رؤى محدبة سوريالية وخيالية و رمزية في لوحات د. هناء عبد الخالق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رؤى محدبة سوريالية وخيالية و رمزية في لوحات د. هناء عبد الخالق


    في لوحات الفنانة والباحثة اللبنانية د. هناء عبد الخالق ..
    رؤى محدبة سوريالية وخيالية و رمزية ..
    ـ أديب مخزوم ـ 3/9/2023
    تطرح الفنانة والباحثة وأستاذة الدراسات الفنية العليا اللبنانية د. هناء عبد الخالق، في لوحاتها رؤى سوريالية محدبة أو تكويرية خاصة بها، جاءت كثمرة أو كخلاصة مشاهداتها وتأملاتها وتخيلاتها وأحلامها وبحوثها وتجاربها المتنوعة والمتشعبة على الصعيدين التكويني والتقني ، ولقد بقيت أمينة، لهذا الخط الفني ، في خطوات توليفها للعناصر الإنسانية والمعمارية ومشاهد الطبيعة والتشكيلات الهندسية الشطرنجية وغيرها، في فضائية الأشكال الحلمية والمتخيلة، التي أتخذتها منطلقاً، من خلال خطوطها وألوانها وأشكالها، وعبر طروحات تنويعات رموز المرأة المحورة والمحرفة والتي تطل كعناصر اساسية او كصياغة عفوية تجمع الأداء التلويني والتكويني من الينبوع السوريالي الشرقي، على أعتبار أن فنون وآداب الشرق كانت سباقة، في إكتشاف تجليات الحلم السوريالي الخيالي ( وخاصة في قصص ألف ليلة وليلة، وما رافقها من تداعيات غرائبية ورؤى سحرية وخيالية خارقة ) .‏‏
    إلا أن سوريالية أو رمزية أو تحديبية أو تكويرية هناء عبد الخالق، تبقى خاصة بها ولصيقة بذاتها، وبعيدة كل البعد عن الدقة والنمنمة التفصيلية، التي ميزت أعمدة ورواد المدرسة السوريالية، وفي مقدمتهم رائدها الأول سلفادور دالي ( الذي أستعاد تقنية الرسم الكلاسيكي، في خطوات توليف عناصره السوريالية، وهذا ينطبق على الفنان السوريالي اللبناني الراحل سمير أبي راشد، وأمثاله، بخلاف هناء عبد الخالق تماماً، وبخلاف الفنانة السوريالية الراحلة جوليانا ساروفيم وأمثالها ) .
    هناء عبد الخالق ترفض اتجاهات الرسم الكلاسيكي أو الواقعي، في تركيزها على مبدأ التحريف والتحوير والرسم بلمسة لونية عفوية وواعية وهادئة في ذات الوقت. وعلى الرغم من اتجاهها (في المقطع الواحد من اللوحة) لتأكيد مظاهر الرسم التعبيري أو الرمزي، إلا أنها تعمل في أسلوبها للتفلت من أجواء لوحات وتقنيات الفنانين القدامى ، من خلال جنوحها في أسلوبها نحو الرمز والخيال، في خطوات إطلاق الحركة الدرامية المعبرة عن تداعيات معطيات اللاشعور السوريالي أو الخيالي .
    وفي أعمالها تستعرض قدراتها التقنية ( حين تتنقل بين المواد اللونية المختلفة، والتي تجعل لوحاتها تتدرج بين الشفافية اللونية والكثافة ) وهكذا تطرح أمام المشاهد جمالية الأسلوب السوريالي، الذي أعطى أعمالها قدرة التنويع في تجسيد الأشكال المختلفة ضمن جو خيالي ، رغم اتجاهها في المقطع الواحد من اللوحة للوصول إلى واقعية جديدة أو حديثة .
    وإذا نظرنا إلى أشكالها المرسومة بكامل مساحة اللوحة، نجدها بتشكيلها العام أقرب إلى رموز الصياغة الغرائبية المعبرة عن علاقة اللوحة بتداعيات معطيات اللاشعور (رؤى تخيلية متداخلة ومتجاورة ) والمشهد عندها يتجه لإطلاق الخيال نحو رؤى ترتاح إليها العين، على الرغم من غرابتها وغموض معانيها وتناقضاتها، المعبرة عن تناقضات واقعنا الراهن وعبثيته المجنونة واللامعقولة .
    ففي اللوحة تظهر أحياناً الوجوه والأجساد وعناصر الطبيعة المتداخلة والمتجاورة، بالإضافة إلى توليفها الأشكال الإنسانية أحياناً أخرى على هيئة غرائبية. وبذلك فهي تدمج الرمز بالحلم أو بتداعيات اللاشعور، لتعميق إحساسها بمعطيات الخيال ورؤى الأحلام .
    وهذا يعني أن مخيلتها تضج بالرموز والأشياء المبهمة، التي تحاول التعبير عنها عبر توليفها الأشكال بطريقة خيالية ، تبرز فيها الرموز والدلالات والإشارات والرؤى المرتبطة بالثقافة العصرية المتجددة، وضمن منهجية نظامية صارمة بعيدة كل البعد عن الانفعالات والعواطف العنيفة . حيث ترتبط بفن موزون ومدروس، يحقق لها التحريف والتحوير الذي تجريه على أشكالها المرسومة بطريقة خاصة وجديدة .
    فالتقنية ليست سوى وسيلة لإخراج اللوحة ، أما الأسلوب فهو الرؤية الجديدة التي تعطي الفنان خصوصية واستقلالية . وعلى هذا تتجاوز الأساليب التقليدية ، بتشكيلاتها الجديدة والخاصة، وتحقق أسلوبيتها وبصمتها الخاصة ، في خطوات توليف معطيات وتداعيات أحلامها السوريالية .
    وفي هذا الإطار يمكن القول إن لهناء طريقتها الخاصة في توليف الأشكال وفي وضع الألوان ( حتى أن لها مدرستها الخاصة ـ المدرسة التكويرية أو التحديبية ، وهذا ليس من قبيل المبالغة، إنما هذه هي الحقيقة والواقع ) . لذا يتجه نظرنا للإحساس بإسلوبية خاصة في المعالجة التكوينية والتلوينية . وهي على الصعيد التلويني تميل في أحيان كثيرة لإبراز إيقاعات لونية شفافة ومشرقة، وهذا لا يمنع من اتجاهها في أحيان أخرى لإظهار إيقاعات لونية زاهية، على مساحات لونية معتمة أو خافتة، وهذا يزيد من إيقاعية الحوار اللوني، ويفسح المجال لرؤية اللوحة، منفذة بحساسيات لونية مختلفة ومتفاوتة .
    هناء عبد الخالق، فنانة تشكيلية وباحثة وأستاذة جامعية ـ محاضرة متعاقدة في الجامعة اللبنانية منذ العام 2016 حتى اليوم ، وهي عضو في لجنة تقييم أبحاث الماستر في الفنون التشكيلية (الفرع الرابع)، وأمين سر جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت منذ عام 2019 وحتى اليوم .
    =AZUoatnOqdCiEYlnbKxIp5ZcMQYjChr3SB3XLPOUGbabKM6kF EZPhkxHwTjb148mmtYcZNHvyQ0imKNxCzhXh4PwwpuNr7WUP97 QLJ6xWZsfzVc0bV_nV765B3G09lFXvp4&__tn__=EH-R]


يعمل...
X