومه على الحجر ، لا يمكن تزويرها او تحويرها مهما حاول البعض ، نحن على تلك الالواح والمصادر العلمية التاريخية نعتمد في بحثنا ...
يتبع .....سنتحدث عما ورد في حوليات ملوك الاشوريين واصل القبائل الكلدية .....وفق مصادرها الاصلية ....
#رشا_دبيث_ابونا
يعكوب ابونا
تحدثنا في البحث السابق عن الكلدانيين البابليين ، الذين اتخذوا السحر والتنجيم والفلك ، مهنة لهم ، فاطلقت عليهم تسمية الكلدانيين ، ويقول هاري ساغز في ص 441 من كتابه عظمة بابل بان "علم التنجيم الذي كان يعني التنبؤات ، التي كانت على نوعين منها ما يؤثر على افراد معينين وهي منتزعه من الحوادث ، ومنها لا تختص شحص معين بل بالبلاد باجمعها او ممثلها الطقوسي وهو الملك ، وهذا النوع من التنبؤات يدعى بالقانوني او الشرعي ، وعلى ضوء اللاهوت البابلي العالمي ، ما يحدث في السماء فان له ما يشابهه على الارض ،" نلاحظ هنا مدى اهمية مفسري هذه التنبؤات ، فلا بد ان يكونوا من الكهنة وليس سواهم ، ومن هنا كان للكهنة الدور الاساسي في التأثير على السلطة والملك ،، ويذكر هيرودوتس في كتابه الاول ص181 " بان معابد انو وسين في جنوب بابل كانت على شكل زقورات على شكل مربع طول 600 قدم وكذلك عرضه يعلو البرج الاول منه الثاني والثالث حتى الثامن وفي اعلى البرج معبد رحب فيه سرير كبير مزين احسن زينه وبقربه منضدة من ذهب ، وهو خلو من اي تمثال ولا احد يقضي فيه الليل ، سوى امرأة ، ينتقيها الاله بنفسه ، على حد قول الكلدانيين كهنة هذا المعبد .." والكلدانيين كما قلنا هم الذين يمارسون السحر والتنجيم " ويقول دولابورت في كتابه بلاد مابين النهرين ص 171 " لاقى الملك نبونئيد ( ملك بابل ) مشاكل عندما اراد ان يصلح التاج الذي تقرب به الملك نبو – ايال – ادين من الاله شمش سيبار في القرن التاسع كان يرغب اعادة صنعه من الذهب ، ولكن شيوخ المدينة قاوموه فاستنبأ ثلاث مرات عرافي شمش وادد، انكروا عليه عزمه ذاك ، انصرف الى الاله مردوخ ، واذ بعرافيه يبينون رفض الالهة لكل تجديد ، فاذعن نبوبئيد لهم وابقى التاج على حاله الاول " نلاحظ هنا سطوة وسيطرة الكلدانيين ودورهم الاساسي والرئيسي في توجيه الملك وتدخلهم بشؤون المملكة ،وكأنهم هم الدولة ، بهذه القوة والجبروت لا يستبعد بان يطلق اسمهم مجازا على الدولة فاسموها الدولة البابلية الكلدانية من قبل الذين عاصروهم او من كتبوا عنهم او تأثروا بهم ، ونلاحظ اهميتهم ودورهم عندما ساهموا باسقاط بابل وفتحوا ابوابها ل قورش عام 539 ق . م بسبب خلافهم مع الملك البابلي نبونئيد ، ومن الملفت للنظر ان لا نجد التسمية الكلدانيـــة في اخبار او الواح ملوك بابل من نبوبلاصر ونبو خذنصر ونبونئيد تلك التسمية لم يطلقوها لا على انفسهم ولا على نسبهم ولا على دولتهم ، بل نجدهم ينسبون انفسهم الى الاكديين كما جاء في الالواح التي اشرنا اليها في المبحث السادس ، وكما جاء في كتاب حكمة الكلدانيين القسم الاول للدكتور حسن فاضل جواد من ص 175 الى ص 216 ،، ومن بحوزته اي معلومه موثقه ليعلنها لكي يستفاد منها القراء في قراءة التاريخ الموثق وليس التاريخ المشوه ، واكون له من الشاكرين ، واما القول ورد اسم الكلدانيين في العهد القديم وعند بعض الكتاب العرب وغيرهم ، نقول الموضوع ليس موضوع ايراد اسمهم هنا او هناك ، بل الذي يهمنا ان يكون اسمهم في بابل وفي غيرها ان تكون التسمية لقوم واحد معروف بصفاته ومواصفاته ، لان اسمهم في بابل كما بينا هو غيره في مناطق اخرى من بلاد الرافدين ، لدرجة كانوا يفرقون بين هؤلاء الكلدان وبين البابليين وسكنتها وملوكها ، كما يشيرالعهد القديم ، في سفر الملوك الثاني العهد القديم /24 .. وحَلَفَ جَدَلْيَا لَهُمْ وَلِرِجَالِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَخَافُوا مِنْ عَبِيد الكلدانيين اسْكُنُوا الأَرْضَ وَتَعَبَّدُوا لِمَلِكِ بَابِلَ فَيَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ ….، ،وفي سفر ايرميا. 35 سَيْفٌ عَلَى الْكِلْدَانِيِّينَ يَقُولُ الرَّبُّ وَعَلَى سُكَّانِ بَابِلَ وَعَلَى رُؤَسَائِهَا وَعَلَى حُكَمَائِهَا. 24 وَأُكَافِئُ بَابِلَ وَكُلَّ سُكَّانِ أَرْضِ الْكِلْدَانِيِّينَ عَلَى كُلِّ شَرِّهِمِ الَّذِي فَعَلُوهُ فِي صِهْيَوْنَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ 28 لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ. هَئَنَذَا أَدْفَعُ هَذِه الْمَدِينة َليَدِ الْكِلْدَانِيِّينَ وَلِيَدِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ فَيَأْخُذُهَا. ..
نستنيج مما جاء اعلاه بان في بابل كان فيها من يُطلق عليهم تسمية الكلدانيين بسبب مهنتهم وعملهم، ولكن لم يكونوا من القبائل الكلدانية التي كانت موجودة خارج بابل ، وفي مناطق مختلفه من بلاد الرافدين ، عن تلك القبائل سنتحدث....
يقول المورخ اليوناني ( سترابون ) بان " الكلدانيين هم من القبائل الجزرية التي كانت تسكن شبه الجزيرة العربية وانهم انحدروا من ( الجرعاء - الجرها - ) الواقعة في اطراف الخليج العربي ، كانت في الاصل موضعا للكلدانيين وكانت ذات تجارة مزدهرة مع اهل بابل ، عن هذا الطريق نزح القوم الى الشمال ،" والجرها كما يقول بطليموس " واقعة في شرق السعودية الحالية وكانت ملتقى القوافل التجارية ،ايام ازدهارها ،" ولكن الملاحظ بان الباحثين لحد اليوم لم يحددوا مكانها ، منهم من قال انها في الاحساء ومن قال انها الجبيل ومنهم قال انها العقير التي تقع على ساحل الخليج ، ولكن مع كل ذلك نعتقد بان هذا التوجه ليس صوابا ، لان التاريخ يؤكد بان تلك المناطق كانت من التوابع الى دول بلاد الرافدين خاصة للامبراطورية الاشورية وبعد سقوطها الت الى الدولة البابلية ( الكلدانية ) ، اذا لا نستبعد بان من ابناء الرافدين سكنوا تلك المناطق وازدهرت بزمنهم واندثرت باندثارهم ، وليس العكس ... وتقول مركريت روثن في كتابها علوم الكلدانيين " فقد كان هناك قبيلة كلدية كانت تسكن في رقعة متاخمة من بابل ، وحال نزوحهم من ارض الجزيرة سكنوا مناطق البوادي غرب الفرات فالخليج العربي .." ان القول بوجود قبيلة كلدية ينسب اليها الكلدان افتراض ليس في محله لانه لم يثبت وجود هذه القبيلة اصلا لا في حوليات الملوك الاشوريين ولا في اخبار حروبهم ، كما لا وجود لها ضمن القبائل او البيوتات الارامية التي يذهب اليها القول بانها اصل القبائل الكلدانية ، التي سنأتي الى ذكرها لاحقا ، وتذكر حياة ابراهيم في ص32 من كتابها نبوخذنصر الثاني:"بان المصادر المسمارية التي جاءتنا من الفترة الاشورية تسمى الاقوام التي استقرت في وسط وجنوبي العراق باسم كلدو وتطلق على مراكز استقرارهم ونفوذهم تسمة مات كلديا اي بلاد كلديا ،وتقول : شاع استخدام مصطلح ( كلدانيون ) في المؤلفات الاجنبية والعربية بتأثير من الاسم في العهد القديم ، الا اننا نميل الى اعتماد اسمهم الصريح الذي اطلقه الاشوريين عليهم دون تحوير فنسميهم ( الكلديين ) وبلادهم كلدو وليس الكلدانيين .. " ولكن الدكتورة لم تبين كيف اتخذت هذه القبائل اسم القبائل الكلدية في وسط وجنوب العراق ، لانه لابد لهذه التسمية من مصدر او سبب ليطلق عليهم هذه التسمية ،،،، اما الدكتور سامي سعيد الاحمد في كتابه تاريخ اللغات الجزرية ص 5-6 "يقول بان اليمن كانت المؤل الاول للكلدانيين ، " طبعا هذا اجتهاد افتراضي ليس الا ، لانه لا يمت للواقع بصلة لافتقاره الى الموضوعية ، لانه لم يقل كيف وجد الكلدانيين في اليمن اصلا ، ؟ ،، والدكتور جواد على في ص 568 من كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام الجزء الاول ، " يقول بان عمان كانت موطن الكلدانيين ومنها انطلقوا شرقا نحو سواحل الخليج العربي ونزحوا منها ليستقروا في بلاد ما بين النهرين ، ونقل هؤلاء معهم خطهم القديم الذي يشبه حروف اللغة العربية القديمه ،وان التنقيبات الاثرية في موقع من جنوبي العراق والخليج العربي ادى الى العثورعلى كتابات ( كلدية ) قديمه كتبت بحروف تشبه الحروف العربية الجنوبية ،" ان هذا الطرح بعيد عن الواقع ، لانه لا يمكن ان يكون مجرد تشابه خط الكتابه وحدة الانتماء ، ونسأل هل كان للعرب خط قبل ان يأخذوا الخط الارامي لكتابة لغتهم ؟؟ فتشابه الخطين لا يثبت وحدة القوم بل يثبت وحدة مصدر الخط ومنشأه فكان مصدرهما واحد في الكتابه ، والا هل نقول الايراني والباكستاني والافغاني هم عرب وهم شعب واحد ، لان خط الكتابه لديهم هو واحد وهو الخط العربي ( الارامي الاصل ) ، اما طه باقر في ص 204 من التاريخ القديم بان " الكلدانيين هم فرع من الاراميين استوطنوا العراق الجنوبي منذ المنتصف الثاني من الالف الثاني قبل الميلاد وعرفوا بالكلدانيين ، " لم يقول لنا كيف عرفوا بهذا الاسم ، لان هذا هو مطلوب معرفته ، وليس قراءة ما كان بعد ان كان ، واعتقد كان بامكان الدكتور لسعة علمه ومعرفته ان يقول الكثير بهذا الصدد ، ولكنه لم يقل ..؟؟ اما الدكتور نعيم فرج في ص 71 من كتابه موجز تاريخ الشرق الادنى القديم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي يقول بان " الكلدانيين هم الاراميين الذين جاءوا الى بلاد الرافدين من منطقة تعرف باسم بلاد البحر قرب الخليج العربي وهم قريبون من البابليين من حيث اصل اللغة لذلك انصهروا بسرعة معهم واصبحت الكلمتان كلداني وبابلي مترادفتين ،" الكثيرون يذهبون الى القول عن علاقة الاراميين بالكلدانيين ، ولكن الواقع التاريخي لبلاد الرافدين لم يثبت بان القبائل الارامية كانوا من بلاد البحر ، بل ان التاريخ يقول بانهم توافدوا الى تلك المناطق من مناطق اخرى خارج بلاد الرافدين الى بلاد البحر،وهذا ما سوف نتحدث عنه لاحقا ... اما هدى بو فرحان فتقول في الجزء 9-10 من كتابها قصة تاريخ الحضارات العربية، " بان اصل الكلدانيون من المؤكد انهم كانوا من القبائل السامية التي نزحت عن بلاد ( امورو) واستقرت في اوساط العراق وهناك عرفت باسم ( الكلدو ) واليها انتسب (الكلدانيون)" المعروف بان هناك الكثير من الاقوام نسبوا الى الساميه ، فمن هم تلك الاقوام السامية التي كانت في بلاد امورو ، لان المعروف اصلا بان بلاد امورو نسبة الى الاموريين اجداد حمورابي وكان موطنه في ماري التي تقع على نهر الفرات ، فهذا الطرح يعوزه الدقه من تحديد القوم اولا ومن اين وكيف عرفوا بالكلدو اوالكلدانيين ولماذا ومتى، ومن اطلق عليهم هذه التسمية ...؟؟؟.. يورد الدكتور احمد سوسه في كتابه العرب واليهود ص 91 " بان الكلدانين هم من القبائل البدوية السامية وقد اشتق اسمهم من قبيلة كلدي،" ينسبهم الى الجزيرة العربية وضمن الهجرات السامية التي يدعون هجرتها الى بلاد الرافدين واستوطنت جنوب العراق " ، وهذا الطرح ثبت وفق علم الاثار والاركولوجيا بان لا اساس له من الصحة ، لان مصطلح الساميين اطلق بالاساس على ابناء سام بن نوح وهذا طبعا يرجع الى النصوص التاريخية الوارده في العهد القديم التي تبين بان موطنهم كان في بلاد الرافدين وفي ارض شنعار وبابل على وجه التحديد ، بالاضافة الى ان كل المعطيات البشرية والانمائية تعطي لبلاد الرافدين قصب السبق في الوجود البشري والتاريخ الحضري وهذا ما تفتقر اليه الجزيرة العربية ، البعض من هؤلاء الكتاب عن قصد موجة ذهب بطروحاته لتعريب واسلمة كل شئ ، تاريخنا وحضارتنا وارجاعها الى ما يسمى بالحضارة العربية والاسلامية التي لا وجود لها اصلا .. لان واقع الفكر العربي والاسلامي ، الذي تتبجح به شعوبنا يفتقر لمقومات حضارية ، فهوغير مهيأ لانتاج حضارة ، بل هم من ساهموا في تدمير الحضارة الانسانية التي كلفت البشرية المئات من السنين لبنائها ، ومن جانب اخر يقول ويفترض بوجود قبيلة كلدو، في الوقت الذي لا وجود تاريخي لهذه القبيلة كما بينا انفا ، لذا نعتقد بان قوله هذا ، كان مجرد افتراض لبناء فكرة تفتقر الى الموضوعية ؟؟؟
اما ايشو مالك في كتابه الاشوريين في التاريخ 1/ 54 يقول من المرجح بان " كلمة كلدو مشتقه من كلمة – كسدو- السامية التي تعنى المنتصر ، " وهذا قد يكون من معاني الكلمة بصفاتها وليس من اصلها الانثروبولوجي ، اما دولابورت في كتابه بلاد مابين النهرين ص 174 يقول " من الممكن ان كلمة كلدو مأخوذه من كلمة كالو وكانت الاخيرة تطلق على طبقة من الكهان الساميين ،" هنا كغيره يقع في خطأ عندما يتجاهل وجود القبائل الكلدية خارج بابل ، وكان كل من سموا كلدانيين هم سحرة ومنجمين ، وهذا الاطلاق ليس في محله ، لانه تداخل بين التسميتين في الوقت الذي هناك اختلاف بين التسميتين وفرق بين المجموعتين ، وكذلك يذهب نجيب ميخائيل في كتابه مصر والشرق الادنى القديم حضارة العراق القديمه ص 173 الى نفس التوجه عندما يقول " بان طبقة الكهنه كالو فقد كانت وراثية وهي طبقه مثقفة ومتعلمه تتقن السحر والتنبؤ والتنجيم ، " ، اما جان بوتيرو في ص 369 من كتابه بلاد الرافدين الكتابه – العقل – الالهة – " بان كلدي او كلدو كان اسم يطلق على قبائل هي من الارجح سامية جاءت بمثابة طلائع للاراميين الذين كانوا على صلة متينه بهم ، واستقر الكلدانيون في الجزء الجنوبي من بلاد البابلية الذي دعي منذئذ ( كلدي ) اي بلاد الكلدانيين ، وامتد الاسم بعدئذ وشمل بابل كلها ، حتى اطلق اسم الكلدانيين على السلالة الاخيرة المستقله في البلاد بعد سنة 609 قبل الميلاد ، " هنا يفترض بان قبائل ارامية جاءت الى جنوب بلاد الرافدين وكان اسمهم كلدو ، وان المنطقة سميت باسمهم ، وهذا خلاف الواقع كما سنبين لاحقا لان ليست هناك قبيلة بهذا الاسم اصلا ضمن جداول القبائل الارامية المعروفه في التاريخ ، ولا يستبعد بانهم هم اخذوا اسم المنطقة وليس العكس ...اما الباحثة حياة ابراهيم في المصدر السابق من كتابها تقول ، " بالنسبة الى علاقة الكلديين بالاراميين فتظهر ان قوة العلاقة بينهم قد حملت البعض الى اعتبارهم قبيلة واحدة ، وعلى الرغم من الاصل المشترك لكل من الكلديين والاراميين والتشابه اللغوي الوثيق بين لغتيهما، فان الحوليات الاشورية تفصل بينهما تماما ، وتكون الاشارة الى كل واحد منهم بشكل مستقل عن الاخر، وكان الاشخاص يميزون حسب انتمائهم الى احدى هاتين المجموعتين ..وتستدل من كتابات الملوك الاشوريين عندما يذكرون الاراميين الى جانب الكلديين والعرب ،بان الاراميين هم غير الكلديين ، ولكن تجاورهم وارتباطهم بمصالح مشتركه كونت بينهم صلات عميقة، واحلاف واتحادات سياسية ضد الاشوريين....." طبيعي ان يكون هناك اختلاف بين الاقوام وان كانوا من اورمية واحدة لان سنة الحياة تقوم على الخلاف واختلاف في تحقيق المصالح فان الخلاف بين الكلدانيين والاراميين والاشوريين الذين كانوا يذكرونهم بانهم اثنان الارامي الى جانب الكلداني لا يعنى بالضرورة انهم لم يكونوا واحد في مرحلة من مراحل تاريخهم وابتعدوا بالمسافات والازمان واختلفت مصالحهم وشؤونهم ، فلا نستبعد شراكة انتمائهم ، وتباعدهم لاحقا وهذا ما سوف نبينه لاحقا ،...
( اوردنا بعضا من المصادر واقتبسنا منها وعلقنا عليها ، وطبعا هناك العشرات غيرها ولكن اكثرها ينحو نفس المنحى لذا اكتفينا بايراد بعضا منها على سبيل المثال وليس الحصر) .. لان الامانه تقتضي ان ننقل حوادث التاريخ ووقائعه كما وردت ولا نشوهها ، و لا نسرق جهد الاخرين او كتاباتهم او افكارهم او رسومهم او شعاراتهم او اعلامهم كما يفعل البعض ليدّعي ما ليس له ، لان التاريخ المعزز بالرقم والالواح الطينية اوالمنقوشه والمرسومه على الحجر ، لا يمكن تزويرها او تحويرها مهما حاول البعض ، نحن على تلك الالواح والمصادر العلمية التاريخية نعتمد في بحثنا ...
يتبع .....سنتحدث عما ورد في حوليات ملوك الاشوريين واصل القبائل الكلدية .....وفق مصادرها الاصلية ....
#رشا_دبيث_ابونا