الفرق بين فكرة الخلود وفكرة الحياة الأخرى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفرق بين فكرة الخلود وفكرة الحياة الأخرى

    "يا صديقي، من ذا الذي يستطيع ان يقهر الموت، فالالهة وحدهم هم الذين يعيشون إلى الأبد مع الشمس أما البشر فايامهم معدودات وكل ما عملوا عبث يذهب مع الريح"
    - كلكامش -

    الفرق بين فكرة الخلود وفكرة الحياة الأخرى حيث ان الخلود بمعناه العام يتضمن نوعاً من الوجود المستمر الذي لا يتأثر بمرور الزمن، وقد اختلف مفهوم هذا الوجود بين الجماعات والشعوب المختلفة هل هو وجود مادي متمثل بخلود الأفراد بحالتهم الطبيعية او انه خلود النفس الإنسانية او النوع الإنساني كما يرتأى البعض من ذوي النزعة الإنسانية.
    أما فكرة الحياة الأخرى بعد الموت فتعتبر الموت عبوراً إلى مرحلة أخرى من الوجود تكون استمراراً للحياة الدنيوية بشكل ما، وبهذا لا تمثل فكرة الحياة الأخرى نكراناً تاماً لحقيقة الموت ولا يكوت المقصود منها اكثر من تلطيف تلك الحقيقة والتخفيف من آثارها على الانسان لمنحه قدرا من الطمأنينة بوجه الموت.
    بينما المغزى الأساسي لفكرة الخلود هو نكران الموت كحقيقة باعتباره ابعد من ان يؤثر في كيان الفرد، وبالحقيقة فان الفكرتين لا تلتقيان إلا في كونهما جزءاً من محاولة الإنسان العقلية والناشئة من الدوافع الغريزية إلى رفض التسليم بحكم الفناء المطلق.
    كانت القاعدة او العقيدة العامة عند سكان وادي الرافدين القدماء ان الخلود في الحياة ميزة استأثرت بها الآلهة في حين انها جعلت الموت نصيباً مقدراً على البشر منذ خلقهم.
    ومما لا شك فيه ان مبعث ذلك هو ان الآلهة مسؤولة عن ادارة الكون بجميع مظاهره المعقدة التي تفوق بكثير عالم البشر ومن هنا فلا بد ان تتفوق الآلهة على البشر بقدراتها وبخلودها والا فان الكون يكون عرضة للفوضى والدمار حين موتها وهو أمر لا يستساغ حدوثه.
يعمل...
X