نحات مصري يصنع من الخردة المعدنية تحفا فنية
عادة ما يدفع البعض من الناس نقودا للتخلص من الخردة بينما يدفع النحات عمار شيحة نقودا للحصول عليها.
الخيال سيد البيئة (شينخوا)
لا شيء يستحيل إلى نفايات لا تصلح في خيال المبدع، بل كل الخردة يمكن أن تتحول على يد النحات المصري عمار شيحة إلى تحف وأشكال فنية لا تخطر على بال الإنسان العادي الذي يرمي ما لا يصلح له في القمامة.
القاهرة ـ عادة ما يتم التخلص من شوكة الطعام القديمة أو المكسورة أو الصدئة، لكن بالنسبة إلى النحات المصري عمار شيحة فإن هذه الشوكة يمكن استخدامها كجناح طائر أو ذيل سمكة في أعماله الفنية الإبداعية المصنوعة من الخردة.
ويستخدم شيحة غرفة كبيرة في الطابق الأول من منزله بقرية الحرّانية بمحافظة الجيزة كقاعة عرض يعرض فيها مجموعة متنوّعة من المنحوتات المعدنية المصنوعة من الحديد الخردة في أشكال بشر وحيوانات وأسماك وطيور.
وفي أحد جوانب الغرفة كانت إحدى المنحوتات عبارة عن رجل مستلق على بطنه بينما يلتقط صورة بكاميرا يحملها في يده، ومعظم أجزاء التمثال مصنوعة من دراجة نارية خردة.
عمل فني آخر يصور سيدة جالسة تلعب على قيثارة، والسيدة مصنوعة من قطع مختلفة من الخردة المعدنية، بينما القيثارة في الحقيقة عبارة عن باب سيارة خردة.
أعمال شيحة تجذب العملاء من المصريين والأجانب الذين يشترونها لأغراض الديكور، مثل تزيين مداخل الفنادق والمنشآت السياحية
وقال عمار شيحة لوكالة أنباء “شينخوا” إن البعض الناس يدفع نقودا للتخلص من الخردة المعدنية، بينما هو يدفع نقودا للحصول عليها.
وأضاف النحات المصري “إنني أستخدم قطع غيار السيارات والدراجات النارية والدراجات العادية الخردة، فضلا عن مخلفات ورش الحديد والألمنيوم والنحاس والفولاذ المقاوم للصدأ”، مضيفا أنه يستخدم في أعماله أيضا التالف من المسامير والمفكات والبراغي والصواميل وأقراص آلة تقطيع المعادن وغيرها.
وبدأ شيحة، الذي كان والده رساما، هذا الخط الفني في أواخر التسعينات، بعد أن أعجب بتمثالين من الخردة المعدنية كانا معروضين في متحف الفن المصري الحديث بدار الأوبرا المصرية، نحتهما الراحل صلاح عبدالكريم رائد هذا النوع من الفن في مصر.
وكانت أول أعمال شيحة ديك صغير من الخردة المعدنية شارك به في أحد المعارض وفاز بجائزة واقتنى القطعة الفنية وزير الثقافة المصري آنذاك.
وفي أحد أركان قاعة العرض في منزله، يصوّر عمل فني آخر مجموعة من الطيور تقف جنبا إلى جنب، كلها مصنوعة من الشوك والملاعق، حيث قال الفنان المصري “لقد حولت الملاعق إلى جسد الطائر والشوك إلى جناحيه، وهذه من أكثر الأشياء التي تعجبني شخصيا وينطبق ذلك أيضا على استخدامي للكشاف الأمامي للدراجة النارية في هيئة رأس إنسان”.
وأوضح شيحة، البالغ من العمر 50 عاما، أن أعماله مستوحاة من القرية الريفية التي يعيش فيها، ولذا فإن العديد منها تصور الفلاحين والباعة الجائلين وعازفي المزمار وغيرهم، بالإضافة إلى الطيور والحيوانات كالقطط والخيول والحمير والماعز.
وشارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية داخل مصر وخارجها على مدار أكثر من عشرين عاما، منها معارض في فرنسا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية.
ويسعد شيحة بأن أعماله تنال إعجاب المشاهدين بغض النظر عن مستواهم المعيشي أو التعليمي أو خلفيتهم الفنية.
PreviousNext
وفي منتصف ورشته بالطابق السفلي من المنزل يعمل شيحة حاليا على تشكيل طاووس كبير من الخردة المعدنية، وقد أوشك على الانتهاء من جسم الطاووس وريشه، لكن الرأس لم يتم لحامه في الجسم بعد.
وتجذب أعمال شيحة العملاء من المصريين والأجانب الذين يشترونها لأغراض الديكور، مثل تزيين مداخل الفنادق والمنشآت السياحية والشركات والمؤسسات والمنتجعات وغيرها.
وأكبر قطعة فنية قام بنحتها من الخردة المعدنية يبلغ ارتفاعها ثمانية أمتار، وهي موجودة حاليا في منتجع مراسي بالساحل الشمالي، بينما يبلغ ارتفاع أصغر منحوتة حوالي 12 سم.
وشدد شيحة على أن رسالته هي تغيير النظرة السلبية للخردة المعدنية إلى إيجابية، مضيفا أن الخردة المعدنية التي يراها الناس شيئا سلبيا يمكن استخدامها في صنع شيء إيجابي ومفيد وجميل.
وقال شيحة “إن نفس الخردة المعدنية التي ينظر إليها الناس بشكل سلبي وهي ملقاة في الشارع يمكن استخدامها في صنع تمثال جميل يزين نفس الشارع”، مؤكدا أن “تغيير رؤيتنا السلبية إلى الخردة هي رسالتي”.