"ما بين الرافدين والنيل" منحوتات تصور علاقة الشكل بالإنسان
الفنانان عرضا منحوتات تعبر عن الحياة حول الأنهار وتحكي في مجملها عن علاقة الإنسان بمحيطه وبالأشكال المتنوعة.
الأنهار تضبط حياة الناس على ضفافها
يونشوبينغ (السويد) - جمعت مدينة يونشوبينغ السويدية في الفترة الممتدة من التاسع عشر من أغسطس حتى الثالث والعشرين من الشهر نفسه، اثنين من خيرة النحاتين العرب، هما المصرية دينا ريحان والعراقي ليث عباس، اللذان قدما معرضا بعنوان "ما بين الرافدين والنيل".
عرض الفنانان أمام الجمهور السويدي وفنانين عرب في المهجر، منحوتات تعبر عن الحياة حول نهري دجلة والفرات ونهر النيل، وتحكي في مجملها عن علاقة الإنسان بمحيطه، وبالأشكال المتنوعة.
العراقي ليث عباس يرصد بمنحوتاته طبيعة الحياة البشرية على ضفاف نهري دجلة والفرات
وشاركت دينا ريحان بنحو اثنا عشر عملا فنيا مستوحى من الخشب وورق البردي الذي عُرف لأول مرة في مصر على الأقل منذ عهد الأسرة المصرية الأولى، حيث كان نبات البردي وفيرًا عبر دلتا النيل، وتصور منحوتاتها أشكالا لها علاقة بالنيل، مثل الأسماك والمعدات المخصصة للصيد والمعدات الفلاحية.
وقد طرحت الفنانة المصرية في أعمالها فكرة رمزية الشكل واللون وعلاقتها بالإنسان. وفي هذا الصدد قالت الفنانة إن "الأعمال المعروضة تعكس فكرة أهمية النيل للمصريين، متمثلة في بعض الأعمال المستوحاة من الكائنات البحرية النيلية مثل السمكة".
وأشارت إلى أن "الأسماك دائما ترمز من أيام المصري القديم إلى الخير والرخاء، وقد استُخدمت في كل العصور، فقررت أن تكون موجودة بطريقتي وأسلوبي الخاص، الذي يعبر عن أهمية النيل لمصر".
وقالت دينا ريحان في تصريحات صحافية "أنا مهتمة بالتراث المصري والترويج له في كل أعمالي، وخاصة خارج مصر، ولذلك شاركت في السويد بأعمال تراثية تعبر عن أهمية النيل لنا".
وغير بعيد عن أعمال الفنانة المصرية، يرصد العراقي ليث عباس بمنحوتاته، طبيعة الحياة البشرية على ضفاف نهري دجلة والفرات، فالأنهار بصفتها "ينابيع الحياة"، كانت ولا تزال تحقق أدواراً ثقافية في تبجيل الشعوب للنهر، في العبادات والتعبيرات الأدبية والفنية.
ويهتم الفنان العراقي كثيرا بنحت مشاهد واقعية وخيالية، عن الإبحار والغموض الذي يلف حياة البحارة، مقدما منحوتاته بتعريفات تحمل قصصا ورسائل عن قيم ومبادئ ودروس لا يعلمها سوى سكان دفتي الأنهار.