الديانة المانوية.
من هو ماني؟ وكيف اسس ديانته وانبثقت؟
ولد ماني في 14نيسان\ابريل سنة 216م قرب المدائن التي كانت مركز ولاية بابل والعاصمة الثانية للامبراطورية الايرانية لهذا يطلق على هذا النبي لقب ماني البابلي ويقول المؤرخون (نبي الله الذي اتى من بابل) عندما كان ماني في ال4 رحل به والده فاتك إلى قرية في ولاية ميسان جنوب العراق ويبدو ان قرار الرحيل قد اتخذه الأب بعد ان تلقى ثلاث مرات نداءات آلهية بينما كان يتعبد في احدى المعابد البابلية تدعوه للرحيل إلى ميسان وفيها اعتنق فاتك دين الصابئة وكان هذا الدين سائداً في جنوب العراق قبل المسيحية بقي ماني صابئياً حتى سن ال21 بعدها بدأ تاثره مباشرة بالمسيحية وتذكر تقاليد المانوية انه في سن ال24 في 23 نيسان سنة 240م تلقى ماني رسالة النبوة من الله بواسطة ملاك توأم توما على انه روح القدس حينها بدأ ماني يعلن أنه نبي النور والمنير العظيم المبعوث من الله ولهذا تم طرده من الديانة الصابئية.
رحل ماني مع ابيه واثنين من اصحابه إلى بابل ومنها قام بأول رحلة عبر بلاد فارس ثم الهند وإلى بالوشستان حيث درس الاديان السائدة زرداشتية، بوذية، هندوسية.
بعد عامين 242م عاد إلى ميسان وكان ماني صاحب تأثير على حاكم ولاية ميسان الفارسي مهرشام وكسبه إلى جانب المانوية ويعد ماني هو النبي الوحيد الذي قام بنفسه بكتابة انجيليه وباقي كتبه المعروفة.
بدا ماني بتكوين كنيستة في بابل واطلق عليها كنيسة النور وانتشرت الكنائس أولاً في بلاد الرافدين ميسان، الاهواز، بابل، نينوى، كركوك، لكن ماني لم يكتفي بحدود الرافدين بل اعتبر نفسه المسيح المخلص للانسانية جمعاء وانه خاتم الأنبياء ويقول بهذا الخصوص (ندائي يتجه نحو الغرب وكذلك نحو الشرق وهو يسمع بجميع اللغات وفي جميع البلدان كنيستي تفوق كل الكنائس السابقة لأن تلك الكنائس قد اختيرت لبلدان ومدن محددة بينما كنيستي اتت لجميع البلدان وانجيلي يبتغي كل الاوطان) لهذا بدأ ماني يبعث تلامذته الحواريين ال12 إلى جميع بقاع الإمبراطورية الفارسية والرومانية لنشر الدعوة الجديدة فبعث أولاً إلى الشام ومصر ثلاثة من حوارييه توما، هرمس، عدي وخلال أقل من قرن انتشرت المانوية في مختلف بقاع العالم.
يمكن اعتبار المانوية أساس التصوف فهي دين متطرف في الزهد والتنسك وتقديس الموت واحتقار ماديات الحياة والفكرة الأساسية للمانوية يمكن ايرادها كالتالي (ان الله هو الخير والنور والشيطان هو الخطيئة والظلام، جميع الأشياء المادية من أرض ونبات وحيوان واجساد هي جزء من قوى الخطيئة والظلام وجميع الأشياء الروحية من حلم وعقل وخيال هي جزء من قوى الخير والنور اذن على الإنسان التواق للخير ان يحتقر الجسد وجميع ماديات الوجود بالامتناع عن الجنس والخمر واللحم وتجنب جميع الخطايا وقد يصل الأمر إلى حد احتقار الحياة ونبذ الجسد وتفضيل الموت)
الخطيئة ترتكب بثلاث وسائل القلب النية والفم الكلمة واليد الفعل، لهذا فإن وصايا ماني كانت لا ترتكب الخطيئة ولاتنجب لاتملك لاتزرع لاتحصد لا تاكل اللحم ولاتشرب الخمر هذه الوصايا لا يستوجب تطبيقها من قبل جميع اتباع المانوية إنما فقط النخبة الدينية المقسمة إلى أربعة مراتب الحوريين ال12 والشماسون ال72 والعقلاءال360 ثم الصديقون غير محدودي العدد أما باقي المجتمع فيطلق عليهم السماعون يلتزمون بالصلاة 4 مرات يومياً والسجود 12 مرة في كل صلاة والصوم شهراً كاملاً كل عام في نيسان ودفع العشر والزكاة.
في تاريخ غير محدد بصورة تامة بين 274 - 277 م تم صلب ماني على احد ابواب مدينة بيت العابات جندشابور في الاهواز لأسباب سياسية بقرار من الإمبراطور الفارسي برهام الأول بسبب خطورته على النفوذ الايراني
كذلك خوف رجال الدين الزرادشتيين الذين نقمو على ماني بسبب تاثيره المتزايد، لقد عذب ماني وصلب وقطعت اطرافه ثم احرقت جثته ونثر رماده.
في عام 445 م أعلن البابا ليون العظيم قراره بتحريم نشاط المانوية وفي عام 527 م قرر الإمبراطور جوستان الحكم بالاعدام على جميع اتباع المانوية، في القرن ال5 حدث أول انشقاق في الكنسية المانوية حيث تم انفصال الطوائف المانوية في آسيا الوسطى وتركستان ومنغوليا ورفضوا تبعيتهم إلى بابل.
اعقب ذلك انشقاق الكنيسة المانوية في بلاد فارس وذلك بتكوين فرع قومي مستقل عن بابل حمل اسم المزدكية نسبة إلى مؤسسها مزدك الفارسي والتي ابتعدت عن المانوية بالاقتراب اكثر ناحية الزرادشتية، ربما لهذا السبب خلط معظم المؤرخين المسلمين والعرب المانوية العراقية والمزدكية الايرانية.
من هو ماني؟ وكيف اسس ديانته وانبثقت؟
ولد ماني في 14نيسان\ابريل سنة 216م قرب المدائن التي كانت مركز ولاية بابل والعاصمة الثانية للامبراطورية الايرانية لهذا يطلق على هذا النبي لقب ماني البابلي ويقول المؤرخون (نبي الله الذي اتى من بابل) عندما كان ماني في ال4 رحل به والده فاتك إلى قرية في ولاية ميسان جنوب العراق ويبدو ان قرار الرحيل قد اتخذه الأب بعد ان تلقى ثلاث مرات نداءات آلهية بينما كان يتعبد في احدى المعابد البابلية تدعوه للرحيل إلى ميسان وفيها اعتنق فاتك دين الصابئة وكان هذا الدين سائداً في جنوب العراق قبل المسيحية بقي ماني صابئياً حتى سن ال21 بعدها بدأ تاثره مباشرة بالمسيحية وتذكر تقاليد المانوية انه في سن ال24 في 23 نيسان سنة 240م تلقى ماني رسالة النبوة من الله بواسطة ملاك توأم توما على انه روح القدس حينها بدأ ماني يعلن أنه نبي النور والمنير العظيم المبعوث من الله ولهذا تم طرده من الديانة الصابئية.
رحل ماني مع ابيه واثنين من اصحابه إلى بابل ومنها قام بأول رحلة عبر بلاد فارس ثم الهند وإلى بالوشستان حيث درس الاديان السائدة زرداشتية، بوذية، هندوسية.
بعد عامين 242م عاد إلى ميسان وكان ماني صاحب تأثير على حاكم ولاية ميسان الفارسي مهرشام وكسبه إلى جانب المانوية ويعد ماني هو النبي الوحيد الذي قام بنفسه بكتابة انجيليه وباقي كتبه المعروفة.
بدا ماني بتكوين كنيستة في بابل واطلق عليها كنيسة النور وانتشرت الكنائس أولاً في بلاد الرافدين ميسان، الاهواز، بابل، نينوى، كركوك، لكن ماني لم يكتفي بحدود الرافدين بل اعتبر نفسه المسيح المخلص للانسانية جمعاء وانه خاتم الأنبياء ويقول بهذا الخصوص (ندائي يتجه نحو الغرب وكذلك نحو الشرق وهو يسمع بجميع اللغات وفي جميع البلدان كنيستي تفوق كل الكنائس السابقة لأن تلك الكنائس قد اختيرت لبلدان ومدن محددة بينما كنيستي اتت لجميع البلدان وانجيلي يبتغي كل الاوطان) لهذا بدأ ماني يبعث تلامذته الحواريين ال12 إلى جميع بقاع الإمبراطورية الفارسية والرومانية لنشر الدعوة الجديدة فبعث أولاً إلى الشام ومصر ثلاثة من حوارييه توما، هرمس، عدي وخلال أقل من قرن انتشرت المانوية في مختلف بقاع العالم.
يمكن اعتبار المانوية أساس التصوف فهي دين متطرف في الزهد والتنسك وتقديس الموت واحتقار ماديات الحياة والفكرة الأساسية للمانوية يمكن ايرادها كالتالي (ان الله هو الخير والنور والشيطان هو الخطيئة والظلام، جميع الأشياء المادية من أرض ونبات وحيوان واجساد هي جزء من قوى الخطيئة والظلام وجميع الأشياء الروحية من حلم وعقل وخيال هي جزء من قوى الخير والنور اذن على الإنسان التواق للخير ان يحتقر الجسد وجميع ماديات الوجود بالامتناع عن الجنس والخمر واللحم وتجنب جميع الخطايا وقد يصل الأمر إلى حد احتقار الحياة ونبذ الجسد وتفضيل الموت)
الخطيئة ترتكب بثلاث وسائل القلب النية والفم الكلمة واليد الفعل، لهذا فإن وصايا ماني كانت لا ترتكب الخطيئة ولاتنجب لاتملك لاتزرع لاتحصد لا تاكل اللحم ولاتشرب الخمر هذه الوصايا لا يستوجب تطبيقها من قبل جميع اتباع المانوية إنما فقط النخبة الدينية المقسمة إلى أربعة مراتب الحوريين ال12 والشماسون ال72 والعقلاءال360 ثم الصديقون غير محدودي العدد أما باقي المجتمع فيطلق عليهم السماعون يلتزمون بالصلاة 4 مرات يومياً والسجود 12 مرة في كل صلاة والصوم شهراً كاملاً كل عام في نيسان ودفع العشر والزكاة.
في تاريخ غير محدد بصورة تامة بين 274 - 277 م تم صلب ماني على احد ابواب مدينة بيت العابات جندشابور في الاهواز لأسباب سياسية بقرار من الإمبراطور الفارسي برهام الأول بسبب خطورته على النفوذ الايراني
كذلك خوف رجال الدين الزرادشتيين الذين نقمو على ماني بسبب تاثيره المتزايد، لقد عذب ماني وصلب وقطعت اطرافه ثم احرقت جثته ونثر رماده.
في عام 445 م أعلن البابا ليون العظيم قراره بتحريم نشاط المانوية وفي عام 527 م قرر الإمبراطور جوستان الحكم بالاعدام على جميع اتباع المانوية، في القرن ال5 حدث أول انشقاق في الكنسية المانوية حيث تم انفصال الطوائف المانوية في آسيا الوسطى وتركستان ومنغوليا ورفضوا تبعيتهم إلى بابل.
اعقب ذلك انشقاق الكنيسة المانوية في بلاد فارس وذلك بتكوين فرع قومي مستقل عن بابل حمل اسم المزدكية نسبة إلى مؤسسها مزدك الفارسي والتي ابتعدت عن المانوية بالاقتراب اكثر ناحية الزرادشتية، ربما لهذا السبب خلط معظم المؤرخين المسلمين والعرب المانوية العراقية والمزدكية الايرانية.