كيف تستقى الاخبار وكيف تبلغ :
من الصعب وضع قاعدة عامة لاستقاء الانباء ، فكل موضوع لـه ظروف خاصة ، غير أن هناك أموراً لا بد من مراعاتها في جميع الاحوال وأهمها الدقة . فيجب على المخبر أن يتأكد من صدق كل كلمة يكتبها ، بحيث يكون قادراً على تقديم الادلة المادية التي تثبت أية نقطة تكون موضع شك . وهذا يقتضي صدق مصادر الانباء . وفي كثير من الاحيان يضطر المخبر الى جمع أجزاء القصة بنفسه مصادر مختلفة لا يثق كثيراً بدقتها . وعليه في مثل هذه الحالة أن يحصل على الحقائق من مكاتب الصحافة في الوزارات أو من السجلات أو البيانات أو الاشخاص الذين لهم صلة ماسة بالموضوع وقد يكونون ممن لا يؤبه بهم كالسعاة وصغار الموظفين ، لان الخبر يظهر كالتبر بين كوم من الوحل . غير ان هذا التبر ليس من السهل التقاطه ، الامر الذي يجعل الصحيفة الحديثة بحاجة الى أقسام للاخبار معقدة وباهظة التكاليف . وللحصول على النبأ الحقيقي بمفهومه السابق لا بد من جهود مضنية . فلا بد من التنبؤ بالمكان الذي سوف يظهر فيه الخبر للحصول عليه في الوقت المطلوب حتى لا يسبق اليه المنافسون وتحتسب أجور المخبرين والمراسلين المحليين أو الاقليميين في طبقا لعدد الاسطر التي يكتبونها ، أو أنهم يتقاضون عن عملهم بجملته أجراً ضئيلاً ثابتاً . ويقتضي دورهم التنبه الى الاحداث التي تقع في المنطقة ، والتي قد تهم الجمهور ، كما انهم مطالبون بلفت نظر صحفهم الى الخبر المحلي الهام الى أن يصل المندوب الخاص . ولذا كان لزاماً على المخبر أن يراعي دائما الامور التالية :
١ _ اکتساب صداقة الناس وثقتهم فكثيراً ما يحتاج اليهم في . مهام عمله .
۲ _ عدم اللجوء الى طرق غير شريفة في الوصول للخبر الا في مصلحة وطنية عليا كأيام الحروب، والابتعاد عن تهديد المصدر الا اذا كان النبأ الذي يريده أهم من خسارة مصدره .
٣ - البحث عن الرجل الذي يعرف . فكلمة واحدة من الرئيس آلاف الكلمات المرؤوس .
٤ - ذكر مصادر أنبائه بخير في قصصه ، وحمايتهم مما يسيء اليهم، وعدم افتعال أسمائهم في أية مناسبة .
ه ـ أن يحصل بنفسه على الصور التي تشهد له ، أو يستدعي مصور الصحيفة أو غيره اذا لزم الامر .
٦ - استصحاب آلة تسجيل صغيرة يفيد منها في تسجيل الامـ السرية ، كاعترافات المجرمين والسياسيين وغير ذلك .
وحينما يريد المخبر أن يبلغ الانباء الى المرجع المختص في صحيفته عن طريق الهاتف عليه أن يلاحظ الامور التالية :
١ - أن يبلغ المعلومات التي استقاها بالترتيب الذي يجب أن تكتب به القصة . المقدمة أولاً ، ثم التفاصيل أهميتها لان ذلك يحول دون تكرار الاخبار واغفال بعض النقاط .
٢ ــ ان لا يزيد في كلمات الموضوع عن العدد المحدد له . أن يعد ملاحظاته قبل المباحثة ، وأن يتلوها واضحة بدون همهمة أو تكرار وبصوت هادىء واضح ، وأن يذكر الوقائع الكاملة و على دفعة واحدة فقط .
فاذا خرج المخبر من مكتب الصحيفة ليقوم بالبحث عن صيد من الاخبار غير موعود ، أو لينفذ تعليمات ومطالب معينة سجلها مرتبة في دفتره الخاص ، ثم ظفر بشيء من هذا أو ذاك كان عليه ان يعتمد فوراً على كتابة المذكرات والتسجيل والتصوير ، ثم يتصل بين حين وآخر بالمحرر المختص عن طريق الهاتف للاتفاق معه على كمية الاعمدة لكل موضوع كلف التنقيب عنه أو عثر عليه صدفة . وفي حين فراغه وتنقله من مكان لآخر يطالع ما تصل اليه يده من الصحف ، ليشطب من قائمة أعماله كل خبر سبق اليه منها ، وليسرع الى ما لم يسبق اليه . وعندما يعود الى مكتبه ينكب على كتابة موضوعاته ، ثم يرسلها عن طريق البريد أو البرق أو اللاسلكي أو يسلمها بيده بعد اعدادها للطبع على ثلاث نسخ ، يكتب في ركن كل منها اسمه ومصدر النبأ ، يحتفظ بواحدة منها لنفسه ، ويضع الثانية في اضبارة خاصة ، وأما الثالثة فيسلمها لتأخذ طريقها بين المكاتب حتى تصل الى المطبعة . وأول من يلقي عليها نظرته هو محرر شؤون المدينة ، ثم يرسلها الى رئيس قسم الاخبار ليصدقها ، ومنه تنتقل الى المراجع الذي قد يعيد كتابتها ويضع لها عناوين جديدة ، ثم ترسل الى سكرتير التحرير الذي يحدد لكل خبر مكانه في صفحة الاخبار الداخلية بعد أن يطيلها أو يوجزها ، ويحدد طول عناوينها وعرضها حسب الحاجة ، ثم ينتهي بها المطاف الى رئيس التحرير فيلقي عليها نظرة عامة ليرى ما له منها صلة بالسياسة أو المشكلات العامة وغير ذلك ، ثم تصل المطبعة لتجمع حروفها وتؤخذ عليها ( بروفات ) ترسل الى ذوي العلاقة كما سيأتي .
أما الاخبار الخارجية فتأتي الى الصحف عن طريق وكالات الانباء ، أو عن طريق المراسلين الخارجيين للصحيفة المنتشرين في مختلف الانجاء، والذين يحسن أن يزودوا بتقارير متعاقبة . اتجاهات بلادهم ليتصيدوا على ضوئها الاخبار التي تهم شعبهم قبل كل شيء . ولكل صحيفة قسم خاص بالمترجمين الذين يتولون ترجمتها الى اللغة المحلية ، ثم ترسل هذه الترجمة الى المتراجع أو سكرتير التحرير ليعيد صياغتها الجريدة ، ثم تعرض على رئيس التحرير ليبدي رأيه فيها أو يعلق عليها بكلمة خاصة تشكل افتتاحية الجريدة أو العمود الرئيسي فيها .
واذا كانت الصحيفة تخرج على قرائها في أكثر من طبعة واحدة تصفح المحررون نسخ الطبعة الأولى ليترك كل واحد منهم لمحرر شؤون المدينة مذكرة عن التطورات المحتملة ، ثم ينصرفون من المكتب جميعاً باستثناء ثلاثة أو أربعة توكل اليهم مهمة انتظار الحوادث التي تقع أثناء الليل لنشرها في الطبعات التالية .
ويلاحظ أن البيانات والتفصيلات الدقيقة في حادثة مهمة تؤخذ من الطبعات الاخيرة ، لان الطبعة الاولى وكذلك الملاحق تتضمن أهم المعلومات المستعجلة المثيرة بقصد زيادة عدد التوزيع ، وقد تنقصها الدقة السرعة التي تم بها اصدارها للاسواق .
تعليق