موسى عبدالله
عشر سنوات مرت على رحيل الممثل السوري نضال سيجري الذي يُعد من أبرز الوجوه الفنية التي مرت علىالدراما السورية، حيث ترك بصمة فنية مميزة نتيجة دوره الشهير في مسلسل “ضيعة ضايعة”، اذ لقبه النقاد ب “تشارلي تشابلن” العرب، وعلى الرغم من مشاركته في عشرات الأعمال المسرحية والدرامية الّا أن شخصية “أسعد خرفوش” التي جسدها في “ضيعة ضايعة” تُعد الشخصية المحببة عند قلوب الناس، وستبقى خالدة في ذاكرة الملايين من المشاهدين الذين تابعوا ذلك المسلسل الذي كان بمثابة نقلة نوعية في حياة نضال سيجري، ولكن المرض تمكن من صاحب تلك الشخصية الكوميدية التي أدخلت البهجة على قلوب الملايين.
مسلسل “ضيعة ضايعة” عرّف الناس على طيبة نضال وشخصيته القريبة منهم، حيث نقل الشخصية الكريمة والمتسامحة التي لاتعرف مكاناً للخبث والحقد والكراهية، وهذا ما تفتقده المجتمعات العربية الغارقة في بحور من الحقد، تلك الطيبة التي نقلها “أسعد” تكادتكون قدإنقرضت ولم يعد لها وجود على الرغم من أنها شخصية تمثيلية، ولكنها لامست وجدان الناس ومشاعرهم، ونقلت أوجاعهم وهمومهم بطريقة كوميدية.
مر على رحيل نضال سيجري عشر سنوات حيث فارق الحياة في الحادي عشر من تموز/ يوليو ٢٠١٣، وتفتقده الساحة الفنية السورية والعربية، حيث كان من أكثر الممثلين تواضعاً ومحبة، والدور الذي جسده في شخصية “أسعد” عكس روحه الجميلة التي فارقت الحياة، ولكن“أسعد” لا يزال موجوداً بين الناس، ودون أي مبالغة أو تجميل للواقع فإن أغلب الناس لا تزال تتابع “ضيعة ضايعة” عندما يعرض بين الفينة والأخرى على الفضائيات، وأن أغلبيتهم يحتفظون بنسخ عن المسلسل ويشاهدونه دائماً.
من المؤكد أن الدراما السورية إفتقدت لنضال سيجري الإنسان والممثل، ولم تشهد منذ رحيله أي عمل كوميدي يعكس طيبة الناسكما مسلسل “ضيعة ضايعة”، ولم تشهد بروز أي شخصية كوميدية قريبة من الجمهور كما شخصية نضال سيجري الذي سيبقى علامةفارقة في عالم الكوميدية، وما قدمه يجب أن يكون حافزاً لكل ممثل كوميدي يسعى إلى زرع البسمة على محيا الناس وأن لا يعمل على رسم بسمة مصطنعة، لأن البسمة التي عمل سيجري على رسمها كانت نابعة من القلب إلى القلب.