الفييري (فتوري)
Alfieri (Vittorio-) - Alfieri (Vittorio-)
ألفييري (فتوريو ـ)
(1749 ـ 1803)
فتوريو ألفييري Vittorio Alfieri شاعر وكاتب مسرحي إيطالي ولد في مدينة إستي في إقليم بيمونتي Piémonte وتوفي في فلورنسة.
بدأ دراسته في بيئته العائلية أولاً ثم تابعها عام 1758 في أكاديمية النبلاء العسكرية في مدينة تورينو التي كانت تُعد آنذاك من أشهر المدارس في أوربة، وقد وجد صعوبات كثيرة حالت بينه وبين الانسجام مع البيئة والحياة اليومية في هذه الأكاديمية فغادرها في السابعة عشرة من عمره.
قضى ألفييري بضعة أشهر في الجيش حصل في أثنائها على رضى رؤسائه مع كراهيته العميقة للحياة العسكرية، وقام بعد ذلك بجولات متتالية في أوربة شملت إيطالية وفرنسة وإنكلترة وهولندة وبلاد الشمال وروسية والنمسة مبدياً اهتماماً كبيراً بحضاراتها وثقافاتها وسياساتها. وتعرف مشاكل العصر، وساعده هذا في رسم أهدافه فبدا جريئاً في التعبير عن أفكاره محباً للحرية مقاوماً للاضطهاد.
عاش الكاتب مغامرات عاطفية كان أولها مع الحسناء الإنكليزية بنلوبه Penelope التي التقاها في دوفر عام 1792 ونشب بينه وبين زوجها خلاف كاد يشوه صورته في بلاط تورينو. كذلك التقى لويزه شتالبرغ Luiese Stahlberg التي هجرت زوجها في إنكلترة لترافق ألفييري وتعيش معه في مقاطعة الإلزاس. ولما كانت قد حصلت على نفقة بعد طلاقها من الأمير إدوارد فقد استطاعت أن تموّل بعض مشاريع ألفييري في تربية الخيول وطباعة المؤلفات.
اتجه ألفييري نحو الثقافة الكلاسيكية والآداب الفرنسية القديم منها والمعاصر وكان معجباً بإلفسيوس ودوكلو ومونتينْي وسوفوكليس وبلوتارخس، وماكيافيلي، وكذلك فلاسفة القرن الثامن عشر في فرنسة أمثال فولتير ومونتسكيو. ودرس دانتي وبتراركه وأرسطو بحماسة. وانتمى في شبابه إلى الماسونية وبقي مخلصاً لعقيدتها مع ابتعاده عنها. كما أنه استنكر التدين والكاثوليكية، إلى حد بعيد.
ألّف ألفييري فور عودته إلى إيطالية مسرحيات كثيرة هادفة متوخياً إيجاد مسرح إيطالي يحفز الإيطاليين على التحرك بعد أن تعرفوّا ماضيهم الباهر. أشهر مؤلفاته: «اليوميات» (1774-1777)Journaux ومسرحيات: «كليوباترا» Cleopatra و«شاؤول» Saül و«ميروبه» Merope و«فيليب» Philippe و«بولينيس» Polinice و«أنتيغون» Antigone و«فرغينيا» Virginia و«أغاممنون» Agamemnon و«أورست» Oreste و«روزموند» Rosamonde و«أوكتافيا» Octavia و«تيموليون» Timoléon و«بروتوس الأول» Bruto primo و«بروتوس الثاني» Bruto secondo و«دون غارسيا» Don Garcia و«أجيس» Agis و«ماريا ستيوارت» Marie Stuart و«مؤامرة الباتزي» La congura dei Pazzi و«سوفونِسبه» Sophonisbe و«ميرا» Mirra. وقد بلغ عدد مسرحياته العشرين عام 1790.
يُضاف إلى ذلك مسرحياته الهزلية: «الأهاجي» Satire و«ميزوغالّو» Misogallo و«هابيل» Abel و«الواحد» L'uno و«الكثيرون» I molti و«الطلاق» Il divorzio و«الكوّه» La finestrina وغيرها.
استلهم ألفييري معظم مسرحياته من الآداب اليونانية واللاتينية وعبّر فيها عن مأساته الشخصية، مأساة الرجل الذي يشعر بقوة مجهولة خارقة تسيطر على الإنسان ومصيره. وتتركز هذه المأساة على مقاومة الظالمين المستبدين ومساعدة المقهورين المستعبدين فكلهم على حد قوله خاسرون. ويبدو أن أحداث الثورة الفرنسية عام 1789 التي عاش بعضها في باريس قد أثرت فيه كثيراً فبدا كئيباً متشائماً. وهذا ما دفعه إلى إعطاء الأهمية في مسرحياته للبطولات وحب النضال والموت والتطلع إلى الحرية الفردية، وأسهم هذا في شهرته، إذ ظهر رائداً لحركة التحرر يحث الجماهير على اليقظة للتخلص من الاضطهاد.
وكان القلم وسيلة يستخدمها لإثبات وجوده وتحريض الجماهير ودفعها إلى الانتفاضة وظهر ذلك في كتاباته السياسية: «الطغيان» Della tirannide و«رثاء بلين» Il Panegirico di Plinio و«من أجل تراجان» Per Trajan و«الفضيلة المجهولة» Della virtu sconosciuta و«باريس الباستيل» Sbastigliato و«الأمير والآداب» Du principe e delle lettre.
وفي مؤلفه هذا الأخير يمجد ألفييري الكاتب وينتقد الحكم والفساد ويبيّن التناقض بين الرعية والكتّاب ويتحدث عن العلاقات بين الأمير ورجال الفن ورجال الدين. ويختم مؤلفه هذا بنداء لتحرير بلده من الظالمين آملاً في مستقبل زاهر وبراق. وقد عبر عن تجربته في النضال الفكري في سيرة حياته La vita ثم أظهر في مجموعته الشعرية «القوافي» Les rimes إخفاقه وعجزه عن النضال ثم ابتعاده عن طريق الثورة وسلوكه طريق الانزواء.
أثار ألفييري اهتمام النقاد فوجد فيه الكاتب الإيطالي أوغو فوسكولو مثالاً للدأب والحماسة وقوة الإرادة، ووجد الشاعر الفرنسي أندريه شينييه أنه أنعش في مسرحياته وفي قصائده الشعرية اللغة المحلية «التوسكانية» Toscane. أما الكاتب الفرنسي ستاندال فوجد أن ألفييري حذا حذو الفرنسيين في مجال المسرح. ويقول ريمي غورمون: إنه شاعر درامي حقاً، ويضيف بول سيرفان أن ما يسيء إلى ألفييري هو عدم إمكانية فصله عن كورني وراسين، إلا أن شخصيته وخصائصه تبرز عند مقارنته بالرومانسيين.
عاش ألفييري في عصر الثورة الفرنسية، وترك أثراً كبيراً في قرائه بمحاربته الاستعباد وتحريضه على حب الحرية والنهضة والاستقرار. ويُعد أحد أبناء عصر الفلاسفة في القرن الثامن عشر.
نجيب حداد
Alfieri (Vittorio-) - Alfieri (Vittorio-)
ألفييري (فتوريو ـ)
(1749 ـ 1803)
فتوريو ألفييري Vittorio Alfieri شاعر وكاتب مسرحي إيطالي ولد في مدينة إستي في إقليم بيمونتي Piémonte وتوفي في فلورنسة.
بدأ دراسته في بيئته العائلية أولاً ثم تابعها عام 1758 في أكاديمية النبلاء العسكرية في مدينة تورينو التي كانت تُعد آنذاك من أشهر المدارس في أوربة، وقد وجد صعوبات كثيرة حالت بينه وبين الانسجام مع البيئة والحياة اليومية في هذه الأكاديمية فغادرها في السابعة عشرة من عمره.
قضى ألفييري بضعة أشهر في الجيش حصل في أثنائها على رضى رؤسائه مع كراهيته العميقة للحياة العسكرية، وقام بعد ذلك بجولات متتالية في أوربة شملت إيطالية وفرنسة وإنكلترة وهولندة وبلاد الشمال وروسية والنمسة مبدياً اهتماماً كبيراً بحضاراتها وثقافاتها وسياساتها. وتعرف مشاكل العصر، وساعده هذا في رسم أهدافه فبدا جريئاً في التعبير عن أفكاره محباً للحرية مقاوماً للاضطهاد.
عاش الكاتب مغامرات عاطفية كان أولها مع الحسناء الإنكليزية بنلوبه Penelope التي التقاها في دوفر عام 1792 ونشب بينه وبين زوجها خلاف كاد يشوه صورته في بلاط تورينو. كذلك التقى لويزه شتالبرغ Luiese Stahlberg التي هجرت زوجها في إنكلترة لترافق ألفييري وتعيش معه في مقاطعة الإلزاس. ولما كانت قد حصلت على نفقة بعد طلاقها من الأمير إدوارد فقد استطاعت أن تموّل بعض مشاريع ألفييري في تربية الخيول وطباعة المؤلفات.
اتجه ألفييري نحو الثقافة الكلاسيكية والآداب الفرنسية القديم منها والمعاصر وكان معجباً بإلفسيوس ودوكلو ومونتينْي وسوفوكليس وبلوتارخس، وماكيافيلي، وكذلك فلاسفة القرن الثامن عشر في فرنسة أمثال فولتير ومونتسكيو. ودرس دانتي وبتراركه وأرسطو بحماسة. وانتمى في شبابه إلى الماسونية وبقي مخلصاً لعقيدتها مع ابتعاده عنها. كما أنه استنكر التدين والكاثوليكية، إلى حد بعيد.
ألّف ألفييري فور عودته إلى إيطالية مسرحيات كثيرة هادفة متوخياً إيجاد مسرح إيطالي يحفز الإيطاليين على التحرك بعد أن تعرفوّا ماضيهم الباهر. أشهر مؤلفاته: «اليوميات» (1774-1777)Journaux ومسرحيات: «كليوباترا» Cleopatra و«شاؤول» Saül و«ميروبه» Merope و«فيليب» Philippe و«بولينيس» Polinice و«أنتيغون» Antigone و«فرغينيا» Virginia و«أغاممنون» Agamemnon و«أورست» Oreste و«روزموند» Rosamonde و«أوكتافيا» Octavia و«تيموليون» Timoléon و«بروتوس الأول» Bruto primo و«بروتوس الثاني» Bruto secondo و«دون غارسيا» Don Garcia و«أجيس» Agis و«ماريا ستيوارت» Marie Stuart و«مؤامرة الباتزي» La congura dei Pazzi و«سوفونِسبه» Sophonisbe و«ميرا» Mirra. وقد بلغ عدد مسرحياته العشرين عام 1790.
يُضاف إلى ذلك مسرحياته الهزلية: «الأهاجي» Satire و«ميزوغالّو» Misogallo و«هابيل» Abel و«الواحد» L'uno و«الكثيرون» I molti و«الطلاق» Il divorzio و«الكوّه» La finestrina وغيرها.
استلهم ألفييري معظم مسرحياته من الآداب اليونانية واللاتينية وعبّر فيها عن مأساته الشخصية، مأساة الرجل الذي يشعر بقوة مجهولة خارقة تسيطر على الإنسان ومصيره. وتتركز هذه المأساة على مقاومة الظالمين المستبدين ومساعدة المقهورين المستعبدين فكلهم على حد قوله خاسرون. ويبدو أن أحداث الثورة الفرنسية عام 1789 التي عاش بعضها في باريس قد أثرت فيه كثيراً فبدا كئيباً متشائماً. وهذا ما دفعه إلى إعطاء الأهمية في مسرحياته للبطولات وحب النضال والموت والتطلع إلى الحرية الفردية، وأسهم هذا في شهرته، إذ ظهر رائداً لحركة التحرر يحث الجماهير على اليقظة للتخلص من الاضطهاد.
وكان القلم وسيلة يستخدمها لإثبات وجوده وتحريض الجماهير ودفعها إلى الانتفاضة وظهر ذلك في كتاباته السياسية: «الطغيان» Della tirannide و«رثاء بلين» Il Panegirico di Plinio و«من أجل تراجان» Per Trajan و«الفضيلة المجهولة» Della virtu sconosciuta و«باريس الباستيل» Sbastigliato و«الأمير والآداب» Du principe e delle lettre.
وفي مؤلفه هذا الأخير يمجد ألفييري الكاتب وينتقد الحكم والفساد ويبيّن التناقض بين الرعية والكتّاب ويتحدث عن العلاقات بين الأمير ورجال الفن ورجال الدين. ويختم مؤلفه هذا بنداء لتحرير بلده من الظالمين آملاً في مستقبل زاهر وبراق. وقد عبر عن تجربته في النضال الفكري في سيرة حياته La vita ثم أظهر في مجموعته الشعرية «القوافي» Les rimes إخفاقه وعجزه عن النضال ثم ابتعاده عن طريق الثورة وسلوكه طريق الانزواء.
أثار ألفييري اهتمام النقاد فوجد فيه الكاتب الإيطالي أوغو فوسكولو مثالاً للدأب والحماسة وقوة الإرادة، ووجد الشاعر الفرنسي أندريه شينييه أنه أنعش في مسرحياته وفي قصائده الشعرية اللغة المحلية «التوسكانية» Toscane. أما الكاتب الفرنسي ستاندال فوجد أن ألفييري حذا حذو الفرنسيين في مجال المسرح. ويقول ريمي غورمون: إنه شاعر درامي حقاً، ويضيف بول سيرفان أن ما يسيء إلى ألفييري هو عدم إمكانية فصله عن كورني وراسين، إلا أن شخصيته وخصائصه تبرز عند مقارنته بالرومانسيين.
عاش ألفييري في عصر الثورة الفرنسية، وترك أثراً كبيراً في قرائه بمحاربته الاستعباد وتحريضه على حب الحرية والنهضة والاستقرار. ويُعد أحد أبناء عصر الفلاسفة في القرن الثامن عشر.
نجيب حداد