اخبار عند الطبع :
ذكرنا أكثر من مرة أن الجدة هي الميزة الاولى للانباء المثيرة . وان الانباء مادة قابلة للتلف ، فهي تفقد أهميتها وتأثيرها بمرور الوقت ولذلك أصبحت السرعة من اللوازم الضرورية في الصحافة ، ولا سيما بالنسبة لقسم الاخبار الذي يجب عليه أن يراعي المواعيد بدقة متناهية ، حتى لا تتأخر المطبعة عن الدوران في الاوقات المحددة لكل طبعة . لان المطبعة لا يمكن ان تتوقف الا اذا وقع حادث هام جدا ليكتب في سطور قليلة ولعشر دقائق فقط ثم تستأنف دورانها من جديد . فكل شيء في الصحيفة يعتمد على السرعة . وسر تلك السرعة هو النظام والترتيب والطريقة الآلية في معالجة الاخبار مهما اختلفت أو تنوعت . وفي حالة وقوع حادثة قبل موعد الطبع بقليل ، أو وقوع تطورات جديدة مفاجئة يصعب معها اعادة كتابة القصة الاولى المعدة للطبع مما يضطر الصحفي الى كتابة موضوع جديد أو اضافة فقرات الى موضوعه الاول ـ يجب أن يتم كل ذلك في دقائق معدودات . وهذا ما بالقصة الجارية كما أسلفنا ، لان الصحفي يكتب حينئذ كل فقرة أو فقرتين على الاكثر في صفحة ، ثم يرسلها تباعاً الى المطبعة ، وهكذا الى ينتهي الموضوع . ولا ان هذه القصص الجارية تثير اهتمام القراء لانها تتناول عادة موضوعات هامة ، مثل مباريات في مرحلتها النهائية ، أو نتائج انتخابات ، أو محاكمات ، أو اجتماعات مجلس ، أو حريق . ويعالج قسم الاخبار هذه الموضوعات باسم ( أخبار قصيرة - اضافات - مقدمات جديدة ) .
وهناك الخبر الهام أو العاجل ويكون عادة ملخصاً لتطور مفاجيء يروى في كلمات قوية معبرة دون غموض أو التواء ، وهو أقصر خبر في الصحيفة. ونظراً لشدة أهميته فقد جرت العادة أن يكتب بحروف سوداء أو كبيرة في رأس الموضوع ، أو تحت عنوان منفصل اذا كان الموضوع جديداً . وخصائص الخبر الهام أو العاجل أنه يتضمن النقط الهامة جداً في الخبر . وميزته الاولى انه يكتب ويراجع ويطبع ، ثم يظهر أمام القراء في دقائق . ولهذا السبب كثيراً ما يظهر فجأة خبر من هذا النوع ويتخذ طريقه للمطبعة دون أن يتاح لدى المخبر والمحرر المعلومات الكافية التي تثبت صحته ، أو تحدث تطورات تقلب موضوعه بكامله في الصحيفة .
ويمكن تحويل البيانات التي يذيعها الراديو الى أخبار قصيرة ويجب أن يكون هذا النوع من الاخبار مكتوباً في جمل كاملة ، لا على شكل الصيغة التي يستعملها الناس في البرقيات . وكثير من الصحف تخصص عموداً في صفحتها الاولى لتكتب فيه بحروف سوداء هذه الاخبار الهامة التي تصل اليها في آخر لحظة، لتوفر بذلك بعض الوقت ، ولتتجنب مؤونة اجراء أي تغيير في صفحاتها الداخلية . وعندما يرسل الخبر العاجل الى المطبعة يبدأ المخبر في تحويله الى ( مقدمة جديدة ) لتكون على رأس قصة جديدة ، أو توضع مع القديمة في الطبعة الثانية . واذا كانت هناك طبعات أخرى سوف تصدر ففي استطاعة المخبر أن يعيد كتابة مقدمته ليضمنها مزيداً من المعلومات . وقد تحدث تطورات تهم القارىء ، ولكنها لا ترقى في الاهمية الى درجة أن توضع المقدمة . عندئذ تكتب بشكل فقرات اضافية وزيادات تحت عنوان ( زيادة ـ أ ـ ) للفقرة التي توضع بالقرب من المقدمة، و ( زيادة ــ ب ـ ) للفقرة التي توضع بالقرب من النهاية ، و ( اضافة ـ أ ) للفقرة التي القصة توضع بعد انتهاء القصة .
تعليق