لا تخدعوا انفسكم !
الفن الذي لا يطابق حرفيا مظاهر الأشياء ليس عبثا شكلانيا بلا ضوابط، ولا علاقة تطابق بينه وبين رسوم الأطفال حتى لو بدا لنا ذلك من أول نظرة.
عين المتلقي الخبيرة تدرك أن تحت طبقة التحوير والتشويه والبساطة المتناهية وحتى القبح الظاهري، تكمن قيم تكوينية ونوعيات من البث فائقة الجمال.
العين الخبيرة تميز جيدا بين الغث و السمين. وتدرك أن ذات القيم الجمالية تكمن تحت السطح، سواء كان العمل الفني اكاديميا واقعيا او فنا حديثا بكل اتجاهاته: تشخيصية كانت، أم تجريدية.
من يريد ان يتواصل مع الفن بشكل عميق، عليه اولا ان يتعلم ويدرك هوية ومعاني البنى الداخلية للأعمال الفنية بشقيها التكويني الشكلي والخطابي الدلالي، وان لا يعول أو يحتكم فقط على المهارة اليدوية أو الخطاب العاطفي السطحي.
فمن أجل إدراك عميق، قم باختيار لوحتين من متصفح غوغل، أولهما: واحدة من لوحات زهور النيلوفر للانطباعي العتيد مونييه، أما الثانية، فلتكن لأي كان من الرسامين، ولكن بشرط أن تكون على درجة عالية من التطابق الحرفي الفوتوغرافي للموضوع المرسوم، وقم بالتعرف على ذوقك بنفسك، وكيف يعمل مع اللوحتين، فإن كنت في أول الطريق، وليست لديك عينين خبيرتين ولم تمرّن ذائقتك بشكل جيد، ستجد ان ذوقك يميل بقوة الى الصورة المتطابقة حرفيا مع الزهور، في الوقت الذي تجد فيه ان زهور مونييه مرسومة بطريقة مشوشة ومربكة وارتجالية. حينها فقط ستفهم تماما ما أعني.
ثم خذ لوحة احذية الفلاح لفنسنت فان كوخ وانظر اليها، ثم اسأل نفسك: ما الذي أركز تفكيري عليه في هذه اللوحة؟ ثم اجب بصدق ولا تخدع نفسك، فإن كنت تركز على موضوع اللوحة كمقياس لتذوقها فسوف تفهم ما عنيته، اذ انك لا تنظر إلى الرسم بل الى موضوعه فقط، وعليه فأنت واحد ممن يعتقدون بأن الموضوع الجميل هو السبب في صناعة العمل الجميل وليس الرسم ذاته، وأحذية الفلاح ياعزيزي ليست جميلة، أليس كذلك؟
وهكذا سيكون الحال مع لوحة الثور المذبوح لرامبرانت، وقناني الايطالي موراندي الفارغة، ومربعات جوزيف البرس الملونة التي هي آيات من آيات تأريخ الفن.
الفن الذي لا يطابق حرفيا مظاهر الأشياء ليس عبثا شكلانيا بلا ضوابط، ولا علاقة تطابق بينه وبين رسوم الأطفال حتى لو بدا لنا ذلك من أول نظرة.
عين المتلقي الخبيرة تدرك أن تحت طبقة التحوير والتشويه والبساطة المتناهية وحتى القبح الظاهري، تكمن قيم تكوينية ونوعيات من البث فائقة الجمال.
العين الخبيرة تميز جيدا بين الغث و السمين. وتدرك أن ذات القيم الجمالية تكمن تحت السطح، سواء كان العمل الفني اكاديميا واقعيا او فنا حديثا بكل اتجاهاته: تشخيصية كانت، أم تجريدية.
من يريد ان يتواصل مع الفن بشكل عميق، عليه اولا ان يتعلم ويدرك هوية ومعاني البنى الداخلية للأعمال الفنية بشقيها التكويني الشكلي والخطابي الدلالي، وان لا يعول أو يحتكم فقط على المهارة اليدوية أو الخطاب العاطفي السطحي.
فمن أجل إدراك عميق، قم باختيار لوحتين من متصفح غوغل، أولهما: واحدة من لوحات زهور النيلوفر للانطباعي العتيد مونييه، أما الثانية، فلتكن لأي كان من الرسامين، ولكن بشرط أن تكون على درجة عالية من التطابق الحرفي الفوتوغرافي للموضوع المرسوم، وقم بالتعرف على ذوقك بنفسك، وكيف يعمل مع اللوحتين، فإن كنت في أول الطريق، وليست لديك عينين خبيرتين ولم تمرّن ذائقتك بشكل جيد، ستجد ان ذوقك يميل بقوة الى الصورة المتطابقة حرفيا مع الزهور، في الوقت الذي تجد فيه ان زهور مونييه مرسومة بطريقة مشوشة ومربكة وارتجالية. حينها فقط ستفهم تماما ما أعني.
ثم خذ لوحة احذية الفلاح لفنسنت فان كوخ وانظر اليها، ثم اسأل نفسك: ما الذي أركز تفكيري عليه في هذه اللوحة؟ ثم اجب بصدق ولا تخدع نفسك، فإن كنت تركز على موضوع اللوحة كمقياس لتذوقها فسوف تفهم ما عنيته، اذ انك لا تنظر إلى الرسم بل الى موضوعه فقط، وعليه فأنت واحد ممن يعتقدون بأن الموضوع الجميل هو السبب في صناعة العمل الجميل وليس الرسم ذاته، وأحذية الفلاح ياعزيزي ليست جميلة، أليس كذلك؟
وهكذا سيكون الحال مع لوحة الثور المذبوح لرامبرانت، وقناني الايطالي موراندي الفارغة، ومربعات جوزيف البرس الملونة التي هي آيات من آيات تأريخ الفن.