اللغة والأدب في كوريا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللغة والأدب في كوريا

    كوريا (لغه ادب في) Korea - Corée
    اللغة والأدب في كوريا



    يعد الكوريون لغتهم أحد أهم العناصر المكونة لشعورهم القومي. وهي لغة التصاقية؛ أي إنها تتميز باعتمادها الكبير في بناء المفردات وتبيان العلاقات النحوية على الالتصاق، فتتألف كلماتها من جذر الكلمة ومجموعة من العناصر واضحة المعنى والوظيفة تلتصق بأول الجذر وآخره. وهذا ما دفع بعض اللسانيين إلى القول إنها تعود في جذورها البعيدة إلى العائلة نفسها التي تنتمي إليها لغات شديدة التنوع كالمنغولية والتركية والهنغارية والفنلندية. تشترك الكورية واليابانية في عدد من الخصائص النحوية لكنهما تختلفان اختلافاً كبيراً من حيث المفردات واللواحق التي تلتصق بجذر الكلمة، الأمر الذي يجعل من المستبعد ردّهما إلى أصل واحد.

    كانت أصوات اللغة الكورية تكتب بالأحرف الصينية. إلاّ أن نظام الكتابة الصينية لم يكن يتناسب إطلاقاً وهذه اللغة التي تختلف اختلافاً جوهرياً عن اللغة الصينية، الأمر الذي جعل من الصعب على عامة الشعب تعلم الكتابة؛ فسنَّ الملك سي دجونغ Se djong (1418-1450) قانوناً فرض بموجبه نظاماً أبجدياً جديداً كان من شأنه نشر الثقافة بين عامة الشعب، الأمر الذي جُوبِه حينها باستنكار عدد كبير من أبناء الطبقة المثقفة، ويعدّ الملك سي دجونغ اليوم بطلاً قومياً.

    تمتاز الأبجدية الكورية التي اخترعها في القرن الخامس عشر فريق من العلماء كان يعمل في بلاط الملك سي دجونغ بالدقة والبساطة، وتسمى «هان- غول»han-geul . تتألف هذه الأبجدية من عشرة صوائت وأربعة عشر صامتاً تعبّر بدقة نادرة عن كل أصوات اللغة الكورية. تكتب الأحرف الصامتة على شكل رموز توضّح توضّع اللسان والشفاه. فعلى سبيل المثال، يكتب رمز ك/غ على شكل لسان يسد الحلق. أمّا الصوائت فهي تعود في أصول كتابتها إلى المبادئ الكونية الثلاثة في الديانة الطاوية Taoïsm، فهي كناية عن مركبات من النقطة «.» رمز السماء، والخط الأفقي «_» رمز الأرض، والخط العمودي «|» رمز الإنسان. غدت الأبجدية الكورية واسعة الانتشار، وإن كانت معرفة الأحرف الصينية أمراً لا غنى عنه لقراءة العديد من النصوص التي ألّفتها مجموعة الكيساينغ، وهن كاتبات البلاط الملكي. فرض اليابانيون حظراً تاماً على استخدام الأبجدية الكورية طوال فترة الاحتلال (1910-1945)، وقد تحوّلت منذ الاستقلال إلى رمز للسيادة الوطنية، حتى إن يوم الاستقلال الذي يصادف الرابع من تشرين الأول/أكتوبر أصبح يوم عيد وطني يحمل اسم «يوم هان-غول».

    تتصف الجملة في اللغة الكورية ببنية تصاعدية يتوضّع الفعل دوماً في آخرها. يتحدث الكوريون كلهم اللغة نفسها مع بعض الاختلافات في اللهجات بحسب المناطق. وقد اعتمدت لهجة سيؤول لغة رسمية لكوريا الجنوبية وهي تدين بانتشارها الكبير إلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. أما في الشمال فلا تزال اللهجات المحلية سائدة بسبب بدائية وسائل الاتصال إلا أن لهجة العاصمة بيونغ يانغ هي الغالبة.

    الأدب الكوري، نشأته وتطوره:

    تعود بعض الأعمال الشعرية الكورية إلى القرن الأول قبل الميلاد، وهو ما تدل عليه قصيدة «تغريد العصافير الصفراء» التي نظمها باللغة الصينية الملك يو- ري Yu-ri. لكن رغبة الكوريين في أن تكون لهم كتابتهم المنسجمة مع لغتهم دفعتهم إلى ابتكار نظام يطلق عليه اسم «إي- دو» بُدِء باستخدامه على الأرجح في القرن الخامس، تارة لكتابة الوحدات الدلالية الكورية، وتارة أخرى لترجمة بعض الكلمات، وخاصة منها الأسماء، باستخدام الحروف الصينية. والأرجح أن نظام إي-دو هذا كان واسع الانتشار في مملكة سيلا بين القرنين الأول قبل الميلاد والعاشر بعد الميلاد. ففي عام 888 وبناء على أوامر أصدرتها الملكة دجين- سونغ Djin-song (887-897) نُشِر وفق هذا النظام اللغوي ديوان سام داي- موك Sam-dä-mok الذي دوّنت فيه مجموعة من الأشعار كان سكان مملكة سيلا يتناقلونها شفاهة. ولم يبق من هذا الديوان سوى أربع عشرة قصيدة تسمى «أغاني المملكة» ضمنها الراهب إيل- يون من القرن الثالث عشر ديواناً أسماه سام-غوك يو- سا (نكات الممالك الثلاث). وتوجد إحدى عشرة قصيدة أخرى مماثلة تعود إلى عصر كو- ريو Ko-ryo (918-1392) وقد نظمها كيون- يو Kyun-Yo (923-973). وبهذا بلغ عدد القصائد الغنائية التي كتبت بنظام إي- دو خمساً وعشرين قصيدة متنوعة النزعة. وبينما تميّزت ست عشرة قصيدة منها بالنزعة البوذية تراوحت البقية بين نزعة الولاء للملك وشعر الرثاء والغزل.

    اقتصر نظام الكتابة هذا على الشعر ولم يستخدم في السرد لصعوبته وتعقيده مما دفع كثيراً من الأدباء إلى إيثار الكتابة بالصينية مباشرة، ومن هؤلاء تشو تشي- وُن Tcho Tchi-won وهو الأشهر من القدماء وصاحب ديوان «بستان القرفة» Kye-won p’il gyong. ترسّخت عادة كتابة الأدب الكوري باللغة الصينية منذ عام 958، وظهرت في تلك المرحلة أعمال أدبية كورية عدة باللغة الصينية منها «مجموعة أعمال لي سانغ- غوك» Li Sang-guk (1241)، و«المجموعة المسـلية» (1254) للأديب تشو- دجا Tchö Dja، و«مجموعة للتسلية» وهي كنايـة عن مجموعـة قصـائد، وحكايـا طـريفة للأديـب لـي إن- رو Li In-ro (1152-1220). كما أن هناك سلسلة حكايات يغلب عليها الطابع الخيالي مثل «حكاية المعلم كـوك» وفيه أراد المؤلـف لي كيو- بو Li Kyu-bo عبر تجسيد الخمر في هيئة إنسان النصح والحض على ترك معاقرتها، وهو موقف أخلاقي اعتمده أغلب الروائيين الذين ظهروا في الفترة اللاحقة.

    ظهر في القرن الثالث عشر أسلوب جديد في نظم الشعر استخدمت فيه الأبيات المقطعية الصينية التي تحتوي على لازمة تتكرر بعد كل مجموعة أبيات. كما ظهر أسلوب شعري آخر يسمى «سي- دجو» si-djo، وهو مقطعي أيضاً لكنه مكتوب باللغة الكورية. وبينما تخلى الشعراء الكوريون تماماً عن الأسلوب الأول في القرن الخامس عشر فقد انتشر استخدام الأسلوب الثاني طوال حكم أسرة لي (1392-1510).

    في بداية هذه الحقبة الجديدة وتحديداً في عام 1443، أدى ابتكار الأبجدية الكورية إلى إطلاق الأدب الكوري من عقاله، وقد ساعد على ذلك أيضاً تطوير الكوريين في القرن الثالث عشر تقنية الطباعة بالأحرف المعدنية المتحركة التي نالت الإعجاب في كل القارة الآسيوية. لكن استخدام هذه التقنية ظل مقتصراً على البلاط الملكي ولم يساعد على انتشار الأعمال الأدبية التي طُبِِعت بالطريقة القديمة. كان أول عمل أدبي كتب بالأبجدية الكورية قصيدة ملحمية ضخمة نظِمت بأمر من الملك سي- دجونغ للتغني بأمجاد أجداد أسرة لي، لكنها حفلت بصور نمطية من أصل صيني أثقلت الأسلوب وطبعته بالرتابة.

    مع نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر بلور الشعراء الكوريون أسلوبين في كتابة القصائد أولهما «سي- دجو» Si-djo المعروف، ويسمى الثاني «كا- سا» Ka-sa. يتألف البيت في النوع الأول من ثلاثة سطور يحتوي كل منها على عدد ثابت نسبياً من المقاطع الصوتية، وهو نمط في كتابة الشعر ما زال متبعاً. أما الموضوعات التي تناولها هذا النوع من القصائد فكانت متنوعة، منها التغني بأمجاد الملك والولاء له، والغزل والبرّ بالوالدين والتغني بالطبيعة. أما النمط الشعري الثاني «كا- سا» فيتألف البيت فيه من مجموعتين من المقاطع الصوتية موزّعة كالآتي: (3+4) أو (4+4)، ويرجع هذا الأسلوب بأصوله إلى القرن الخامس عشر على يد الشاعر دجونغغ كوك-إن Djong keuk-in (1401-1481). إن بعض القصائد التي نظمت بأسلوب «كا- سا» قصيرة نسبياً كتلك المسماة «أغنية الربيع» للشاعر دجونغغ كوك-إن والمؤلفة من تسعة وسبعين مقطعاً صوتياً، وبعضها الآخر طويل قد يصل إلى ألف مقطع صوتي. وتتناول هذه القصائد موضوعات سابقتها.

    وعلى النقيض من الشعراء، استمر الروائيون بالكتابة باللغة الصينية حتى نهاية القرن السادس عشر. ولعل «قصة سلحفاة ذهبية» (نحو النصف الثاني من القرن الخامس عشر) للكاتب كيم سي- سوب Kim-Si-seup (1434-1493) من أهم الروايات؛ استلهمها من الأدب الصيني فصارت فيما بعد نموذجاً لرواية «أوتوجي- بوكو» اليابانية. وأما قصة «هونغ جيل- دونغ» Hong Gil-dong للكاتب الكوري هو كيون Ho Kyun (1569-1618) التي نشرت أيضاً باللغة الصينية بعد مئة عام على سابقتها وترجمت فيما بعد إلى الكورية فتعد إحدى روائع الأعمال الأدبية ومصدر إلهام الروائيين الكوريين في المرحلة اللاحقة. وهي تعبر عن توق كبير إلى الهروب من الواقع إلى عالم الخيال لبناء مجتمع مثالي، وتمتاز بالتالي بنزعتين أساسيتين طبعتا الأدب الروائي الكوري منذ القرن السابع عشر حتى بداية القرن العشرين، ألا وهما الفكر النقدي والرغبة في الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، كما أن أسلوب السيرة المستخدم في هذه الرواية طبع عدداً كبيراً من الروايات الكورية التي ترجع إلى عهد أسرة لي Li. وهكـذا فقد رسـم الروائي هو كيون الطريق الذي سـلكه بعـده الروائيون الكوريـون أمثـال كيم مـان- ديونغ Kim Man-djung (1637-1692) مؤلف «حلم تسع غيمات» Ku un mong و«حكاية مغامرات دام سا في المنطقة الجنوبية» Sa-ssi nam-djong gi، اللتين نشرتا في نحو عام 1689. في الرواية الأولى يظهر تأثر الكاتب واضحاً بالبوذية، ويتناول في الثانية المأساة العائلية الناجمة عن علاقة غير شرعية وانتصار الخير على الشر. وقد غدت هذه الرواية نموذجاً لروايات كورية عدة حملت عناوين مشابهة. وبقي موضوع صراع الخير والشر محور الأدب الروائي الكوري حتى بداية القرن العشرين.

    وضمن تلك التوجهات بلغ عدد الروايات الكورية حتى نهاية القرن الثامن عشر ما يزيد على ثلاثمئة رواية. لكن اللافت أن كتابها آثروا في أغلب الأحيان عدم الإفصاح عن اسمهم، ربما كي يتمكنوا من انتقاد العادات الاجتماعية بحرية أكبر، وتفادياً لأن ينعتوا بالخونة كونهم من أنصار المحافظة على اللغة الصينية في الكتابات الأدبية.

    في نهاية القرن الثامن عشر ظهرت رواية «تشون هيانغ دجونغ» Tchun hyang djon التي صوّر فيها مؤلف مجهول الهوية وبسخرية لاذعة الفساد الذي كان يعمّ المجتمعات الراقية وانتقد بشدة التمييز الطبقي. كذلك الأمر بصدد مؤلفات عدة تلت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بعضها باللغة الصينية وبعضها الآخر بالكورية، ومنها رواية «قصة نبيل» Yang-ban djon التي انتقدت السلوك المنافق لأحد أتباع كونفوشيوس[ر] والحياة الجوفاء غير المنتجة لأحد النبلاء بالمقارنة مع فضائل متعلم ينجح بجني المال وتوظيفه في بناء مجتمع الفضيلة كونه رجل اقتصاد وإصلاح. في حين لم تعوّل رواية «سيم تشونغ» Sim Tchong (القرن الثامن عشر) إلا على طيبة الإنسان وسعيه إلى تحقيق مثله الأعلى. تمتاز هذه الرواية مجهولة الكاتب بأن الشخصية المحورية فيها أنثى، سيم تشونغ ابنة رجل أعمى بيعت لتُقدّم أضحية إلى أرباب البحر، لكنها وبفضل طيبتها وبرّها بوالدها أصبحت امبراطورة. وقد ألهمت هذه الرواية بفضل النجاح الذي حققته روايات تاريخية أخرى بطلاتها من النساء.

    شهدت تلك النشاطات الأدبية انقطاعاً في بداية القرن التاسع عشر حين مارست القوى العظمى سياساتها التوسعية الأمر الذي نغص على الكوريين عيشهم، فضلاً عن مرورهم بفترة ركود اقتصادي، الأمر الذي جعلهم يعيشون حالة ارتباك سياسي واجتماعي أدى إلى وقف نشاطهم الأدبي، فأمسك الروائيون عن الكتابة ولم يستأنفوها إلا في العقد الأول من القرن العشرين متأثرين هذه المرة بالأدب الغربي الذي وصلهم عن طريق اليابان المنتصرة في حربها مع كل من الصين (1894-1895) وروسيا (1904-1905)، والتي انتهت إلى أن ضمت اليابان كوريا عام 1910. قبيل ذلك نشأ تيار أدبي عُرف بتيار «الرواية الجديدة» انقلب أتباعه فيه على أسلوب السيرة في السرد، إلا أنهم ظلوا متمسكين بالموضوعات التي كانت سائدة لدى السـلف كالحض على الخيـر ومعاقبة الشر والقيام بالإصلاحـات. ومن روايـات تلك الفترة «صوت الشـيطان» Keui eui song (1908) و«عالم فضي» Eun se-gye (1908) للروائي لي إن- دجيك Li In djik (1854-1916) و«شجرة خوخ في الثلج» Sol djung mä (1908) للكـاتب كو يون-هـاك Ku Yon-hak و«جـرس الحرية» Dja-yu djong (1910) للروائي لي ها- دجو Li Hä-djo (1895-1950). وكان آخر من مثّل هذا التيار الروائي الأديب الكوري لي كوانغ- سو Li Koang-su في روايته «القسوة» Mu-djong (1917).

    برز التيار الواقعي[ر] في الرواية بين عامي 1910-1945، في فترة الاحتلال الياباني لكوريا، وقد حاول أصحاب هذا التيار وصف الحياة الاجتماعية وتحليلها بأكبر قدر ممكن من الأمانة. ودعمت مجلة «الإبداع» التي أسسها دجونغ يونغ- تاك Djon Yong t’äk عام 1919 هذه النزعة الواقعية وأسهمت في انتشارها. كما أوجدت حركة الاستقلال التي اندلعت في الأول من آذار/مارس 1919 المناخ المناسب لانطلاقة أدبية جديدة إذ منحت الحكومة اليابانية في سيؤول الأدباء حرية تعبير نسبية.

    يمتاز الأدب الكوري في تلك الفترة بظهور ثلاثة تيارات هي النزعة الانهيارية (أو الانحطاط)، والنزعة الإبداعية[ر] (الرومانسية)، والنزعة الطبيعية[ر]. تناول شعراء وروائيو النزعة الأولى موضوع الموت متأثرين بالرمزيـة[ر] الفرنسية، ومن أعـلامهم أو سـانغ- سـون O Sang-sun (1895- 1965) و مين تا- ون Min t’ä-won (1894-1935) وهوانغ سوك- أو Hoang Sok-u (1895- 1959). كذلك كان الموت الموضوع المفضل عند الرومانسيين ومن أعلامهم باك دجونغغ- هوا Pak djong-hoa، وباك يونغ- هوي Pak Yong-hui المولودان عام 1901، وأن سوك - دجو (1901-1950)، ورا تو- هيانـغ (1902-1927) الذي نشر مجموعتين من القصص القصيرة «طاحونة المياه» Mul-le-bang a (1924)، «الأخرس سام - ريونغ» Pong-o-ri Sam-ryong (1927). أما النزعة الطبيعية فقد تجلّت عند يوم سانغ- سوب Yom Sang-sop في روايته «ضفدع في غرفة من النماذج» P’yo-bon-sil eui tchong-gä-gu-ri (1921) وكان نموذجاً اقتدى به الكتاب الراغبون في تصوير المجتمع الكوري بأسلوب بسيط فيه مسحة حزن ونزوع إلى العنف أحياناً.

    أُلفت رابطة الأدباء والفنانين البروليتاريين الكوريين عام 1925 ثم حُلّت بأمر من الحكومة عام 1935، لكن أعضاءها ما فتئوا يحثون القراء على الثورة على بؤس العمال والفلاحين. ومن أعمال تلك الفترة «زمن الهروب» T’al-tchul gi (1925) للروائي تشو هاك-سونغ Tchö Hak-song و«نهر ناك-تونغ» Nak-tong gang (1927) للروائي دجو ميونغ-هي Djo myong-hi. وظهر في الثلاثينيات من القرن الماضي تيار «الجماليين» ومنهم الروائي لي تـا- دجونغ Li T’ä djun والشاعر ديونغ دجي- يونغ Djong Dji-yong والأديب لي هيو- سـوك Li Hyo-sok صـاحب روايـة «عندمـا تزهِر الحنطة» Me-mil KKot p’il mu-ryop (1936). ومن بين الأديبات الكوريات برزت في تلك الفترة الروائيتان كانغ كيونغ- آ Kang Kyong-ä، وريم أوك- إن Rim Ok-in، والشاعرتان مو يون- سوك Mo Yung-suk، ورو تشون- ميونغ Ro Tchon-myong. ولكن سرعان ما حدّت السلطات اليابانية مجدداً من حرية تعبير الكتاب فاعتقلت العديد منهم عام 1940، الأمر الذي عطّل الحركة الأدبية الكورية حتى عام 1945.

    بعد الاستقلال في 15آب/أغسطس 1945 وانقسام كوريا إلى شمالية وجنوبية مرّ الأدب الكوري بمرحلة جمود تام فلم ينشر طوال الحرب التي اندلعت بين الكوريتين (1950-1953) أي عمل أدبي قيِّم باستثناء رواية «اقتراح إنساني» In-gan don eui (1950) للكاتب كيم تونغ- ري Kim Tong-ri وصف فيها ببراعة فائقة الظروف الاجتماعية للكوريين في شمالي البلاد كما في جنوبيها بعد عام 1945.

    بعد انتهاء الحرب أخذ الأدباء في كوريا الجنوبية يتأمّلون في أسبابها ومغزاها. من أهم أدباء تلك الفترة باك يونغ- دجوم Pak Yong-djum، وأو سانغ- ون O Sang-won الذي عدّ تلك الحرب خسارة فادحة للجميع في روايته «الرجال الممحيون» Muksal tang-han saram-deul (1956)، وسون أو- هوي Son-u-Hui الذي تناول في روايته «ومضات» Pul-K Kot (1957) حتمية مواجهة قدر مأساوي بائس. وقد بعثت تجزئة البلاد اليأس في نفوس بعض الأدباء، ودفع اليأس بعضهم الآخر إلى النضال ضد الزعماء السياسيين، كما هي حال باك يون- هوي Pak Yon hui في روايته «الشاهد» Djeung-in (1955)، والشاعر باك تودجين Pak Tudjin صاحب «إزهار نيسان» Sa-Wol man-bal (1966).

    ومع بداية استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كوريا الجنوبية بدأ الأدباء بمحاولة تحديد ملامح «البطل» تبعاً لمدى إسهاماته في الثورة على المجتمع التقليدي. وقد تناولوا الموضوعات التاريخية لتسليط الضوء على ظروف نشوء البطل. مع النهضة الاقتصادية التي شهدتها كوريا الجنوبية في السبعينيات من القرن العشرين كثرت الأعمال الروائية التي تتناول بؤس الطبقة العاملة كرواية «جار» Iut saram للكاتب هوان سوغيونغ Hoan Sogyong (1972) و«القزم الذي رفع البالون عالياً» Nandjangga ssoaollin cagûn Kong للروائي كو سيهي Co Sehi (1978)، و«علاقات» Kwangye للروائي ريو كايونغ Ryu Cäyong (1980).

    وأمّا في كوريا الشمالية فقد اقتصرت الساحة الأدبية بعد انتهاء الاحتلال الياباني في عام 1945 على الأدب الملتزم بمبادئ المجتمع التقدمي والمناهض للفاشية. من أهم الآثار الأدبية «الخلق» Kä-pyok (1946) و«الأرض» Ttang للكاتب لي كي- يونغ Li ki-yong، و«ساحة المعركة رقم 2» Dje-I djon ku (1949) للروائي باك تا- مين Pak T’ä-min، و«الطيور الخالدة» Pul-sa djo (1949) للروائي هيونغ كيونغ- دجونغ Hyon Kyong-djun. ثم ما لبثت الحرب بين الكوريتين أن علّقت نشاط الأدباء الذين انصرفوا إلى أدب المقالة وكلفوا إجراء التحقيقات الصحفية. وفي أيلول/سبتمبر من عام 1953 أصدر الأدباء بياناً حددوا فيه توجهاتهم جاعلين كل جهودهم ومواهبهم تنصب في إعادة بناء اقتصاد الشعب. ومن أدباء تلك المرحلة تشون سي- بونغ Tchon-se pong ولي كيونغ-يونغ Li Keung-yong. وهناك أدباء آخرون أتوا في مرحلة لاحقة أمثال يون سي- تشول Youn si-tchol صاحب «ابن الشمس» T’ai-yang eui a-denl (1974)، و لي بوك- ميونغ Li Puk-mjong الذي ألّف رواية «المنارة» Teung-tä (1975).

    لبـانة مشـوّح
يعمل...
X