رائد أنضوني مخرج «اصطياد الأشباح»: فيلمي الروائي الطويل الأول ليس بعيداً عن روح الوثائقي
رام الله ـ «سينماتوغراف»: يوسف الشايب
“علاقتي بالفنون الأدائية والبصرية بدأت من بوابة المسرح والرقص الشعبي يافعاً، ثم علاقتي بالكاميرا، التي جعلتني أعشق الفيديو والفوتوغراف”. باختصار، هكذا تشكّلت بدايات مبدعٍ فلسطينيٍّ سيكون له شأنٌ كبيرٌ في القطاع السينمائي بعد سنوات من تلك التشابكات مع الفنون بتعدُّدها وتنوع أشكالها، فكان ما حقَّقَهُ ولا يزال المخرج والمنتج رائد أنضوني، صاحب رائعة “اصطياد الأشباح“.
قال أنضوني على هامش فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان أيام فلسطين السينمائية: بدأت علاقتي في مسرح الهواة داخل المراكز الاجتماعية حين كنت في الخامسة عشرة من عمري، وكنت نشِطاً في مجال المسرح خلال دراستي بجامعة بيت لحم، وتحديداً في سنتي الأولى هناك، قبل اعتقالي من قوات الاحتلال العام، لأخرج مع بدايات انتفاضة العام 1987.. بسبب هذا الاعتقال الذي لا يُذْكَر أمام تضحيات أبناء شعبنا الكبيرة، مُنِعْتُ من السفر لسبع سنوات، وهو ما حال دون تحقيق رغبتي بدراسة المسرح.
وتابع أنضوني: في ذلك الوقت كان خالي يملك كاميرا فيديو لتصوير حفلات الزفاف، وابن خالي الصحافي وليد صبابا يعمل في استوديو تصوير. كاميرا خالي سحرتني وكذلك عالم التصوير الخاص بوليد، وخاصةً عالم تحميض الصور وما يتعلّق بخلط الألوان. في وقتٍ لاحقٍ اشترى لي شقيقي كاميرا فيديو، وعملت في تصوير حفلات الأعراس وغيرها، ومن ثم ابتَعْتُ آلةَ تحميض الصور، وهو عالم قادني إلى ذات سحر عالم “دمج الألوان” في السينما.. هذه الكاميرا ساعدتني في بناء الخدعة عبر الصورة، وتركيب مشهد بجوار آخر. لذا يمكنني القول إنني في عالم السينما علّمتُ نفسي بنفسي، أو بمعنى أدَقّ الحياة هي من علّمتني.
بعد ذلك اتَّجَهَ أنضوني إلى تصوير الإعلانات (الدعايات)، فأسَّسَ شركةً متخصِّصَةً في ذلك، وأنتج عديد الإعلانات لشركات فلسطينية من مختلف محافظات الضفة الغربية، و”هذا نابعٌ من انبهاري بالصورة عملياً، كان ذلك في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وأتذكر أنني كنت أصوّر الإعلانات في فلسطين، وأنفّذ عمليات المونتاج في عمّان، لعدم توفر غرفة مونتاج لدينا“.
ومع الوقت بدأ أنضوني يكتشف عالم السينما، ويرتفع منسوب شغفه بالأفلام.. “بدأتُ منتجاً، بحيث أنجزت أفلاماً لعديد المخرجين الفلسطينيين بينهم المخرج رشيد مشهراوي ونزار حسن وغيرهم كثيرون