كريرا (اندراده خورخي) Carrera (Andrade Jorge-) - Carrera (Andrade Jorge-)
كرّيرا أندرادِه (خورخي ـ)
(1902 ـ 1978)
خورخي كرّيرا أندرادِه Jorge Carrera Andrade من أكبر كتّاب الإكوادور، ومن أهم شعراء أمريكا اللاتينية في القرن العشرين. ولد في كيتو العاصمة وتوفي فيها، وكان أبوه قاضياً مهماًً في المحكمة العليا ومن عائلة متنفذة. نشأ كرّيرا في مزرعة أهله حيث تعرّف ظروف العمل الصعبة للسكان الأصليين في حقول الموز التي يملكها الأغنياء البيض، فتعاطف معهم ولم ينسهم في مؤلفاته فتغنى بشجاعتهم وتضحياتهم في سبيل حرية الإكوادور واستقلاله، كما وصف قراهم المغروسة وسط أدغال وطنه الجميل وجباله. درس كرّيرا الحقوق في جامعة كيتو، والآداب والفلسفة في جامعة برشلونة في إسبانيا. شغل بعد تخرّجه مناصب دبلوماسية عدة في أمريكا اللاتينية والشمالية، وأوربا واليابان، وعمل في منظمة الأمم المتحدة واليونسكو. ترك ترحاله المستمر طوال أربعة عقود أثراً مهماً في أدبه إذ تحفل أشعاره بوصف البلدان والأمكنة، وقد ألف كتاباً عن رحلاته سماه «وجوه وأجواء» Rostros y climas (1948).
تأثر كرّيرا في بداية مسيرته الأدبية بالأسلوب الكلاسيكي الراقي لشاعر القرن السادس عشر غونغورا[ر] Gongora، وأحب أعمال الشاعر الفرنسي فرنسيس جام Francis Jammes الذي نادى بالعودة إلى البساطة اللغوية، فانضم إلى تيار الحداثة[ر] Modernismo الذي راج بين شعراء أمريكا اللاتينية في الربع الأول من القرن العشرين واستلهم كثيراً من موضوعات الميثولوجيا الكلاسيكية، وإلى هذه المرحلة تنتمي قصائد ديوانيه «البركة العجيبة» El estanque inefable (1922) و«إكليل الصمت» La guirnalda del silencio (1926). انجذب بعد ذلك إلى تيار «الألتراوية أو التطرف» Ultraismo الإسباني الذي اعتمد المجاز وسيلة تعبير أساسية ودعا إلى عدم التقيد بالأوزان الشعرية التقليدية، وهما خاصيتان تبرزان في معظم قصائد كرّيرا كما في ديوانه «ساعة النوافذ المضيئة» La hora de las ventanas iluminadas (1937). بعد تعيينه دبلوماسياً في اليابان والصين وتأثره بثقافتهما، بدأ يجمع بين جرأة الشاعر الأمريكي وولت ويتمَن[ر] Walt Whitman وفلسفة الزن Zen الشرقية، فابتكر ما عُرف بالميكروغراما Micrograma؛ وهي أبيات شبيهة بالرباعيات اليابانية القصيرة المعروفة في شعر الهايكو[ر].
تأمل كرّيرا أيضاً في حال الإنسانية وعلاقتها المدمرة مع الطبيعة، كما في كتابه «غابة الببغاءات الملونة» La floresta de los guacamayos (1964) ومقالته الأدبية «الأرض دائمة الخضرة» La tierra siempre verde (1955).
عُيّن كرّيرا قنصلاً عاماً للإكوادور في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1940 فاتصل بطليعة الأدباء فيها، ونشر في عام 1946 أول كتاب له باللغة الإنكليزية بعنوان «بلد خفي» Secret Country أثار إعجاب النقاد وشجعه، فيما بعد، على نشر ديوانه المترجم «أشعار مختارة» Selected Poems (1972) وعلى ترجمة دراسته «تأملات في أدب أمريكا اللاتينية» Reflections on Latin American Literature (1973).
مُنح كرّيرا الجائزة الوطنية للآداب في عام 1977 بوصفه أحد كبار رواد حركة التجديد الشعري في الإكوادور وأمريكا اللاتينية.
ناصر العقاد
كرّيرا أندرادِه (خورخي ـ)
(1902 ـ 1978)
خورخي كرّيرا أندرادِه Jorge Carrera Andrade من أكبر كتّاب الإكوادور، ومن أهم شعراء أمريكا اللاتينية في القرن العشرين. ولد في كيتو العاصمة وتوفي فيها، وكان أبوه قاضياً مهماًً في المحكمة العليا ومن عائلة متنفذة. نشأ كرّيرا في مزرعة أهله حيث تعرّف ظروف العمل الصعبة للسكان الأصليين في حقول الموز التي يملكها الأغنياء البيض، فتعاطف معهم ولم ينسهم في مؤلفاته فتغنى بشجاعتهم وتضحياتهم في سبيل حرية الإكوادور واستقلاله، كما وصف قراهم المغروسة وسط أدغال وطنه الجميل وجباله. درس كرّيرا الحقوق في جامعة كيتو، والآداب والفلسفة في جامعة برشلونة في إسبانيا. شغل بعد تخرّجه مناصب دبلوماسية عدة في أمريكا اللاتينية والشمالية، وأوربا واليابان، وعمل في منظمة الأمم المتحدة واليونسكو. ترك ترحاله المستمر طوال أربعة عقود أثراً مهماً في أدبه إذ تحفل أشعاره بوصف البلدان والأمكنة، وقد ألف كتاباً عن رحلاته سماه «وجوه وأجواء» Rostros y climas (1948).
تأثر كرّيرا في بداية مسيرته الأدبية بالأسلوب الكلاسيكي الراقي لشاعر القرن السادس عشر غونغورا[ر] Gongora، وأحب أعمال الشاعر الفرنسي فرنسيس جام Francis Jammes الذي نادى بالعودة إلى البساطة اللغوية، فانضم إلى تيار الحداثة[ر] Modernismo الذي راج بين شعراء أمريكا اللاتينية في الربع الأول من القرن العشرين واستلهم كثيراً من موضوعات الميثولوجيا الكلاسيكية، وإلى هذه المرحلة تنتمي قصائد ديوانيه «البركة العجيبة» El estanque inefable (1922) و«إكليل الصمت» La guirnalda del silencio (1926). انجذب بعد ذلك إلى تيار «الألتراوية أو التطرف» Ultraismo الإسباني الذي اعتمد المجاز وسيلة تعبير أساسية ودعا إلى عدم التقيد بالأوزان الشعرية التقليدية، وهما خاصيتان تبرزان في معظم قصائد كرّيرا كما في ديوانه «ساعة النوافذ المضيئة» La hora de las ventanas iluminadas (1937). بعد تعيينه دبلوماسياً في اليابان والصين وتأثره بثقافتهما، بدأ يجمع بين جرأة الشاعر الأمريكي وولت ويتمَن[ر] Walt Whitman وفلسفة الزن Zen الشرقية، فابتكر ما عُرف بالميكروغراما Micrograma؛ وهي أبيات شبيهة بالرباعيات اليابانية القصيرة المعروفة في شعر الهايكو[ر].
تأمل كرّيرا أيضاً في حال الإنسانية وعلاقتها المدمرة مع الطبيعة، كما في كتابه «غابة الببغاءات الملونة» La floresta de los guacamayos (1964) ومقالته الأدبية «الأرض دائمة الخضرة» La tierra siempre verde (1955).
عُيّن كرّيرا قنصلاً عاماً للإكوادور في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1940 فاتصل بطليعة الأدباء فيها، ونشر في عام 1946 أول كتاب له باللغة الإنكليزية بعنوان «بلد خفي» Secret Country أثار إعجاب النقاد وشجعه، فيما بعد، على نشر ديوانه المترجم «أشعار مختارة» Selected Poems (1972) وعلى ترجمة دراسته «تأملات في أدب أمريكا اللاتينية» Reflections on Latin American Literature (1973).
مُنح كرّيرا الجائزة الوطنية للآداب في عام 1977 بوصفه أحد كبار رواد حركة التجديد الشعري في الإكوادور وأمريكا اللاتينية.
ناصر العقاد